الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والبناء الثقافي للجماعة الصالحة |
1849
02:56 صباحاً
التاريخ: 2023-04-07
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
3271
التاريخ: 21-05-2015
4811
التاريخ: 2023-03-26
2322
التاريخ: 21-05-2015
3284
|
لقد توخى أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) تحقيق عزة الاسلام والمسلمين من خلال المواقف والتحركات الحكيمة التي تضمن الوصول إلى الهدف المطلوب على أحسن وجه . وكان تحرك الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ينطلق من هذه الرؤية فكان ذلك التحرك واسعا ومؤثرا رغم كل الظروف المعرقلة التي أحاطت تحركه وفي هذا المجال نشير إلى نماذج من تحرك الإمام ( عليه السّلام ) في الميادين التي كان يتوخى منها إعداد الأمة وطلائعها إعدادا رساليا . ومن هذه الميادين :
أ - تعميق البناء الفكري :
كان اهتمام الإمام الجواد ( عليه السّلام ) في بناء الجانب العقائدي في شخصية الانسان المسلم واضحا للناظر في تراثه الذي ورثناه والذي يحتوي على مفردات أساسية تتقوم بها العقيدة ومن ذلك :
الإمام والدعوة إلى التوحيد الخالص :
التوحيد أساس العقيدة الاسلامية ، وسلامة تصورات المسلم عن اللّه تعالى هي الركيزة الجوهرية التي تستند عليها باقي المفردات العقيدية ، من هنا كان الإمام ( عليه السّلام ) يعنى عناية شديدة بإيضاح هذا الأساس وتجليته ، وفي المحاضرة التي ألقاها على داود بن القاسم الجعفري دليل على ما قلناه .
فقد قال الجعفري : « قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، ما معنى : الأحد ؟
قال : المجمع عليه بالوحدانية ، أما سمعته يقول : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ[1] ، ثم يقولون بعد ذلك : له شريك وصاحبة .
فقلت : قوله : لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ[2].
قال : يا أبا هاشم ! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولم تدرك ببصرك ذلك ، فأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف تدركه الأبصار ؟ !
وسئل ( عليه السّلام ) : أيجوز ان يقال للّه : انه شيء ؟
فقال : نعم ، تخرجه من الحدّين : حدّ التعطيل وحدّ التشبيه[3] »[4].
وعن أبي هاشم الجعفري ، قال : « كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) فسأله رجل ، فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه ؟
وأسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « ان لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو ، اي انه ذو عدد وكثرة ، فتعالى اللّه عن ذلك . وان كنت تقول : هذه الصفات والأسماء لم تزل ، فإنّ « لم تزل » محتمل معنيين : فان قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم ، وان كنت تقول : لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها فمعاذ اللّه ان يكون معه شيء غيره . بل كان اللّه ولا خلق ، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها اليه ويعبدونه وهي ذكره ، وكان اللّه ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو اللّه القديم الذي لم يزل .
والأسماء والصفات مخلوقات ، والمعاني والمعني بها هو اللّه الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف ، وانما يختلف ويأتلف المتجزئ فلا يقال : اللّه مؤتلف ، ولا اللّه قليل ولا كثير ، ولكنه القديم في ذاته ، لأن ما سوى الواحد متجزئ ، واللّه واحد لا متجزئ ، ولا متوهم بالقلة والكثرة وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة ، فهو مخلوق دالّ على خالق له .
فقولك : ان اللّه قدير خبّرت انه لا يعجزه شيء ، فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه .
وكذلك قولك : عالم انما نفيت بالكلمة الجهل ، وجعلت الجهل سواه ، وإذا أفنى اللّه الأشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالما .
فقال الرجل : فكيف سمّينا ربنا سميعا ؟
فقال : لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالاسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس .
وكذلك سمّيناه بصيرا لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار ، من لون أو شخص أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة العين .
