أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-19
1249
التاريخ: 20/11/2022
1782
التاريخ: 14-06-2015
1938
التاريخ: 2024-09-02
296
|
إذا كان المشار إليه في قوله: {ذَلِكُمْ} [البقرة: 49] يشمل على نحو العموم أو الخصوص العذاب والضغوط التي كان يمارسها آل فرعون، فإن في جملة: {ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 49] دلالة على أن بعض المشكلات والشرور قد تكون من جانب الله تعالى كي يمتحن بها عباده.
ولتوضيح ذلك نقول: فكما يتحدث القرآن الكريم عن أصل التوحيد وينبري لإثباته بالجدال مع الوثنيين (1) بالتي أحسن، فإنّه يحتج أيضاً على الثنويين (2) ويقدم - من أجل إبطال عقائدهم براهين قاطعة قائلاً: إن كلاً من النجاة من الظالم (التي هي نعمة)، وعذاب الظالم (الذي هو نقمة) بلاء وامتحان من جانب الله عز وجل؛ أي إنكم عندما ترزحون تحت الشدة والعذاب فإنّكم مبتلون ببلاء إلهي ليُعلم هل أنتم صابرون أم لا، وعندما تنجون من العذاب وتتنعمون بالنعم فأنتم أيضاً تتعرضون لامتحان وابتلاء كي يظهر هل أنتم شاكرون أم لا.
إذن فعندما يقول عز وجل في سورة "الأعراف" فيما يتعلق بخصوص بني إسرائيل: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ} [الأعراف: 168] ، ويقول في سورة "الأنبياء" على نحو العموم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35] فهو من أجل طرد شبهة الإثنينية في العبادة وإثبات أنه لو لم تنزل البلايا والمحن على بني إسرائيل من جانب الله تعالى، ولو أنهم لم يمتحنوا بالصبر والاستقامة في مقابل الشدائد، ما كانوا ليعطوا كلّ تلك النعم، ولم تكن شخصيات من قبيل داوود وسليمان (عليهما السلام) لتبعث بين ظهرانيهم؛ أي إن النقمة هي، كالنعمة، خير في ذاتها وليست شراً؛ وناحية عدم انسجامها مع حال المعذبين هو أمر ينتزع منه الشر، وإن هذه الناحية ذاتها هي اختبار إلهي. تأسيساً على ذلك، فإن مبدأ الشر هو نفسه مبدأ الخير، ولا تحتاج الشرور لمبدأ مستقل عن مبدأ الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. وهم الذين ينسبون تدبير نظام العالم إلى أرباب متفرقين، ويقولون برب منفصل لكلّ قسم من أقسام العالم؛ كالأرض والسماء والبحر والجبال وأمثالها، ويعتبرون أن الله سبحانه وتعالى هو رب الأرباب، ولكنهم - في الوقت ذاته ينسبون الأفعال لأرباب الأنواع، متصورين بذلك قطع الارتباط المباشر بين رب الأرباب والناس.
2. وهم الذين يسندون أفعال الخير في العالم إلى الله وأفعال الشر إلى "أهر من"، وليس بالبعيد أن شبهة الزردشتيين ناشئة من هذا المنشأ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|