المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الفساد الأخلاقي  
  
1247   11:11 صباحاً   التاريخ: 2023-06-17
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 256 ــ 261
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من أكبر عوامل انهيار الأسرة الفساد الأخلاقي من الطرفين بالأخص الزوجة فليس ممارستها للفحشاء والمنكر وخيانتها لزوجها فقط هي التي تدمر الحياة الزوجية بل إن شك الزوج في عفتها سوف يضعها على طريق المشاكل والانهيار.

أما الحل: فالإمام الصادق (عليه السلام) يذكر ثلاث قواعد أساسية لنجاح الحياة الزوجية وسعادة الزوجين:

القاعدة الأولى: صيانة المرأة نفسها من كل دنس.

وما يشوه سمعتها لتكون عند زوجها طاهرة نقية عفيفة وبذلك تضع القاعدة الأولى الرصينة لحياة سعيدة مع زوجها فإن الزوج المسلم لديه غَيْرَةٌ شديدة على زوجته ويحب دائماً أن يسمع عنها المدح والثناء وبالأخص في العفة والستر.

والمطلوب هو الجانب العملي التي تقوم به وتصرفاتها خصوصاً في العصر الحاضر الذي انتشرت وسائل الانحراف، بل تحاول المرأة أن لا يدخل الشك في قلب زوجها عليها، فإن مثل هذا يكون باباً من أبواب عدم الثقة بها ثم تتحول الحياة إلى جحيم لا تطاق، وفي كل مجتمع من المجتمعات سلوكياته وعادته وما يصلح في مجتمع لا يصلح في مجتمع آخر وما يكون أمراً حسناً في مجتمع يكون سيئاً لمجتمع آخر، فعلى الزوجة ملاحظة قلب زوجها وتتصرف بشكل لا يدخل الشك في قلبه عليها ولو دخل فعليها التعامل بحكمة لإزالة مثل هذه الأمور التي تعصف بحياتها الزوجية.

 

القاعدة الثانية: حياطته:

وأن تكون محيطة به في مختلف جوانب الحياة وتكون له كالأم الرحيم الحنون ولا تكلفه ما لا يطيق وعلل الإمام ذلك أنها إذا كانت محيطة به وأظهرت عطفها وحنانها على زوجها وسبقته بالمعروف فسوف يقابلها بالمعروف ويغفر زلاتها وتقصيراتها في حقوقه.

القاعدة الثالثة عشقها لزوجها:

والإمام (عليه السلام) يعلم النساء المتزوجات عشقهن لأزواجهن وأن تكون العلاقة الزوجية ليست مبنية على المحبة والمودة فقط بل على العشق وهو أعلى درجات المحبة فالإمام الصادق (عليه السلام) يذكر سببين من أسباب عشق الزوجة لزوجها:

1ـ استعمال الخِلَابة: وهي مخادعة الزوجة لزوجها بلسانها بالكلام الطيب المعسول والغنج والدلال والتحبب له حتى تتمكن أن تملك قلبه وتستولي على مشاعره وينقاد لها بكل شوق واندفاع ومحبة ويبادلها العشق والمحبة وهو ما يعبر عنه في زماننا بالمغازلة وهنا العشق من الزوجة لزوجها ينقسم إلى قسمين:

أـ العشق الصادق: أي قد يكون حب الزوجة لزوجها حباً حقيقياً وعليها أن تظهره وليس من الحكمة أن تخفيه بتصور أنه خلاف الدين أو خلاف الحياء أو خلاف الأدب كما تفعله بعض النساء الجاهلات من باب التدين وهذا خطأ فادح.

ب- وقد لا يكمن حبها له حباً حقيقياً وهنا أيضاً عليها أن تتظاهر له بالحب والعشق له وهو ما بات يعبر عنه في الأدب العربي بـ (الخلابة) والإمام الصادق (عليه السلام) عبر بإظهار العشق للزوج فقد لا تكون المرأة في قرارة نفسها معجبة بزوجها أو أنها لا تحبه ولكنه زوجها ولا تستغني عنه ولا بد أن تستمر معه في الحياة الزوجية فحينئذ ليس من السياسة الحكيمة ومصلحتها ومصلحة الأسرة أن تظهر عدم محبتها له، وقد تكون الأسباب التي أدت إلى عدم محبتها له تافهة قد تزول عند أدنى تعقل وتفهم فلو أبرزت له الكراهة فقد تفتح عليها باب الشقاء في الحياة الزوجية فحينئذ من السياسة الحكيمة في الحياة الزوجية أن تظهر له العشق ويتكرر منها ذلك في كل يوم وفي كل ساعة وهذه السياسة قد تغير حالها ووضعها ويتحول العشق الذي تتظاهر به إلى واقع معاش حقيقي بينها وبين زوجها.