وكذلك سمّيناه لطيفا لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل والشهوة للفساد والحدب على نسلها وإقام بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والأودية والقفار ، فعلمنا ان خالقها لطيف بلا كيف ، وانما الكيفية للمخلوق المكيّف .
وكذلك قويّا لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصا كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزا .
فربّنا تبارك وتعالى لا شبه له ولا ضدّ ولا ندّ ولا كيف ولا نهاية ولا تبصار بصر ، ومحرّم على القلوب أن تمثّله ، وعلى الأوهام ان تحدّه ، وعلى الضمائر ان تكوّنه ، جلّ وعز عن أداة خلقه وسمات بريّته ، وتعالى عن ذلك علوّا كبيرا » .[5]
مكافحة الغلو :
من الانحرافات الخطيرة التي انتشرت عند البعض الغلو بأهل البيت ( عليهم السّلام ) .
وقد وقف الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) بالمرصاد للمغالين فيهم فردّوهم وأفحموهم وأمروا أتباعهم بالابتعاد عنهم .
وقد سار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على نهج آبائه في هذه المسألة وكان حذرا من نشأة بذور الغلو ، كما يظهر ذلك من خلال ترصّده لبعض الممارسات ومن الأدلة على هذا الأمر ، ما ذكره المؤرخون عن الحسين بن محمد الأشعري حيث قال :
« حدثني شيخ من أصحابنا يقال له عبد اللّه بن رزين قال : كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول وكان أبو جعفر ( عليه السّلام ) يجيء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل إلى الصخرة ويمرّ إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ويسلّم عليه ، ويرجع إلى بيت فاطمة ويخلع نعله فيقوم فيصلّي فوسوس اليّ الشيطان ، فقال : إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم انتظره لأفعل هذا .
فلمّا ان كان في وقت الزوال أقبل ( عليه السّلام ) على حمار له فلم يزل في الموضع الذي كان ينزل فيه فجازه حتى نزل على الصخرة التي كانت على باب المسجد ثم دخل فسلّم على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ثم رجع إلى مكانه الذي كان يصلّي فيه ففعل ذلك أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه .
فلما كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وجاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه ولم يخلعهما ففعل ذلك أياما فقلت في نفسي : لم يتهيأ لي ههنا ولكن اذهب إلى باب الحمّام فإذا دخل اخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمّام فقيل لي انه يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة ، فتعرّضت اليوم الذي يدخل فيه الحمّام ، وصرت إلى باب الحمّام وجلست إلى الطلحي احدّثه وانا انتظر مجيئه ( عليه السّلام ) .
فقال الطلحي : ان أردت دخول الحمام فقم فادخل فإنه لا يتهيأ لك بعد ساعة ، قلت : ولم ؟ قال : لان ابن الرضا ( عليه السّلام ) يريد دخول الحمام ، قال : قلت :
ومن ابن الرضا ؟ قال : رجل من آل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) له صلاح وورع ، قلت له : ولا يجوز ان يدخل معه الحمام غيره ؟ قال : نخلي له الحمام إذا جاء ، قال : فبينا انا كذلك إذ أقبل ( عليه السّلام ) ومعه غلمان له ، وبين يديه غلام ، ومعه حصير حتى ادخله المسلخ ، فبسطه ووافى وسلّم ودخل الحجرة على حماره ، ودخل المسلخ ، ونزل على الحصير .
فقلت للطلحي : هذا الذي وصفته بما وصفته من الصلاح والورع ؟
فقال : يا هذا واللّه ما فعل هذا قط الا في هذا اليوم ، فقلت في نفسي : هذا من عملي أنا جنيته ، ثم قلت : انتظره حتى يخرج فلعلّي أنال ما أردت إذا خرج . فلمّا خرج وتلبّس دعا بالحمار وأدخل المسلخ ، وركب من فوق الحصير وخرج ( عليه السّلام ) ، فقلت في نفسي : قد واللّه آذيته ولا أعود أروم ما رمت منه أبدا وصحّ عزمي على ذلك . فلمّا كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن ، فدخل فسلّم على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وجاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه في بيت فاطمة ( عليها السّلام ) وخلع نعليه وقام يصلّي »[6].
