- عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): "لا شفيع أنجح من التوبة ..."(1).

 إشارة: أ: لما كانت حقيقة التوبة تمثل إياباً إلى الله سبحانه وتعالى فإنّها تكون مشفوعة بسير باطني وإن التائب نفسه يكون مقبولاً عند الله ومثل هذا الإنسان المقبول يمتلك اللياقة للقاء الله عزّ وجلّ، وهو يرجع من دون إرجاع الآخرين. ومن هنا يصبح تأثير التوبة أشد من تأثير شفاعة سائر الشفعاء.

ب: المراد من نجاح التوبة هو التحول الباطني للشخص التائب، وإلاّ فمن الممكن أن تكون الجائزة التي يحصل عليها المشفوع له من بعض الشفعاء معادلة لنصيب التائب أو حتى أكثر منه.

ج: بما أن التائب يشبه الطفل الحديث الولادة، فذلك روح الإنسان التائب تعود شفّافة صافية إثر عملية نفض الغبار وإزالة الدرن والصدأ عن سطحها. ثم بعد ذلك لابد أن يتجه وجه هذه المرآة الشفافة إلى حيث أسماء الله الحسنى حتى تتجلى فيها، وبالطبع فإن مثل هذا العمل هو "مُحبَّذ من ناحية وواجب من ناحية أخرى، وإلا فإن التخلية من دون تحلية وتجلية لن يكون لها الأثر الكبير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الكافي، ج 8، ص18؛ وبحار الأنوار، ج8، ص58.