هل يشكل كل من المسار الحرج والمسارات القريبة منه معنى منطقي؟

أخيراً، عندما تتم مراجعة الجدولة الزمنية بطريقة المسار الحرج، فإن ذلك المسار الحرج والذي هو عبارة عن " أطول مسار لأنشطة العمل ضمن الشبكة " يجب أن يكون منطقيا. مـع فـهـم شـامل لمجـال العمل، يجب أن يكون المدقق قادراً على تمييز مدى واقعية كل من المسار الحرج للمشروع والمسارات القريبة منه. عموماً، يجب أن يحتـوي كـل مـن المسار الحرج والمسارات القريبة منه على الأعمال الأساسية أو المعقدة أو الأجزاء المركبة من المشروع. فمثلاً، في مشروع إنشاء الجسر، يجب أن يتضمن المسار الحرج الأعمال الإنشائية الأساسية للمشروع بداية من أعمال التأسيس للقسم السفلي متبوعاً بأعمال القسم العلوي ثم أعمال الطرق وأخيراً أعمال تخطيط الطريق. بينما يمكن أن يتضمن المسار القريب من المسار الحرج أعمال إمداد حديد تسليح القسم العلوي. يجب على المدقق أن يسأل المقاول عن الأعمال الثانوية مثل أعمال زراعة جوانب الطريق أو أعمال الإضاءة إذا كانت تقع على المسار الحرج أو المسارات القريبة منه. وبسبب الأهمية الكبيرة للمسار الحرج وتأثيره على كامل الجدولة الزمنية ، يجب أن تطرح الأسئلة حول موثوقية المسار الحرج، فهذا يعطي تبريرات كافية لطرح الأسئلة على المقاول من أجل الإيضاحات وإعادة تقديم الجدولة الزمنية.

إذا قام المدقق بمراجعة شاملة للجدولة الزمنية المقدمة وكان راضيا عنهـا مـن حيـث الـوصـف الـواقعي والدقيق لخطة المقاول لإنجاز المشروع بالاعتماد على المواصفات التعاقدية والمادية للمشروع ، عندها يجـب قبـول وتصـديـق هـذه الجدولة الزمنية، وفي حال وجود أي سؤال أو ملاحظة حولها، يجب إرسالها أيضاً إلى المقاول ضمن الفترة الزمنية المحددة في العقد لمراجعة الجدولة الزمنية .

 يماطل العديد من مالكي المشاريع أو من يمثلهم في الموافقة على الجدولة الزمنية، لأنهم يخشـون مـن أن الموافقة عليها تعني الموافقة على كل ما ورد فيها ، فإذا كانت تحتوي على أخطاء ، عندها سيشترك المقاول مع مالك المشروع عن مسؤولية تلك الأخطاء من خلال موافقة الأخير عليها. إلا أن مالك المشروع يجب أن يقبل الجدولة الزمنية بكل الأحوال حتى إذا ذكر بأن هذه الجدولة الزمنية تمثـل خطـة العمل الخاصة بالمقاول وليس لمالك المشروع مآخذ عليها. يعتقد بعض مالكي المشاريع أنـه مـن الأمـن أكثر عدم الرد نهائياً على الجدولة الزمنية المقدمة ، إلا أنه من المنطقي إذا لم يعارض مالك المشروع على الجدولة الزمنية يعني أنه موافق ضمنياً عليها. يعتقد بعض واضعي العقـود أنـه مـن المعقـول أكثر تخصيص أشخاص مؤهلين ومناسبين للقيام بمراجعة تفصيلية للجدولة الزمنية، وتقديم ملاحظات للمقاول، وحل المشاكل أو الأسئلة المطروحة سوية، ثم قبول الجدولة الزمنية الأولية، واستخدامها كأداة إدارة فعالة لإنجاز المشروع.