ب - تعميق البناء العلمي
ومن جملة المجالات التي تحرّك فيها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) هو إكماله لبناء الصرح العلمي الذي أشاده الأئمة ( عليهم السّلام ) من آبائه الكرام ، وفي سياق هذا النشاط نلاحظ إجابته على الاستفسارات العلمية والاستفتاءات الفقهية التي كانت تستجد للطائفة الشيعية والأمة الاسلامية آنذاك .
والأهم من ذلك ملاحظة نشاطه في اكمال الأدوات والمنهج العلمي .
إكمال الأدوات والمنهج العلمي :
تشكّل القواعد الأصولية جزء من المنهج العام لفهم الشريعة واستنباط أحكامها . ونوجز منهجه ( عليه السّلام ) فيما يلي :
أ - عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة ( عليهم السّلام ) .
فقد روي في الكافي عن الإمام الجواد ( عليه السّلام ) أنه قد روى عن أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السّلام ) أنّ رجلا سأل أباه محمّد الباقر ( عليه السّلام ) عن مسائل ، فكان ممّا دار بينهما أن قال : « قل لهم : هل كان فيما أظهر رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) من علم اللّه - عزّ ذكره - اختلاف ؟ فإن قالوا لا ، فقل لهم : فمن حكم بحكم اللّه فيه اختلاف ، فهل خالف رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ؟ فيقولون : نعم ، فإن قالوا : لا ؛ فقد نقضوا أوّل كلامهم ؛ فقل لهم : ما يعلم تأويله إلّا اللّه والرّاسخون في العلم . فإن قالوا : من الرّاسخون في العلم ؟ فقل : من لا يختلف في علمه . فإن قالوا : فمن هو ذلك ؟ فقل : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) صاحب ذلك - إلى أن قال - : وإن كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيّع من في أصلاب الرّجال ممّن يكون بعده .
قال أيضا : وما يكفيهم القرآن ؟ قال : بلى ، إن وجدوا له مفسّرا .
قال : وما فسّره رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ؟ قال : بلى قد فسّره لرجل واحد ، وفسّر للامّة شأن ذلك الرجل ، وهو عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) »[7].
وقال ( عليه السّلام ) أيضا : « والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ؛ فمن حكم بما ليس فيه اختلاف ، فحكمه من حكم اللّه عزّ وجلّ ؛ ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب ، فقد حكم بحكم الطاغوت »[8].
ب - وجوب العمل بأحاديث الأئمّة ( عليهم السّلام ) المنقولة في الكتب المعتمدة .
فقد جاء في الكافي أيضا عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد شنبولة ، أنّه قال : « قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : جعلت فداك ، إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه ( عليهما السّلام ) وكانت التقيّة شديدة ، فكتموا كتبهم ، ولم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا .
فقال ( عليه السّلام ) : « حدّثوا بها ، فإنّها حقّ »[9].
ج - جواز العمل بقول من أجازه الإمام ( عليه السّلام ) في العمل برأيه .
فقد جاء في رجال الكشّي : عن خيران الخادم أنّه قال : « وجّهت إلى سيّدي[10] ثمانية دراهم - في حديث - وقال :
قلت : جعلت فداك ، إنّه ربّما أتاني الرجل لك قبله الحقّ ، أو يعرف موضع الحقّ لك ، فيسألني عمّا يعمل به ، فيكون مذهبي أخذ ما يتبرّع في سرّ ؟
قال : اعمل في ذلك برأيك ، فإنّ رأيك رأيي ، ومن أطاعك فقد أطاعني »[11].
