لو شاء الله لهدى الناس على سبيل الجبر
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص 69-70 .
3-12-2015
5170
قوله سبحانه : {قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ فَلَوشٰاءَ لَهَدٰاكُمْ} [الأنعام : 150] .
على سبيل الجَبْرِ . وَلم يَقُل : لاهتديُتمْ . والهدايةُ ، أنما هو البيانُ ، والدلالةُ لأنَّهُ هدى الجميع بمعناهما . أو الفوزُ ، والنجاةُ . ولا خلاف في أنَّه لو شاءَ ، لنجى جميعهم ولأثابهُم .
أو الإيمانُ ، والدينُ . ولا يصحُّ ، ذلك لأنه لا يقال فيمن جبر غيره على أمر قد هداه وإنما يقال ذلك إذا أرشده إليه ودله عليه .
ومعنى الآية : أنه حكى عن قول الكفار فقال : {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الأنعام : 138] . فجعلهُم في قوله : إنه {لَو شٰاءَ اللّٰهُ مٰا أَشْرَكُوا} [الأنعام : 107] . ولا حرموا شيئا كاذبين .
فوجب أن يكون الله بتكذيبه إياهم فيما ادعوا مريداً لإيمانهم كارها لما هم عليه من الشرك . فلما كذبهم ، قال : {قُلْ فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ} [الأنعام : 150] . إذ كانوا أشركوا من جهة أنفسهم من غير أن يكون أراد منهم الشرك أو أمرهم به أو حملهم عليه . إذ لو فعل شيئا من ذلك لكان لهم الحجةُ عليه .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة