مفهوم تأثير الحرارة على حالات المادة عند جابر بن حيان (القرن 3هـ/9م) |
811
01:55 صباحاً
التاريخ: 2023-04-27
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-10
835
التاريخ: 2023-05-22
679
التاريخ: 2023-05-13
1182
التاريخ: 2023-04-26
862
|
لاحظ جابر أنَّ درجة الغليان في حامض الخليك (صيغته: COOH3 CH) أدنى من درجة غليان الماء، وذلك عندما كان يقوم بتقطير الخل للحصول على حامض الخليك المُرَكَّز.14 كما وجد أنَّ الحرارة عندما تدخُل في المادة فإنها تزيد في طولها إذا كانت جامدة، وترفعها للأعلى إذا كانت غازية، ويحدث العكس مع البرودة، في حين أنَّ الرطوبة توسع المادة عرضًا وتكون اليبوسة في الأشياء الدقيقة والرفيعة، يقول في ذلك: «وأيضًا فينبغي أن تعلم أن الطول كله والأخذ إلى الأعالي من قسم الحرارة، وأنَّ القصر والعكس بمقابلة تلك الحدود للبرودة، وأن الأخذ عرضًا للرطوبة، وهي تكون في الأشياء الغليظة المنبسطة، والأشياء الدقيقة النحيفة لليبوسة لا غير.» 15
ويرى الباحث فؤاد جميعان أنَّ العرب فطنوا إلى أنَّ الحرارة تؤثر على كثافة المواد، لكنهم لم يفطنوا إلى أن لها تأثيرًا على حجم الأشياء.16 ولكن رأيه هذا كان مجانبًا للصواب؛ فقد أشار جابر بن حيان في «كتاب أرض الحجر» عندما كان يُناقش قوله تعَالَى ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بهيج﴾.17 إلى أنَّ العلماء يرون في معنى «ربَت» أي زاد حجمها فانتفخت وعلت بسبب هطول الماء على تُربتها، ثم ينتقل جابر لمناقشة العلاقة بين الحرارة والبرودة وتأثير كلٌّ منهما على حالة المادة بطريقة علمية في هذا التفسير: «قالوا فأما الوزن إلى النقصان أقرب وعليه الثقل والبرد والتلزز والاجتماع والحركة إلى المركز ... وعِلَّة الخفيف عكس هذه كلها وما عملت في الحرارة فبعيد أن يزيد وزنه وإن زاد جرمه ... يزيد مساحته وينقص وزنه لفقده التلزز والتحليل الذي هو من عِلَّة الخفيف فقد بطل أن تكون زيادة وزن هذه الأرض بتمديد الحرارة وسخونتها. قالوا والعِلَّة في زيادة وزنها هو عكس هذا بعينه وذلك أنَّها إذا دُبِّرَت بالنار فإنَّ النار تحل بالحرارة منها وتجذبها إلى نفسها وتفرّق بينها وبين أجزاء البرودة؛ إذْ من شأن النار التفرقة بين الأجزاء المختلفة والجمع بين الأجزاء المتشابهة، فإذا فرقه بحرارة واللطف الذي هو علة الخفة بقي منها الحار والبارد الذي هو علة الثقل فزاد الوزن.» 18 و «من شأن الحرارة إبادة الرطوبة والتعدي بها.»19 سواء كانت هذه الحرارة كيفيةً داخلية أم خارجية. مُسَلَّطَة على المادة من مصدر حراري. أما اليبوسة أو الجفاف المرتبط بالحرارة فتنقسم من حيث أثرها إلى قسمين: «يبس محسوس ويسمى ظاهرا، ويبس بالقوة ويُسمى باطنا، وكذلك الحرارة والبرودة والرطوبة فانها تنقسم هذين القسمين باعينهما.»20 بمعنى تظهر خاصية اليبوسة، وغيرها من الطبائع، بشكل محسوس الأثر (بالفعل) او تكون خفية (بالقوة) لا تظهر الى بوجود ما يدفعها للظهور.
_______________________________________
هوامش
14- محمد، محمود الحاج قاسم، الموجز لما أضافه العرب في الطب والعلوم المتعلقة به، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1974، ص72.
15- جابر بن حيان مختار رسائل جابر بن حيان، ص 452.
16- ميزان الحكمة، الخازني، حققه وعَلَّق عليه: فؤاد جميعان، شركة فن الطباعة، القاهرة، ص98.
17- سورة الحج، الآية: 5.
18- بيرثيلو، هذه رسائل مُهمَّة في العلوم الكيمياوية والصنعية لجابر بن حيان وغيره من الحكماء والفلاسفة، باريس، المطبعة الدولية، 1893م، ص203.
19- جابر بن حيان، مُصَنَّفات في علم الكيمياء، ج 1، تحقيق أرك يحيى هو لميارد، باريس، مطبعة فول غاتينيه، 1928م، ص29.
20- جابر بن حيان، مُصَنَّفات في علم الكيمياء، ج 1، تحقيق أرك يحيى هو لميارد، باريس، مطبعة فول غاتينيه، 1928م، ص31.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|