أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07
1119
التاريخ: 2023-06-11
870
التاريخ: 2023-03-10
1037
التاريخ: 18-8-2020
1238
|
كما ارتبطت النيازك ببعض الممارسات لدى بعض الشعوب، كذلك الأمر بالنسبة إلى الشهب. فبحسب تقويم للكنيسة الأوروبية يعود إلى أكثر من ألف سنة خلَتْ، فإن سيل شهب «فرساوس»، هي دموع القديس «لورانس». 27 وتعود هذه الواقعة إلى ما ساد أوروبا من فوضى عارمة، إيَّان النزاع بين سلطة الحكومة الرومانية والكنيسة؛ فالحكومة كانت تطلب من المسيحيين أن يبذلوا بعض الوقار للآلهة الرومانية، تمشيًا مع الجو العام السائد آنذاك، ولكن أغلب القساوسة كانوا يرفضون ذلك في إصرار وعناد. وتارةً تمر الأزمة بدون عنفٍ من قبل الحكومة، لكن عادةً ما كانت تُقابل بالقسوة والشدة. وتعود قصة ذلك الصراع إلى عام 64م تقريبًا، وامتدت حتى نهاية القرن الثالث. وكانت حدة الاضطهاد ضد المسيحيين تخف ثم ما تلبث أن تزيد، وفي حوالي عام 258م عادت مرة أخرى حدة التعذيب للمسيحيين، كما يذكر المؤرخ الكبير ويل ديورانت في موسوعة «قصة الحضارة»: 28 «وفي أزمة أخرى من أزمات الغزو والرعب التي كانت تواجهها الإمبراطورية الرومانية، أمر الإمبراطور «فليريان» أن يمتثل كل شخص للشعائر الرومانية، وحرم كل الاجتماعات المسيحية، لكن البابا «سيكستوس» Sixtus عصى الامر، فأُعدم هو وأربعة من شمامسته، وقطع رأس «سبريان» أسقف قرطاجنة، وحرق أسقف «طراقونة» حيًّا. وكان القديس «لورانس» واحدًا من الضحايا خلال تلك الأحداث؛ إذ عُذَّب وأُخْرِق في 10 أغسطس (آب) عام 258م. ويذكر أن أول من أمر بالاحتفال بهذه الذكرى هو الإمبراطور الروماني «قسطنطين» الأول. أما الظاهرة فهي أنه في منتصف أغسطس (آب)، تلمع في السماء آلاف الشهب في عرض سماوي فريد، يتوافق مع ذكرى حرق القديس لورانس؛ ومن ثم فإن الكنيسة اعتبرت أن هذه الشهب بمثابة دموع القديس الذي أحرق حيًّا.
وتعود ظاهرة الشهب هذه إلى أن الأرض – أثناء دورتها حول الشمس – تمر في الفترة من يوم 8 إلى يوم 12 من شهر أغسطس، بالقرب من، أو تقطع مدار المذنب «سویفت تاتل» Swift-Tuttle (نسبة إلى مكتشفيه الفلكيين الأمريكيين «لويس سويفت» و«تشارلز تاتل» في عام 1862م). ودرس الفلكي «جيوفاني شياباريلي» في عام 1867م
علاقة الأرض بمدار هذا المذنب، وخلص إلى أنها تدخل مداره في 11 أغسطس من كل عام، وأن ظاهرة الشهب التي تُرى في هذه الفترة تعود إلى دخول الجسيمات الصغيرة – التي خلفها المذنب في مداره – جو الأرض فتحترق، محدثةً ما يُعرف بظاهرة عرض الشهب، التي تُرى في منتصف شهر أغسطس. ويذكر مؤلف معجم الخرافات والمعتقدات الشعبية في أوروبا «بيار كانافاجيو» 29 أن الناس يرون في الشهب أرواحا شريرة تهبط في الجحيم، عدا شهب ليلة 15 أغسطس. وإذا أبصر الصقلي شهابًا صَلَّب (يرسم صليبًا بالإشارة).
ومن الأقوال الشائعة التي ترتبط بالشهب: إذا رأيت شهابًا ساقطًا من السماء (النجم الساقط)، فتمنَّ ما تشاء؛ فإن أمنياتك سوف تتحقق. ويقال: عندما يسقط شهاب يسقط ملك. وهكذا تقاس أقدار الأمم حسب الشهب الساقطة من السماء. فيذكر الكاتب الروماني «سينيكا الأكبر» (54 ق.م. – 39 م)، في مدونته «مشاكل الطبيعة» أن شهابًا كبيرًا، غلب ضوءه ضوء القمر، سقط في عام 168 قبل الميلاد، أثناء معركة «بيدنا» في اليونان؛ حيث كان الجنرال الروماني «ماسيدونيكوس بولوس» يشن حربًا ضروسًا ضد «بيرسوس».30 وهي المعركة التي أنهت حكم آخر ملوك مقدونيا العظام الذين ينتسبون للإسكندر الأكبر، ووضعت نهاية الإمبراطورية اليونانية، وجاءت بسطوة الرومان على شعوب الشرق الأدنى.
_________________________________________
هوامش
(27) لويل بونتي، شهر النيازك، المختار من «ريدرز دايجيست»، أغسطس 1981. (28) ول. وايريل ديورانت: قصة الحضارة، ترجمة: محمد بدران، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، بريوت، تونس، 11، الجزء الثالث من المجلد الثالث، الكتاب الرابع، 2000، ص 377-378.
(28) ول. وايريل ديورانت: قصة الحضارة، ترجمة: محمد بدران، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، بيروت، تونس، 11، الجزء الثالث من المجلد الثالث، الكتاب الرابع،2000، ص377-378.
(29) بيار كانافاجيو، معجم الخرافات والمعتقدات الشعبية في أوروبا، ترجمة: أحمد الطبال، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1993، ص 292.
(30) Sutton, Ann and Sutton, Myron (1962): Nature on the rampage: a natural history of the elements. J. B. Lippincott Company, Philadelphia and New York.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|