المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5851 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
واجبات الوضوء
2024-06-17
مستحبات التخلي ومكروهاته
2024-06-17
ما يحرم ويكره للجنب
2024-06-17
كيفية تطهير البدن
2024-06-17
تعريف الحيض وأحكامه
2024-06-17
تعريف الاستحاضة وأحكامها
2024-06-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) الجامعة.  
  
1346   10:28 صباحاً   التاريخ: 2023-05-31
المؤلف : باقر شريف القرشيّ.
الكتاب أو المصدر : الصحيفة الصادقيّة
الجزء والصفحة : ص 228 ـ 249.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

أثرت عن الامام الصادق (عليه‌ السلام)، كوكبة من الادعية الجامعة، وقد حفلت بكل ما يسعد به الانسان المسلم في أمر آخرته، ودنياه، وفيما يلي ذلك:

من أدعية الامام الصادق (عليه ‌السلام)، هذا الدعاء الجليل، وقد سمّاه بالدعاء الجامع وذلك، لما يحتويه من المضامين، وجاء فيه بعد البسملة:

 أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، آمَنْتُ بِاللهِ، وَبِجَمِيعِ رُسُلِ اللهِ، وَبِجَمِيعِ مَا أَتى بِهِ جَمِيعُ رُسُلِ اللهِ، وَأَنْ وَعْدَ اللهِ حَقُّ، وَلِقَاءَهُ حَقُّ، وَصَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ المُرْسَلُونَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، كُلَّمَا سَبَّحَ اللهَ شَيْءٌ، وَكَمَا يُحِبَّ اللهُ أَنْ يُسَبَّحَ، وَالحَمْدُ للهِ كُلَّمَا حَمِدَ اللهَ شَيْءٌ، وَكَمَا يُحِبَّ اللهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَلا إلهَ إلاَّ اللهُ كُلَّمَا هَلَّلَ اللهَ شَيْءٌ، وَكَمَا يُحِبُّ اللهُ أِنْ يُهَلَّلَ، وَاللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ اللهُ شَيْءٌ، وَكَمَا يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُكَبَّرَ. اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ وَخَوَاتِيمَهُ، سَوَابِغَهُ وَفَوَايِدَهُ، وَبَرَكَاتِهِ، مِمَّا بَلَغَ عِلْمُهُ عِلْمي، وَمَا قَصَّرَ عَنْ إحْصَائِهِ حِفْظِي، اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْهَجْ لي أَسْبَابَ مَعْرِفَتِهِ، وَافْتَحْ لي أَبوَابَهُ، وَغْشِّنِي بِبَرَكَاتِ رَحْمَتِكَ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنْ الإزَالَةِ عَنْ دِينِكَ، وَطَهِّرْ قَلْبي مِنَ الشَكِّ، وَلا تُشْغِلْ قَلْبِي بِدُنْيَايَ، وَعَاجِلَ مَعَاشِي عَنْ آجِلِ ثَوَابِ آخِرَتي، وَاشْغِلْ قَلْبِي، بِحِفْظِ ما لا تَقَبَلُ مِنِّي جَهْلَهُ، وَذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِسَانِي، وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنَ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَلَا تُجْرِهِماَ في مَفَاصِلِي، وَاجْعَلْ عَمَلي خَالِصاً لَكَ.

اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَرِّ، وَأَنْوَاعِ الفَوَاحِشِ كُلِّها ظَاهِرِهَا وَبَاطِنِهَا، وَغَفلَاتِهَا، وَجَمِيعِ مَا يُرِيدُنِي بِهِ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ، وَمَا يُرِيدُنِي بِهِ السُّلْطَانُ العَنِيدُ، مِمَّا اَحَطْتَ بِعِلْمِهِ، وَأَنْتَ القَادِرُ على صَرْفِهِ عَنِّي، اللّهُمَّ، أنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَزَوَابِعِهِمْ، وَبَوَائِقِهِمْ، وَمَكَائِدِهِمْ، وَمَشَاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَأَنْ اسْتَزَلَّ عَنْ دِيني، فَتَفْسُدَ عَلَيَّ آخِرَتي، وَأَنْ يَكُونَ ذلِكَ ضَرَراً عَلَيَّ في مَعَاشِي، أَوْ تَعَرُّضَ بَلَاءٍ يُصِيبُني، وَلَا صَبْرَ لي على احتماله، فَلَا تَبْتَلني يا إلهِي، بِمُقَاسَاتِهِ، فَيَمْنَعَني ذلِكَ عَنْ ذِكْرِكَ، وَيُشْغِلَني عَنْ عِبَادَتِكَ، أَنْتَ العَاصِمُ، المَانِعُ، وَالدَّافِعُ الوَاقِي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ.

أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ، الرَّفَاهِيَةَ في مَعِيشَتِي ما أَبْقَيْتَني، مَعيشَةً أَقْوى بِهَا على طَاعَتِكَ، وَأبْلُغُ بِهَا رِضْوَانَكَ، وَأَصِيرُ بِهَا بِمَنِّكَ إلى دَارِ الحَيَوَانِ غَداً، وَلا تَرْزُقْني رِزْقاً يُطْغِيني، وَلَا تَبْتَلِني بِفَقْرٍ أَشْقَى بِهِ، مُضَيِّقاً عَلَيَّ، اعْطِني حَظّاً وَافِراً في آخِرَتي، وَمَعَاشاً وَاسِعاً هَنِيئاً مَرِيئاً في دُنْيَايَ، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيا عَلَيَّ سِجْناً، وَلا تَجْعَلْ فِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً، أَجِرْنِي مِنْ فِتْنَتِهَا سَلِيماً، وَأجْعَلْ عَمَلِي فِيهَا مَقْبُولاً، وَسَعْيي فِيهَا مَشْكُوراً.

اللّهُمَّ، مَنْ أَرَادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كَادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِي، فَإنَّكَ خَيْرُ المَاكِرِينَ، وَافْقَأ عَنِّي عُيُونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ، الطُّغَاةِ، الحَسَدَةِ.

اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ سَكِينَةً، وَأَلْبِسْني دِرْعَكَ الحَصِينَةَ، وَاحْفَظني بِسِتْرِكَ الوَاقِي، وَجَلِّلْنِي عَافِيَتَكَ النَّافِعَةَ، وَصَدِّقْ قَوْلي، وَفِعَالي، وَبَارِكْ لي في أَهْلي، وَمَالي، وَوَلَدي، وَمَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَغْفَلْتُ، وَمَا تَعَمَّدْتُ، وَمَا تَوَانَيْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، فَاغْفِرْ لي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، الطَّيِّبِينَ، كَمَا أَنْتَ أَهْلَهُ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ (1).

حقا، لقد كان هذا الدعاء الجليل، جامعا لما يسمو به الانسان من مكارم الاخلاق، ومحاسن الصفات، وملما بما يقرب الانسان من ربه، وبما يبعده عن نزعات الهوى والغرور.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لألطاف الله على أنبيائه (عليهم السلام):

من أدعية الامام الصادق (عليه ‌السلام)، هذا الدعاء الجامع، وقد ذكر فيه ألطاف الله، على أنبيائه، ورسله، كما ذكر فيه النقم التي أنزلها، على أعداء الحق، وخصوم الانبياء، كما احتوى على الثناء والتعظيم لخالق الكون، وبيان بعض قدراته اللامتناهية، وهذا نصه:

اللّهُمَّ، يا رَبَّ السَّموَاتِ السَبْعِ وَمَنْ فِيهنَّ، وَمُجْرِيَ البحار السَّبْعَ، وَرَازق منْ فِيهنَّ، وَمُسخِّرَ السَّحَاب، وَمُجْريَ الفُلْك، وَجَاعِلَ الشَّمْس ضياءً، وَالقَمرِ نُوراً، وَخَالِقَ آدَمَ، ومنشئ الأنْبِيَاءِ مِنْ ذُرِّيَتِهِ، وَحَامِلَ نُوح من الغَرَق، وَمُعَلِّمَ إدْرِيسَ النُّجُومَ، وَرَافِعَهُ إلى المَلَكُوت، وَمُنْجِّيَ إبْراهيم، وجاعل النَّار عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلَاماً، وَمُكَلِّم مُوسى، وَجَاعِلَ عَصَاهُ ثُعْبانا، وَمُنزِّلَ التَّوْرَاةِ في الألْوَاَح، وفادي إسمَاعِيل من الذَّبْح، وَمُبْتَليَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِ ابْنِهِ، وَرَادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ بعْدَ ابيضاض عَيْنَيْهِ، وَرَازِقَ زَكَرِيَّا يَحْيَى بَعْدَ اليَأسِ وَالكِبَرِ، وَمُخْرِجَ النَّاقَةِ لِصَالِحَ مِنْ صَخْرَةٍ، وَمُرْسِلَ الرِّيحِ على قَوْمَ هُودٍ، وَكَاشِفَ البَلَاءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَمُنْزِلَ العَذَابِ على قَوْمَ شُعَيْبَ، وَمُنَجِّيَ لُوطاً مِنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ، وَوَاهِبَ الحِكْمَةِ لِلُقْمَانَ، وَمُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِدَاوودَ، وَمُسَخِّرَ الجِنِّ لِسُلَيْمَانَ، وَمُخْرِجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ، وَمُلْقِيَ رُوحِ القُدُسِ إلى مَرْيَمَ، وَمُخْرِجَ عِيسَى مِنَ العَذْرَاءِ البَتُولِ، وَمُحْييَ المَوْتَى، وَمُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخَاتَماً لِلْنَبِيّينَ بِدِينِكَ القَدِيمِ، وَمِلَّةِ خَليلِكَ إبْرَاهِيمَ عليه‌السلام، وَإظْهَارِ دِينِهِ، وَإعْلَاءِ كَلِمَتِهِ، وَبِوَصِيِّهِ وَمُؤَيِّدِهِ، وَسِبْطَيْهِ، وَوَلَدَيْهِ، وَالسَجَّادِ وَالبَاقِرِ وَالصَّادِقِ وَالكَاظِمِ، وَالرِّضَا، وَالتَقيِّ وَالنَقِيِّ، وَالزَكِيِّ وَالمَهْدِيِّ يا ذا الجَلَالَ، وَالإِكْرَامِ، وَالعِزَّةِ، وَالسُّلطَانِ، يا مَنْ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يا أَحَدُ، يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ، يا قَادِرُ يا ظَاهِرُ، يا ذَا الجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ، وَالمَلَكُوتِ، يا حَيُّ لا يَمُوتُ، يا عَلِيُّ، يا وَفِيُّ يا قَرِيبُ، يا مُجِيبُ، يا مُبْدِىءُ، يا مُعِيدُ، يا فَعَّالاُ لِمَا يُرِيدُ، يا دَائِمُ، يا كَرِيمُ، يا رَحِيمُ، يا عَظِيمُ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ، يا رَحْمنُ، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا رَؤُوفُ، يا عَطُوفُ، يا مُنْعِمُ، يا مُطْعِمُ، يا شَافِي، يا كَافِي، يا مُعَافِي، يا عَلِيمُ، يا حَلِيمُ، يا سَمِيعُ، يا بَصِيرُ، يا مُحْيي، يا سَلَامُ، يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ، يا عَزِيزُ، يا جَبَّارُ، يا مُتَكَبِّرُ، يا خَالِقُ، يا بَارِيُ، يا مُصَوِّرُ، يا مُقْتَدِرُ، يا قَاهِرُ، يا أَوَّابُ، يا وَهَّابُ، يا خَبِيرُ يا كَبِيرُ، يا ذا الطَّولِ، يا ذَا المَعَارِجِ، يا مَنْ بَانَ مِنَ الَأشْيَاءِ، وَبَانَتْ الَأشْيَاءُ مِنْهُ، بِقَهْرِهِ لَهَا، وَخُضُوعِهَا لِهُ، يا مَنْ خَلَقَ البِحَارَ، وَأَجْرَى الَأنْهَارَ، وَأَنْبَتَ الَأشْجَارَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا الثَّمَارَ، مِنَ البَارِدِ وَالحَارِّ، يا فَالِقَ البِحَارِ بِإذْنِهِ وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ عَدُوِّه، وَمُهْلِكَ ثَمُودَ، وَمُدَمِّرَ الظَّالِمِينَ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الذي إذَا دُعِيتَ بِهِ، اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ، وَسَرَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ، يا اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الوَاحِدُ القَدِيمُ، الفَرْدُ، خَالِقُ النَّسْمَةِ، وَبَارِىءُ النَوَى وَالحبَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَزِيزِ، الكَبِيِر، الجَلِيلِ، الرَّفِيعِ، العَظِيمِ، القَويِّ، الشَدِيدِ، وبالاسم الذي يَنْفُخُ بِهِ عَبْدُكَ إسْرَافِيلُ، في الصُّورِ، فَيَقُومُ بِهِ أَهْلُ القُبُورِ، لِلْبَعْثِ وَالنُّشُورِ سِرَاعاً، إلى أَمْرِكَ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الذي رَفَعْتَ بِهِ السَّموَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَدَحَوْتَ بِهِ الَأرْضِينَ على المَاءِ، وَجَعَلْتَ الجِبَالَ فِيهَا أَوْتَاداً، وبالاسم الذي حَبَسْتَ بِهِ المَاءِ، وَأَرْسَلْتَ بِهِ الرِّيحَ، وَبِاسْمِكَ الذي جَعَلْتَ بِهِ الَأرْضِينَ على الحُوتِ، وَأَجْرَيْتَ بِهِ الشَّمْسِ، وَالقَمَرَ، كُلاٍّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ، وبالاسم الذي أِذَا دُعِيتَ بِهِ، أَنْزَلْتَ أَرْزَاقَ خَلْقِكَ، مِنْ سَكَّانِ سماواتك وَأَرَاضِيكَ، وَالهَوَامِّ وَالحَيتَانِ، وَالطَّيْرِ وَالدَّوَابِّ، وَالجِنِّ وَالإنْسِ، وَالشَّيَاطينِ، وَكُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِاسْمِكَ الذي جَعَلْتَ بِهِ، لِجَعْفَرَ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا، مَعَ مَلَائِكَتِكَ، وَجَعَلْتَ المَلَائِكَةَ رُسُلاً، أُولي أَجْنِحَةٍ، مَثْنَىْ وَثُلَاثَ وَرْبَاعَ، يَزِيدُ في الخَلْقِ مَا يَشَاءُ، وبالاسم الذي دَعَاكَ بِهِ، عَبْدُكَ يُونُسَ، فَأَخْرَجْتَهُ مِنَ اليَمِّ، وَأَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يقطِينَ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَكَشَفْتَ عَنْهُ البَلَاءَ.