د - عدم جواز الافتاء من دون علم
فقد مرّ أنه حينما توفي الإمام الرضا ( عليه السّلام ) كان عمر أبي جعفر ( عليه السّلام ) حينذاك سبع سنين ، فاختلفت كلمة الشيعة حوله ببغداد والأمصار فاجتمع وجهاء الشيعة وفقهاؤهم في الموسم ليشاهدوا أبا جعفر ( عليه السّلام ) فوجدوا في دار جعفر الصادق ( عليه السّلام ) عبد اللّه بن موسى قد جلس في صدر المجلس وكان يسأل فيجيب بأجوبة دعتهم إلى الحيرة فاضطربوا وهمّوا بالانصراف ، وإذا بموفّق الخادم يدخل عليهم مع أبي جعفر ( عليه السّلام ) فقاموا اليه بأجمعهم واستقبلوه وسلّموا عليه ثم جلس وبدأوا بالسؤال فكان يجيب على أسئلتهم بالحق . ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له : إن عمّك عبد اللّه أفتى بكيت وكيت فقال ( عليه السّلام ) :
لا إله إلّا اللّه ! يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك : لم تفتي عبادي بما لم تعلم وفي الأمة من هو أعلم منك ؟ ! »[12] « 1 »
الإجابة على الاستفتاءات الفقهيّة والاستفسارات العلمية :
لقد أسهمت إجابات الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على الاستفتاءات الفقهية وغيرها من الاستفسارات العلمية في البناء العلمي للجماعة الصالحة ولك أن تلاحظها في النصوص التالية :
وقت صلاة الفجر : عن الحصين بن أبي الحصين ، قال : « كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) : جعلت فداك ، اختلف مواليك في صلاة الفجر ، فمنهم من يصلّي إذا طلع الفجر الأول المستطيل في السماء ، ومنهم من يصلي إذا اعترض في أسفل الأرض واستبان ، ولست اعرف أفضل الوقتين فاصلي فيه . فان رأيت يا مولاي جعلني اللّه فداك ان تعلّمني أفضل الوقتين ، وتحدّ لي كيف اصنع مع القمر والفجر لأتبين معه حتى يحمرّ ويصبح ؟ وكيف أصنع مع الغيم ؟ وما حدّ ذلك في السفر والحضر ؟ فعلت إن شاء اللّه .
فكتب بخطّه ( عليه السّلام ) : « الفجر - يرحمك اللّه - الخيط الأبيض ، وليس هو الأبيض صعدا ، ولا تصلّ في سفر ، ولا في حضر حتى تتبيّنه - رحمك اللّه - ، فان اللّه لم يجعل خلقه في شبهة من هذا ، فقال تعالى : كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ[13] فالخيط الأبيض هو الفجر الذي يحرم به الأكل والشرب في الصيام ، وكذلك هو الذي يوجب الصلاة »[14].
البسملة في الصلاة : عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، قال : « كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السّلام ) : جعلت فداك ، ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب ، فلمّا صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها ؟
فقال العباسي[15]: ليس بذلك بأس .
فكتب بخط يده : يعيدها مرتين على رغم انفه - يعني العباسي -[16].
الإكراه في الزواج : جاء في رواية علي بن مهزيار عن محمد بن الحسن الأشعري ، قال :
« كتب بعض بني عمي إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها ، فلمّا كبرت أبت التزويج ؟
فكتب بخطه ( عليه السّلام ) : « لا تكره على ذلك ، والأمر أمرها »[17].
حكم الوقف : عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : « كتبت إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) اسأله عن أرض أوقفها جدّي على المحتاجين من ولد فلان بن فلان وهم كثير ، متفرقون في البلاد ؟
فأجاب ( عليه السّلام ) : ذكرت الأرض التي أوقفها جدك على فقراء ولد فلان بن فلان وهي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف ، وليس لك ان تتبع من كان غائبا »[18].
