المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16682 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{قال ياآدم انبئهم باسمائهم}
2024-07-06
اعتراف الملائكة بالعجز
2024-07-06
آدم والاسماء
2024-07-06
مقدمات السعي
2024-07-06
صور العقوبات الانضباطية في القانون العراقي
2024-07-06
صور العقوبات الانضباطية في القوانين المقارنة
2024-07-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الهداية والاضلال الالهيان  
  
779   01:17 صباحاً   التاريخ: 2023-08-04
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص617-623.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

الهداية والاضلال الالهيان

 

قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].

 

كلتا الجملتين {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا...} هما من كلام الله عز وجل(1) . إن الله تعالى ينسب الإضلال والهداية هنا إلى نفسه. والكثرة في هذه الجملة هي كثرة نفسية وليست نسبية. وتوضيح ذلك: إن القران يقول من جهة: المؤمنون قلة: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13] ، ويقول من جهة اخرى: إن الله يهدي الكثيرين: (ويهدي به كثيراً). يستفاد من هذين التعبيرين أن المؤمنين ليسوا قلة بحد ذاتهم، لكنهم عندما يقارنون بالكفار فإن عددهم بالنسبة إلى الكفار قليل. بناء على هذا، فالكفار كثيرون نفسياً، وكثيرون نسبياً في آن معا، أما المؤمنون فهم كثيرون نفسياً فقط.

يمكن تبرير كثرة المؤمنين أيضاً بطريقة أخرى من خلال البيان التالي: أ: الإيمان هو حكمة؛ فالله عز وجل بعدما يذكر بعض معارف الحكمة النظرية، وقسماً من أحكام الحكمة العملية يقول: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء: 39] ؛ بمعنى أن الآثار النظرية والعملية للإسلام هي الحكمة الإلهية. ب. الحكمة هي من سنخ الكوثر، ولقد أتى القرآن الكريم على ذكرها بعنوان أنها (الخير الكثير): {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [البقرة: 269]. . ج. جراء، الانتفاع من الإيمان والعمل الصالح فإن المؤمنين حائزون على الحكمة، وإن الحكماء هم اهل الكوثر، وكيفما كان الكوثر فهو كثير. من هذه الناحية فإن المؤمنين، بقطع النظر عن كثرتهم الكمية وبلحاظ داخل إطار فئتهم، وبصرف النظر عن قياسهم بالآخرين، فهم يتمتعون بكثرة كيفية ومعنوية خاصة، بحيث ان الكافرين والمنافقين المتكاثرين محرومون من هذه الكثرة الكوثرية. لقد اشار الزمخشري إلى جانب من هذا المبحث الشامخ مستشهداً ببيت الشعر هذا:

إن الكرام كثيرُ في البلاد وإن          قلوا، كما غيرهم قلٌ وإن كثروا(2)

الإضلال والهداية بالنسبة لله تعالى هما على قسمين: أولهما ابتدائي، وثانيهما جزائي. والهداية الابتدائية هي من الأوصاف الكمالية للحق والتي عبر عنها بتعابير من قبيل: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: 3] ، و {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] ، و {هُدًى لِلنَّاسِ} [البقرة: 185] ، وهي على نوعين: الأول تشريعي؛ بمعنى «إراءة الطريق» وهو من نصيب جميع البشر، والآخر تكويني؛ وهو ما يشمل كافة الموجودات اعم من الإنسان وغير الإنسان؛ لان الله قد هدى الجميع إلى ما يناسبهم من الكمالات عن طريق الفطرة او الغريزة او الميل: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50].

ما خلا الهداية العمومية الابتدائية، فإن لله سبحانه هداية خاصة للمكلفين تدعى الهداية الجزائية، وهي بمعنى «الإيصال إلى المطلوب» والتسديد والتأييد، وهي من نصيب أولئك الذين قبلوا الحق بحسن اختيارهم وعملوا به جراء الهداية الابتدائية لله عز وجل لهم؛ فالذي آمن بالمعارف الإلهية طبقاً للهداية التشريعية وعمل بالأحكام، فإن الله جل شأنه سيحبوه بتوفيق يعينه على طي ما تبقى من الطريق بيسر وسهولة، وهذا التوفيق هو نتاج لعمله هو. من هذا المنطلق فإن الله يقول: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7] ؛ فمن كان من أهل العطاء والتقوى والتصديق، فسنيسر له سبيل العبادة والبر كي يكون بمقدوره طي سبل التكامل بسهولة، وهذه هي عين الهداية الجزائية.

والآيات من قبيل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] ، و {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11] ، و {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى: 13] ، و {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } [النور: 54] هي ناظرة إلى هذه الهداية، وإن  الآية  الشريفة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] فهي كذلك تشير إلى نفس هذه الهداية وهى تعنى: إلهى! لقد أوضحت لنا طريق التقرب إليك، ولقد عرفناه، ونحن الان نسير نحوك؛ فالان تلطف علينا بنورانية حتى نلتذ بها بطاعتك، وننفر بها من معصيتك. فاله قد وعد أنه سيشمل من يسير في طريق الحق بلطفه الخاص؛ كما يقول جل وعلا بخصوص أصحاب الكهف: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].

