قيادة الجودة الشاملة

إن القيادة؛ بما تمتلكه من فلسفة ونمط تفكير وسلوك، تمثل العنصر الجوهري الحاكم في قدرة TQM على إحداث التغيير في ثقافة وطريقة العمل بالمنظمة، حيث إنها تمثـل عنـصـراً أساسياً في التنفيذ الناجح للتغيير على نطاق واسع وبدونها وعلى كل مستويات المنظمة فإن عملية التحسين لا يمكن أن تعزز أو تبقى طويلاً، وذلك لأن العاملين بدون القيادة اللائقة يسعون لتكوين بيروقراطيات فاقدة الوعي ودوائر غير منتهية من الإجراءات تضمن عدم تحمل المسؤولية.

وقيادة TQM تساعد الأشخاص على صناعة قرارات قائمة على الحقائق، وتسمح للآخرين بالاندماج الفاعل في أدوار القيادة من خلال مدخل أكثر مرونة للقيادة. إنها مسئولة عن ابتكار الثقافة التي تتيح للأشخاص استخدام قدراتهم العقلية لتحسين العملية، ومسئولة عن أن تذهب بصناعة القرار في كل حالة إلى أولئك الأشخاص الذين يملكون

معرفة أكثر عن الحالة «وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب» كما أنها تعزز تحسين العمليات من خلال فرق عمل .

التخطيط طويل المدى «الاستراتيجي»:

الجودة لا تحدث مصادفة إنها يجب أن تُخطط، وبحاجة لأن تكون محوراً رئيساً في استراتيجية المنظمة، وربما يرجع ذلك إلى أن النقطة المبدئية فى تأسيس TQM تتمثل في قبول التعهد والالتزام طويل المدى بالتحسين المتواصل، وهذا يتطلب رؤية للمستقبل وخططاً طويلة المدى لجعل هذا التعهد ممكناً.

وعلى الرغم من أن الخطط قصيرة المدى مفيدة فى حد ذاتها، إلا أنها لا تؤكد على التعهد والالتزام بفلسفة TQM، لأنها أكثر تركيزاً على الأهداف قصيرة المدى أكثر من تركيزها على طويلة المدى، ومن الأفضل أن يرتبط ذلك بتطوير الإجراءات التي تجعل من الممكن القيام بالعملية صحيحة من أول مرة «ضمان الجودة وليس مجرد المراجعة أو الفحص باستمرار للتأكد من أن الأشياء أو الإجراءات نُفذت بطريقة صحيحة.

التنظيم :

التنظيم هو الإطار الذي تتم فيه العملية الإدارية بما فيه من مسارات عمل ومسئوليات وسلطات وعلاقات وتفاعلات بين القائمين بالعمل على اختلاف المستويات .

والتنظيم في مدخل TQM يتحول من البنية البيروقراطية الرأسية السلطوية إلى بنية إدارية مسطحة Flatter بشكل كامل، حيث يأخذ تنظيم العمل الشكل الأفقي، حيث تتداخل الأعمال والتخصصات المختلفة مع بعضها البعض بحيث تكون شبكة من العلاقات المتداخلة ومن ثم فإن هذا المدخل يقطع الحدود الفاصلة بين التخصصات والعلوم المختلفة ويجعل العملية سلسلة من الخطوات المتداخلة والمترابطة.

الاتصال:

تمثل الاتصالات الجيدة عنصراً بالغ الأهمية في بيئة الجودة الشاملة، ومكوناً حيوياً في التحسين المستمر للجودة، إنها تلعب فى ثقافة TQM دوراً رئيسياً في نجاح المنظمة.

ولابد من الإشارة إلى أننا حين نتحدث عن ثقافة إدارة الجودة أو ثقافة الجودة بشكل عام فمن البديهي أننا نتحدث عن تجلياتها دون تداعياتها، أي جوانبها الإيجابية رغم أنه قد تظهر بعض السلبيات في ثنايا الحديث عن الجودة وذلك أمر طبيعي ومتوقع، إذ من الصعب بمكان أن تكون الأعمال وردية تماماً، لأننا لا نعيش في المدينة الفاضلة بل نعيش في عالم الواقع لا الخيال لهذا فإن ظهور بعض الهنات البسيطة لن يعكر جوهر الجودة ذاتها، وخاصة إذا ارتبطت بمفهوم الثقافة وارتكزت عليه.

ولإقامة منظمات الجودة الناجحة يجب أن تصل إلى العاملين في كل المستويات التنظيمية، وعلى نحو متواصل حزم ومجموعات من الرسائل المتعلقة بالجودة تسعى إلى استثارة وتحفيز قواهم ومهاراتهم العقلية لتحسين عملياتهم، وحتى يكونوا قادرين على أداء أعمالهم بطريقة صحيحة من أول مرة.

وفى ضوء ذلك فإن الاتصال في منظمة TQM يكون إلى حد بعيد أكثر انفتاحاً وانسيابية وصدقا حيث إن المعلومات لا تنساب تماماً من القمة، إنها تأتى من كل الاتجاهات وتنساب بحرية كاملة من تبادل وتشاطر للبيانات والأفكار من خلال العمل معاً في جو من الثقة والاحترام المتبادل، والمعلومات لا يحكم عليها في ضوء كونها "مفيدة / موجبة، أو غير مفيدة سالبة"، ولكن يحكم عليها في ضوء القدرة على توظيفها لخلق وبناء فرص التحسين المستمر.