المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6242 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الوجه في استغفار المعصوم من الذنوب
22-11-2016
العلاقات القائمة في داخل الحكم الواحد
25-8-2016
Bauer-Muir Transformation
26-4-2020
How to: finding words
19-1-2022
Martin David Davis
24-2-2018
هل استعملت الأورام النباتية كغذاء من قبل البشر؟
17-3-2021


ما التشيّع؟  
  
1011   08:44 صباحاً   التاريخ: 2023-09-05
المؤلف : الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : أبو ذر الغفاريّ رمز اليقظة في الضمير الإنسانيّ.
الجزء والصفحة : ص 44 ـ 53.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /

لكي نتثبّت من الحقائق، ونرفض كلّ ما يشيعه المغرضون حول عقيدة الشيعة، ونشوئها في الإسلام، يلزمنا ـ في هذا الحال ـ الرجوع الى عهود بعيدة، مضت عليها قرون متعاقبة. ولكن حينما يتّحد المضمون تتلاشى عنده كل المواقيت، وكل مؤشرات القرب والبعد، فهو لا يتغيّر ولا يتبدل، ولا يخضع لأي ضوابط زمانية كانت أو غيرها. المضمون بالنسبة لنا واحد، ألا وهو «الإسلام» فهو في كياننا اليوم، كما كان بالأمس، وكما كان قبل قرون، وكما يكون غداً، لا يتغيّر ولا يتبدّل.

والتشيّع بالنسبة لنا، هو من صميم ذلك المضمون ليس طارئا، وليس جديداً على الاسلام، بل هو أصل من أصوله، دعا اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما دعا الى بقية أركان الدين، فليس التشيّع سوى حب أهل البيت (عليهم السلام) ومودتهم والتمسك بهم وموالاة علي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ معالم الدين من معدنه. قال تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} هذا هو التشيّع ببساطة.

قال الأزهري: الشيعة هم الذين يهوون عترة النبي (صلى الله عليه وآله) ويوالونهم (1).

وقد نشأ التشيّع لعلي (عليه السلام) في عهد الرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أوصى المسلمين في مواطن كثيرة، بالتمسّك بأهل البيت (عليه السلام) كما دعاهم الى ولاء علي (عليه السلام) ونصَّ على ذلك في حجة الوداع الأخيرة، حيث جاء في خطبته (صلى الله عليه وآله) معاشر المسلمين، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:

اللهمّ بلى. قال: "من كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله".

وقد روي هذا الحديث بطرق مختلفة، وألفاظ متغايرة، بمضمون واحد.

فقد رواه من الصحابة أكثر من مائة وعشرة صحابياً. ومن التابعين أربعة وثمانون تابعياً، ورواه من العلماء، ثلاثمائة وستّون عالماً (2) عدا مَن ألَّف فيه.

وهذا الحديث هو المسمّى بحديث الغدير، نسبة لغدير خُمّ.

وقد تمسّك به الشيعة الإماميّة كدليل هام في إثبات الخلافة لعلي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بالإضافة الى الأدلة الاخرى الكثيرة، التي سنذكرها فيما بعد. وعرف من الشيعة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) جماعة، منهم أبو ذر (رضي الله عنه).

قال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني: «إنّ لفظ الشيعة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لقب أربعة من الصحابة، سلمان الفارسيّ، وأبي ذر الغفاريّ، والمقداد بن الأسود الكنديّ وعمار بن ياسر (3) الى آخره.

من جهة أخرى، فقد ورد لفظ الشيعة (شيعة على (عليه السلام) على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) في عدة مناسبات، وما علينا الآن إلا أن نعرض بعض الأحاديث النبويّة الشريفة المتضمّنة لذلك.

1 ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: «كنّا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي! قال جابر: ثم التفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى الكعبة، فضربها بيده، ثم قال: والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.. ثم قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله تعالى، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيِّة. قال: ونزلت فيه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أولئك هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}. قال: وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل عليهم علي (عليه السلام)، قالوا: قد جاء خير البريّة» (4).

2 ـ أخرج الحافظ جمال الدين الذرنديّ، عن ابن عباس رضي الله عنهما: "انّ هذه الآية لمّا نزلت، قال (صلى الله عليه وآله) لعلي: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين.." (5).

3 ـ أخرج أحمد في المناقب أنّه (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أما ترضى أنّك معي في الجنّة والحسن والحسين، وذرّيتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذريتنا، وشيعتنا عن إيماننا وشمائلنا.

4 ـ واخرج الديلمي: يا علي: انّ الله عزّ وجلّ قد غفر لك، ولذريتك، ولولدك، ولأهلك ولشيعتك، ولمحبّي شيعتك.

5 ـ وأخرج الطبراني عن علي (عليه السلام) قال: يا علي: ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيّين، ويقدم عليه أعداؤك غضابا مُقمَحين.. (6).

6 ـ وأخرج ابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألم تسمع قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أولئك هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} هم انت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الامم للحساب، تدعون غُرَّاً محجّلين.

7 ـ وفي النهاية (لابن الاثير ـ مادة قمح): وفي حديث علي (عليه السلام) قال له النبي (صلى الله عليه وآله): ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيّين، ويقدم عليه عدوّك غضاباً مقمحين ثم جمع يده الى عنقه يريهم كيف الإقماح.

8 ـ عن ربيع الأبرار، يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: يا علي، إذا كان يوم القيامة، أخذتُ بحُجزة (7) الله تعالى، وأخذت أنت بحُجزتي وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذ شيعة ولدك بحجزهم فتُرى أين يؤمر بنا؟ (8).

وأمّا الأحاديث الأخرى التي تدعو المسلمين الى التمسّك بعلي (عليه السلام) وأهل البيت الطاهر فإنّ استقصاءها وذكرها يحتاج الى وضع مجلد ضخم لكنّنا نذكر بعضاً منها هنا، لأجل التبرّك بها من جهة، ولاطّلاع القارئ الكريم على مدى ما تحمّل من أهمية، من جهة أخرى.

1 ـ روى الجويني بسنده عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوالِ علياً من بعدي، وليقتدِ بالأئمة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهماً وعلماً، ويلٌ للمكذّبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي(9).

2 ـ وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوءاً (قال:) ثم قام فصلّى ركعتين ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب، أمير المؤمنين (وسيّد المسلمين) وقائد الغر المحجّلين، وخاتم الوصيّين.

قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الانصار ـ وكتمته ـ اذ جاء علي صلوات الله عليه، فقال: مَن هذا يا أنس؟ فقلت: علي. فقام (صلى الله عليه وآله) مستبشراً، فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق وجه علي بوجهه.

فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً، ما صنعت بي من قبل؟ قال (صلى الله عليه وآله): وما يمنعني، وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي.

3 ـ وعن ابي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم الأوصياء الى يوم الدين.

ولفظ أبي ذر: أنا خاتم النبيّين، كذلك علي خاتم الأوصياء الى يوم الدين.

4 ـ وعن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي (عليه السلام): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبي بعدي.

(هذا الحديث رواه الجويني بعدّة طرق، وهو حديث مشهور وهو المسمّى بحديث (المنزلة). ورواه مسلم في صحيحه عن سعد بن ابي وقاص عن أبيه» راجع فضائل الصحابة / 4 ـ 1870).

5 ـ وجاء في حديث طويل، عن أبي أيوب الأنصاري:

يا عمّار، إنّ علياً لا يردّك عن هدى، ولا يدلك على ردى. يا عمّار، طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله (عزّ وجلّ).

6 ـ وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم): علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنّة، من تعلّق بها دخل الجنّة.

7 ـ وعن انس بن مالك، قال: إنّ سائلا أتى المسجد وهو يقول: من يقرض المليّ الوفي؟ وعلي ـ عليه السلام ـ راكع يقول (10) بيده خلفه للسائل خذه، أي اخلع الخاتم من يدي. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر، وجبت. قال: بأبي انت وأمي يا رسول الله، ما وجبت؟ قال وجبت له الجنّة. والله ما خلعه من يده، حتى خلعه من كلّ ذنب وخطيئة (11).