شهادة الزوج وغير الزوج : عن محمد بن سليمان أنه قال : قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السّلام ) : « كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات باللّه ؟ وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار إذا قذفها غير الزوج جلد الحدّ ، ولو كان ولدا أو أخا ؟
فقال : قد سئل أبو جعفر ( عليه السّلام ) عن هذا ، فقال : الا ترى انه إذا قذف الزوج امرأته ، قيل له : وكيف علمت أنها فاعلة ؟ فان قال : رأيت ذلك منها بعيني ، كانت شهادته اربع شهادات باللّه ، وذلك أنه قد يجوز للرجل ان يدخل المدخل في الخلوة التي لا تصلح لغيره ان يدخلها ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار ، فلذلك صارت شهادته اربع شهادات باللّه إذا قال : رأيت ذلك بعيني .
وإذا قال : اني لم أعاين ، صار قاذقا في حدّ غيره ، وضرب الحدّ إلّا أن يقيم عليها البيّنة ، وإن زعم غير الزوج إذا قذف وادّعى أنه رآه بعينه قيل له : وكيف رأيت ذلك ؟ وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت فيه هذا وحدك ؟ أنت متّهم في دعواك ، وان كنت صادقا فأنت في حدّ التهمة ، فلا بدّ من أدبك بالحدّ الذي أوجبه اللّه عليك .
قال : وانما صارت شهادة الزوج اربع شهادات باللّه لمكان الأربعة شهداء مكان كل شاهد يمين »[19].
إنّ ما ذكر من الأمثلة السابقة نماذج لبعض توجهات الإمام الجواد ( عليه السّلام ) وهو تفقيهه لشيعته ومواليه عن طريق مراسلتهم إياه أو سؤاله بصورة مباشرة .
ج - تعميق البناء التربوي
من المفردات الأساسية التي اهتم بها الإمام الجواد ( عليه السّلام ) هو مسألة بناء الخلق الاسلامي عند الفرد والمجتمع .
وقد كان الإمام ( عليه السّلام ) وفي سياق تربية الأمة ينقل لهم أحاديث أجداده خصوصا أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) لما تحتويه من توجيهات تربوية عميقة ومؤثرة وفي هذا المجال سنعتبر كلمات الإمام الجواد ( عليه السّلام ) وما نقله عن أجداده الأئمة ( عليهم السّلام ) وطرحه للأمة مادة لفهم توجهاته التربوية .
الحكمة في العمل :
أراد الإمام الجواد ( عليه السّلام ) ان يعلم شيعته ضرورة اعتماد الحكمة في العمل ومراعاة عامل الزمن في اتضاح الأشياء فللامور دورات زمنية ينبغي ان تمرّ بها حتى تكتمل ، وعدم الالتفات إلى هذا الجانب يفسد العمل ويجهضه قبل استوائه .
قال ( عليه السّلام ) : « إظهار الشيء قبل ان يستحكم مفسدة له »[20].
كما أن للمحن دورات لا يستطيع المرء ان يتخلص منها قبل انتهاء دورتها الزمنية وهذا الأمر أشبه شيئا بالدورات المرضية التي لا يمكن تقليل مدتها ، وهذا التوجه لا يعني عدم استعمال الوسيلة لإزالة المحن بل العمل مطلوب وهو يسهم بتقليل مدة المحنة وبالتالي ازالتها وإلى هذا المعنى أشار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) عندما نقل حديثا عن جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « قال لقيس بن سعد ، وقد قدم عليه من مصر : « يا قيس ان للمحن غايات لا بد ان ينتهي إليها ، فيجب على العاقل ان ينام لها إلى إدبارها ، فإنّ مكايدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها »[21].
كما أنه ( عليه السّلام ) نقل عن جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) العناصر المساعدة على اكتمال الأعمال فقال : « اربع خصال تعين المرء على العمل : الصحة والغنى والعلم والتوفيق »[22].