أما الإضلال الابتدائي فهو من أوصاف النقص بالنسبة لله عز وجل ومن الصفات السلبية له، ويمكن افتراضه في صورتين:

1. تشريعي: أي وضع القانون السيئ والباطل، والنطق بالباطل، أو الإحجام عن بيان الحقيقة. وهذا النوع من الإضلال الابتدائي غير قابل للإسناد إلى الله تعالى؛ إذ لا يصدر الفعل الخطأ والباطل من الله وهو الحق المحض.

2. تكويني: أي عدم منح التوفيق وترك الإنسان وشأنه، أو عدم توفير وسائل الخير له. مثل هذا الإضلال كذلك هو غير مستند ابتداء إلى الله سبحانه؛ لأنه - من جهة - يتنافى مع الهداية العمومية التكوينية له تعالى والمطروحة في  الآية  الشريفة: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 50] ، ومن جهة أخرى فهو لا ينسجم مع الهداية التشريعية له عز اسمه؛ إذ أن سن قانون من أجل هداية البشرية لا يتلاءم مع الإضلال الابتدائي التكويني للبشر.

أما الإضلال التكويني الذي هو بعنوان جزاء للمنحرفين والمجرمين فهو قابل للإسناد إلى الله تعال؛ إذ عندما يزيغ الإنسان مع ما لديه من حجة العقل والنقل والكتاب والسنة، ويصر على العصيان والطغيان على الرغم من كون باب التوبة والإنابة مفتوحاً أمامه، فإن الله سبحانه وتعالى سيذره وشأنه ويحرمه من جانبه من أي فيض: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [الصف: 5].

على الرغم من قابلية إسناد الإضلال الجزائي إلى الله سبحانه، لكنه ينطوي على معنى سلبي، وليس إيجابياً، بالنسبة له عز وجل. إضلال الله هو منع الفيض من جانبه وقطع رحمته الخاصة؛ لأن الضلالة هي عدم ملكة الهداية، وهي أمر عدمي وغير قابل للخلق والإيجاد، وفيما يتعلق بأصل هذا المعنى يقول عز من قائل: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2] ؛ فكل باب يفتحه الله عز وجل انطلاقاً من رحمته الخاصة، فليس بمستطاع أحد إغلاقه، وأي شيء، يمسكه الله بدافع رحمته الخاصة فليس بمقدور أحد إعطاؤه، وهذه القاعدة العامة هي قاعدة قرآنية، وعلى أساس ذلك يقول الرسول الأعظم قبيلة لربه: ((إلهي... لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً)(3) . كما ويقول الإمام السجاد ع : «من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك»(4).

والقرآن الكريم تارة ينسب الإضلال الابتدائي - الذي هو بمعنى الوسوسة، والإغواء، والدعوة إلى الخطيئة - إلى الشيطان؛ كما في قوله: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس: 62] ، وتارة أخرى ينسبه إلى المنحرفين من الناس من أمثال فرعون: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى } [طه: 79] ، والسامري: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه: 85]. ففرعون والسامري كانا شيطانين إنسيين قد وصلا إلى مرحلة الشيطنة نتيجة التدبير القبيح للشيطان الخارجي.

في القرآن الكريم هناك طائفتان من الآيات التي تتحدث عن الاشخاص المشمولين بالهداية والإضلال الجزائيين: فطائفة مطلقة؛ مثل: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [فاطر: 8] ، حيث لا يعلم أي الأشخاص يهديهم هداية جزائية، وأيهم يضلهم كعقاب لهم؛ كما يقول سبحانه في الهداية التشريعية: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 90] ، أو {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] ، أما الطائفة الأخرى فمقيدة لهذا الإطلاق؛ مثلماً يقول في مجال تقييد إطلاق الإضلال الجزائي. {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة: 115] ؛ فالذي يختار سبيل الانحراف بعد مجيء الهداية الابتدائية، ولم يكن حظه من الإمهال الإلهي غير الإهمال، فإنه سيوكل إلى نفسه، وهذا الشخص هو الذي يتبع هوى نفسه عن علم منه، وإن الله عز اسمه يذر هؤلاء وشأنهم عن علم منهم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23]. فالإنسان الشاك أو من كان في صدد البحث، أو الذي لا تطال يده الأحكام الإلهية، لا يكون عرضة  للإضلال الجزائي؛ لأنه لم يعرف طريق الحق بعد كي يكون الانحراف متصورا في شأنه. كما ويقول عز من قائل في تقييده لإطلاق الهداية الجزائية: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد: 27] ؛ فمن ولى وجهه صوب الحق، وانقطع عن الأغيار جعل الله عز وجل الهداية الجزائية من نصيبه.

_________________

1.تخيل البعض أن الجملتين هما من كلام الكفار، واعتقد البعض ذلك في الجملة الأولى فقط (تفسير البحر المحيط، ج 1، ص270).

2. الكشاف، ج 1، ص118.

3. الكافي، ج 7ص 2.

4. مصباح المتهجد، ص524؛ ومفاتيح الجنان، دعاء أبي حمزة الثمالي.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .