المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علم الفيزياء
عدد المواضيع في هذا القسم 11580 موضوعاً
الفيزياء الكلاسيكية
الفيزياء الحديثة
الفيزياء والعلوم الأخرى
مواضيع عامة في الفيزياء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



مفهوم القياس الحراري عند مؤيد الدين الطغرائي (القرن 6هـ/12م)  
  
1164   01:32 صباحاً   التاريخ: 2023-05-07
المؤلف : سائر بصمه جي
الكتاب أو المصدر : تاريخ علم الحرارة
الجزء والصفحة : ص252–256
القسم : علم الفيزياء / الفيزياء الكلاسيكية / الديناميكا الحرارية /

تأثير ميزان النار عند جابر كان واضحًا في معالم فكر الطغرائي، لكن ميزان الطغرائي سيكون أفضل في تحديد معاييره من جابر ومن المجريطي؛ إذْ نجده في البداية يعرف مصطلح ميزان النار كما ورد في عُرف الحكماء بأنه «معرفة قانون كلي يتوصل به إلى معرفة مقادير النيران وغيرها في المركَّبات الصناعية لتحصيل الصواب، فهذا حقيقة ذلك. « 86

ثم يضع أسس صُنع هذا الميزان والعوامل الداخلة فيه؛ مثل تحديد المقصود بمصطلح الطبيعة كما يُفهم عند الحكماء وليس عند اللغويين، وكذلك معرفة خصائص المواد، وأيضًا الإحاطة بنظرية القوة والفعل الأرسطية، وإدراك تأثيرات الكيفيات الأربعة في أثناء تفاعلاتها.

قال الطغرائي: «اعلم أن معرفة ذلك تتوقَّف على تحديد بعض حقائق هي كالمبادئ لما نريد أن نضعه؛ فمنها معرفة الطبيعة ما هي في اصطلاح الحكماء، ومنها معرفة الطباع ما هي، وهل متحدان معنى أم يفترقان، ومنها معرفة القوة والفعل وما يُستعملان فيه في الاصطلاح أيضًا وما هما وكم أقسام بين [كلٌّ] منها، ومنها معرفة أفاعيل الكيفيات الأربعة قوى الطبائع العنصرية التي هي البرودة والرطوبة والحرارة واليبوسة وتمييز فعل كلٌّ منها عن الآخر بعد بيان حقائقها ورسومها على ما بينه الحكماء فيما وصل إلينا منهم.» 87

بعد أن أرسى الأسس السابقة، قام هو نفسه باتباع قواعد علم الميزان التي جاء بها جابر، 88 لكن مع تفصيل وترتيب وتوضيح أكثر، فهو يعتبر أنَّ من يقرأ كتابه شخص محظوظ أن تيسرت له فيه المعرفة الكيميائية بهذا الشكل الميسر والسهل الفهم.

استخدم الطغرائي مصطلح درجة الحرارة تحديدًا ليُشير به إلى كمية الحرارة التي تتلقَّاها بقعةُ مُعينة من الأرض تسقُط عليها أشعة الشمس، وذلك لدى تفسيره كيفية تشكل المعادن في باطن الأرض، وكيف أنَّ هذا المقدار يتغير حسب خط عرض الأرض، قال الطغرائي: «إذا أردنا أن نعرف مقدار طبع إحدى بقعتين بعد كلٌّ منهما عن دائرة الوسط خمس درج، حكمنا من ذلك على أن كلًّا مُسَاوِ للآخر في مقدار الحرارة والبرودة وغيرهما، فإذا كان بعد أحدهما عن الشمس خمسة والأخرى اثنان ونصف كان طبع هذه في الحرارة وغيرها على قدر النصف؛ أي إن درجة الحرارة أو البرودة في كل واحدة من البقعتين المذكورتين على تلك النسبة، ففي التي بعدها خمسة من الحرارة ضعف ما بعدها اثنان ونصف من البرودة، وما بعدها اثنان ونصف من الحرارة نصف حرارة الأخرى، وهكذا بقية الكيفيات الأربعة. « 89

وحتى يُبين لنا كيفية استخراج الكيفيات الأربع باستخدام الميزان عمليا، ضرب لنا مثالًا النحاس فهو معدن طروق لا ينصهر بسرعة، جزيئاته غير متراصة مثل الذهب، يقول في ذلك: «إنَّا نُجري لك الأحكام التي نضربها لك في مثلنا هذا في أحد الأجساد الناقصة التي يجري فيها الأمر في تدبير المعادن الذائبة وتطبيبها، ونضع من تلك الأجساد المذكورة أفضلها وهو النحاس لأنه منفعل قابل سريع القبول، بطيء الذوب بالنسبة إلي، غير مُتلزز بعض التلزز الذي به قارب الذهب في وفاقة المزاج واستحكامه، بل قارب الذهب الإكسيري من حيث أخرى مع تلك الحيثية، وليكون المثال أقرب إلى فهم الطالب المتأمل لما فيه من قرب المشاكلة والمناسبة لمعتدل الأصل، ولنفرض ميزانا ونختار أن يكون عمودها الثابت مُجَزَّءًا ستة عشر جزءًا لأنها أوسع وأسهل وأضبط من غيرها، واتفاق الحكماء جار في ذلك على الجواز والاختيار مع صحة الجميع المقرونة بالتجربة الحقة كما ترى.» 90 ويضع الطغرائي صورة ميزان حرارته المقسم إلى 16 جزءا كما يأتي:

يُلاحظ في ميزان الطغرائي أنه يبدأ الترقيم من الأعلى إلى الأسفل ويُخصص المحور العمودي لناتج جداء الكيفيات الأربع بالعناصر الأربعة وهو 16، دون أن يُدخِل الشوائب في الحساب كما فعل جابر. ويُخصِّص المحور الأفقي للعناصر الأربعة لكن دون ترقيم. ووضع نقطة التقاطع عند الرقم (4). ويعتبر هذا التمثيل البياني أفضل توضيح عثرنا عليه لنظرية الميزان عند العرب. (مصدر الشكل: مخطوطة مفاتيح الرحمة وأسرار الحكمة، للطغرائي، ج 2، ص27 ظ.)

 

ثم يتابع الطغرائي كيفية إجراء حساب مقدار الحرارة والبرودة في معدن النحاس باستخدام هذا الميزان، دون أن يجرِّد الاسم من الأحرف الزائدة، فيقول: «فإذا وضعت ذلك وصار بين يديك وجزأتَ عموديا بالأجزاء الستة عشرية الطبيعية، فنرسم صورة

النحاس هكذا: ا ل ن ح ا س. في جانب على حدته خارج عن ميزان الطبيعة ثم نظرنا في أركانه وما أودع الحق جل جلاله فيه من أسرار الأركان ونتائج الميزان. والتركيب الشبيه بتركيب حقيقة الإنسان من الركن الناري والطبيعة الحارة اليابسة هذين المرتبتين : ا ا وهما مرتبتان في درج العنصر، وأما في الكمية المقدارية المعبر عنها بالأجزاء الطبيعية فهما عبارة عن ثمانية عشر جزءًا من هذا الركن الحار اللطيف، فوضعنا صورتهما في بيتهما الخاص بهما من كفة الميزان اليمنى، ثم نظرنا في كمية أجزاء العنصر الموجودة معنا من كمية المرتبتين فوجدناها ثمانية أجزاء كما ذكرنا، فوضعناها تحت بيتهما من الميزان، ثم نسبنا تلك الأجزاء التي معنا للعنصر الناري إلى العمود فوجدناها تفضّل عليها بأربعة، وتلك الأربعة هي عدة أجزاء الدرجة الأولى من الحرارة النارية فوضعنا الأربعة تحت محلها من العمود الثاني المقاطع لعمود الميزان الكامل المجزأ على زاوية قائمة هكذا.» 91

يقصد الطغرائي بالأولى على المحور الأفقي (الدرجة الأولى). ونُلاحظ هنا أنه قسم المحورين إلى أربعة أقسام متساوية، على كل محور عشرة نقاط تبعد عن بعضها بعدًا متساويًا كتب فقط على أربع منها بدءًا من اليمين إلى اليسار على المحور الأفقي ولها ما يُناظرها على المحور العمودي. (مصدر الشكل مخطوطة مفاتيح الرحمة وأسرار الحكمة، للطغرائي، ج 2، ص28 و.)

