أقرأ أيضاً
التاريخ: 23/11/2022
1669
التاريخ: 21-4-2016
2540
التاريخ: 7-8-2022
1270
التاريخ: 11-3-2019
2285
|
لقد حرم الإسلام على المسلمين من خلال القرآن الكريم والروايات والأحاديث الإسلامية الكثيرة ، كافة أنواع القمار، واعتبر أن الأموال التي يحصل عليها الإنسان من القمار بأنها أموال غير شرعية، وحذر المسلمين من التصرف بتلك الأموال .
عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى نهى عن جميع القمار وأمر العباد بالاجتناب منها وسماها رجساً، فقال: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ } [المائدة: 90] ، مثل اللعب بالشطرنج والنرد وغيرهما من القمار، والنرد اشر من الشطرنج)(1).
قال الإمام الباقر (عليه السلام) : يدخل في الميسر اللعب بالشطرنج والنرد وغير
ذلك من أنواع القمار(2).
وقال أبوعبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى :
{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188] ، قال ذلك القمار(3) .
«يقول «فريد وجدي» : شاع القمار في القرن السادس عشر بين جميع الناس في جميع أنحاء أوروبا ، حيث أقيمت نواد كبيرة للقمار ، وبلغ عدد هذه النوادي في باريس وحدها 47 نادياً وقد استمر الوضع على حاله بعد قيام الثورة الفرنسية. ثم تم تخفيض عدد النوادي في باريس إلى تسعة أندية وتقرر منح رخصة تأسيس ناد جديد للقمار لمن يدفع مبالغ طائلة كضريبة للبوليس السري في فرنسا» .
«وفي عام 1837 حظرت الحكومة الفرنسية منح رخصة إنشاء ناد للقمار مقابل دفع الضرائب، وكان عدد النوادي العامة في باريس لم يتجاوز 7 أندية، وفي القصر الحكومي كانت هناك أربعة أندية خاصة واحد منها خاص للنساء».
«وفي إنجلتره حظرت الحكومة لعب القمار عام 1853 ، ولكن بقي 18 نادياً للقمار دائراً لاعيان المملكة بعد صدور قرار الحظر .
كما حظر لعب القمار في كل من: أمريكا عام 1855 ، وبروسيا عام 1854 ، وألمانيا عام 1882.
«وكان الإسلام قد حرم القمار قبل هؤلاء المتمدنين بعدة قرون»(4).
إن ما يؤسف له أن القمار بات في عصرنا الحاضر وسيلة من وسائل اللهو والترفيه التي يلجأ إليها الكثيرون من الناس في أوقات فراغهم، حتى ان بعضهم قد اعتاد على هذا العمل الذميم الذي يهدرون في سبيله مقاطع مهمة من أعمارهم ويعانون من أضرار روحية وعصبية وأخلاقية ومالية .
لكن الشاب العاقل الذكي لا يدنو من القمار أبداً ولا يقتل ساعات فراغه بما يضره ويتلف أعصابه ويشوش عليه تفكيره ويبعث على بؤسه وشقائه.
والشاب المؤمن الذي يفكر بعواقب الأمور ويظل متمسكاً بالتعاليم الإسلامية فضلاً عن أنه لا يلعب القمار ولا يسجل على نفسه مثل هذا الإثم الكبير، لا يمكن أن يجالس المقامرين أو أن يضحي بسمعته من أجل أمور تافهة .
ثمة نوع آخر من أنواع الترفيه الضار المتبع ولشديد الأسف في معظم بلدان العالم لا سيما البلدان الغربية المتطورة ، وهذا النوع من الترفيه قد وجد مكانته في أعماق الشباب ، وهو آخذ بالازدياد والانتشار السريع ، ألا وهو المخدرات والمنشطات .
فالإنسان بطبيعته يميل إلى إشباع غرائزه وإصابة ما يقدر من اللذات والشهوات سعياً منه لتأمين ما يفرحه ويسعده . ولأن المخدرات تعتبر واحدة من أقوى الوسائل التي تؤمن للإنسان لذته ونشوته وتشبع ميله الطبيعي ، فإنها بالإجبار تستأثر باهتمام اللاهثين وراء اللذات الذين يجهلون الأعراض الخطيرة جداً التي تبيتها لهم هذه المواد المخدرة والمنشطة .
