أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-06-2015
5167
التاريخ: 26-09-2014
5105
التاريخ: 26-09-2014
8616
التاريخ: 3-12-2015
4575
|
حرمان المنافقين من نور الهداية التكوينية
لقد جعل الله سبحانه وتعالى، وهو نور السماوات والأرض، كل موجود متمتعاً بنور الوجود، الذي هو نور عام شاما : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ } [النور: 35] . فوجود كل موجود، وكل ما أوتي من ثروات وجودية، هو شعاع من هذا النور التكويني، والمنافقون أيضاً لهم حظ من نور الوجود هذا. لكن الحديث في آخر هذه الآية ذاتها يدور حول نور هو غير متاح للجميع: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور: 35] .
هذا النور هو غير نور أصل الوجود الذي يستضيء به الجميع، إنه نور التوفيق والإيمان الذي يخصص لبعض الناس. بالطبع إن النور الإلهي العام يرسل أشعته إلى عالم الوجود قاطبة: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [البقرة: 115] ، لكن مواضع سطوع النور الإلهي الخاص هي دور العبادة وبيوت أهل البيت عليهم السلام حيث أعطى الله عز وجل الإذن التكويني والتشريعي لأن تكون هذه الدور والمعابد والبيوت رفيعة وسامية: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36]. وكل من وطأت قدمه تلك المعابد أو البيوت فسوف يضع نفسه في مهبط سطوع هذا النور التكويني الخاص، أما المنافق، الذي صار أجنبياً وبعيداً عن مراكز العبادة، وكذلك عن بيوت أهل البيت عليه السلام ، فهو محروم من هذا النور الذي هو الفيض الإلهي الخاص، وبسبب حرمانه هذا فهو يعيش في ظلمة متراكمة.
فالمسافر الذي أضاع الطريق والذي يجلس في ليل داج منتظراً برقاً خاطفاً كي يواصل الطريق، لن يصل إلى مقصده أبدأ: «وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة»(1) . فمن حرم نفسه من النور الإلهي الخاص لن يكون بمقدوره، من خلال الدنيا وزخرفها وزبرجها الزائلين، بلوغ المقصد والمقصود في السير الأبدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تحف العقول، ص97؛ وبحار الانوار، ج 74، ص286.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|