المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Initiation in Bacteria Needs 30S Subunits and Accessory Factors
23-5-2021
ترجمة منذر في المطمح
4/9/2022
مـفـهـوم شـهرة المـحـل وميزاتـها وكيفيـة حـسابـها
2024-06-04
المثنى 2
16-10-2014
رضي الدين أبو منصور هبة الله بن حامد الحلي
14-2-2018
الدومينات Domains
12-2-2018


الشاب والصراعات النفسية  
  
1550   02:46 صباحاً   التاريخ: 2023-09-14
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص248ــ251
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-22 1184
التاريخ: 2023-02-08 1124
التاريخ: 27/12/2022 1153
التاريخ: 2023-04-25 1018

ليس من السهولة بمكان أن ينقاد الشاب المحب للنزاهة والفضيلة بالفطرة والذي يمتلك قوة ضمير فائقة نسبياً للغرائز والميول غير المباحة ويتجاهل صرخة الوجدان والضمير. لكن الشاب الذي تتضارب في نفسه قوة الغريزة مع قوة الضمير يجد نفسه مستسلماً لصراعات نفسية حادة. فالضمير يدعوه إلى سلوك طريق الطهر والفضيلة ويحذره من الخطيئة. والخيانة ، والدافع الغريزي القوي يدعوه الى سلوك طريق اللذة والاستمتاع عن طريق إشباع نزواته، وهذا التضاد الذي يؤدي إلى بروز صراع نفسي حاد في أعماق الشاب قد يبقى مسيطراً على كيان الشاب أسابيع وربما شهوراً طويلة حتى تتغلب إحدى القوتين في النهاية ، إما قوة الضمير فينصرف الشاب عن الرذيلة ، وإما قوة الغريزة فيغرق الشاب في الرذيلة. وهنا يلعب رفاق السوء والبيئة الفاسدة ومشاهدة كل ما هو غير مباح دوراً بارزاً في تفوق قوة الغريزة على قوة الضمير، وعندها يلجاً الشاب إلى ما يتعارض وميله الفطري والإنساني ، إلى الرذيلة والفساد وارتكاب الجرائم والمحرمات .

وهنا لا بد من القول إن تضاد الميول في أعماق الإنسان لا ينحصر في تضارب الغريزة والضمير ، إذاً قد يتعرض الإنسان وكذلك الحيوان بمختلف انواعه في بعض الأحيان إلى صراع بين ميول غريزية متضادة يتسبب في صراع داخلي حاد يعاني منه الإنسان والحيوان، وفي نهاية المطاف يختار الإنسان أو الحيوان أحد الميلين الغريزيين المتفادين وفقاً للظروف المحيطة بهما.

«يقول «راسل» : لو وضعت كمية من فتات الخبز على شرفة النافذة في أيام الشتاء المثلجة ستلاحظ أن ثمة صراعاً باطنياً تعيشه الطيور بين الخوف والجوع، وبعد مضي فترة قصيرة من الوقت تبدأ الطيور الأكثر جراءة بالهجوم على فتات الخبز ليلتقط كل منها نصيبه ويعود أدراجه من حيث أتى ، وهذا العمل سيمنح بقية الطيور الجرأة والشجاعة ، وستدرك الطيور التي تعيش حواليك بعد مدة أنك إنسان مسالم. لكنك في الوقت نفسه ستلاحظ أيضاً أن الطيور تنظر وتلتفت يميناً ويساراً وهي تلتقط فتات الخبز تحسباً للخطر"(1).

تضاد الغرائز:

لو افتتن شاب له في بلده منصب كبير بفتاة أجنبية ، وكانت قوانين ذلك البلد تنص على تجريد كل إنسان من منصبه إذا ما تزوج بأجنبية ، فإن صراعاً عنيفاً سيبدأ بين ميلين غريزيين متضادين هما الغريزة وحب الجاه والمقام ، وهنا لا يرى الشاب مفراً من التضحية بأحدهما على حساب الآخر ، وأخيراً إما أن يتغلب حب الجاه والمقام على الغريزة وإما أن تنتصر الثانية على الأولى.

عذاب الضمير:

ثمة مسألة مهمة يجب أن يلتفت إليها الإنسان بشكل عام والشاب بشكل خاص، وهي أن الإنسان إذا لم يهتم لنداء الضمير في إشباع غرائزه وميوله ورغباته ، وراح يخنق هذا النداء في باطنه بارتكابه أبشع الجرائم ، فإنه لن يحصد سوى العذاب والألم وعدم الاستقرار. فالشعور بالذنب يسلب المذنب الراحة والسكينة ، وعذاب الضمير يعكر على الإنسان صفو حياته ، كما أن توبيخ الذات للذات الذي يشعر به المذنب باستمرار من شأنه أن يشتت أفكاره ويحرمه طعم الراحة والاستقرار ويجعله أحياناً يعاني من أمراض نفسية حادة يصعب علاجها.

«يقول لبروفسور «باروك» : إن عدم معرفة الضمير الأخلاقي وإنكاره أو تجاهله يؤدي إلى بروز اضطرابات. وآلام رهيبة تكون أكثر حدة من جميع الآلام . فالذي يرى اللذة الآنية فوق كل شيء ويضحي من أجلها بجميع أنواع الحب والعدالة ، لن يبلغ السعادة أبداً ، بل وسيجد أحداثاً مريرة بانتظاره ، عندها سيئن من عذاب الضمير وما يعقبه من آلام . فالإصرار على ارتكاب الخطأ الذي عادة ما يكون مصحوباً بأنانية شديدة وظالمة بحق النفس والآخرين ، يكون نتيجته آلاماً نفسية حادة يشعر بها المذنب تؤدي بالتالي الى ظهور ردود فعل عدوانية في نفسه»(2).

ولكي يستطيع الفتيان والشباب أن يتحكموا بغرائزهم ولا يفلتوا زمام النفس الأمارة طوال حياتهم ولا يؤولوا إلى السقوط والضياع نتيجة تضاد قد يبرز بين غرائزهم وضمائرهم ، عليهم أن يعملوا بما هو آت :

أولاً: أن يكبح الشاب شهواته بقوة إيمانه وعقله وضميره منذ الوهلة الأولى لبروز الميل الغريزي والرغبات الغريزية الأخرى في باطنه . لأنه إن لم يعمل على تحديد شهواته ونزواته منذ البداية وأطلق غرائزه ، فإنه سيصبح أسيراً ذليلا لها.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) غالب الشهوة قبل قوة ضراوتها فإنها ان قويت ملكتك واستقادتك ولم تقدر على مقاومتها(3).

ثانياً: أن لا يتردد الشاب في اتخاذ القرار المناسب حينما يبرز في نفسه تضاد بين الغريزة والضمير ، وأن لا يفكر بالخطيئة ولا يسمح أن يصبح عقله وتفكيره ساحة صراع بين الغريزة والوجدان ، بل عليه أن يعمل منذ اللحظة الأولى بضميره ووجدانه ويقمع بحزم غرائزه اللامشروعة ، لأن من فكر بالمعصية دعته إليها.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من كثر فكره في المعاصي دعته إليها(4).

_____________________________

(1) الأماني الجديدة ، ص 240 .

(2) الطب النفسي الإجتماعي ، ص 98.

(3) غرر الحكم، ص 510 .

(4) نفس المصدر ص664. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.