والإنسان العاقل لا يمكن أن يورط نفسه بمصائب وويلات كبيرة وآلام مستمرة من أجل لذة عابرة .
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا يقوم حلاوة اللذة بمرارة الآفات(5).
لقد ترك تطور العلوم وانتشار الصناعات الآلية آثاراً كبيرة على كافة شؤون الإنسان الحياتية ، وأربك كلياً أوضاع المجتمعات البشرية. فقد توصل الإنسان وبفضل العلم إلى الكثير من أسرار الخلقة وعرف خصائص الثروات الطبيعية وتركيباتها الكيمياوية، وتوصل إلى اكتشاف الكثير من الظواهر الصناعية والمواد الخام التي تدخل في الصناعات وتوفر للإنسان كل مقومات الحياة الأفضل . بيد أن التطور العلمي والتقدم الصناعي قد قدم بموازاة الظواهر النافعة والمفيدة للمجتمعات ظواهر سيئة وضارة . فالهيروئين والماريجوانا ومادة إل . أس . دي وغير ذلك من المخدرات هي هدية المدنية الجديدة للمجتمعات والتي تعتبر من الظواهر الضارة لهذه المدنية .
فما أكثر الشباب الذين أضاعوا شخصيتهم الإنسانية وهددوا فضائلهم الأخلاقية بسبب تعاطي المخدرات ، فأصبحوا أذلاء منحطين وتلطخت أيديهم بعار الجريمة والسرقة ، وأخيراً قضوا وهم في أشد حالات البؤس والشقاء.
وما أكثر اولئك الذين فرطوا بشبابهم وحياتهم من أجل المخدرات، وحرموا من سلامة العقل والجسم ، وأصيبوا بأعراض جسمية وأمراض نفسية ، وانتهى بهم الأمر إلى دار المجانين حيث هدرت كرامتهم وذهبت أعمارهم أدراج الرياح.
ولكي يعي شبابنا الأخطار الرهيبة الناجمة عن المخدرات ويطلعوا أكثر فأكثر على الأضرار التي تسببها هذه السموم الفتاكة ، إرتأينا أن ننقل مقتطفات من أقوال الصحف حول الأوضاع المزرية التي يعيشها الفتيان والفتيات المدمنون في عدد من البلدان الغربية .
(الرأي العام الفرنسي يعيش حالة من الانفعال ، فكل يوم تقع فاجعة في هذا البلد. حيث توفي كل من «مارتين» في «باندول» 17 عاماً و ,باتريشيا» في «كان» 16 عاماً و «جان كلود» في «مرسيليا» 1 2 عاماً نتيجة تعاطي المخدرات» .
«يقول الدكتور «روماجون» : القضية ليست محصورة بتعاطي المخدرات عن طريق الفم فقط ، فقد التقيت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بفتيان وفتيات لم يتجاوزوا الرابعة عشرة من العمر ، فشاهدت على سواعدهم آثار وخز الإبر ، وهذا معناه أنهم يعرضون أنفسهم للموت عن طريق تعاطي المخدرات بواسطة الحقن» .
«أيقظ رجال الشرطة الاسبوع الماضي امرأة شابة ترتدي ثياباً رثة عبارة عن معطف من الصوف وثوب من القطن وحذاء بسيط ، كانت نائمة على قارعة الطريق، فاقتادوها إلى أقرب مركز للشرطة. وفي الطريق لاحظ أحد رجال الشرطة أنها ترتجف ، فألقى عليها جراماً من الصوف . ولدى استجوابها قالت المرأة : إسمي «فرانسواز» ولي من العمر 17 عاماً ، لم أتناول أية مادة مخدرة منذ يومين . فأمرها المحقق برفع أكمامها والكشف عن ساعديها ، فأطاعته . لقد كان ساعداها منخورين بآثار وخز الإبر ، لقد كانت تحقن نفسها بمادة الهيروئين ، وقالت : لقد اضطررت إلى تزريق نفسي بكعب قدمي لأني لم أعثر على شريان في يدي ، وأضافت : حينما زرقت أول أمس لاحظت أن الحقنة سحبت كمية من الدم ، فأدركت أن علي أن أسحبها ، وهذا الدم كان بمثابة الضوء الأحمر لي. فكلما دخل الدم إلى الحقنة علمت أن علي أن أوقف التزريق وأنتظر يومين لأعيد الكرة ثانية»(6).
