قدم الباحث وأستاذ الفلسفة والفكر السياسي في جامعة الكوفة الدكتور جميل حليل المعلة، بحثًا بعنوان "العدل الاجتماعي في دولة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)". وأُلقِي البحث ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الأول الموسوم بـ"الامام علي (عليه السلام) ميزان الحق"، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جامعة الكفيل وجمعية العميد العلمية والفكرية ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وذُكِر في مقدمة البحث أنّ "العدل الاجتماعي كان وما زال هو أمنية الشعوب ومطالبها الذي ترى فيه ملاذها وضمانها وأمنها من الحاجة والعوز والظلم والحيف، وإنّ الحرية بقدر ما هي ضرورية ولازمة إلّا أنها، قد تسمح للأقوياء باستعباد الضعفاء وللأغنياء باستغلال الفقراء، والعدل هو وحده الذي يمكنه أن يقف مانعًا دون استغلال الناس". ويضيف البحث أنّ "العدل هو فضيلة الإسلام وقيمته العظمى وهو الوجه الأخر للتوحيد الذي يطل على البشرية في الحياة الدنيا، ومن أشد المفاهيم التي أكدها الإسلام واعتبرها العمود الفقري له وروح القرآن الكريم والرسالة السماوية، وقد جسّد الإمام علي بن أبي طالب (علية السلام) مفهوم العدل الاجتماعي بشكل عملي بين الناس أثناء فترة توليه الخلافة". وأشار البحث إلى أنّ "أهمية البحث تكمن في كون مفهوم العدل الاجتماعي من المفاهيم العالمية والإنسانية، ولم يكن مفهومًا دينيًا بقدر ما هو مفهوم عقلي وحركة البشرية منذ تاريخها الأول إلى يومنا هذا تبحث عن تجسيد هذه القيمة، وتتبناها رغم اختلاف الأديان حول هذا المفهوم، فالعدل من المفاهيم الفلسفية والعالمية المشتركة بين بني البشر".

وينطلق البحث من فرضية مفادها أنّ "الاسلام المحمدي الأصيل الذي يقوم على الأصول الإسلامية وأولها الحرية والعدل، من خلال منهج تطبيقي عملي يحقق للمسلمين دولة إسلامية مدنية يكون العدل الاجتماعي وعدم الظلم أساسها، ودليلنا على ذلك الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، وقد جسد الإمام علي (علية السلام) هذه الدولة الاسلامية العادلة أثناء توليه أمور المسلمين".