المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16371 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


زوجات النبي والوصي والأئمة من أُصول كتابية  
  
668   03:52 مساءً   التاريخ: 2023-08-13
المؤلف : أ.د محمد السيد محمود زوين  
الكتاب أو المصدر : اهل الكتاب في تراث أئمة اهل البيت دراسة موضوعية قرآنية
الجزء والصفحة : ص66-74
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

لعل من أصدق معالم التعايش الإنساني أن يحتفي الناس بالتزاوج والتكاثر في جو المودة والتآلف والتراحم الذي أساسه الرحمة الإلهية في تمثل الفطرة الإنسانية لأطهر وأعف لقاء بين البشر في نظام الأسرة، وقاعدتها نسيج بين الذكر والانثى. وإذا جمعت مع اطراف هذا التلاقح البشري الرسالات السماوية المتعددة فإنه أدلُّ معنىً على التسامح والتعايش من دون حدود التطرف في الديانات أو التعنصر للتعالىم الدينية، ولنا أن نقتبس ذلك من زاوج النبي بالنساء من كانت أصولها كتابية، فهذه أمُّ المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب من ولد هارون بن عمران  اصطفاها النبي الاكرم  لنفسه من الغنيمة في فتح خيبر، ثمّ اعتقها، وتزوجها وخيّرها  بين عتقها فتكون زوجته أو اللحاق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته([1]). فكانت تحت رعاية النبي، وقد شكت للنبي يوماً ما وجدته من بعض نسائه من لمز ٍ ونداءٍ بما يكره وذلك قولهن لها: (يا بنت اليهودية) فجاء رد النبي لها بالتكريم والتعظيم بأن أرجع نسبها كما هو في واقعه إلى الأنبياء فقال لها: ألا تجيبنهما؟ فقالت صفية: بماذا يا رسول الله؟ قال : قولي: إن أبي هارون نبي الله، وعمي موسى كليم الله، وزوجي محمد رسول الله فما تنكران مني، فقالت لهما ذلك. فقالت لها: هذا علمك رسول الله. ولم يقف الأمر إلى هذا الحد فجاء رد السماء فضلاً عن رد رسول السماء بنزول آية عظيمة ([2])، وهي قوله جلّ ذكره:  

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الحجرات: 11).

فالنهي والتحذير عن التنابز بالألقاب فضلاً عن التهكم والتصغير بالآخر أياً كانت مرجعيته أو أُصوله ليس من قيم المؤمنين وليس من ثوابت الدين فضلاً عن أن جذور الإنسان الدينية الصحيحة ليست مناطاً للسخرية ومجالاً للتنابز ولاسيما بعد أن ألبس الله تعالى ثوب الإسلام زوج النبي على يديه. وتزوج رسول الله مارية القبطية التي أهداها إليه المقوقس على مصر([3])، ويبدون أن مارية بنت شمعون هذه لم تكن جارية عادية فهي من بنات الملوك([4])، وقد أسلمت على يد رسول الله وانجبت ولده (ابراهيم) الذي مات وحزن عليه الرسول  حزنا شديدا وتكريماً لها اوصي النبي بالأقباط خيراً فقال: «إنكم ستفتحون مصر فإذا فتحتموها فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم رحماً وذمة»([5]) قصد بذلك امرين أن إسماعيل بن خليل الله ابراهيم منهم، وولده  (ابراهيم) ابن مارية منهم([6]) وقد نزلت بسببها آية من الذكر الحكيم وهي قوله تعالى في سورة التحريم:

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ (التحريم: 1 ـ 4)،  وقصة النزول مبثوثة في مظانها([7]).

وتنسب بعض المصادر([8]) إليه أنه قد تزوج ريحانة بنت زيد بن عمر ابن خنافة النضيرية وقيل القرضية بعد أن أعتقها، وخيرها فاختارت رسول الله وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه وماتت عنده وهي عائدة من حجة الوداع فدفنها في البقيع.

ومن تمام القول الإشارة إلى أن الزواج بالنساء من ذراري الأوصياء والأنبياء لم يقتصر على النبي فهذا ابنه الحسن بن على العسكري (260 هـ) قد تزوج من السيدة نرجس أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر الروم وامها تنسب إلى وصي السيد المسيح شمعون، ولزواجها من الإمام العسكري قصة يوردها المصنفون([9]) والسيدة نرجس أم الإمام المهـدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 قال: النجمان المغيبان في الثرى بسر من رأى، فقلت: إني اقسم بالموالاة وشرف محل هذين السيدين من الامامة والوراثة إني خاطب علمهما، وطالب آثارهما، وباذل من نفسي الايمان المؤكدة على حفظ أسرارهما، قال: إن كنت صادقا فيما تقول فأحضر ما صحبك من الاثار عن نقلة أخبارهم، فلما فتش الكتب وتصفح الروايات منها قال: صدقت أنا بشر بن سليمان النخاس من ولد أبي أيوب الانصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد 8 وجارهما بسر من رأى، قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما قال: كان مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري 8 فقهني في أمر الرقيق فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه، فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه فأحسنت الفرق [ فيما ] بين الحلال والحرام. فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رآى وقد مضى هوي من الليل إذ قرع الباب قارع فعدوت مسرعا فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد 8 يدعوني إليه فلبست ثيابي ودخلت عليه فرأيته يحدث ابنه أبا محمد واخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر إنك من ولد الانصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها شأو الشيعة في الموالاة بها: بسر أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة فكتب كتابا ملصقا بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شستقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره، بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية، فاعلم أنها تقول: واهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربية: لو برزت في زي سليمان وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخاس: فما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي [ إليه و] إلي أمانته وديانته، فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له: إن معي كتابا ملصقا لبعض الاشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، 

 ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك. قال بشر بن سليمان النخاس: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن  في أمر الجارية، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا، وقالت لعمر بن يزيد النخاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة المغلظة إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت اشاحه في ثمنها حتى استقر الامر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي  من الدنانير في الشستقة الصفراء، فاستوفاه مني وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها  من جيبها وهي تلثمه وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها، فقلت: تعجبا منها أتلثمين كتابا ولا تعرفين صاحبه؟ قالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون، أنبئك العجب العجيب إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الاخطار سبعمائة رجل وجمع من أمراء الاجناد وقواد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهو ملكه عرشا مسوغا من أصناف الجواهر إلى صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الاساقفة عكفا ونشرت أسفار الانجيل تسافلت الصلبان من الاعالي فلصقت بالأرض، وتقوضت الاعمدة فانهارت إلى القرار، وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الاساقفة، وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدي: أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا، وقال للاساقفة: أقيموا هذه الاعمدة، وارفعوا الصلبان، واحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لا زوج منه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الاول، وتفرق الناس وقام جدي قيصر مغتما ودخل قصره وارخيت الستور فأريت في تلك الليلة كان المسيح والشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا يباري السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان جدي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمدا  مع فتية وعدة من بنيه فيقوم  

إليه المسيح فيعتنقه فيقول: يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله  قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر وخطب محمد وزوجني وشهد المسيح  وشهد بنو محمد  والحواريون، فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل فكنت أسرها في نفسي ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمد حتى امتنعت من الطعام والشراب وضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا فما بقي من مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي فلما برح به اليأس، قال: يا قرة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فازودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من اسارى المسلمين وفككت عنهم الاغلال وتصدقت عليهم ومننتهم بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وامه لى عافية وشفاء، فلما فعل ذلك جدي تجلدت في إظهار الصحة في بدني وتناولت يسيرا من الطعام فسر بذلك جدي وأقبل على إكرام الاسارى إعزازهم، فرأيت أيضا بعد أربع ليال كأن سيدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف وصيفة من وصائف الجنان فتقول لي مريم: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد ، فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت لي سيدة النساء$: إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى وهذه اختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك فإن ملت إلى رضا الله عزوجل ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمد إياك فتقولي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن ـ أبي ـ محمدا رسول الله، فلما تكلّمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها فطيبت لي نفسي، وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد إياك فإني منفذه إليك، فانتبهت وأنا أقول: واشوقاه إلى لقاء أبي محمد، فلما كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد  في منامي فرأيته كأني أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك؟ قال: ما كان تأخيري عنك إلا لشركك وإذ قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية. قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الاسر فقالت: أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسرب جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا، ثمّ يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت فوقعت علينا طلائع  الثاني عشر من أئمة أهل البيت، خاتمهم الذي يملأ الأرض بظهوره عدلاً وإنصافاً، ولعل الأديان السماوية السابقة تقرير هذه الفكرة (فكرة المخلص المنقذ) باختلاف مصاديقهــا، ولكنها تـؤمن بها، وتجعلها من البشارات المؤكـدة([10]).

ولا أجدني مبالغاً عندما اعتقد أن تلاقي الديانات السماوية في فكرة المنجد أو المخلص (على اختلاف مصاديقها) لا تبتعد عن تلاقي ذراري الأنبياء والرسالات وليست ثمة صدفة ـ لمن يعتقدها ـ أن يكون المهدي  خلاصة الأديان السماوية وثمرة شجرتها التي أذن الله تعالى ذكره أن يجعل صدورها من سراج واحد وختامها بنور واحد.

ويبدو أن الرباب زوجة الإمام الحسين كانت من أصول كتابية أيضاً([11]) ولعل من حسن القول هنا أن زوجة الإمام الرضا  وأم الإمام الجواد  كانت من أهل بيت مارية القبطية، ويقال لها سبيكة النوبية وسماها الإمام الرضا  خيزران([12]) وقال في حق ولده الجواد وأمّه عند ولادته «قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم، قدست أمّ ولدت »([13]).

 

 

 

 

 


([1]) ظ: المبسوط: 4/270. ايضاح الفوائد: 3/104. جامع المقاصد: 13/118. ‌مسالك الأفهام: 7/72 و 8/39. نيل الاوطار: 6/38. مستدرك سفينه البحار: 6/304 . أحاديث أم المؤمنين عائشة:1/61. مسند أحمد: 3/102.

