مفهوم الانتقال من الكُمُون الحراري إلى الحرارة الكامنة ابن كمونة (القرن 7هـ/13م) |
845
01:44 صباحاً
التاريخ: 2023-05-04
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-27
1594
التاريخ: 2023-05-27
1222
التاريخ: 14-2-2017
1200
التاريخ: 2023-04-16
850
|
انضم سعد بن منصور بن كمونة (تُوفّي 683هـ / 1284م) إلى فريق المعارضين لفكرة الكمون الحراري، وقد اسْتَدَلَّ على ذلك من الوعاء المُغْلَق بإحكام؛ حيثُ لا مكان فيه لانتشار أي شيء، ولو كانت الحرارة تكمن فيه لأطفأتها المياه، وما يظهر من حرارة في الأشياء بعد حكها أو غير ذلك فهو بسبب تحرُّكها أو تَحْرِيكها، وإذا تسَخَّنَت فَإِنَّ داخلها وخارجها يتسخَّن في لحظتها دون أن يحتفظ بأية حرارة تكمن فيه.
قال ابن كمونة: «ثم إذا كان رأس الآنية مسدودًا، وهي مملوءة فأين للفاشي مكان المداخلة، حتى داخل الماء بالكلية، فلا يُشاهد فيه إلا الحرارة، وكيف لم يُطفئ الماء تلك الأجزاء شيئًا فشيئًا؟ ولو خالط المتبرد أشياء جمدية لما بَرَّد الجمد ما فوقه؛ إذ ليس من طبع الأجزاء الجمدية الصعود، والمخضخض والمحكوم يتسخّن بالحركة، ولا نار هناك حتى تفشو فيه. ولا يمكن أن يُقال كانت كامنة فأظهَرَها الحك والخضخضة، فإنَّ الماء يتسخَّن بالتحريك، مع أنَّ ظاهره وباطنه كانا باردين، ثم صارا حَارَّيْن. ولو كان هناك حرارة باطنة، لأحس بها قبل تحريكه، ثم كيف يُصدق بأنَّ النارية المنفصلة عن الخشب، والباقية فيه بعد تحمُّره، كانت كامنة ولم يُحسّ بها عند الكسر والرَّضٌ والسحق، وكذا التي في الزجاج الذائب، مع أنه لا يستر ما باطنه، وكان هذا (مما) لا يحتاج إلى إيضاح لوضوحه.» 53
ثم يُحاول ابن كمونة أن يُفَسِّر ظاهرة تسخن الأجسام التي تسقط عليها أشعة الشمس، بأن الأمر يعود إلى استعداد هذه الأجسام لامتصاص الأشعة الحرارية الساقطة عليها عندما تقابلها، مع وجود تناسب طردي بين شدة الأشعة الساقطة ومقدار التسخن.
قال ابن كمونة وتستعد هذه الأجسام بمقابلة المضيء لقبول التسخين من المبدأ المفيد له. وتشتد حرارتها بشدة المقابلة، وتضعُف بضَعْفها؛ ولهذا كان الحَرُّ في الصيف أشد، وليس أن الشمس تسخن بذاتها، وإلا لكان الهواء الأبعد عن الأرض أسخن، لأنه أقرب إليها، وليس كذا؛ فإنَّ الجبال والأبخرة التي في الجو باردة في الصيف، لبعدها عن مطرح الشعاع. 54
_____________________________________________
هوامش
53- ابن كمونة الجديد في الحكمة، ص 351.
54- المرجع السابق نفسه، ص 351.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|