المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

شروط الوكيل بالخصومة في الفقه الإسلامي
23-6-2016
الاختصاص
21-10-2014
معنى كلمة وطا
8-12-2021
ارتفاعات المباني بالمناطق العشوائية
30/10/2022
في الاقتصاد والقناعة
25-7-2016
الدولة والأمة
8-5-2022


كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة / مرحلة بناء الأسس  
  
1152   11:08 صباحاً   التاريخ: 27/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة
الجزء والصفحة : ص17ــ19
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تعتبر مرحلة المراهقة، ومرحلة العقد الثاني من العمر عموماً، مرحلة بناء الأسس، فهي المرحلة الموصلة الى مرحلة النضج، وكل ما يتعلمه الإنسان فيها من معارف وتجارب، سيكون لها دور فاعل ومصيري في بلورة اتجاهات حياته.

فلو أننا تجاوزنا السنوات الست الأولى من العمر، التي اكد علماء النفس التربويون على أهميتها البالغة، يتحتم علينا الإعتراف بعدم وجود فترة أخرى اكثر أهمية من مرحلة المراهقة في وضع الركائز الأساسية وبناء اللبنات الأولى لحياته، فكثير من الخصائص والأبعاد تأخذ قالبها وصيغتها النهائية في هذه المرحلة، وتتحدد فيها أيضا أكثر الأسس الحيوية، وأهمها:

أ- أساس سلامة الجسم ونموه، والكمال والنقص الجسمي، خاصة في العمود الفقري، والساق، والقدم و.. الخ.

ب - بناء أسس السلامة النفسية، وضرورة الانتباه في هذا المجال الى كون السلوك قويما ومتزنا.

ج - تبلور أسس النضوج والتوجه العاطفي، الذي يتخذ شكله في الميل الى بعض الناس أو بعض الاتجاهات.

د - وضع الاسس الاخلاقية، وهي مجموعة القيم التي تحكم علاقاته، فتستقر في نفسه وتأخذ قالبها المحدد.

هـ - بناء أسس الطبائع الاجتماعية من ناحية الأدب والحياء، والانفتاح أو الإنطواء في العلاقات مع الآخرين.

و - بلورة أسس الاستدلال والمنطق، والمسار الفكري وأطره، والرؤية الكونية، ونمط التعامل مع شؤون الحياة.

ز- تركيز الأسس الدينية والعقائدية والاتجاه الديني، والعادات والتصرفات ذات الطبيعة الدينية، والقدرة الدفاعية اللازمة للذَودِ عنها.

ح - يتحدد خلال هذه الفترة أيضاً الكثير من الأسس الأخرى؛ كاستيقاظ الفطرة والضمير...الخ.

أما الشؤون المرتبطة بالدين، فأحد أبعادها يتعلق بالجوانب التكميلية للديانة، والاستعداد لأداء جميع الأوامر والتعاليم الدينية، لا سيما وأنه سيدخل مرحلة التكليف الديني في أواخر هذه المرحلة، وما يترتب على ذلك من دخوله في سن التكليف كرجل ناضج، او امرأة ناضجة.

وهذا يفترض حالياً تنظيم ما كان يؤديه في مرحلة الطفولة؛ من محاكاة، أو لعب، أو تمارين دينية لكي يتخذ طابعاً رسمياً والزامياً.

كما أن مسألة تبلور الأخلاق - ومنها الأخلاق الدينية - يجب أن تتخذ لنفسها في هذه الفترة قالب الكمال؛ إذ يفترض فيه أن يدخل ميدان الحياة الاجتماعية وهو شخص ملتزم. ولا شك أن هذه الأرضية متوفرة لدى جميع المراهقين في مختلف أنحاء العالم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.