المسح بالعينة ( Sample Survey):

يعتبر أسلوب العينة أداة هامة لا غنى للجغرافيين عنها في الكثير من دراساتهم، ومنها الدراسات الجغرافية السكانية التي يستخدمها باحثيها للحصول على بيانات عن خصائص ديموغرافية واجتماعية واقتصادية خاصة بالعديد من الظاهرات السكانية أو أحدى موضوعاتها المتخصصة، وذلك عندما لا تقدم بيانات التعداد بعض الحقائق الخاصة بالسلوك البشري الخصائص سكانية تفصيلية ودقيقة تساعد في التحليل ولا يمكن التعمق فيها مثل الخصوبة ومحدداتها، والهجرة وقراراتها والبطالة وسماتها والعوامل المؤثرة فيها وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع، والصحة والتعليم والغذاء، وميزانية الأسرة، والقوى العاملة، والفقر والزواج والطلاق والترمل والعنوسة وغيرها، أو لعدم تغطية التعداد كل أجزاء الدولة، أو لدورية التعداد كل خمس أو عشر سنوات، أو لعدم التزامه بهذه الخاصية (أي الدورية). أو لعدم اجراءه في ظل التنافس بين مكوناته الحاكمة. كما تستخدم لأنها أقل تكلفة من إجراء المسوح الديموغرافية الشاملة أو من إجراء التعداد، لذلك قامت به الكثير من الدول النامية.

وتعرف العينة بأنها جزء من ذلك المجتمع يختار بطريقة أو بأخرى بقصد دراسة المجتمع الأصلي من خلال خصائص تلك العينة. وينبغي أن تؤخذ العينة بموضوعية ويحسب لمجتمعها بدقة فكلما كبر حجم العينة ازدادت دقة تمثيلها لمجتمعها واقترب توزيع القيم فيها من التوزيع الطبيعي، وأصبحت عملية الاستدلال أكثر دقة وبالتالي تصبح قيمة الخطأ المعياري أقل. وهذا يرتبط بدرجة التباين في خصائص مجتمع العينة وطريقة التحليل المعتمدة، وحجم المعلومات المطلوبة والمصادر المالية والبشرية المتوفرة، وحدود الثقة في تقديرات خصائص مجتمع الدراسة، وحالات الانفاق وعدم الاستجابة ولتحقيق ذلك فإنها - يجب أن تحسب طبقاً لقواعد محددة ودقيقة دون أن يكون فيها تحيز من أي نوع، وإذا ما أتبعت قواعد المعاينة بأمانة ودقة فإن العينة حينئذ تكون ممثلة لإجمالي السكان.

ومن الطرق الأكثر استخداماً من قبل الجغرافيين في اختيارهم العينة هي:

1 - العينة العشوائية البسيطة Simple Random samples

2 - العينة النظامية (العشوائية (المنتظمة) Systematic Samples.

 3- العينة الطباقية (العشوائية المنتظمة) Strata Samples

4- العينة العنقودية Clusters Samples أو متعدد المراحل – Multi

Stage) أو (متعددة الأطوار Multi Phase)

5- العينة الاحتمالية Probability Sample

6- العينات غير الاحتمالية Non – Probability وتقسم إلى:

1- العينة المقصودة أو العمدية Purposive Sample

2 عينة الصدفة Accidental Sampler

ويطلق على العمليات الإحصائية المرتبطة بتقديرات المجتمع اسم الإحصاءات الاستدلالية، لأنه يستدل منها في الغالب على خصائص المجتمع، ولهذا فنتائجها تقديرية وهناك احتمالات للخطأ لا يمكن تجاوزها وكل ما يمكن عمله هوـ تقليل هذا الخطأ، وجعله معلناً. وعلى العموم يجب أن يحقق توزيع وتمثيل العينة درجة ثقة مقدارها 95% من توزيع المجتمع الأصلي ولا يتجاوز الانحراف المعياري ونسبة عدم التماثل عن 5%.

ويمكن أن تستخدم العينات لتعزيز بيانات التعدادات حيث توجه لعينة من السكان أسئلة أخرى بالإضافة إلى استمارة التعداد، وقد استخدم هذا الإجراء في عدة تعدادات للولايات المتحدة ابتداءً من تعداد سنة 1940 والتعدادات التالية، إذ تتبع طرق نموذجية لتمثيل العينات باستمرار وذلك من خلال تقسيم الدولة إلى (68) إقليماً متجانساً وهي التي يطلق عليها (الطبقات) وتقسم بدورها إلى وحدات عينات أولية متباينة نوعاً ويختار منها واحدة من كل طبقة، ومن ثم يتم تصنيف المساكن فيها في قوائم كاملة ويجري عليها مسح شبه عشوائي للعينات، كما إن كثيراً من الأخطاء التي قد تقع أثناء التعداد مثل حذف بعض الوحدات، أو عد البعض الآخر مرتين أو أكثر يمكن الحكم عليها بعد إجراء التعداد بأخذ عينة منها ودراستها لمعرفة مدى دقة التعداد.

كذلك تستخدم عملية المسح بالعينة لتقليل الفاصل الزمني بين التعدادات، ويطبق هذا إجراء في العديد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية بين تعداداتها.

ورغم ما تتصف به المسموح بالعينة من ايجابيات إلا أن هناك محاذير ينبغي التركيز عليها عند تصميم عينة المسح منها أخطاء التحيز، بالإضافة إلى عدم مراعاة تخفيض وتقييم أخطاء التقدير، وكذلك تحديد الحجم الأمثل لعينة المسح وكل ذلك قد يؤدي إلى ضعف نتائج المسح إذا لم يتم تلافيها.

وعلى العموم فحينما يتم اختيار العينة حسب الطريقة التي ذكرت آنفاً وهي الحصول على بيانات ومعلومات لهذه العينة يعتبر الاستبيان Questionnaire احد الطرق الهامة المستخدمة في هذا المجال. وحتى تتحقق الفائدة المطلوبة من الاستبيان على الوجه الاكمل - يجب ان يكون بسيطاً واستفساراته واضحة ولا غموض فيها ومن السهل تفسيرها تلقائياً، وان لا تكون الاسئلة طويلة وشاملة، والافضل اتباع الاسلوب المنهجي الموضوعي الذي يبتعد عن الامور الشخصية والذاتية، بحيث يبتعد عن الانحياز سواء في صياغة الاسلوب أو في الطريقة التي تؤثر على الاجابة. ومن الطبيعي ان الاستبيان يعتمد في الدرجة الاولى على درجة ومقدار استجابة الناس له وحتى نضمن اكبر عدد من الاستجابات ينبغي ان يوضح الباحث في مقدمة الاستبيان أهدافه والغاية من اجراءه وذكر اسم الباحث والجهة التي تشرف عليه وذلك لإعطاء الثقة في المبحوث، ولكي تكون اجابته دقيقة إلى حد ما.