اتّشحت الأرجاء المباركة لصحن المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) بمعالم الحزن والسواد حزنًا واستذكارًا؛ لذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (سلام الله عليها ), والتي تصادف في يوم العاشر من شهر رمضان المبارك.

خديجة الكبرى عليها السلام، هي خديجة بنت خُويلِد، والشهيرة بأم المؤمنين أيضاً، لأنها زوجة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ووالدة السيدة فاطمة (عليها السلام)، وهي أول امرأة تزوجها – في الجاهلية- وأول الخلق إسلامًا بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة غير علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكانت من سادات قريش وأشرافها وتُدعى في الجاهلية الطاهرة ولقّبها النبي بالكبرى، وذكر التاريخ أنها ولدت حوالي عام 68 قبل الهجرة.

توفيت خديجة في مكة قبل الهجرة بثلاث سنين عن عمرٍ ناهز الخامسة والستين على القول المشهور، فأحزنت بوفاتها رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم)، ودفعته إلى أن يسمّي ذلك العام الذي تُوفِّيَ فيه ناصراهُ وحامياهُ (زوجته خديجة وعمّه أبو طالب) بعام الحزن، وأن ينزل عند دفنها في حفرتها، ويدخلها القبر بيده، في الحجون، وكان قد كفّنها برداء له، ثم برداء من الجنة.