وَأَنَا يا رَبُّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدَيْكَ، وَمِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ، وَصَفِيِّكَ وَنَجيِّكَ، الذي بَارَكْتُ عَلَيْهِمْ، وَرَحِمْتَهُمْ، وَصَلّيتَ عَلَيْهِمْ، وَزَكَّيْتَهُمْ، كَمَا صَلَّيْتَ، وَبَارَكْتَ، وَرَحِمْتَ، وَزَكَّيْتَ، إبْرَاهِيمَ، وَآلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، أَسْأَلُكَ بِمَجْدِكَ، وَجُودِكَ، وَسُؤْدَدِكَ، وَسَخَائِكَ، وَبَهَائِكَ، وَعِزِّكَ، وَثَنَائِكَ، وَكَرَمِكَ، ووفائك، وطوْلِك، وَحَوْلِكَ، وَعَظَمَتِكَ، وَقُدْرَتِكَ يا رَبَّاهُ، يا سَيِّدَاهُ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ، عَبْدِكَ، وَرَسُولِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَنَجِيِّكَ، وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّكَ على نَفْسِكَ. وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ، وَآيَاتِكَ المُرْسَلَاتِ، وَكُتُبِكَ الطَاهِرةِ، وَبِحَقِّ مَلَائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ المُقَدَّسِينَ، وَأَوْلِيَائِكَ المُؤْمِنِينَ، إلاَّ صَلَّيْتَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَانْتَقَمْتَ لِنَفْسِك مِنْ عَدُوِّكَ، وَغَضِبْتَ لِنَبِيِّكَ، وَوَلِيِّكَ، الذي افْتَرضْتَ طَاعتَهُ على عِبَادِكَ المُوَحِّدِينَ. وَطَهَّرْتَ أَرْضَكَ، مِنَ العُتَاةِ الظَّالِمِين، الجَبَابِرَةِ المُعْتَدِينَ، وَوَلَّيْتَ أَرْضَكَ، أَفْضَلَ عِبَادِكَ عنْدَكَ مَنْزِلَةً، وَأَشْرَفَهُمْ لَدَيْكَ مَزِيَّةً، وَأَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَطْوَعَهُمْ لَكَ أَمْراً، وَأَكْثَرَهُمْ لَكَ ذِكْراً، وَأَعْمَلَهُمْ في عِبَادِكَ، وَبِلَادِكَ بِطَاعَتِكَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، وَأَقْوَمَهُمْ بِشَرَائِع دِينِكَ، وَآيَاتِ كِتَابِكَ، يا رَبِّ السَّموَاتِ وَالَأرْضِينَ، وَمَنْ فِيهِمَا، يا مُدَبِّرَ الَأوَّلِينَ، وَالآخِرِينَ، أَدْعُوكَ دُعَاءَ مُوقِنٍ بِالإجَابَةِ، مُقِرٍ بِالرَّحْمَةِ، مُتَوَقِّعٌ لِلْفَرَجِ، رَاجٍ لِلْفَضْلِ، خَائِفٍ مِنَ العِقَابِ، وَجِلٍ مِنَ العَذَابِ، رَاكِنٍ إلى عَفْوِكَ، مُسَلِّمٍ لِقَضَائِكَ، رَاضٍ بِحُكْمِكَ، مُفَوِّضٍ ( أَمره ) إلَيْكَ، فَأَجِبْ دُعَائي، وَحَقِّقْ أَمَلِي، يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتي، وَيا غِيَاثي في كُرْبَتي، وَيَا وَلِيِّ نِعْمَتي، وَيَا غَافِرَ خَطِيئَتي، وَيا كَاشِفَ مِحْنَتي، بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ، وَقُدْرَتِكَ، وَكَمَالِكَ وَعَظَمَتِكَ، وَبَهَائِكَ، وَنُورِكَ، وَسَنَائِكَ، إنَّكَ فَعَالٌ لِمَا تُرِيدُ(2)

وبعد ما ذكر الامام (عليه ‌السلام)، في هذا الدعاء الشريف، نعم الله تعالى والطافه على انبيائه ورسله، قدم جميع كلمات الثناء، والتعظيم، للخالق الحكيم، سائلا اياه، أن يطهر الارض من الحكام المجرمين، والعتاة الظالمين الذي صادروا حريات الناس، ونهبوا ثرواتهم، واستبدوا في أمورهم، وطلب من الله تعالى، ان يمن على الامة بحكام عادلين، يضعون المصلحة العامة، فوق الاعتبارات، ويعملون بكتاب الله، وسنة نبيه، لقد كان المقطع الاخير من هذا الدعاء، سياسيا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لمهام الأمور:

هذا الدعاء من أدعية الامام الصادق (عليه ‌السلام)، الجامعة لمهام الأمور.

وهذا الدعاء الجليل، وقد علمه تلميذه نوحا أبا اليقظان وهذا نصه:

اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ التي لا تُنَالُ مِنْكَ إلَا بِرِضَاكَ، الخُروُجَ مِنْ جَمِيعِ مَعَاصِيكَ، وَالدُّخُولَ في كُلِّ ما يُرْضِيكَ، وَالنَّجَاةَ مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ، وَالمُخْرَجَ مِنْ كُلِّ كَبِيرَةٍ، أُتِيَ بِهَا مِنِّي عَمْداً، وَزُلَّ بِهَا مِنيِّ خَطَأً، وَخَطَرَتْ بِهَا عَلَىَّ خَطَرَاتُ الشَّيْطَانِ، أَسْأَلُكَ خَوْفاً تُوقِفُني بِهِ على حُدُودِكَ، وَرِضَاكَ، وَاشْعَبْ بِهِ عَنِّي كُلِّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِهَا هَوَايَ، وَاسْتَزَلَّ بِهَا رَأْيي، لِيُجَاوِزَ حُدُودَ جَلَالِكَ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الَأخْذَ بِأَحْسَنِ مَا تَعْلَمُ، وَتَرْكِ سَيِّءِ كُلِّ ما تَعْلَمُ، من خطَأي حَيْثُ لا أَعْلَمُ، أَوْ مِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ، أَسْأَلُكَ السَّعَةَ في الرِّزْقِ، وَالزُّهْدَ في الكَفَافِ، وَالمَخْرَجَ بِالبَيَانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ، وَالصَّوَابَ في كُلِّ حُجَّةٍ، وَالصِّدْقَ في جَمِيعِ مَوَاطِنِ السُّخْطِ وَالرِّضَا، وَتَرْكَ قَلِيلِ البَغْيِ، وَكَثِيرِهِ، في القَوْلِ مِني وَالفِعلِ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ في جَمِيعِ الأشْيَاءِ، وَالشُكْرَ لَكَ عَلَيْهَا، لِكَيْ تُرْضِيَني وَبَعْدَ الرِضَا، وَأَسْأَلُكَ الخِيَرَةَ في كُلِّ ما يَكُونُ فِيهِ الخِيَرةُ بِمَيْسُورِ الُأمُورِ كُلِّهَا، لا بِمَعْسُورِهَا، يا كَرِيمُ، يا كَرِيمُ، وِافْتَحْ لي بَابَ الامْر الذي فِيهِ، العَافِيَةُ وَالفَرَجُ، وَافْتَحْ لي بابَهُ، وَيَسِّرْ لي مَخْرَجَهُ، وَمَنْ قَدَّرَتْ لَهُ عَلَيَّ مَقْدِرَةً مِنْ خَلْقِكَ، فَخُذْ مِنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَخُذْهُ عَنْ يَمِيِنِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وِمِنْ قُدَّامِهِ، وَامْنَعْهُ أَنْ يَصِلَ لي بِسُوءٍ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاءُ وَجْهِكَ، وَلا إلهَ غَيْرُكَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ.

اللّهُمَّ، أَنْتَ رَجَائِي في كُلِّ كَرْبَةٍ، وَأَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ العَدُوُّ، وَتُعْيِيني فِيهِ الأمُورُ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَاغِباً فِيهِ إلَيْكَ، عَمَّنْ سِوَاكَ، قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَفَيْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ، وَمُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ، فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً (3).

سأل الامام (عليه‌ السلام)، من الله تعالى في هذا الدعاء الشريف، أن يوفقه لكل ما يقربه، إليه زلفى، وأن يبعده، عن كل طريق منحرف، لا يوصله إلى الحق، ولا إلى طريق مستقيم، وكان هذا الدعاء، جامعا لمهام أمور الدين والدنيا، وملما بجميع وسائل الخير.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لوسائل الخير:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام)، الجامعة لوسائل الخير هذا الدعاء الجليل: اللّهُمَّ، املأ قَلْبي حُبَّاً لَكَ، وَخِشْيَةً مِنْكَ، وَتَصْدِيقاً وَإيمَاناً بِكَ، وَفَرجاً مِنْكَ وَشَوقاً إلَيْكَ، يا ذا الجَلَالَ وَالإِكرَامِ، اللّهُمَّ، حَبِّبْ إلَيَّ لِقَاءَكَ، وَاجْعَلْ لي في لِقَائِكَ خَيْرَ الرَّحْمَةِ وَالبَرَكَةِ، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحِينَ، وَلا تُخْزِنَي مَعَ الأشْرَارِ، وَأَلْحِقْني بِصَالِحِ مَنْ مَضَى، وَاجْعَلْني مِنَ صَالِحِ مَنْ بَقِيَ، وَخُذْ بي في سَبيلِ الصَّالِحِينَ، وَأَعِنِّي على نَفْسِي، بِمَا تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ على أَنْفُسِهِمْ، وَلا تَرُدَّنِي في سَوءٍ استنقذتني مِنْهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ إيمَاناً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ، تُحْيِيني وَتُمِيتُني عَلَيْهِ، وَتَبْعَثُني عَلَيْهِ، إذَا بَعَثْتَني، وأبرئ قَلْبي مِنَ الرِّيَاءِ، وَالسُّمْعَةِ، وَالشَكَّ في دِينِكَ.

اللّهُمَّ، أَعْطِني نَصْراً في دِينِكَ، وَقُوَّةً في عِبَادَتِكَ، وَفَهْمَاً في خَلْقِكَ، وَاكْفَلْني في رَحْمَتِكَ، وَبَيِّضْ وَجْهي بِنُورِكَ، وَاجْعَلْ رَغْبَتي فِيمَا عِنْدَكَ، وَتَوَفني في سَبِيلِكَ على مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ رَسُولِكَ. اللّهُمَّ، إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الكَسَلِ وَالهَمِّ، وَالجُبْنَ، وَالبُخْلِ، وَالقَسْوَةِ، وَالفَتْرَةِ، وَالمَسْكَنَةِ، أَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ، وَمِنْ صَلَاةٍ لا تُرْفَعُ، وَأُعيذُ بِكَ نَفْسِي، وَأَهْلي، وَذُرِّيَتي، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، اللّهُمَّ لا يُجِيرُني مِنْكَ أَحَدٌ، وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً، فَلَا تَخْذُلْني ولا تَرُدَّني في هَلَكَةِ، وَلا تُرْدِني بِعَذَابِ، أَسْأَلُكَ الثَبَّاتَ على دِينِكَ، وَالتَصْدِيقَ بِكِتَابِكَ وَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ، إنِّي إلَيْكَ رَاغِبٌ، اللّهُمَّ، اجعل ثَوَابَ مَنْطِقي، وَثَوَابَ مَجْلِسي، رِضَاكَ عَنِّي، وَاجْعَلْ عَمَلي، وَدُعَائي خَالِصاً لَكَ، وَاجْعَلْ ثَوَابِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَاجْمَعْ لي جَمِيعَ ما سَأَلْتُكَ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ إنِّي إلَيْكَ رَاغِبٌ.

اللّهُمَّ، غَارَتِ النُّجُومُ، وَنَامَتِ العُيُونُ، وَأَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ، لا يُوَارَي مِنْكَ لَيْلٌ سَاجٍ، وَلا سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجِ، وَلَا أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ، وَلا بَحْرٌ لُجِّيُّ وَلا ظُلُمَاتٌ بعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، تُدْلِجُ الرَحْمَةَ على مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ، وَماَ تُخْفي الصُّدُورُ، أَشْهَدُ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ على نَفْسِكَ، وَشَهِدْتُ مَلَائِكَتُكَ، وَأُولُو العِلْمِ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ على ما شَهِدْتَ بِهِ على نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ مَلَائِكَتُكَ وَأُولُو الِعْلِم، فَاكْتُبْ شَهَادَتي مَكَانَ شَهَادَتِهِ، اللّهُمَّ، أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ يا ذَا الجَلَالِ وَالإكْرَامِ أسالك أنْ تَفُكَّ رَقَبَتيِ مِنَ النَّارِ (4).

وحفل هذا الدعاء الجليل، بجميع وسائل الخير، التي يسمو بها الانسان، وترفع مستواه، إلى أرقي درجات المنيبين والمتقين، فما من وسيلة من وسائل الخير إلا سألها الامام عليه‌السلام، من الله تعالى، أن يمنحه اياها، ويوفقه إلى العمل بها.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع للخضوع والخشوع لله تعالى:

من أدعية الامام الصادق (عليه ‌السلام)، الجامعة للخضوع والخشوع، لله تعالى، هذا الدعاء الجليل، وقد أعطاه إلى عبد الرحمن بن سيابة،

 وهذا نصه: الحَمْدُ للهِ وَليِّ الحَمْدُ، وَأَهْلِه وَمُنْتَهاهُ وَمَحِلِّه، أَخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ، وَاهْتَدَى مَنْ عَبَدَهُ، وَفَازَ مَنْ أَطَاعَهُ، وَأَمِنَ المُعْتَصِمُ بِهِ.