 

وهكذا نلاحظ أن الطغرائي قد تقدَّم خطوةً جديدة في علم الميزان، وميزان النار تحديدًا من أجل معرفة مقادير الحرارة وغيرها من الكيفيات في كل مادة؛ فقد لجأ للتمثيل البياني الذي يُعبر عن المعلومات المرتكزة على الأسس التي وضعها جابر، ولكن بطريقة جديدة دون أن يلجأ إلى القيم الوزنية التي اعتمدها جابر؛ فقيمة الحرارة في معدن النحاس عند جابر هي (ثلاث مراتب = خمسة دراهم وخمسة دوانيق) أما البرودة فمقدارها (مرتبة أولى = دانقان)، والرطوبة (المرتبة الثانية = درهم ونصف)، واليبوسة (ثانية من المرتبة الرابعة = درهمان وأربعة دوانيق). 92 أما عند الطغرائي فإن ميزان النار المتعلق بالنَّحاس يُعبر عنه بالشكل الآتي:

تأخذ الكفة اليمنى أربعة حروف من اسم النحاس هي (ا ا، ح ل) وقيمها على الترتيب (18، 15)، أما الحرفان المتبقيان (س، ن) فيأخذان القيمتين (6، 6) على الكفة اليسرى، (مصدر الشكل: مخطوطة مفاتيح الرَّحمة وأسرار الحكمة، للطغرائي، ج 2، ص31 ظ.) وهذا يعني أن النحاس حار شديد الحرارة (تُقابل القيمة 18) ويابس قليل اليبوسة (تُقابل القيمة 15)، وباطنه ضعيف البرودة (تُقابل القيمة 6)، ورطب شديد الرطوبة (تُقابل القيمة 6). نستنتج من ذلك أن كيفية الحرارة فيه تأخذ أعلى قيمة؛ ولذلك يتفق الطغرائي مع قول جابر عن النحاس بأنه «يُسبَك بسرعة» (جابر بن حيان كتاب السبعين، ص193.)

_____________________________________

هوامش

86- الطغرائي، مؤيد الدين مخطوطة مفاتيح الرحمة وأسرار الحكمة، ج 1، مكتبة الكونغرس، CALL, NUMBERS (LC Class No.): QD25.T847 1700z

87- المرجع السابق نفسه، ج 1، ص 53 ظ.

88- المرجع السابق نفسه، ج 1، اعتبارًا من الصفحة 69 و، وما بعدها.

89- الطغرائي، مخطوطة مفاتيح الرَّحمة وأسرار الحكمة، ج 1، ص 94و-94ظ.

90 المرجع السابق نفسه، ج 2، ص27 و.

91- الطغرائي، مخطوطة مفاتيح الرحمة وأسرار الحكمة، ج 2، ص27 ظ–28 و.

92- جابر بن حيان، كتاب الأحجار على رأي بليناس، ج 2، ص172.

 




هو مجموعة نظريات فيزيائية ظهرت في القرن العشرين، الهدف منها تفسير عدة ظواهر تختص بالجسيمات والذرة ، وقد قامت هذه النظريات بدمج الخاصية الموجية بالخاصية الجسيمية، مكونة ما يعرف بازدواجية الموجة والجسيم. ونظرا لأهميّة الكم في بناء ميكانيكا الكم ، يعود سبب تسميتها ، وهو ما يعرف بأنه مصطلح فيزيائي ، استخدم لوصف الكمية الأصغر من الطاقة التي يمكن أن يتم تبادلها فيما بين الجسيمات.



جاءت تسمية كلمة ليزر LASER من الأحرف الأولى لفكرة عمل الليزر والمتمثلة في الجملة التالية: Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation وتعني تضخيم الضوء Light Amplification بواسطة الانبعاث المحفز Stimulated Emission للإشعاع الكهرومغناطيسي.Radiation وقد تنبأ بوجود الليزر العالم البرت انشتاين في 1917 حيث وضع الأساس النظري لعملية الانبعاث المحفز .stimulated emission



الفيزياء النووية هي أحد أقسام علم الفيزياء الذي يهتم بدراسة نواة الذرة التي تحوي البروتونات والنيوترونات والترابط فيما بينهما, بالإضافة إلى تفسير وتصنيف خصائص النواة.يظن الكثير أن الفيزياء النووية ظهرت مع بداية الفيزياء الحديثة ولكن في الحقيقة أنها ظهرت منذ اكتشاف الذرة و لكنها بدأت تتضح أكثر مع بداية ظهور عصر الفيزياء الحديثة. أصبحت الفيزياء النووية في هذه الأيام ضرورة من ضروريات العالم المتطور.