أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-02
591
التاريخ: 2023-03-29
727
|
هذه التدابير خلفت عند الفرنسيين أثرا سيئاً نظراً لعلاقة الوزير الجديد بالملكة وبالبطانة الملكية. ولما رافقها من إشاعات عن رغبة ملكية بحل الجمعية الوطنية. ولم تلبث أن عمت العاصمة الفرنسية مظاهرات صاخبة لعب فيها بعض الخطباء المتطرفين من أمثال ماراو ديمولين (1) دورا فعالا وسيطر المتظاهرون على دار البلدية في باريس (الكومون) وجعلوها مركزاً لمقاومة السلطة ونظموا حرسا أهليا أعطوا قيادته للمركيز دي لافاييت (2) بطل حرب الاستقلال الأميركية في الظاهر للمساعدة على حفظ النظام وصيانة الأموال والأرواح، وعمليا كان الهدف من ذلك مقاومة الجيوش التي أخذ يجمعها الملك عند فرساي. ومن أجل الحصول على السلاح هاجم المتظاهرون مخازن الأنفاليد ونهبوها ثم اندفعوا بقوة نحو سجن الباستيل الذي طالما كان في نظر الفرنسيين رمز طغيان الملكية وظلمها، فحطموا أسواره وذبحوا حاميته وأطلقوا سراح من كان فيه من مسجونين. وكان عدد هؤلاء قليلا على كل حال، لأن الدولة كانت قد أقلعت منذ مدة طويلة عن استعماله كسجن. إن الظاهرة الأساسية فيما حدث يوم 14 يوليو، وهو اليوم الذي يسميه الفرنسيون (يوم الحرية)، والذي لا يزالون يحتفلون به حتى الآن، هو انتشار البطش والعنف وهي أمور ما كان دعاة الثورة من البورجوازيين وأنصار الاعتدال، وهم الأغلبية الساحقة في الجمعية الوطنية، يريدونها أو يتمنون حدوثها. وقد بدا منذ ذلك اليوم الثورة قد أفرزت قوى متطرفة في أهدافها وأساليبها وأن هذه القوى بدأت تأخذ طريقها إلى مراكز القيادة والتوجيه بين الجماهير الفرنسية وهو الأمر الذي أثار الخوف والحذر في أوساط الجمعية الوطنية وبين الفئات المعتدلة. كان لسقوط الباستيل أثر هام في توجيه أحداث الثورة، ففي باريس تمركزت السلطة الفعلية في يد أعضاء بلديتها يحميها ويدافع عنها الحرس الأهلي الذي كان بمثابة نواة جيش الثورة. وفي خارج باريس اعتبر الناس الحدث بمثابة أشعار ببداية مرحلة التحرر ورفع نير المظالم القديمة. فهاجم الفقراء والفلاحون في الأقاليم الأديرة وقصور الأشراف وأحرقوا بعضها. وقد صبوا غضبهم بصورة خاصة على كل ما له علاقة بالضرائب والامتيازات القديمة. فهاجموا مكاتب الضرائب، وأحرقوا السجلات الرسمية ولاحقوا الجبأة الماليين وأتلفوا كل ما يثبت امتيازات الكنيسة وحقوق الاكليروس. وقد ساعد على انتشار العنف والإرهاب أن رجال الحكومة في الأقاليم وقفوا موقف المتفرج من الأحداث مخافة ما حاق بحراس الباستيل وأمام عجز السلطة اضطر المواطنون في المقاطعات لأن يسلكوا مسلك أهالي باريس ويأخذوا زمام الأمر بأيديهم ويؤلفوا لجانا للأشراف على أعمال الحكومة أن يحل بهم والمحافظة على الأمن والنظام. مام هذه الأحداث شعرت الملكية بخطورة الموقف وبأن المبادرة باتت بيد الجماهير الفرنسية فاضطرت لإظهار بعض التنازلات. أبعد الملك بعض وزرائه وأعاد نيكر لوزارة المال، وقبل علم الثورة المثلث الألوان.
.................................
1-Marat, Desmoulins.
2-(1834-1757) u.j.la Fayette (Lafayette).
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|