اللّهُمَّ، يا ذَا الجُودِ وَالمَجْدِ، وَالثَّنَاءِ الجَمِيلِ وَالحَمْدِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ، بِرَقَبَتِهِ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ، وَذَلَّلَ لَكَ نَفْسَهُ، وَفَاضَتْ مِنْ خَوْفِك دُمُوعُهُ، وَتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ، وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ، وَفَضَحَتْهُ عِنْدِكَ خَطِيئَتُهُ، وَشَانَتْهُ عِنْدَكَ جَرِيرَتُهُ، وَضَعُفَتْ عِنْدَ ذَلِكَ قُوَّتُهُ، وَقَلَّتْ حيلَتُهُ، وانقطعت عَنْهُ أَسْبَابُ خَدائِعِهِ، وَأَضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ بَاطِلِ، وَأَلْجَأَتْهُ ذُنُوبُهُ إلى ذُلِّ مَقَامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ، وَابْتِهَالِهِ إلَيْكَ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ، سُؤَالَ مَنْ هُوَ بِمَنْزِلَتِهِ، أَرْغَبُ إلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ، وَاْبَتِهُل إلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهَالِهِ. اللّهُمَّ، فَارْحَمِ اِستِكَانَةَ مَنْطِقي، وَذُلَّ مَقَامي وَمَجْلِسِي، وَخُضُوعِي إلَيْكَ بِرَقَبَتي، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الهُدَى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَالبَصِيرَةَ مِنَ العَمَى، وَالرُشْدَ مِنَ الغِوَايَةِ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ، أَكْثَرَ الحَمْدُ عِنْدَ الرِضَاءِ، وَأَجْمَلَ الصَّبْرِ عِنْدَ المُصيبَةِ، وَأَفْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضعِ ِالشُّكْرِ، وَالتَسْلِيمَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، وَأَسْأَلُكَ القُوَّةَ في طَاعَتِكَ، وَالضَعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَالهَرَبَ إلَيْكَ مِنْكَ، وَالتَقَرُّبَ إلَيْكَ رَبِّي لِتَرْضَى، وَالتّحري لِكُلِّ ما يُرْضيكَ عَني، في إسْخَاطِ خَلْقِكَ، التماساً لِرَضَاكَ، رَبِّ مَنْ أَرْجُوهُ إنْ لَمْ تَرْحَمْني، أَوْ مَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إنْ أَقْصَيْتَني، أَوْ مَنْ يَنْفَعُني عَفْوُهُ إنْ عَاقَبْتَني، أَوْ مَنْ آمُلُ عَطَايَاهُ إنْ حَرَمْتَني، أَوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرَامَتي إنْ أَهَنْتَني، أَوْ مَنْ يَضُرُّني هَوَانُهُ إنْ أَكْرَمْتَني، رَبِّ ما أَسْوَأ فِعْلي، وَأَقْبَحَ عَمَلي، وَأَقْسَ قَلْبِي، وَأَطْوَلَ أَمَلِي، وَأَقْصَرَ أَجَلِي، وأجرأني على عِصْيَانِ مَنْ خَلَقَني، رَبِّ ما أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدِي، وَأَظْهَرَ نَعْمَاءَكَ عَلَيَّ، كَثُرتْ عَلَيَّ مِنْكَ النِعَمُ فَمَا أُحْصيهَا، وَقَلَّ مِني الشَّكْرُ فِيمَا أَوْلَيْتِنِيهُ، فَبَطِرْتُ بِالنِعَمِ، وَتَعَرَّضْتُ لِلْنِّقَمِ، وَسَهَوْتُ عَنِ الذِكْرِ، وَرَكِبْتُ الجَهْلَ بَعْدَ العِلْمِ، وَجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إلى الظُلْمِ، وَجَاوَزْتُ البِرِّ إلى الإثْمِ، وَصِرْتُ إلى الهَرَبِ مِنَ الخَوْفِ وَالُحُزْنِ، فَمَا أَصْغَرَ حَسَنَاتي، وَأَقَلَّهَا في كَثْرَةِ ذُنُوبِي، وَأَعْظَمَهَا على قَدْرِ صِغَرِ خَلْقي، وَضَعْفِ رُكْني، رَبِّ وَمَا أَطْوَلَ أَمَلي في قِصَرِ أَجَلي في بُعْدِ أَمَلي، وَمَا أَقْبَحَ سَرِيرَتي في عَلَانِيَتِي، رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنِ احْتَجَجتُ، وَلا عُذْرَ لي إن اعْتَذَرْتُ، وَلا شُكْرَ عِنْدِي إنْ أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ، إنْ لَمْ تُعِنِّي على شكرِ ما أَوْلَيْتَ، رَبِّ ما أَخَفَّ مِيزَاني غَداً إنْ لَمْ تُرْجِحْهُ، وَأَزَلَّ لِسَاني إنْ لَمْ تُثْبِّتْهُ، وَأَسْوَدَ وَجْهِي إنْ لَمْ تُبَيِّضهُ، رَبِّ كَيْفَ لي بِذُنُوبي التي سَلَفَتْ مِنِّي، قَدْ هُدَّتْ لَهَا أَرْكَانِي، رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا، وَأَبْكي على خَيْبَتي مِنْهَا، وَلَا أَبْكي وَتَشْتَدُّ حَسَرَاتي على عِصْيَاني، وَتَفْرِيطِي، رَبِّ دَعَتْني دَوَاعي الدُّنْيَا فَأَجَبْتُهَا سَرِيعاً، وَرَكَنْتُ إلَيْهَا طَائِعاً، وَدَعَتْني دَوَاعي الآخِرَةِ فَثَبِطْتُ عَنْهَا، وَأَبْطَأْتُ في الإجَابَةِ وَالمُسَارَعَةِ إلَيْهَا، كَمَا سَارَعْتَ إلى دَوَاعي الدُّنْيَا وَحُطَامِهَا الهَامِدِ، وَهَشِيمِهَا البَائِدِ وَسَرَابِهَا الذَاهِبِ، رَبِّ خَوَّفْتَني وَشَوَّقْتَني، وَاحْتَجَجْتُ عَلَيَّ بِرِقِّي، وَكَفِلْتَ لي بِرَزْقي، فَأمِنْتَ مِنْ خَوْفِكَ، وَتَثَبَطْتُ عَنْ تَشْوِيقِكَ، وَلَمْ أَتَّكِلْ على ضَمَانِكَ، وَتَهَاوَنْتَ بِاحْتِجَاجِكَ، اللّهُمَّ، فَاجْعَلْ أَمْني مِنْكَ في هَذِهِ الدُّنْيَا خَوْفاً، وَحَوِّلْ تَثْبِيطِي شُوْقاً، وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً مِنْكَ، ثُمَّ ارضِني بِمَا قَسَمْتَ لي مِنْ رِزْقِكَ يا كَرِيمُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ رِضَاكَ عنْدَ السَّخْطَةِ، وَالفَرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ، وَالنُّورَ عِنْدَ الظُلْمَةِ، وَالبَصيِرَةَ عِنْدَ تَشْبِيهِ الفِتْنَةِ، رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتي مِنْ خَطَايَايَ حَصِينَةٌ، وَدَرَجَاتي في الجِنَانِ رَفِيعَةٌ، وَأَعْمَالي كُلَّهَا مُتَقَبِّلَةٌ، وَحَسَنَاتي مُضَاعَفَةٌ زَاكِيَةٌ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّهَا، ما ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنَ، وَمِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ، وَمِنْ شَرِّ ما أَعْلَمُ، وَمِنْ شَرِّ ما لا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَشْتَريَ الجَهْلَ بِالعِلْمِ، وَالجَفَاءَ بِالحِلْمِ، وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ، وَالقَطِيعَةَ بِالبِرِّ، وَالجَزَعَ بِالصَبْرِ، وَالهُدَى بِالضَلَالَةِ، وَالكُفْرَ بِالإيمَانِ (5).