8 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال: أقبل عبد الله بن سلّام، ومعه نفر من قومه، ممّن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنّ منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس، ولا متحدّث دون هذا المجلس، وانّ قومنا لمّا رأونا آمنّا بالله ورسوله، وصدقناه، رفضونا، وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا، ولا يناكحونا (أي لا يتزوّجون منّا ولا نتزوّج منهم) ولا يكلّمونا، فشقّ ذلك علينا. فقال لهم النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}. ثم إنّ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم خرج الى المسجد، والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل. فقال له النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، خاتم من ذهب (12) فقال النبي: من أعطاكه؟ قال: ذلك القائم ـ وأومأ بيده الى علي بن أبي طالب ـ فقال النبي: على أيّ حال أعطاك؟ قال: اعطاني وهو راكع! فكبَّر النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، ثم قرأ: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} فأنشأ حسان بن ثابت يقول:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي *** وكل بطيء في الهوى ومسارع

أيذهب مدحي والمحبّين ضائعاً *** وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي اعطيت اذ كنت راكعاً *** فدتك نفوس القوم يا خير راكع

فانزل فيك الله خير ولاية *** وبيّنها في محكمات الشرائع (13)

وقصة التصدّق بالخاتم ـ هذه ـ من أشهر المشهورات، وقد رواها الجويني بعدة طرق، وبأسانيد مختلفة، كما رواها غيره من أرباب الحديث.

ونكتفي هنا بهذا العرض لبعض الروايات في هذا المضمون، والتي هي نزر قليل من الكثير الكثير، اذ لو أردنا استقصاء وذكر الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل أمير المؤمنين على عليه السلام، والمشتملة على النص بالولاية منه (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) من بعده، وعلى إلزام المسلمين بالأخذ عن أهل البيت (عليه السلام) معالم دينهم لألزمنا ذلك بأفراد كتاب مستقل، ولأخرجنا عن الموضوع.

ومجمل القول: انّ الشيعة يعتقدون بأنّ الإمامة، لا تكون إلا بالنصّ من الله تعالى، على لسان النبي، أو على لسان الإمام الذي قبله، وأنّ الإمام لا بدّ وأن يكون معصوماً من جميع الرذائل، ومن السهو والخطأ والنسيان، كما لا بدّ وأن يكون أفضل الناس بعد النبي (صلى الله عليه وآله). ولا يهمّنا من بحث الإمامة هنا «اثبات انّهم هم الخلفاء الشرعيّون، وأهل السلطة الإلهية، فانّ ذلك أمر مضى في ذمة التأريخ، وليس في اثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد أو يعيد الحقوق المسلوبة الى أهلها، وانّما يهّمنا منه، ما ذكرنا من لزوم الرجوع إليهم في الأخذ بأحكام الله الشرعيّة، وتحصيل ما جاء به الرسول الأكرم على الوجه الصحيح الذي جاء به، وانّ في أخذ الأحكام من الرواة والمجتهدين الذين لا يستقون من نمير مائهم، ولا يستضيئون بنورهم، ابتعاد عن محجّة الصواب في الدين» (14).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) متن اللغة 3 / مادة "شيع".

(2) راجع كتاب الغدير ج 1 من ص 8 الى ص 151.

(3) الشيعة وفنون الاسلام ص 31.

(4) فرائد السمطين 1 / 156.

(5) الصواعق المحرقة / 159.

(6) حق اليقين 1 / 171 و205.

(7) قوله (صلى الله عليه وآله): اخذت بحجزة الله تعالى: كناية عن التعلق والامتناع به.

(8) أصل الشيعة وأصولها 110 / 111.

(9) فرائد السمطين / للجويني بسنده / 53.

(10) يقول: يشير.

(11) فرائد السمطين 1 / 145 و147 و123 و178 و180 و188.

(12) هكذا في شواهد التنزيل. ولكن في الحديث المروي عن ابن عباس: خاتم من فضة / راجع التعليقة.

(13) فرائد السمطين 1 / 189 / 190. راجع مجمع البيان وشواهد التنزيل، وذخائر العقبى. فانّه أشار فيه الى هذه الآية وثماني آيات نزلت في علي. راجع ص 88 ـ 89 ـ ومن أحب الاستزادة في فضائل الامام، فليراجع صحيح مسلم م 4 ص 1870 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة، وغيرها.

(14) عقائد الشيعة الامامية / 99.

 

 

 

 

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)