المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نظرية تفويض الأمر إلى الاُمّة بعد النبيّ
30-01-2015
Hyperimmune
24-8-2018
مفهوم النار عند ابن الحائك الهمداني (القرن 4هـ/10م)
2023-05-17
ترسيب الاسفلتين
2024-06-13
Relative clauses
1-2-2022
سرية أبو عبيدة
26-7-2019


الشيب  
  
1307   09:43 صباحاً   التاريخ: 2023-03-26
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص37 ــ 39
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-15 860
التاريخ: 2023-08-14 1284
التاريخ: 2023-02-27 871
التاريخ: 2024-08-17 334

{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وهو قول النبي زكريا (عليه السلام)، ومن المناسب الوقوف عند هذا البحث.

قبل فترة، وبينما يقوم عالم بالتجول بين أقفاص الحيوانات الموجودة في مختبره يلفت نظره القفص الخاص بالأرانب فيقف عنده.

لقد شاهد أن أطراف الأرانب - مثل مقدمة الأنف والرجل و... البيضاء الشعر عليها شعرات بلون أحمر فاحتمل أن السبب في ذلك هو عدم وصول الدم إلى الأطراف ولكي يدعم احتماله بالدليل أجرى اختبارات دقيقة توصل من خلالها إلى النتيجة النهائية وكانت واحدة..

لجأ هذا العالم في اختباره إلى إزالة الشعر الأبيض من الأرنب كلياً ثم وضع الثلج وبصورة منتظمة على مكان الشعر المزال، أي أنه وفر لأماكن الشعر المزال نفس ظروف الأطراف وبعبارة أخرى جعلها تعيش حالة الأجزاء التي يقل وصول الدم إليها، وبعد مدة لاحظ أن كافة شعر هذه الأجزاء بدأ يميل نحو الحمرة متخلياً عن اللون الأبيض. على هذا يتبين لنا بأن الشعر الأبيض في الرأس أو اللحية غير دال على عدم وصول الدم إلى ذلك الجزء، فمن ناحية أن جذر الشعرة - كما يقال - لا يستطيع أخذ اللون من الدم ونقله إلى الشعرة ذاتها لتحافظ على سوادها أو لونها الرئيس كما أن هذا الاختبار يبرهن من ناحية ثانية على وصول دم أكثر للجمجمة التي تنمو عليها الشعرات البيضاء. إن الدم الذي يحمل قيمته الإنسانية طالما ظل يسري في العروق، وهو النجس إذا تدفق على الجلد ونجس إذا لامس الأرض، سوى ما كان منه في سبيل الله تعالى وعلى طريق الشهادة وحينها يكون أطهر وأسمى الدماء.. نفس كثرته في الدماغ البشري إنما لإعداد وتقديم ذهنية وقادة وفكر أفضل وهذا بحد ذاته نوع من (الاشتعال) الذي به عرفت الجمجمة بالجمجمة النبوية.

ولكن ما أجمله من ربط بين {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وبين الرأس الذي وصل إليه مزيد من دم النبي فجعله أبيض ودفع زكريا النبي (عليه السلام) للتفكير بما يحيطه والابتهال إلى الخالق (جل وعلا) بالقول: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].

نفس هذا الذكر يأتي على لسان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يوم الخندق ساعة سمح للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخروج لعمرو بن عبد ود العامري إذ رفع (صلى الله عليه وآله) يديه وهو يقول: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]، ما أسماه من موقف وما أجله من معنى!.

هناك كان النبي زكريا (عليه السلام) يخاف من أصحابه وما يفعلون من بعده {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} [مريم: 5]، كان يخاف من أن يحدثوا في دينه بما ينسجم مع مصالحهم ومنافعهم الدنيوية وأن لا يكون من بعده أحد من بيت النبوة ليرثه الولاية ويكون عند الله مرضياً: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 5، 6].

سأله ربه أن لا يترك دينه دون مرشد أو هاد، وأن لا يكون وليه وكذلك المحامي عن الإسلام الحنيف سوى من انطبق عليه (رضيت لكم) حيث جاء القول الفصل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3].

ولعل من المناسب الوقوف عند مفردة (الوارثين) التي جاءت بصيغة الجمع... فمثلما شهد آل يعقوب انتقال النبوة من الأب إلى الابن تتابعاً من بعد إبراهيم إسماعيل وإسحاق ومن ثم يعقوب ومن بعده يوسف (عليهم السلام) وكذلك أحفاد النبي إبراهيم (عليه السلام) من الطرف الآخر كداود وسليمان وزكريا ويحيى و... فإن الاصطفاء في آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) كانت الوصاية من الأب إلى الابن.

على كل حال فإن الدم، وهو منشأ حرارة الجسم وله تدفق أكبر في الدماغ الذي ينمو عليه الشعر الأبيض، حرارته هي المؤدية لاشتعال الرأس بالشيب. وإذا جرى هذا الدم في دماغ نبي كالنبي زكريا (عليه السلام) فإنه لن يكون له طلب سوى تعيين نبي يخلفه بمستوى النبي يحيى (عليه السلام) ولن يطلب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) خليفة له سوى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ولهذا السبب بين القرآن الكريم الصلة بين {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، وبين ورب {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]، بالصورة التي ذكرناها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.