لقد احتوى هذا الدعاء الجليل على جميع ألوان الخضوع والخشوع، لله تعالى، خالق الكون وواهب الحياة، الذي آمن له كأعظم ما يكون الايمان، أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام)، الذين رفعوا مشعل التوحيد، ونشروا حقيقة الايمان بسلوكهم وأدعيتهم، ومناجاتهم مع الله.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لتوحيد الله تعالى:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام)، هذا الدعاء الجامع، لتوحيد الله تعالى، وقد أملاه، على عمرو بن أبي المقدام، وهذا نصه:

اللّهُمَّ، أَنْتَ الله لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الحليمُ الكريمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، العَزِيزُ الحَكيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الوَاحِدُ القَهَّارُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، المَلِكُ الجَبَّارُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الرَّحِيمُ الغَفَّارُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الشَّدِيدُ المِحَالُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الكَبِيرُ المُتَعَالِ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، السّمِيعُ البَّصِيرُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، المَنِيعُ القَدِيرُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الغَفُورُ الشَكُورُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الحَمِيدُ المَجِيدُ، وَأَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الغَفُورُ الوَدُودُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الحَلِيمُ الدَيَّانُ، وَأَنْتَ الله، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الجَوَادُ المَاجِدُ، وَأَنْت الله، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الوَاحِدُ الَأحدُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الغَائِبُ الشَّاهِدُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، الظاهِرُ الباطنُ، وَأَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، بِكُلِّ شيْءٍ عليمٌ.

تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الوُجُوهِ، وَجِهَتُكَ خَيْرُ الجِهَاتِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ العَطَايَا، وَأَهْنَأْهَا، تُطاعُ رَبَّنَا فَتُشْكَرَ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجِيبُ المُضْطَرِّينَ، وَتكْشفُ السُوءَ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَتَعْفُو عَنِ الذُنُوبِ، لا تُجَارَي أيَاديك، ولا تُحْصَى نِعَمُكَ، وَلَا يبْلُغُ مِدْحَتُكَ قَوْلَ قَائِلٍ. اللّهُمَّ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَرَوحَهُمْ، وَرَاحَتَهُمْ، وَسُرُورَهُمْ، وَأَذِقْني طَعْمَ فَرَجِهِمْ، وَأهْلكْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ، وَآتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذِينَ لا خوْفُ عَلَيْهِمْ، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَثَبِّتْني بِالقَوْلِ الثَّابِتِ، في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وفي الآخِرَةِ، وَبَارِكْ لي في المَحْيَا، وَالمَمَاتِ وَالمَوْقِفِ وَالنُشُورِ وَالحسَابِ وَالمِيزَانِ، وَأَهْوَالِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَسَلِّمْني على الصِرَاطِ، وَأَجِزْني عَلَيْهِ، وَارْزُقْني عِلْماً نَافِعاً، وَيَقِيناً صَادِقاً وَتُقىً وَبِرّاً، وَوَرَعاً وَخَوْفاً مِنْكَ، وَفَرَقاً يُبَلِّغُني مِنْكَ زُلْفَى، وَلا يُبَاعِدُني مِنْكَ، وَأَحْببْني وَلا تَبْغُضْني، وَتَوَلَّني، وَلا تَخْذُلْني، وَأَعَطِني مِنْ جَمِيعِ خَيْرٍ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ما عَلَمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَجِرْني مِنَ السُوءِ كُلِّهِ، بِحَذَافِيرِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ (6).

قدّم الامام (عليه ‌السلام)، أجمل عبارات التوحيد، وأبدعها، لله تعالى، الذي خلق جميع الكائنات، ومما لا شبهة فيه، إن الامام عليه‌السلام، هو سيد الموحدين، وإمام المتقين، فقد رفع كلمة التوحيد، بإبطاله لشبه الملحدين، وأوهامهم، وبهذه الادعية العظيمة، التي هي غذاء للمؤمنين والمتقين.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع في طلب الأمن والسلامة:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام) الجامعة، لطلب الامن والسلامة، وغيرها، من معالي الامور، هذا الدعاء الجليل:

اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ أَمْناً وَإيمَاناً، وَسَلَامَةً وَإسْلَاماً، وَرِزْقاً وَغِنىً، وَمَغْفِرَةً لا تُغَادِرُ ذَنْباً، اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُقَى، وَالعِفَّةَ وَالغِنَى، يا خَيْرَ مَنْ نُودِيَ فَأَجَابَ، وَيَا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ فَاسْتَجَابَ وَيا خَيْرَ مَنْ عُبِدَ فَأَثَابَ، با جَلِيسَ كُلِّ مُتَوَحِّدٍ مَعَكَ، وَيَا أَنِيسَ كُلِّ مُتَقَرِّبٍ يَخْلُو بِكَ، يا مَنِ الكرِمُ مِنْ صِفَةِ أَفْعَالِهِ، وَالكَرِيمُ مِنْ أَجَلِّ أَسْمَائِهِ، أَعِذْني وَأَجِرني يا كَرِيم.

اللّهُمَّ، أَجِرْني مِنَ النَّارِ، وَارْزُقْني صُحْبَةَ الَأخْيَارِ، وَاجْعَلْني يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الَأبْرَارِ، إنَّكَ وَاحِدٌ قَهَّارٌ، مَلِكُ جَبَّارٌ، عَزِيزٌ غَفَّارٌ.

اللّهُمَّ، إنِّي مُسْتَجِيرُكَ فَأَجِرْني، وَمُسْتَعِيذُكَ فَأَعِذْني، وَمُسْتَغِيثُكَ فَأَغِثْني، وَمُستَعِينُكَ فَأَعِني، وَمُسْتَنقِذُكَ فَأَنْقِذني، وَمُسْتَنصِرُكَ فَانصُرني، وَمُسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْني، وَمُسْتَرْشِدُكَ فَأرْشِدْني، وَمُسْتَعْصِمُكَ فَاعْصِمني، وَمُسْتَهْدِيكَ فَاهْدِني، وَمُسْتَكْفِيكَ فَاكْفِني، وَمُسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْنِي، وَمُسْتَتيبُكَ فَتُبْ عَلَيَّ، وَمُسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْ لي ذُنُوبي، إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُنُوبَ، إلاَّ أَنْتَ، يا مَنْ لا تَضُرُكَ المَعْصيةُ، وَلا تُنْقِصُك المغْفرةُ، اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ، وهبني لي مَا لا يُنْقِصُكَ (7).

أرأيتم، هذا التذلل والتضرع أمام الله؟ أرأيتم كيف أناب إلى الله تعالى؟ وكيف سأله؟ لقد أناب سليل النبوة إلى الله بقلبه وعواطفه، وسأله خير ما في الدنيا والأخيرة.

 

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لتمجيد الله تعالى:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام) الجامعة، لتمجيد الله تعالى، والثناء عليه، هذا الدعاء:

أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُ العَالَمِينَ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الكَبِيرً، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ يَوْمَ الدِّينِ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مِنْكَ بَدَأَ الخَلْقِ، وَإلَيْكَ يَعُودُ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ لَمْ تَزَلْ، وَلا تَزَالُ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الخَيْرِ وَالشَرِّ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ أَحَدٌ، صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ المَلِكُ القُدُّوسُ، السَّلَامُ المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ، هُوَ اللهُ، الخَالِقُ البَارِىءُ، المُصَوِّرُ، لَهُ الَأسْمَاءُ الحُسْنَى، يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ، وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَالكِبْرِيَاءُ ردَاؤُكَ (8).

