أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-25
1131
التاريخ: 2023-06-12
871
التاريخ: 17-10-2014
1995
التاريخ: 3-12-2015
2453
|
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]
لعل السر في مجيء "الصبر"، من بين سائر مكارم الأخلاق نظير الشكر، واليقين، والحلم، وحسن الخلق، والرضا والتسليم، والتوكل، جنباً إلى جنب الصلاة فلم يقل عز من قائل على سبيل المثال: "استعينوا بالتوكل والصلوة" أو "استعينوا بالشكر والصلوة"، وببيان آخر: الإتيان بالصبر والصلاة معاً، نقول لعل السرّ في ذلك هو أن انتخاب الصبر من بين جميع مكارم الأخلاق كان بمقتضى بلاغة الكلام؛ وذلك لأن هذا الخطاب جاء في إثر خطابات أخرى طُرحت في الآيات التي سبقت هذه الآية بشكل سلسلة من الواجبات والمحرمات التي تحتاج إلى الصبر والاستقامة، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه المنزلة متناسبة مع التوصية بالصبر من ناحية والتوصية بالارتباط بالله تعالى (الصلاة) من ناحية أخرى.
طرح بعض المفسرين احتمال اختصاص الصبر في الآية بالصبر في الصلاة وقالوا في معرض تبرير ذلك وجه التقارن بين الصبر والصلاة هو أن المراد من الصبر هو الصبر على تكاليف الصلاة وأوصافها الحقيقية؛ لأن التقيد بخصوصيات من قبيل حضور القلب ودفع الوساوس الشيطانية، مما يحتاج بإلحاح إلى الاستقامة والصبر (1)، إلا أن هذا البيان لا يصحح حصر الصبر في صبر الصلاة؛ وذلك لأنه:
أولاً: إطلاق اللفظ يأبى الحصر.
وثانياً: إن شمولية الصبر للصلاة يؤمن المعنى المذكور.
وعلاوة على ما مرّ ذكره فهناك نقطة تستحق الالتفات وهي أن الصبر يتمتع في الثقافة القرآنية بمنزلة خاصة. حتى إنه يُستفاد من بعض الآيات أن الصبر هو - من بعض الجوانب - أفضل من الصلاة، فمثلاً على الرغم من إيلاء أهمية خاصة لخصوص الصلاة في الآية مدار البحث (2) ففي الآية 153 من نفس السورة وبعد إيراده لجملة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] فإنّه عز وجل بدلاً من أن يقول: "إن الله مع المصلين"، تراه يقول: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، كما أن ما طُرح في الآية 154 في إشارة إلى عظمة مقام الشهيد: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} [البقرة: 154] هو ببركة صبر الشهيد ومقاومته في ساحة النزال.
الصبر هو غير السكوت؛ فالصبر هو عبارة عن كف النفس بأمر من الله سبحانه وتعالى وهو أهم عوامل الغلبة في التعاطي مع البلايا وكما قد أسلف فإن الإتيان بالصلاة مع الخضوع والخشوع وحضور القلب ورعاية جميع شروطها وخصوصياتها هو رهن بالصبر والاستقامة، وإن تطبيق الصبر والصلاة في الروايات الآتية على الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) هو من منطلق أن هذين العظيمين كانا يمثلان حقيقة الصبر والصلاة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع جوامع الجامع، ج1، ص48.
(2) لأن التعبير بـ {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] ، وفقاً لما سيأتي بخصوص الضمير "إنها"، خاص بالصلاة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|