([2]) ظ: علي سبيل المثال: أسباب النزول/263، تفسير القرطبي: 16/26. مجمع البيان: 9/227. زاد المسير: 7/182. صحيح الترمذي: 5/367. الاصابة: 4/347. أسد الغابة: 5/491، مسند أحمد: 3/135. المستدرك:4/29، وغيرها كثير.

([3]) وقيل اهداها اليه النجاشي ملك الحبشة، ولعل هذه الشبهة جاءت من وجود روابط بين الكنيسة الحبشية التي ترتبط بالكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية. ظ: مستدرك سفينة البحار: 9/77، زوجات النبي/111.

([4]) ظ: جواب المقوقس علي كتاب رسول الله  الذي دعاه فيه إلى الإسلام فرد المقوس بكتاب بعض ما قال فيه «و بعثت اليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم...» ظ: مكاتيب الرسول: 2/424.

([5]) بحار الأنوار: 18 /131.  مناقب آل أبي طالب: 1 /95. تأريخ الطبري: 3 /198. البداية والنهاية: 7 /112.

([6]) ظ: نوادر المعاجز/176، احاديث أم المؤمنين عائشة: 2/184. السيرة النبوية لابن كثير: 1/264. الصحيح من سيرة النبي الاعظم: 3/295. زوجات النبي/113. المستدرك: 2/553. مجمع الزوائد: 1/63. المصنف: 6/58. المعجم الكبير: 19/61.

([7]) ظ: أسبابها النزول: 290، جامع البيان: 28/201، احكام القرآن للجصاص: 2/25، 3/621، تفسير القرطبي: 18/178، تفسير ابن كثير: 4/412 وغير ذلك.

([8]) ظ: الطبقات الكبرى: 8/130، تأريخ مدينة دمشق: 3/239، الإصابة: 8/146، المنتخب من ذيل المذيل للطبري/89، البداية والنهاية: 5/326، عيون الاثر: 2/388، زوجات النبي/116.

([9]) ظ: كمال الدين وتمام النعمة/ 417، جاء فيه « حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر الشيباني قال: وردت كربلا سنة ست وثمانين ومائتين، قال: وزرت قبر غريب رسول الله  ثمّ انكفأت إلى مدينة السلام متوجها إلى مقابر قريش في وقت قد تضرمت الهواجر وتوقدت السمائم، فلما وصلت منها إلى مشهد الكاظم  واستنشقت نسيم تربته المغمورة من الرحمة، المحفوفة بحدائق الغفران أكببت عليها بعبرات متقاطرة، وزفرات وقد حجب الدمع طرفي عن النظر فلما رقأت العبرة وانقطع النحيب فتحت بصري فإذا أنا بشيخ قد انحنى صلبه، وتقوس منكباه، وثفنت جبهته وراحتاه، وهو يقول لآخر معه عند القبر: يا ابن أخي لقد نال عمك شرفا بما حمله السيدان من غوامض الغيوب وشرائف العلوم التي لم يحمل مثلها إلا سلمان، وقد أشرف عمك على استكمال المدة وانقضاء العمر، وليس يجد في أهل الولاية رجلا يفضي إليه بسره، قلت: يا نفس لا يزال العناء والمشقة ينالان منك باتعابي الخف والحافر في طلب العلم، وقد قرع سمعي من هذا الشيخ لفظ يدل على علم جسيم وأثر عظيم، فقلت: أيها الشيخ ومن السيدان؟    المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت وما شعر أحد [ بي ] بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس، فقال: اسم الجواري، فقلت: العجب إنك رومية ولسانك عربي؟ قالت: بلغ من ولوع جدي وحمله إياي على تعلم الاداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إلي، فكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر عليها لساني واستقام. قال بشر: فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولانا أبي الحسن العسكري فقال لها: كيف أراك الله عز الاسلام وذل النصرانية، وشرف أهل بيت محمد؟ قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟ قال: فإني اريد أن اكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك فيها شرف الابد؟ قالت: بل البشرى، قال : فأبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قالت: ممن؟ قال : ممن خطبك رسول الله  له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية، قالت: من المسيح ووصيه؟ قال: فممن زوجك المسيح ووصيه، قالت: من ابنك أبي محمد؟ قال: فهل تعرفينه؟ قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أمه. فقال أبو الحسن : يا كافور ادع لي اختي حكيمة، فلما دخلت عليه قال  لها: هاهيه فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم »، وانظر كذلك: روضة الواعظين/ 255، دلائل الإمامة/495، الغيبة/208، مدينة المعاجز: 7/519، معجم أحاديث الإمام المهدي: 4/196.

([10]) أعلام الهداية : 4/ 24.

([11]) ظ: الغارات: 2/816، مقاتل الطالبين/59، لواعج الأشجان/223.

([12]) ظ: الكافي: 1/323، بحار الأنوار: 50/21.

([13]) عيون المعجزات: 1/121، مدينة العاجز: 7/399، البحار:50/15.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية