المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



قبسات من تراث الإمام المهدي ( عليه السّلام )  
  
1503   07:50 صباحاً   التاريخ: 2023-06-29
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 14، ص231-238
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

من كلامه في التوحيد ونبذ الغلوّ

« إن اللّه تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسّم الارزاق ، لأنه ليس بجسم ولا حالّ في جسم ، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ، وأما الأئمة ( عليهم السّلام ) فإنهم يسألون اللّه تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقهم »[1].

في علة الخلق وبعث الأنبياء وتعيين الأوصياء

يا هذا يرحمك اللّه ، إنّ اللّه تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثمّ بعث إليهم النّبيّين ( عليهم السّلام ) مبشّرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ، ويعرّفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا وبعث إليهم ملائكة ، يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الّذي جعله لهم عليهم ، وما آتاهم من الدّلائل الظّاهرة والبراهين الباهرة والآيات الغالبة ، فمنهم من جعل النّار عليه بردا وسلاما ، واتّخذه خليلا ، ومنهم من كلّمه تكليما ، وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيى الموتى بإذن اللّه ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللّه ، ومنهم من علّمه منطق الطّير وأوتي من كلّ شيء ثمّ بعث محمّدا صلّى اللّه عليه وآله رحمة للعالمين ، وتمّم به نعمته ، وختم به أنبياءه ، وأرسله إلى النّاس كافّة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبيّن من آياته وعلاماته ما بيّن ، ثمّ قبضه صلّى اللّه عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الأمر بعده إلى أخيه وابن عمّه ووصيّه ووارثه عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، ثمّ إلى الأوصياء من ولده واحدا واحدا ، أحيى بهم دينه ، وأتمّ بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمّهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقانا بيّنا يعرف به الحجّة من المحجوج ، والإمام من المأموم ، بأن عصمهم من الذّنوب ، وبرّأهم من العيوب ، وطهّرهم من الدّنس ، ونزّههم من اللّبس ، وجعلهم خزّان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سرّه ، وأيّدهم بالدّلائل ، ولولا ذلك لكان النّاس على سواء ، ولادّعى أمر اللّه عزّ وجلّ كلّ أحد ، ولما عرف الحقّ من الباطل ، ولا العالم من الجاهل[2].

في مقام الأئمة ( عليهم السّلام )

« الّذي يجب عليكم ولكم أن تقولوا إنّا قدوة اللّه وأئمّة ، وخلفاء اللّه في أرضه وامناؤه على خلقه ، وحججه في بلاده ، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب »[3].

في انتظام نظام الإمامة وعدم خلو الأرض من الحجة

ومن رسالة له إلى سفيريه العمري وابنه : « وفّقكما اللّه لطاعته ، وثبّتكما على دينه ، وأسعدكما بمرضاته ، انتهى إلينا ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار ومناظراته من لقي ، واحتجاجه بأنّه لا خلف غير جعفر بن عليّ وتصديقه إيّاه وفهمت جميع ما كتبتما به ممّا قال أصحابكما عنه ، وأنا أعوذ باللّه من العمى بعد الجلاء ، ومن الضّلالة بعد الهدى ، ومن موبقات الأعمال ، ومرديات الفتن ، فإنّه عزّ وجلّ يقول : ألم * أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ[4] كيف يتساقطون في الفتنة ، ويتردّدون في الحيرة ، ويأخذون يمينا وشمالا ، فارقوا دينهم ، أم ارتابوا ، أم عاندوا الحقّ ، أم جهلوا ما جاءت به الرّوايات الصّادقة والأخبار الصّحيحة ، أو علموا ذلك فتناسوا ، ما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجّة إمّا ظاهرا وإمّا مغمورا .

أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم ( صلّى اللّه عليه وآله ) واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر اللّه عزّ وجلّ إلى الماضي يعني الحسن بن علي ( عليهما السّلام ) - فقام مقام آبائه ( عليهم السّلام ) يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، كانوا نورا ساطعا ، وشهابا لامعا ، وقمرا زاهرا ، ثمّ اختار اللّه عزّ وجلّ له ما عنده فمضى على منهاج آبائه ( عليهم السّلام ) حذو النّعل بالنّعل على عهد عهده ، ووصيّة أوصى بها إلى وصيّ ستره اللّه عزّ وجلّ بأمره إلى غاية ، وأخفى مكانه بمشيئة للقضاء السّابق والقدر النّافذ ، وفينا موضعه ، ولنا فضله ، ولو قد أذن اللّه عزّ وجلّ فيما قد منعه عنه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحقّ ظاهرا بأحسن حلية ، وأبين دلالة ، وأوضح علامة ، ولأبان عن نفسه وقام بحجّته ، ولكنّ أقدار اللّه عزّ وجلّ لا تغالب وإرادته لا تردّ وتوفيقه لا يسبق ، فليدعوا عنهم اتّباع الهوى ، وليقيموا على أصلهم الّذي كانوا عليه ، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا ، ولا يكشفوا ستر اللّه عزّ وجلّ فيندموا ، وليعلموا أنّ الحقّ معنا وفينا ، لا يقول ذلك سوانا إلّا كذّاب مفتر ، ولا يدّعيه غيرنا إلّا ضالّ غويّ ، فليقتصروا منّا على هذه الجملة دون التّفسير ، ويقنعوا من ذلك بالتّعريض دون التّصريح إن شاء اللّه[5].

تقوى اللّه والنجاة من الفتن

يقول ( عليه السّلام ) في رسالته الثانية للشيخ المفيد وهي من الرسائل التي صدرت عنه في غيبته الكبرى : « . . . فلتكن حرسك اللّه بعينه الّتي لا تنام أن تقابل لذلك فتنة تسبلّ نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين ويبتهج لدمارها المؤمنون ، ويحزن لذلك المجرمون ، وآية حركتنا من هذه اللّوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم ، مستحلّ للدّم المحرّم ، يعمد بكيده أهل الإيمان ولا يبلغ بذلك غرضه من الظّلم لهم والعدوان ، لأننا من وراء حفظهم بالدّعاء الّذي لا يحجب عن ملك الأرض والسّماء ، فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب ، وليثّقوا بالكفاية منه ، وإن راعتهم بهم الخطوب ، والعاقبة بجميل صنع اللّه سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذّنوب .

ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظّالمين أيّدك اللّه بنصره الّذي أيّد به السّلف من أوليائنا الصّالحين ، أنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدّين وأخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه ، كان آمنا من الفتنة المبطلة ، ومحنها المظلمة المضلّة ومن بخل منهم بما أعاره اللّه من نعمته على من أمره بصلته ، فإنّه يكون خاسرا بذلك لاولاه وآخرته ، ولو أنّ أشياعنا وفّقهم اللّه لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا . . . »[6].

رعايته للمسلمين

« . . . فإنا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالذّلّ الّذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السّلف الصّالح عنه شاسعا ، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون .

إنّا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم الّلأواء واصطلمكم الأعداء فاتّقوا اللّه جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله ، وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثّتكم بأمرنا ونهينا ، واللّه متمّ نوره ولو كره المشركون »[7].

الاستعداد الدائم للظهور

فليعمل كلّ امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا ، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فإنّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة واللّه يلهمكم الرّشد ، ويلطف لكم في التّوفيق برحمته[8].

نماذج من أجوبته القصيرة

ومن أجوبته ( عليه السّلام ) على أسئلة إسحاق بن يعقوب : « أما ما سألت عنه أرشدك اللّه وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا فأعلم أنه ليس بين اللّه عز وجل وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح ، أما سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف ( عليه السّلام ) . . .

وأما أموالكم فما نقبلها إلّا لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع . . . وأما ظهور الفرج فإنه إلى اللّه تعالى ذكره وكذب الوقّاتون . . . وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلّا لما طاب وطهر . . . وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم . . . »[9].

نماذج من أدعيته وزياراته

من دعائه للمؤمنين عامة : « إلهي بحقّ من ناجاك ، وبحقّ من دعاك في البرّ والبحر ، تفضّل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغناء والثّروة ، وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشّفاء والصّحّة ، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللّطف والكرامة ، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرّحمة ، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرّدّ إلى أوطانهم سالمين غانمين ، بمحمّد وآله أجمعين »[10].

من دعائه في قنوته : « . . . وأسئلك باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف شاؤوا ، يا من لا يغيّره الأيّام والليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته ومن معه وأهلكت قومه ، وأدعوك بما دعاك إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته وجعلت النّار عليه بردا وسلاما ، وأدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففلقت له البحر فأنجيته وبني إسرائيل ، وأغرقت فرعون وقومه في اليمّ ، وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك ، فنجّيته من أعدائه وإليك رفعته ، وأدعوك بما دعاك به حبيبك وصفيّك ونبيّك محمّد صلّى اللّه عليه وآله ، فاستجبت له ومن الأحزاب نجّيته ، وعلى أعدائك نصرته ، وأسئلك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت ، يا من له الخلق والأمر ، يا من أحاط بكلّ شيء علما ، يا من أحصى كلّ شيء عددا ، يا من لا تغيّره الأيّام واللّياليّ ، ولا تتشابه عليه الأصوات ، ولا تخفى عليه اللّغات ، ولا يبرمه إلحاح الملحّين .

أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد خيرتك من خلقك ، فصلّ عليهم بأفضل صلواتك ، وصلّ على جميع النّبيّين والمرسلين الّذين بلّغوا عنك الهدى ، وعقدوا لك المواثيق بالطّاعة ، وصلّ على عبادك الصّالحين ، يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني ، واجمع لي أصحابي ، وصبّرهم ، وانصرني على أعدائك وأعداء رسولك ، ولا تخيّب دعوتي ، فإنّي عبدك وابن عبدك ، ابن أمتك ، أسير بين يديك ، سيّدي أنت الّذي مننت عليّ بهذا المقام ، وتفضّلت به عليّ دون كثير من خلقك ، أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تنجز لي ما وعدتني ، إنّك أنت الصّادق ، ولا تخلف الميعاد ، وأنت على كلّ شيء قدير »[11].

من صلواته على النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « اللّهمّ صلّ على محمّد سيّد المرسلين ، وخاتم النّبيّين ، وحجّة ربّ العالمين ، المنتجب في الميثاق ، المصطفى في الظّلال ، المطهّر من كلّ آفة ، البريء من كلّ عيب ، المؤمّل للنّجاة ، المرتجى للشّفاعة ، المفوّض إليه في دين اللّه . . . »[12].

نماذج من زياراته : « اللّه أكبر اللّه أكبر ، لا اللّه إلّا اللّه واللّه أكبر ، وللّه الحمد ، الحمد للّه الذي هدانا لهذا ، وعرّفنا أولياءه وأعداءه ، ووفّقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين الناصبين ولا من الغلاة المفوّضين ولا من المرتابين المقصّرين ، السّلام على وليّ اللّه وابن أوليائه ، السّلام على المدّخر لكرامة [ أولياء ] اللّه وبوار أعدائه السّلام على النّور الّذي أراد أهل الكفر إطفاءه ، فأبى اللّه إلّا أن يتمّ نوره بكرههم وأمدّه بالحياة حتّى يظهر على يده الحقّ برغمهم ، أشهد أنّ اللّه اصطفاك صغيرا وأكمل لك علومه كبيرا ، وأنّك حيّ لا تموت حتّى تبطل الجبت والطّاغوت .

اللّهمّ صلّ عليه وعلى خدّامه وأعوانه ، على غيبته ونأيه ، واستره سترا عزيزا واجعل له معقلا حريزا واشدد اللّهمّ وطأتك على معانديه ، واحرس مواليه وزائريه . اللّهمّ كما جعلت قلبي بذكره معمورا ، فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا وإن حال بيني وبين لقائه الموت الّذي جعلته على عبادك حتما مقضيّا وأقدرت به على خليقتك رغما ، فابعثني عند خروجه ، ظاهرا من حفرتي ، مؤتزرا كفني ، حتّى أجاهد بين يديه ، في الصّفّ الّذي أثنيت على أهله في كتابك ، فقلت كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ .

اللّهمّ طال الانتظار ، وشمت بنا الفجّار ، وصعب علينا الانتصار ، اللّهمّ أرنا وجه وليّك الميمون ، في حياتنا وبعد المنون ، اللّهمّ إنّي أدين لك بالرّجعة ، بين يدي صاحب هذه البقعة ، ألغوث ألغوث ، ألغوث ، يا صاحب الزّمان ، قطعت في وصلتك الخلّان ، وهجرت لزيارتك الأوطان ، وأخفيت أمري عن أهل البلدان لتكون شفيعا عند ربّك وربّي ، وإلى آبائك مواليّ في حسن التّوفيق ، وإسباغ النّعمة عليّ ، وسوق الإحسان إليّ .

اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، أصحاب الحقّ ، وقادة الخلق ، واستجب منّي ما دعوتك ، وأعطني ما لم أنطق به في دعائي ، ومن صلاح ديني ودنياي ، إنّك حميد مجيد ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطّاهرين .

ثمّ ادخل الصّفّة فصلّ ركعتين وقل : اللّهمّ عبدك الزّائر في فناء وليّك المزور ، الّذي فرضت طاعته على العبيد والأحرار ، وأنقذت به أولياءك من عذاب النّار ، اللّهمّ اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدّق بوليّك غير مرتاب ، اللّهمّ لا تجعله آخر العهد به ولا بزيارته ، ولا تقطع أثري من مشهده ، وزيارة أبيه وجدّه ، اللّهمّ اخلف عليّ نفقتي ، وانفعني بما رزقتني ، في دنياي وآخرتي ولإخواني وأبويّ وجميع عترتي ، أستودعك اللّه أيّها الإمام الّذي يفوز به المؤمنون ويهلك على يديه الكافرون المكذّبون . . . »[13].

 

[1] غيبة الطوسي : 178 ، احتجاج الطبرسي : 2 / 471 ، إثبات الهداة : 3 / 757 .

[2] بحار الأنوار : 53 / 194 ، معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 382 .

[3] تفسير العياشي : 1 / 16 ، معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 467 .

[4] العنكبوت ( 29 ) : 1 - 2 .

[5] كمال الدين : 510 ، بحار الأنوار : 53 / 190 ، معجم أحاديث المهدي : 4 / 287 .

[6] احتجاج الطبرسي : 2 / 498 .

[7] احتجاج الطبرسي : 2 / 495 .

[8] احتجاج الطبرسي : 2 / 495 .

[9] كمال الدين : 483 ، غيبة الطوسي : 176 .

[10] مهج الدعوات للسيد ابن طاووس : 295 الصحيفة المهدية للفيض الكاشاني : 112 .

[11] مهج الدعوات : 68 .

[12] ضمن صلوات طويلة على النبي وأوصيائه ( عليهم السّلام ) ، غيبة الطوسي : 165 ، الصحيفة المهدية : 53 .

 

[13] مصباح الزائر للسيد ابن طاووس : 327 ، الصحيفة المهدية : 173 ، معجم أحاديث المهدي : 4 / 491 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.