أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-28
538
التاريخ: 30-3-2016
2877
التاريخ: 2023-11-05
1120
التاريخ: 2024-06-10
680
|
يقول تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]
إنَّ الإشارة إلى الأقسام الثلاثة للحجارة في الجمل الثلاث: «وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار»، و«وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، و«إن منها لما يهبط من خشية الله» هي للتعليل وإقامة البرهان على كون بعض القلوب «أشد قسوة» من الحجر.
وتوضيحاً لذلك نقول: بسبب الانفجار الذي يحصل في بعض الصخور المستقرة في جوف الجبل فإن نهراً من الماء يتدفق ويجري منها: (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار). والبعض الآخر منها لا يتفتت الأنفجار بل إنه يتشقق فحسب فيجري منه ماء أقل لا يتعدى حد العين: (وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء).
أما القسم الثالث فإنه يهبط ويسقط من مكان إلى مكان آخر من خوف الله وخشيته: (وإن منها لما يهبط من خشية الله) بناء على ذلك فإنه تترتب على الحجارة آثار وبركات ويشاهد منها مثل هذا الانفعال والتأثر؛ في حين أن قلوب بني إسرائيل، ونتيجة لركونهم من جديد إلى الغفلة وإعراضهم عن الحق بعد مشاهدة كل تلك الآيات والبينات، قد بلغت بها القسوة والصلابة بحيث إنهم أغلقوا كل سبل النفوذ إليهم حتى أصبحت مشاهدة الآيات والمعجزات غير ذات أثر فيهم. ليس هذا فحسب بل زادت في صلابة قلوبهم وقسوتها.
قد لا يكون القلب مبتلى بدرجة كبيرة من القسوة قبل مجيء المعجزة، بيد أنه بعد تحقق المعجزة ومشاهدة البينة الإلهية وتجلي الحق فإنه، وبسبب ركونه إلى العناد والجحود وإصراره على النكول، يصاب بقسوة أشد؛ مثلما أن القرآن الذي يكون للمستعدين لاستقبال الفيض شفاء ورحمة وللظالمين عاملاً لمزيد من الخسران: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]؛ نظير الفاكهة الحلوة الريانة التي تكون مفيدة لأصحاب المزاج السليم، لكنها تحفز الآلام وتثير المغص للمصابين بأمراض الجهاز الهضمي، ومن الجلي الألم هو الجهاز الهضمي للمريض وليس الفاكهة الحلوة.
إن تقسيم الحجارة إلى أقسام ثلاثة ليس هو تقسيماً تباينياً كي يشكل بأن القسم الأول (الحجارة التي تتفجر منها الأنهار) مثلاً يمكنه أيضاً أن يهبط من خشية الله وبالعكس، بل المقصود هو أنه من الممكن مشاهدة مثل هذه الأوصاف الإيجابية في الحجارة بشكل عام؛ وإن أمكن أن تضم بعض الحجارة جميع تلك الأوصاف الكمالية.
كما أنَّ الآية المذكورة ليست في صدد حصر أصناف الحجارة المختلفة وتحديد بركاتها وآثارها الإيجابية كي يشكل بأنه لماذا لم يجر الحديث عن الحجارة التي تنفجر نتيجة البركان؛ لأن الهدف من هذا التشبيه هو إظهار الصلابة والقسوة التي تجتمع مع النعومة والليونة، وأن الحجارة التي يمكنها أن تفي بالغرض هنا تلك التي تنفجر ليتدفق من جوفها ماء سائل أو تهبط وتنزل من خشية الله، ومن الواضح أن صخرة البركان تحكي غرضاً آخر؛ هذا وإن كانت فوائد البركان في حد ذاته كثيرة وهو يقترن ببركات صناعية وتقليدية جمة، لكنه ليس السائل الناعم هو الذي فجره أو شققه، بل إنها النار القوية القاهرة التي فتنته وأخرجته من صلابته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|