حكى هذا الدعاء مدى انطباع حب الله تعالى، في قلب الامام (عليه‌ السلام)، فقد أخلص في حبه، وأخلص في توحيده، وأناب إليه كأعظم ما تكون الانابة.

دعاؤه (عليه السلام) الجامع لأمور الدنيا والآخرة:

ومن أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام)، الجامعة، لأمور الدنيا والآخرة، هذا الدعاء الجليل، رواه عنه الفقيه أبو بصير، وهذا نصه:

اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ الشَّاكِرِينَ، وَمَنْزلة المُقَرَّبين، وَمُرَافَقة النَّبِيِّينَ، اللّهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العَاملِينَ لَكَ، وَعَمَلَ الخَائِفينَ مِنْكَ، وَخُشُوعَ العَابِدِينَ لَكَ، وَيَقينَ المُتَوَكِّلِين عَلَيْكَ، وَتَوَكُّلَ المُؤْمِنينَ بِكَ.

اللّهُمَّ، إنَّكَ بِحَاجَتي عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَأَنْت لهَا وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ، أَنْتَ الذي لا يُحْيفك سَائِلُ، ولا يَنْقصنك نَائِلٌ، ولا يَبْلُغ مِدْحَتَكَ قَوْلَ قائلٍ، اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرجاً قَريباً وأَجْراً عَظيماً وَسِتْراً جَمِيلاً.

اللّهُمَّ، إنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي على ظُلْمي لِنَفْسِي، وَاسْرَافي عليْها، لَمْ أَتَّخِذُ لك ضدّاً، ولَا نِدّاً وَلا صَاحبةً وَلا ولَدا، يا مَنْ لا تَغْلِطُهُ المَسَائِلُ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَلَا بَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ، وَلَا يُبْرمْهُ إلْحاحُ المُلِحِّينَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي، في سَاعَتي هَذِهِ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، إنَّكَ تُحْيي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، وَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يا مَنْ قَلَّ شُكْرِي فَلَمْ يُمْرِضْني، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني، وَرَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ يَجْبَهْني، وَخَلَقَني لِلْذِي خَلَقَني لَهُ، فَصَنَعْتُ غَيْرَ الذي صُنِعْتُ لَهُ، فَنِعْمَ المَوْلَى أَنْتَ يا سَيِّدي، وَبِئْسَ العَبْدُ أَنَا وَجَدْتَني، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي، وَبِئْس المَطْلُوبُ أَنَا أَلْفَيْتَني، عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، بَيْنَ يَدَيْكَ، ما شِئْتَ صَنَعْتَ بي.

اللّهُمَّ، هَدَأَتِ الَأصْوَاتُ، وَسَكَنَت الحَرَكَاتُ، وَخَلَا كُلِّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِه، وَخَلَوتْ ُبِكَ، أَنْتَ المَحْبُوبُ، إلَيَّ، فَاجْعلْ خَلْوَتي مِنَكَ اللَّيْلَةَ، العَتْقَ مِنَ النَّار، يا مَنْ ليْسَتْ لِعَالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ، يا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مِنْعَةُ، يا أَوَّلَ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيَا آخِرُ، بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ، وَيَا مَنْ يَفقَهُ بِكُلِّ لُغَةً يُدْعَى بِهَا، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ، وَبَِطْشُهُ شَدِيدٌ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ، أَسْأَلُكَ، بِاسْمِكَ الذي شافَهَكَ بِهِ مُوسَى، يا اللهُ، يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، اللّهُمَّ، أَنْتَ الصَّمَدُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي، على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتكَ  (9).

وهذا الدعاء، من غرر أدعية الامام الصادق (عليه ‌السلام)، وذلك لما حواه من المطالب الجليلة، والمضامين العالية، ولو لم يكن له من أدعية، إلا هذا الدعاء الشريف، لكفى في التدليل على سمو تراثه الروحي.

 

دعاؤه (عليه السلام) الذي علّمه لجابر:

من الادعية الفلسفية الجامعة، للإمام الصادق (عليه ‌السلام)، هذا الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم، مفخرة الشرق، جابر بن حيان، وهو مما يستعان به على تلقي العلوم، وحفظها، والابداع فيها، ولنترك الحديث لجابر فهو يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه:

إنّي كنت ألفت سيدي ـ يعني الامام الصادق ـ صلوات الله عليه كثيرا، وكنت لهجا بالأدعية، وبخاصة ما كان يدعو به الفلاسفة، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه، ومنها ما يقول عنه : الناس كلهم يدعون بهذا، وليس فيه خاصية، فلمّا كثرت عليه علّمني هذا الدعاء، وهو من جنس دعاء الفلاسفة بل إنّه لا فرق بيه، وبين ما يدعو به الفلاسفة، فإنّه قد اختار من دعاء الفلاسفة، أجزاء وأضاف إليها أجزاء، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به، وعندي أنّه لا يتم لاحد ممّن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه، وترك اللجاج، واستعمل محض الاسلام، والدين، والنية الجميلة، وأمّا ما دام الشيطان يلعب به، وينزله قصدا، فليس ينفعه شيء، وذلك أنّ اللجاج ليس هو من الشيطان وحده، إنّما هو من فساد النية، فاتق الله يا هذا في نفسك، واعمد إلى ما أوصيك به، وهذه هي الوصية :

ابدأ بالطهر، بأن تفيض على بدنك، ماء نظيفا، في موضع نظيف، ثم تلبس ثيابا طاهرة، لا تمسها امرأة حائض، ثم تستخير الله ألف مرة (10) وتقول في استخارتك:

 اللّهُمَّ، إنِّي أَسْتَخِيرُكَ في قَصْدِي، فَوَفِّقْني، وَأَزغِ الشَّيْطَانَ عَنِّي، أِنَّكَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْكَ.

فإذا قلت ذلك ألف مرة، عمدت إلى موضع طاهر نظيف، وابتدأت فكبرت الله، وقرأت الحمد، وقل هو الله أحد مائة مرة، وركعت، وسجدت، ثم قمت، وصليت مثل ذلك، ثم تشهدت، وسلمت، ثم قرأت في الركعتين الثانيتين مائة مرة : إذا جاء نصر الله والفتح، وإذا سلمت أعدت مثل الركعتين الاوليين، وقرأت : قل هو الله أحد مائة مرة، ثم أعدت اثنتين بإذا جاء نصر الله والفتح، ثم صليت ركعتين أخريين، وهذا تمام العشر، وقرأت سورة، سورة، ثم أتممت صلاتك، وإياك أن تكلم احدا في خلال ذلك، ويشغلك شاغل، وأحرى المواضع بك، الصحاري الخالية، حتى لا يكلمك أحد البتة، ثم اجلس، وقل بعد أن تمد يديك إلى الله تعالى :

اللّهُمَّ، إنِّي قَدْ مَدَدْتُهُمَا إلَيْكَ طَالِباً مَرْضَاتَكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لا تَرُدَّهُمَا خَائِبَتَينِ، وَتَبْدَأُ وَتَقُولُ:

اللّهُمَّ، أَنْتَ، أَنْتَ، يا مَنْ هُوَ هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ إلاَّ هُوَ، اللّهُمَّ، أَنْتَ خَالِقُ الكُلِّ، اللّهُمَّ، أَنْتَ خَالِقُ العَقْل، اللّهُمَّ، أَنْتَ وَاهِبُ النَفْسِ الإِنْسَانِيَّةِ، اللّهُمَّ، أَنْتَ خَالِقُ العِلَّةِ، اللّهُمَّ، أَنْتَ خَالِقُ الرُّوحِ، اللّهُمَّ، أَنْتَ قَبْلَ الزَّمَانِ، وَالمَكَانِ، وَخَالِقُهُمَا، اللّهُمَّ، أَنْتَ فَاعِلُ الخَلْقِ بِالحَرَكَةِ وَالسُّكُونَ وَخَالِقُهُمَا.