وقد فسر علماء أهل اللغة الخلابة بالمعنى الثاني وهو أن تقوم المرأة باستمالة قلب زوجها بكلامها حيث قالوا:

الخلابة: الخداع يقال خلبه بمنطقه إذا أمال قلبه بألطف القول (1).

فهذه سياسة من المرأة في بناء حياتها الأسرية مع زوجها وعيشها معه عيشة سعيدة. وقالوا أيضاً:

وأما الخلابة: فهي الحب الخادع وهو الحب الذي وصل إلى الخلب وهو الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن وسمي الحب خلابة لأنه يخدع ألباب أربابه.

والخلابة: الخديعة باللسان يقال خلبه يخلُبه بالضم واختلبه مثله وفي المثل (إذا لم تغلب فاخلب) أي فاخدع والخلبة الخداعة من النساء قال الشاعر:

أودى الشباب وحب الخالة الخلبة      وقد برئت فما بالقلب من قلبه (2)

معنى الخلب

الخلب مأخوذ من مخلب الحيوان أي إذا لم تتمكني أن تأخذِ حقكِ بالقوة فعليكِ
أن تأخذيه بالرفق والمدارات والسياسة وهي أن تخادعي زوجك بالكلام اللطيف الرقيق المعسول حتى تتمكني من استمالة قلبه إليك وتحقيق رغباتك، وقد ضرب العرب لذلك مثلاً سائراً فقالوا : (إذا لم تَغْلِبْ فَاخلُبْ) بالضم أي اخدع. وقيل (إذا لم تغلِب فَاخْلِب) بالكسر أي انتش حقك ومرادك ومطلبك قليلاً شيئاً يسيراً بعد شيء.

فقالوا في معنى المثل: معناه إذا لم تدرك الحاجة بالغلبة والاستعلاء فاطلبها بالرفق والمداراة.

وأصل الخلابة: الخداع ومنه قيل برق خلب إذا ومض من غير مطر كأنه يخدع الشائم وبه سميت المرأة خلوباً (3) أي تخدع الرجل وتستولي على عقله.

وقال ابن منظور:

وفي المثل (إذا لم تَغْلِبُ فَاخْلِب) بالكسر.

وحكي عن الأصمعي (فَاخْلُبُ) بالضم، أي أخدعه حتى تذهب بقلبه من قاله بالضم فمعناه فاخدع.

ومن قال (إخلِب) بالكسر، فمعناه فانتش قليلاً شيئاً يسيراً بعد شيء كأنه أخذ من مخلب الجارحة.

قال ابن الأثير معناه إذا أعياك الأمر مغالبة فاطلبه مخادعة.

وخلب المرأة عقلها يخلبها خلباً سلبها إياه وخلبت هي قلبه تخلبه خلباً واختلبته أخذته وذهبت به.

وعن الليث:

الخلابة أن تخلب المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخلبه وامرأة خلابة للفؤاد، وخلوب

والخلباء من النساء: الخدوع.

وامرأة خالبة وخلوب وخلابة: خداعة، وكذلك الخلبة قال النمر:

أودى الشباب وحب الخالة الخلبة    وقد برئت فما بالقلب من قلبه

ويروى الخلبة بفتح اللام على أنه جمع وهم الذين يخدعون النساء

وفلان خلب نساء إذا كان يخالبهن أي يخادعهن.

وفلان حدث نساء وزير نساء إذا كان يحادثهن ویزاورهن.

 وامرأة خالة أي مختالة (4).

فهذه النصوص لعلماء اللغة كلها تنبي أن المرأة مدعوة إلى السياسة مع زوجها كما أن الرجل مدعو إلى السياسة مع زوجته ولكن المرأة قد تفوق سياستها على سياسة الرجل عندما تملك قلوب السياسيين فتصبح ملكة السياسة كما هي ملكة الأسرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المغرب في ترتيب المعرب، ج 1، ص264.

2ـ روضة المحبين، ج 1.

3ـ جمهرة الأمثال ج 1، ص 66.

4ـ لسان العرب ج 1، ص 364. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.