المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

تسجيل الحوار
24-4-2020
Next Prime
18-1-2021
Morera,s Theorem
17-11-2018
فواتح السور (1)
17-10-2014
ما هي مجالات تأثير وسائل الإعلام ؟- تغيير الموقف أو الاتجاه
9-1-2022
خفيض الضغط hypobaric
20-3-2020


تصور أكثر الناس عن الجنة تصور خاطئ  
  
289   09:36 صباحاً   التاريخ: 2024-08-17
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 42 ــ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

إن تصور أكثر الناس عن الجنة تصور خاطئ، فهم يتصورون أن الجنة ليست بمحل حياة طيبة. بل هي محل يمكث ساكنوها فيها عَطَلةً بَطَلة ولا شأن لهم فيها سوى استلام الجوائز والتمتع بالنعم. فكأننا بأحدهم يجلس تحت ظل شجرة في الجنة فما يلبث ساعة إلا ويأتيه غلام بملعقة من عسل لذيذ ويقدمها له، ثم يأتي الآخر ويقدم له كأساً من لبن. فما إن ينتهي من وجبة العسل واللبن يقفز في نهر من عسل. ثم يخرج من النهر ويتكئ على أريكة تحت ظلال أشجار الجنة، وإذا بحورية تأتي وتمرخ كتفيه. ثم يأتي له بعد التمريخ طبق من دجاج. وبعد أن ينسف الطبق يقدم له ملعقة من عسل مرة أخرى... وهكذا إلى أبد الآبدين. فإن مثل هذه الحياة تحطم الإنسان ولا يكاد أن يطيقها أسبوعاً واحدا فضلا عن أبد الآبدين. ولا شك أننا مخطئون في هذا التصور عن حياة الجنة.

لقد قال الله سبحانه في القرآن: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]، إذن سوف تكون لنا في الجنة حياة بكل ما تعنيه الكلمة من تعاقيد ومنعطفات وأحداث وجمال. إن هذا التصور الخاطئ قد دفع بعض الشباب ليسأل: الى متى نجلس ونتمشى في بساتين الجنان وعلى ضفة أنهارها؟ أفلا نمل ونضجر من تلك الأجواء الرتيبة؟! أو يتساءل: إن هذه الحياة الدنيا مع كل ما تشتمل عليه من مواجهات ونزاعات وأحداث وملاحم وقضايا، تضجر الإنسان وتمله، فما بالك بالحياة الآخرة الرتيبة التي لا يواجه فيها الإنسان أي قضية تحتاج إلى حل أو علاج؟! وكل هذه الأسئلة ناتجة من تصورنا الخاطئ عن حياة الآخرة.

إن واقع الأمر هو أننا سوف نكون أحياء في الجنة وسوف نعيش حياة راقية هناك. فعلى سبيل المثال إن من خصائص حياة الآخرة هي أننا سوف نحظى بطاقة هائلة في الجنان، فهل يعقل أن تكون طاقتنا الهائلة من أجل لعق العسل وحسب؟!

نحن نبذل معظم طاقتنا من أجل حل مشاكل حياتنا الدنيوية، بيد أن جلّ (اختيارنا) هو مختص بتحديد كيفية حياتنا الأخروية

لقد خلقنا من أجل إنتاج القيمة المضافة، وإن مفعول هذه القيمة المضافة هو تحديد نوع حياتنا الأخروية. فما ننتجه في هذه الدنيا من قيمة مضافة فهو يؤثر بشكل مباشر في كيفية حياتنا الآخرة لا الدنيا. ونحن سوف نموت ونحيي مئة مرة حسرة ونتمنى أن نرجع إلى الدنيا ونقول: لقد أدركنا الآن ما كان يجب علينا، حيث كنا نسعى وراء سراب لحل مشاكلنا الدنيوية، وكنا نجرب مختلف الطرق والوسائل في سبيل تعديل حال هذه الدنيا التعيسة. ولكن هيهات فما اهتدينا إلى ذلك سبيلا.

فلماذا لا نعتبر ولا نعي هذه الحقيقة وهي أن الدنيا ليست بأيدينا ولا دور لنا فيها تقريبا. ولا شان لنا فيها سوى إنتاج القيمة المضافة التي بها نصنع حياتنا الآخرة؟ من هذا المنطلق أعمروا بيوتكم فأنكم في حال صنعها وهندستها الآن، وإنكم الآن في حال تعيين مساحة أرض قصركم، كما أنكم الآن تختارون جيرانكم وصحابكم، ومضافا إلى ذلك أنتم تحددون مستوى منطقتكم في الجنة. إنكم سوف تعيشون في تلك الجنة ما لن تقدروا على إحصاء عقودها المليارية في مليارات السنين، وإنها لحياة أضخم وأكبر وأوسع وأرقى جدا من أن تتمدد في بستان بلا شغل ولا عمل، ثم تستقبل ملاعق العسل وأكواب اللبن بين الساعة والأخرى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.