التعامل مع الظالمين :
ركّز الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على ضرورة ابتعاد المسلم عن مجاراة الظالمين والركون إليهم ، ودعا إلى رفضهم والابتعاد عنهم .
فقد روى ( عليه السّلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قوله :
« العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء »[23].
وكذلك ما رواه عنه ( عليه السّلام ) : « من استحسن قبيحا كان شريكا فيه »[24].
كما أنه ( عليه السّلام ) شدّد على عدم طاعة المنحرفين والاستماع إليهم واعتبر ذلك كالطاعة والاستماع للشيطان . قال ( عليه السّلام ) :
« من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن اللّه فقد عبد اللّه ، وان كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس »[25].
وبلحاظ الرفض الشديد للظالمين والتنديد بهم كان للإمام الجواد ( عليه السّلام ) تفسير مهم لمعنى التديّن يتضح من قوله ( عليه السّلام ) :
« أوحى اللّه إلى بعض الأنبياء : أما زهدك في الدنيا فتعجّلك الراحة ، واما انقطاعك اليّ فيعزّزك بي ، ولكن هل عاديت لي عدوّا وواليت لي وليا »[26] فالدين حسب هذه الرواية ، يتحقق بموالاة أولياء اللّه ومعاداة أعداء اللّه ، وعدم مهادنتهم ومسالمتهم ولإذكاء هذه الروح عند الأمة كان ينقل حديث جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) عندما قال لأبي ذر : « انما غضبت للّه عز وجل فارج من غضبت له ، ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، واللّه لو كانت السماوات والأرضون رتقا على عبد ، ثم اتقى اللّه لجعل اللّه له منها مخرجا ، لا يؤنسنّك إلّا الحق ، ولا يوحشنّك إلّا الباطل »[27].
النشاط الاجتماعي :
إن حركة الانسان في المجتمع تشتدّ بمقدار تجذّره وتأثيره في ذلك المجتمع ، لذلك توجّه الإمام الجواد ( عليه السّلام ) إلى توضيح المفاهيم المتصلة بالنشاط الاسلامي للطليعة المؤمنة ، وفيما يأتي نذكر بعضا من هذه المفاهيم :
1 - كلما ترسخ مركز الانسان في المجتمع ازداد توجه الناس اليه وطلبهم منه في قضاء حوائجهم وحل مشاكلهم . روى الإمام الجواد ( عليه السّلام ) عن أجداده عن الإمام علي ( عليه السّلام ) : « ما عظمت نعمة اللّه على عبد إلّا عظمت عليه مؤونة الناس ، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرّض النعمة للزوال »[28].
2 - بقاء نعمة الانسان واستمرار موقعة في الأمة مقترن بدرجة إحسانه إليها وخدمته لها ، فقد روى الإمام ( عليه السّلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « ان للّه عبادا يخصهم بالنعم ، ويقرّها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم »[29].
وقال ( عليه السّلام ) : « أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه ، لأن لهم اجره وفخره وذكره ، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه ، فلا يطلبنّ شكر ما صنع إلى نفسه من غيره »[30].
3 - ضرورة مجازاة المحسن بالشكر ، يقول ( عليه السّلام ) راويا عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، « كفر النعمة داعية المقت ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك »[31].
4 - كما أن الإمام ( عليه السّلام ) بيّن طرق تحسين العلاقة بين الناس وأصول التعامل بين الأصدقاء فقد روى عن جدّه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) :
« ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة : الانصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشدّة ، والانطواع والرجوع إلى قلب سليم »[32].
