المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



[اخبار أمير المؤمنين مع عبد الله بن العباس]  
  
4090   04:55 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص313-316
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

كان ابن عباس تلميذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وخريجه مضافا إلى ما اخذه عن النبي (صلى الله عليه واله) ولذلك كان يسمى حبر الأمة وصحبه في حروبه كلها الجمل وصفين والنهروان وولاه البصرة وكان يعده لمهام الأمور فقد أرسله إلى أم المؤمنين بعد حرب الجمل فكان له في ذلك المقام المشهود والحجة القاطعة واراده للحكومة يوم صفين فابى أهل الجباه السود العمي القلوب وبعثه إلى الخوارج يوم النهروان فاحتج عليهم بأبلغ الحجج وكان له في نصرة أمير المؤمنين وأبنائه مواقف مشهودة منها لما مر بصفة زمزم وسمع شاميا يسب عليا (عليه السلام) ومنها مع عبد الله بن الزبير ومع معاوية وهو الذي كتب إلى يزيد بعد قتل الحسين (عليه السلام) بما كتب وكان يمسك بركاب الحسنين (عليه السلام) إذا ركبا وروى الكشي بسنده أنه قال لما حضرته الوفاة اللهم إني أحيا على ما حيي عليه علي بن أبي طالب وأموت على ما مات عليه علي بن أبي طالب .

قد نسب إليه انه فارق أمير المؤمنين (عليه السلام) واخذ مال البصرة وذهب إلى مكة وأنكر ذلك جماعة .

روى الكشي في رجاله بسنده عن الزهري عن الحارث قال استعمل علي (صلى الله عليه واله) على البصرة عبد الله بن عباس فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وكان مبلغه ألفي ألف درهم فصعد علي (عليه السلام) المنبر حين بلغه ذلك فبكى فقال هذا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) في علمه وقدره يفعل مثل هذا فكيف يؤمن من كان دونه الحديث . وقال ابن الأثير في حوادث سنة 40 في هذه السنة خرج عبد الله بن عباس من البصرة ولحق بمكة في قول أكثر أهل السير وقد أنكر ذلك بعضهم وقال لم يزل عاملا عليها لعلي حتى قتل علي وشهد صلح الحسن مع معاوية ثم خرج إلى مكة والأول أصح وانما كان الذي شهد صلح الحسن عبيد الله بن عباس (اه) ثم ذكر سبب خروجه وهو انه مر بأبي الأسود وكان على قضاء البصرة فقال لو كنت من البهائم لكنت جملا ولو كنت راعيا لما بلغت المرعى فكتب أبو الأسود إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان ابن عمك قد اكل ما تحت يديه بغير علمك فكتب إلى ابن عباس في ذلك فكتب إليه ابن العباس ان الذي بلغك باطل فكتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) اعلمني ما أخذت من الجزية ومن أين أخذت وفيما وضعت فكتب إليه ابن عباس قد فهمت تعظيمك مرزأة ما بلغك اني رزأته فابعث إلى عملك من أحببت وخرج واستدعى أخواله من بني هلال بن عامر فاجتمعت معه قيس كلها فحمل مالا وقال هذه ارزاقنا اجتمعت فتبعه أهل البصرة يريدون اخذ المال فمنعته قيس ومضى إلى مكة (اه) .

وفي نهج البلاغة : من كتاب له (عليه السلام) إلى بعض عماله ولم يصرح باسم المكتوب إليه والكتاب يتضمن ذما عظيما للمكتوب إليه ، ولكن الكشي في رجاله روى بسنده عن الشعبي ان المكتوب إليه هو عبد الله بن عباس لما احتمل بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز ، وذكر الكتاب بطوله وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج أيضا ، ومن جملته : فاني أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي ولم يكن في أهلي رجل أوثق منك في نفسي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب قلبت لابن عمك ظهر المجن ففارقته مع المفارقين وخذلته مع الخاذلين وخنته مع الخائنين ، فلا ابن عمك آسيت ولا الأمانة أديت ، وكأنك انما كنت تكيد هذه الأمة عن دنياهم فلما أمكنتك الشدة في خيانة الأمة أسرعت الكرة واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم فحملته إلى الحجاز غير متأثم من أخذه كأنك لا أبا لغيرك حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك ؛ فسبحان الله ، أ ما تؤمن بالمعاد ؟ أ وما تخاف نقاش الحساب أيها المعدود عندنا كان من اولي الألباب ؟ ووالله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة ؛ وبعد تصريح الكشي بان المكتوب إليه ابن عباس لا حاجة إلى ما حكاه ابن أبي الحديد عن أصحاب القول الأول من أنهم استدلوا على ذلك بألفاظ من الكتاب كقوله أشركتك في أمانتي الخ ولم يكن في أهلي رجل أوثق منك ، وقوله ابن عمك ثلاث مرات ، وقوله لا أبا لغيرك وهذه كلمة لا تقال إلا لمثله اما غيره من افناء الناس فكان يقول له لا أبا لك وقوله أيها المعدود عندنا من اولي الألباب ، وقوله لو أن الحسن والحسين الدال على أن المكتوب إليه قريب من أن يجري مجراهما عنده .

قال الكشي وابن أبي الحديد واللفظ للثاني : فكتب إليه ابن عباس جوابا عن هذا الكتاب : أتاني كتابك تعظم علي ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري ان حقي في بيت المال أكثر مما أخذت . فكتب إليه علي : ان من العجب ان تزين لك نفسك ان لك في بيت مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل واحد من المسلمين وقد بلغني انك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري بها مولدات مكة والمدينة والطائف تختارهن على عينك وتعطي فيهن مال غيرك فارجع هداك الله إلى رشدك وتب إلى ربك واخرج إلى المسلمين من أموالهم فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت وتغيب في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد فارقت الأحباب وسكنت التراب وواجهت الحساب غنيا عما خلفت فقيرا إلى ما قدمت .

فكتب إليه ابن عباس انك قد أكثرت علي ووالله لأن القى الله قد احتويت على كنوز الأرض كلها وذهبها وعقيانها ولجينها أحب إلي من ألقاه بدم امرئ مسلم .

قال المؤلف ما ذكره ابن الأثير من أنه واجه أبا الأسود بهذا الكلام البشع يصعب تصديقه فابن عباس كان اعرف بفضل أبي الأسود من كل أحد فكيف يواجهه بهذا الكلام الذي لا يصدر إلا من الأسافل وابن عباس مع فضله وكمال معرفته لا يمكن ان يفوه بمثل هذا مهما كان السبب الداعي إليه والذي يظهر ان ناسب ذلك إليه أراد الحط من مقام أبي الأسود

وابن عباس معا لغرض في نفسه وذلك لاخلاصهما في حب علي (عليه السلام) وتشيعهما له ؛ اما ما رواه أصحاب القول الأول من المكاتبة بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عباس فان أمكننا تصديقه لم يمكنا تصديق الجواب الأخير منه المشتمل على قول ابن عباس لأن القى الله بكذا أحب إلي من أن القى الله بدم امرئ مسلم فابن عباس مع فضله المشهور كيف يعيب أمير المؤمنين (عليه السلام) بقتل من أمر الله بقتله وقتاله بقوله فقاتلوا التي تبغي وهبه أراد التمويه والاقتداء بمن قال إن عمارا قتله من ألقاه إلينا ، أ فتراه كان يجهل ان ذلك مما يعيبه به الناس ويوجب سقوطه من نفوسهم وهو كان شريكا في تلك الدماء فيعيب نفسه قبل ان يعيب غيره وهو ليس بمضطر إلى هذا الجواب كما اضطر من أجاب عن قتل عمار وإن كان قصده بهذا الجواب ابداء عذره أمام الناس فلم يصنع شيئا لأن الناس يعلمون انه جواب فاسد وإنه شريك في تلك الدماء فيزداد بذلك لوما عندهم بدلا عن أن يعذروه ولو قصد ذلك لأقتصر على جوابه الأول ان له حقا في بيت المال فاخذه فلما اجابه علي (عليه السلام) انك أخذت أكثر من حقك كان يمكنه ان يجيب بجواب مموه يدل على أنه ليس أكثر من حقه فيكون أقرب إلى القبول من هذا الجواب الذي يعرف فساده كل أحد ، ومن ذلك يتطرق الشك إلى باقي المكاتبة وجواباتها . وحكى ابن أبي الحديد عن الراوندي ان المكتوب إليه هو عبيد الله لا عبد الله ورده بان عبيد الله كان عاملا لعلي على اليمن ولم ينقل عنه انه اخذ مالا ولا فارق طاعة ، قال وقد أشكل علي أمر هذا الكتاب فان قلت إنه موضوع على أمير المؤمنين (عليه السلام) خالفت الرواة فإنهم أطبقوا على رواية هذا الكلام عنه ، وإن صرفته إلى عبد الله بن عباس صدني عنه ما اعلمه من ملازمته لطاعة أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياته وبعد وفاته .

وإن صرفته إلى غيره لم أعلم إلى من اصرفه من أهل أمير المؤمنين وهو يشعر بان المخاطب به من أهله وبني عمه (اه) أقول بعد تصريح الكثير بأنه لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابن عباس وظهور مضامينه ظهورا بينا في أنه لا يصلح أن يكون المخاطب به غير ابن عباس لم يبق مجال لتردده ويظهر ان أمر مفارقته عليا (عليه السلام) واخذه مال بيت مال البصرة كان مشهورا فقد حكي عن قيس بن سعد بن عبادة انه خطب الجيش الذي أرسله الحسن (عليه السلام) للقاء معاوية عندما تركهم أميرهم عبيد الله بن العباس وذهب إلى معاوية فقال ما معناه : لا يهولنكم ما فعل فان هؤلاء قد خرج أبوهم العباس لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر ، وابنه عبد الله اخذ مال البصرة وهرب إلى مكة وابنه عبيد الله فعل ما ترون ، وقد عيره بذلك ابن الزبير فقال إنه اخذ مال البصرة وترك المسلمين بها يرتضخون النوى ولم يتبرأ ابن عباس من ذلك بل اجابه بأنه كان لنا فيه حق فاخذناه .

وقال ابن أبي الحديد : الأكثرون على القول الأول ، وقال آخرون وهم الأقلون هذا لم يكن ولا فارق عبد الله بن عباس عليا (عليه السلام) ولا باينه ولا خالفه ولم يزل أميرا على البصرة إلى أن قتل علي (عليه السلام) . ثم قال : وهذا عندي هو الأمثل والأصوب (اه) ؛ وقال العلامة في الخلاصة : كان محبا لعلي (عليه السلام) أشهر من أن يخفى ، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه وهو أجل من ذلك (اه) ومن جملة تلك الأحاديث حديث مفارقته عليا (عليه السلام) واخذه مال بيت مال البصرة المتقدم والحديث الآتي من كتاب أمير المؤمنين إليه في ذلك وجوابه .

وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة : جملة ما ذكره الكشي من الطعن فيه خمسة أحاديث كلها ضعيفة السند ؛ وقال السيد ابن طاوس : حاله في المحبة والإخلاص لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وموالاته والنصر له والذي عنه والخصام في رضاه والموازرة له مما لا شبهة فيه ثم قال معرضا باخبار الذم ومثل الحبر موضع ان يحسده الناس ويباهتوه :

كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لدميم

قال ولو ورد في مثله ألف رواية أمكن ان تعرض للتهمة فكيف بهذه الأخبار الضعيفة الركيكة (اه) قال ابن أبي الحديد ويدل على عدم مفارقة ابن عباس أمير المؤمنين (عليه السلام) ما رواه أبو الفرج الأصفهاني انه لما استشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) دس معاوية رجلا من حمير إلى الكوفة ورجلا من بني القين إلى البصرة يكتبان له بالاخبار فدل عليهما فقتلا فكتب عبد الله بن العباس من البصرة إلى معاوية اما بعد فإنك ودسك أخا بني القين إلى البصرة تلتمس من غفلات قريش إلى آخر الكتاب فهو يدل على وجوده في البصرة عند وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) قال وقالوا كيف يكون ذلك ولم يخدعه معاوية ويجره إلى جهته فقد علمتم كيف اختدع كثيرا من عمال أمير المؤمنين (عليه السلام) واستمالهم بالأموال فما باله و قد علم النبوة التي حدثت بينهما لم يستمل ابن عباس وكل من قرأ السير وعرف التواريخ يعرف مشاقة ابن عباس لمعاوية بعد وفاة علي (عليه السلام) وما كان يلقاه به من قوارع الكلام وما كان يثني به على أمير المؤمنين ويذكر خصائصه وفضائله ويصدع به من مناقبه وماثره فلو كان بينهما غبار أو كدر لما كان الأمر كذلك (اه) .

قال المؤلف : انكار اخذ ابن عباس المال من البصرة وانكار كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه المقدم ذكره صعب جدا بعد ملاحظة ما تقدم ولا يحتاج فيه إلى تصحيح روايات الكشي وبعد ما ذكرناه من الشواهد على اشتهار الأمر في ذلك كما أن اخلاص ابن عباس لأمير المؤمنين (عليه السلام) وتفوقه في معرفة فضله لا يمكن انكاره والذي يلوح لي ان ابن عباس لما ضايقه أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحساب عما اخذ ومن أين اخذ وفيما وضع كما يقتضيه عدله ومحافظته على أموال المسلمين وعلم أنه محاسب على ذلك أدق حساب وغير مسامح في شئ سولت له نفسه اخذ المال من البصرة والذهاب إلى مكة وهو ليس معصوم وحب الدنيا مما طبعت عليه النفوس فلما كتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) ووعظه وطلب منه التوبة تاب وعاد سريعا .

وعدم نص المؤرخين على عوده لا يضر بل يكفي ذكرهم انه كان بالبصرة عند وفاه أمير المؤمنين (عليه السلام) كما دل عليه كتابه السابق إلى معاوية اما الجواب الأخير الذي زعموا انه أجاب به أمير المؤمنين (عليه السلام) فمعاذ الله ان يصدر منه والله العالم بحقائق الأحوال .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.