«إن للدواء المخدر دوراً كبيراً في الجرائم والحوادث التي تشهدها نيويورك ، ويعتقد أن عدد المدمنين في هذه المدينة قد تجاوز 250 ألف شخص ، مائة الف منهم يقطنون حي «هارلم»»(7).
«إن غالبية السجناء الأمريكيين مدمنون على مادة الماريجوانا المخدرة. وتقول السلطات الرسمية إن نحو ثلثي السجناء من الرجال و95 من النساء السجينات في واشنطن مدمنون على المخدرات. وبالنظر إلى هذه الأرقام يتبين وجود ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص مدمن على المخدرات في العاصمة الأمريكية ، ينفقون سنوياً 15 ألف دولار لتأمين احتياجاتهم من المخدرات ، ولتأمين هذا المبلغ فإنهم يقومون بسرقة ما لا يقل عن مائة وخمسين الف دولار من البضائع من مختلف المناطق والاحياء(8).
«قال «آرت لينغ لينز» وهوصاحب وجه تلفزيوني معروف في هوليود ، رمت ابنته البالغة من العمر 20 عاماً نفسها من نافذة المنزل قبل يومين وهي تحت تأثير مادة إل. أس. دي ، قال : ينبغي على الآباء والأمهات أن يدركوا حقيقة انتشار المخدرات والكحول في صفوف الشباب ، وأن يسعوا بكل تعقل إلى إنقاذ أبنائهم من مصائب وويلات المخدرات والادمان على الكحول. وبعد مراسم الدفن حيث ووريت ابنته «دايان» الثرى ، قال : إن مادة إل . أس . دي دخلت شرايين ابنتي كالنمر الجائع المتوحش ، وأفقدتها صوابها فذهبت في رحلة لا عودة منها ، لقد قتلها صانعو مادة إل . أس . دي ، ودفنوا «دايان» من أجل مصالحهم»(9).
«أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الانجليزية أن عدد المدمنين على المخدرات في هذا البلد قد ارتفع إلى ستة أضعاف. واقترح إعادة النظر في الأساليب المتبعة لمكافحة المخدرات. وتشير الإحصائيات إلى أن غالبية المدمنين هم من الشباب»(10).
لذة عابرة وفضيحة مستمرة:
وأخيراً إذا ما أراد الشاب فعلاً أن يبقى في مأمن من أسر الادمان الضار وعدم الوقوع في شراك المخدرات ، ينبغي عليه أن يحذر صحبة ومجالسة المدمنين عليها. وعليه ايضاً ان ينتبه لنفسه لكي لا تتغلب عليها لذة المخدرات. وليتذكر دائماً أن هذه اللذة العابرة الزائلة تترك وراءها فضيحة مستمرة ترافقه مدى الحياة ، وهل تساوي مثل هذه اللذة العابرة فضيحة تلازمه طوال عمره ؟.
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : عارُ الفضيحة يُكدّر حلاوة اللذة(11).
ونستشف من خلال هذا البحث أن الخمر والميسر والمخدرات ، كلها من أنواع الترفيه والتسلية الضارة. والشاب الذي يلجأ إليها في أوقات فراغه ويدنس سمعته ، عليه أن يعلم أنه بعمله هذا يسير في طريق السقوط والضياع ، ويهدم بيديه صرح سعادته .
__________________________
(1) مستدرك الوسائل2، ص436.
(2) تفسير مجمع البيان3، ص239.
(3) وسائل الشيعة4، ص117.
(4) دائرة المعارف - لفريد وجدي، المجلد 7 ، (قمر) ، ص 944.
(5) غرر الحكم، ص854.
(6و7) صحيفة كيهان، العدد 7826 و 7871 .
(8) صحيفة إطلاعات، العدد 12812.
(9) صحيفة كيهان، العدد 7866 .
(10) صحيفة إطلاعات، العدد 11853.
(11) فهرست الغرر، ص 258.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|