اللّهُمَّ، إنِّي قَصَدْتُكَ، فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ، بِمَوْهِبَةِ العَقْلِ الرَّصِينِ، وَإرْشَادِي في مَسْلَكي إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ.

اللّهُمَّ، بِكَ، فَلَا شَيْءٍ أَعْظَمُ مِنْكَ، نَوِّرْ قَلْبِي، وَأَوْضِحْ لي سَبيلَ القَصْدُ إلى مَرْضَاتِكَ.

اللّهُمَّ، إنِّي قَصَدْتُكَ، وَنَازَعَتْني نَفْسَايَ: نَفْسِي النَّفْسَانِيَّةُ، نَازَعَتْني إلَيْكَ، وَنَفْسِي الحَيَوَانِيَّةُ، نَازَعْتَني إلى طَلَبِ الدُّنْيَا.

اللّهُمَّ، فيك، لا أَعْظمَ مِنْكَ، يا فاعل الكُلّ؛ صَلِّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولك، وعلى آلِهِ وَأَصحابِه المُنْتَجبين، وَاهْدِ نَفْسي النَّفْسانيَّة، إلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ به، مِنْ مُرادهَا مِنْهَا، وَبَلِّغْ نَفْسِي الحيَوَانِيَّة مِنْك غاية آمَالِها، فَتَكُونَ عِنْدَكَ، إذَا بَلَّغْتَهَا ذَلِكَ، فَقَدْ بَلَّغْتَهَا الدُّنْيَا وَالآخِرَة، إنَّهُ سَهْلٌ عَلَيْكَ.

اللّهُمَّ، إنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لا تَخَافُ خَلَلاً، وَلا نُقْصَاناً يُوهِنُكَ، بِرَحمَتِكَ، وَكَرَمِكَ، هَبْ لي ما سَأَلْتُكَ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللّهُم، يا وَاهِبَ الكُلِّ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ في مَرْضَاتِكَ، وَلا تَجْعَلْهُ فِيمَا يُسْخِطُكَ، اللّهُمَّ، وَاجْعَلْ ما تَرْزُقُني، عَوْناً على أَدَاءِ حُقُوقِكَ، وَشَاهِداً لي عِنْدَكَ، وَلا تَجْعَلْهُ شَاهِداً عَلَيَّ، وَلا عَوْناً عَلَىَّ طَلَبِ ما يُعْرِضُكَ عَنّي.

اللّهُمَّ، يا خَالِقَ الكُلِّ، أَنْتَ خَلَقْتَ قَلْبِي، وَخَلَقْتَ الشَّيْطَانَ وَلَعَنْتَهُ، بِمَا أَسْتَحَقَّهُ، وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ، فَاصْرِفْهُ عَنْ قَلْبِ وَليِّكَ، وَأَعِنِّي على ما أَقْصِدُ لَهُ.

ثم تذكر حاجتك، فإذا فرغت عن سائر ما تريد، فعفر خديك على الارض، ثم قل في تعفيرك عشر مرات:

خَضَعَ وَجْهِيَ الذّلِيلُ الفَانِي لِوَجْهِكَ العَزِيزِ البَاقي.

ثم اجلس مليا، وقم فتوجه، وكبر، واقرأ الحمد، وسورة ألم نشرح لك صدرك، واقرأها في الركعة الثانية فإذا سلمت قل:

يا سَيِّدِي، ما اهْتَدَيْتُ إلاَّ بِكَ، وَلا عَلِمْتَ إلاَّ بِكَ، وَلا قَصَدْتُ إلاَّ إلَيْكَ، وَلا أَقْصِدُ وَلا أَرْجُو غَيْرَكَ، اللّهُمَّ، لا تُضِيعُ زِمَامَ قَصْدِي وَرَجَائي، إنَّكَ لا تُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ، وَانَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، قد وعدت الصابرين خير الجزاء منك، ولأصبرنّ فيك كما خففت عنّي، وصيّرتني على امتحانك. اللّهُمَّ، إنَّكَ قَدْ وَعَدْتَ بَعْدَ العُسْر يُسْراً، اللّهُمَّ، فامْحْ أوْقَاتَ العُسْر وَاجْعَلْهَا زِيَادَةً في أَوْقَاتِ اليُسْرِ، وَاجْعَلْ ذلِكَ حظّاً مِنَ الدُّنْيَا، وَخُظُوظاً مِنَ الآخِرَةِ. اللّهُمَّ، إنَّ وَسِيلَتي إلَيْكَ مُحَمَداً، وَصَفْوَةَ أَهْلِ بَيْتِهِ آمِين، آمِينَ، آمِينَ. قال لي سيدي في ذلك: إنّ الله عز وجل، أكرم من أن يتوسّل إليه إنسان، بنبيه فيرده خائبا، فإذا أتممت ذلك، فتصدق في أثره درهمين وثلثين، واجعله أربعة أقسام، كل قسم أربعة دوانق، فأول من يلقاك، ممن يقبل الصدقة، فأعطه، وكذلك الثاني والثالث والرابع، فان الله تعالى يحمدك العاقبة في سائر أمورك، ويزجر الشيطان عن وجهك، واقصد لما أنت تشتهيه، فإنك ترى فيه الرشد، ويرزقك الله قريبا (11).

وعلّق الدكتور زكي نجيب محمود على هذا الدعاء، بقوله: أتريد أن تكون باحثا عالما؟ فخذ وصية جابر، فإنّها كبيرة النفع، للسالكين في سبيل العلم، علم الموازين، وتركيب الطبائع، على الجوهر تركيبا، من شأنه أن ينتج لنا كل ما أردناه من كائنات (12).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الإقبال: ص 60 ـ 61.

(2) البلد الأمين: ص 370 ـ 372.

(3) اصول الكافي: 2 / 592 ـ 593.

(4) اصول الكافي: 2 / 586 ـ 587.

(5) اصول الكافي: 2 / 590 ـ 592.

(6) اصول الكافي: 2 / 583 ـ 584.

(7) المصباح: ص283؛ البلد الأمين: ص 372.

(8) اصول الكافي: 2 / 516.

(9) اصول الكافي: 2 / 593 ـ 595.

(10) لم يذكر كيفيّة الاستخارة، فهل هي بالمصحف الشريف أو غيره.

(11) جابر بن حيّان طبع بيروت: ص 268 ـ 271.

(12) جابر بن حيّان: ص 268.

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.