وقال ( عليه السّلام ) : « لا يفسدك الظنّ على صديق وقد أصلحك اليقين له ، ومن وعظ أخاه سرّا فقد زانه ، ومن وعظ علانية فقد شانه . استصلاح الأخيار باكرامهم ، والأشرار بتأديبهم ، والمودّة قرابة مستفادة ، وكفى بالأجل حرزا ، ولا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه ، وما أنعم اللّه عز وجل على عبد نعمة فعلم أنها من اللّه إلّا كتب اللّه جلّ اسمه له شكرها قبل ان يحمده عليها ، ولا أذنب ذنبا فعلم أن اللّه مطّلع عليه إن شاء عذبه وان شاء غفر له ، الّا غفر اللّه له قبل ان يستغفره »[33] «.
5 - كما شدّد ( عليه السّلام ) على ضرورة اختيار القرين الصالح لما يورثه من اثر على المرء ، فقد روى ( عليه السّلام ) : « فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء ، وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء ، والخلق اشكال فكل يعمل على شاكلته ، والناس إخوان ، فمن كانت اخوته في غير ذات اللّه فإنها تحوز عداوة ، وذلك قوله تعالى : الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ[34] »[35] .
فإذا حصل المرء على الأخ المخلص في اللّه فإنه فاز بشيء عظيم وينبغي له مشاورته واستنصاحه . روى الإمام الجواد ( عليه السّلام ) عن علي ( عليه السّلام ) قال : « بعثني النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى اليمن ، فقال لي وهو يوصيني : « يا علي ، ما حار من استخار ، ولا ندم من استشار » ، وقال ( عليه السّلام ) : « من استفاد أخا في اللّه فقد استفاد بيتا في الجنة »[36].
وصايا للعاملين :
كان الإمام الجواد ( عليه السّلام ) يزرع روح الأمل والصبر في قلوب المؤمنين ليسلّحهم بالسلاح الفاعل عند مقارعتهم للظلم والطغيان وتحركهم ضده .
لقد أشار إلى يوم يعاقب فيه الظالم عندما ينتصر العدل فينتقم للمظلومين من جوره أشد الانتقام . ان حمل المستضعفين لهذا المفهوم ومعايشتهم إياه يصنع منهم قوة لا تلين وثورة لا تقاوم . روى الإمام الجواد ( عليه السّلام ) : « يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم »[37].
ولقد روى ( عليه السّلام ) « ان صبر المؤمن على البلاء من أشد الأسلحة ضد الظالمين »
وقال ( عليه السّلام ) : « الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها »[38].
كما أنه ( عليه السّلام ) روى عن جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) المنهاج الذي ينبغي ان يلتزم به المؤمنون ليبلغوا غاياتهم السامية .
عنه ( عليه السّلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) قال : « من وثق باللّه أراه السرور ، ومن توكل عليه كفاه الأمور ، والثقة باللّه حصن لا يتحصن فيه الّا مؤمن أمين ، والتوكل على اللّه نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو ، والدين عزّ ، والعلم كنز ، والصمت نور ، وغاية الزهد الورع ، ولا هدم للدين مثل البدع ، ولا أفسد للرجال من الطمع ، وبالراعي تصلح الرعية ، وبالدعاء تصرف البليّة ، ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر ، ومن عاب عيب ، ومن شتم أجيب ، ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى »[39].
الحث على اكتساب العلم :
حثّ الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على طلب العلم وبيّن فضل العلماء من خلال أحاديثه ورواياته عن جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وفيما يأتي نماذج من هذه الأحاديث :
قال ( عليه السّلام ) : « عليكم بطلب العلم ، فان طلبه فريضة ، والبحث عنه نافلة ، وهو صلة بين الاخوان ، ودليل على المروّة ، وتحفة في المجالس ، وصاحب في السفر ، وانس في الغربة »[40].
وقال ( عليه السّلام ) : « العلم علمان : مطبوع ومسموع ، ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع ، ومن عرف الحكمة لم يصبر على الازدياد منها ، الجمال في اللسان ، والكمال في العقل »[41].
وعنه ( عليه السّلام ) عن علي ، قال في كتاب عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) : « ان ابن آدم أشبه شيء بالمعيار ، إما راجح بعلم - وقال مرة بعقل - أو ناقص بجهل »[42].
وقال ( عليه السّلام ) : « اقصد العلماء للمحجّة الممسك عند الشبهة ، والجدل يورث الرياء ، ومن أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل ، والطامع في وثاق الذلّ ، ومن احبّ البقاء فليعدّ للبلاء قلبا صبورا »[43].
كما أنه كان يتألّم لكثرة الجهلاء وابتلاء العلماء بهم وكان يعتبر سبب الاختلاف هو ما يطرحه الجهلاء نتيجة جهلهم ، فقد روى عن جده أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : « العلماء غرباء لكثرة الجهّال بينهم »[44].
وقال ( عليه السّلام ) : « لو سكت الجاهل ما اختلف الناس »[45].
الحث على التوبة :
دعا الإمام إلى كيفية التوبة إلى اللّه تعالى وبيّن طريقها ، فقد روى عن أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) :
« التوبة على أربعة دعائم : ندم القلب ، واستغفار باللسان ، وعمل بالجوارح ، وعزم على أن لا يعود » .
« وثلاث يبلغن بالعبد رضوان اللّه : كثرة الاستغفار وخفض الجانب وكثرة الصدقة »[46].
كما أنه ( عليه السّلام ) أشار إلى فوريّتها وحذّر من التسويف بها بقوله : « تأخير التوبة اغترار ، وطول التسويف حيرة ، والاعتلال على اللّه هلكة ، والاصرار على الذنب أمن لمكر اللّه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ[47] »[48].
[1] العنكبوت ( 29 ) : 61 .
[2] الانعام ( 6 ) : 103 .
[3] حد التعطيل هو عدم اثبات الوجود ، والصفات الكمالية والفعلية والإضافية له تعالى ، وحد التشبيه الحكم والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات .
[4] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 353 - 354 .
[5] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 354 - 356 .
[6] بحار الأنوار : 50 / 59 - 61 .
[7] أصول الكافي : 1 / 245 .
[8] أصول الكافي : 1 / 248 .
[9] أصول الكافي : 1 / 53 ح 15 ، عنه الوسائل : 18 / 58 / 27 .
[10] المراد بسيّده هنا إمّا الإمام الرضا ، أو الإمام الجواد ، أو الإمام الهادي ( عليهم السّلام ) لأنّه خدمهم ثلاثتهم ( عليهم السّلام ) ، والمرسل إليه يحتمل الثلاثة .
[11] رجال الكشي : 610 ح 1134 ، وزاد فيه : قال أبو عمرو : هذا يدل على أنّه كان وكيله ، ولخيران هذا مسائل يرويها عنه ، وعن أبي الحسن ( عليهما السّلام ) ، عنه في الوسائل : 12 / 216 / ح 6 .
[12] بحار الأنوار : 50 / 99 .
[13] البقرة ( 2 ) : 187 .
[14] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 382 - 382 .
[15] هو هشام بن إبراهيم العباسي وكان يعارض الرضا والجواد ( عليهما السّلام ) .
[16] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 162 - 163 .
[17] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 475 .
[18] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 466 .
[19] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 484 - 485 .
[20] تحف العقول : 457 .
[21] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[22] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[23] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 278 .
[24] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 280 .
[25] تحف العقول : 456 .
[26] تحف العقول : 455 - 456 .
[27] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 257 .
[28] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[29] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[30] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[31] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 280 .
[32] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 279 .
[33] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 280 .
[34] الزخرف ( 43 ) : 67 .
[35] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 279 .
[36] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 275 .
[37] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 278 .
[38] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 278 .
[39] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 276 .
[40] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 277 .
[41] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 277 .
[42] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 275 .
[43] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 278 .
[44] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 278 .
[45] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 279 .
[46] مستدرك عوالم العلوم : 23 / 279 .
[47] الأعراف ( 7 ) : 97 .
[48] تحف العقول : 456 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|