المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

هندسة تحليلية Analytic Geometry
29-12-2015
طبقات الغلاف الجوي - طبقة الستراتوسفير
6-8-2019
Schizophrenic Playing Card
1-11-2016
التنمية البشرية المُستدامـة
24-11-2020
أركان مسؤولية المصرف عن الالتزام بتقديم معلومات الائتمان المالي
10-6-2022
مصرع الشهيد حمزة
4-5-2016


هاوية الحياة  
  
862   10:05 صباحاً   التاريخ: 2024-04-15
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص245ــ248
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

قد يواجه الشاب في بعض الحالات تضاداً بين الغرائز والوجدان ، فيرى نفسه أمام طريقين كل منهما في اتجاه، طريق التضاد الأخلاقي وطريق الميول النفسية ، حينها يجب أن يعلم أنه بات على شفير هاوية الحياة وهو يدنو من الخطر، وإن لم يسارع إلى المبادرة ويتجاهل شهواته المنافية للأخلاق فإنه ساقط لا محالة ، عندها ربما عاش بقية حياته في تعاسة وشقاء. وهنا نورد بعض الأمثلة الدالة على بحثنا هذا :
إن الغريزة تبرز بشدة عند الشباب وتتملك أحاسيسهم وكيانهم. فالشاب إذا ما صادف فتاة جميلة فإنه يتعلق بها في البداية ثم تتحول هذه العلاقة إلى حب فعشق كبير يسلب منه هدوءه واستقراره فيسعى الشاب بكل الوسائل لوصلها وإشباع رغبته مع معشوقته .
هذا الشاب الذي نتحدث عنه إذا استطاع الزواج من معشوقته وإرضاء رغبته الجامحة ضمن إطار الشرع والقانون حفاظاً على مبادى، الأخلاق ، فإنه يكون بهذا العمل الذي يتطابق والتعاليم الدينية والعلمية قد نجح في التنسيق ما بين غريزته وضميره الأخلاقي وأشبعهما معا.
أما إذا لم يستطع أو لم يشأ الزواج منها أو امتنعت الفتاة عن قبوله بعلاً لها لأسباب معينة ، هذا الشاب العاشق الولهان الذي سيتعرض لضغوط الحب والغريزة الجنسية معاً قد يسلك أحد طريقين .
الشاب عند مفترق طريقين :
أولاً: إما أن يسعى إلى نسيانها ويجاهد نفسه حتى يخلص ذهنه من التفكير بها.
ثانياً: وإما ان يبحث عن فتاة أخرى ليشبع شهوته، فهو لا يتورع عن القيام بأي عمل كان من أجل بلوغ هدفه الغريزي .
والطريق الثاني تترتب عليه أحداث سلبية لا تحمد عقباها ، فدافع الغريزة يحجب كل شيء عن أنظار الشاب ويدفع به إلى ارتكاب جرائم كبيرة وممارسات لاإنسانية.
وما أكثر الأحداث التي راح ضحيتها الكثير من الفتيات الظاهرات العفيفات اللواتي غرر بهن شباب خدعوهن بالوعود الكاذبة وسلبوا منهن عفتهن إرضاءً وإن كان مؤقتاً لشهواتهم ونزواتهم، فهتكوا شرفهن وكرامتهن وجعلوهن يعشن بقية أعمارهن بتعاسة وشقاء مما يدفع بهن في بعض الأحيان إلى الانتحار وهن في ريعان شبابهن تسبقه ضغوط نفسية وعصبية حادة نتيجة الخوف من العار والفضيحة.
وما أكثر الشباب الذين أقدموا على قتل من وقف حائلا دون وصالهم بفتيات أحلامهم ، وما أكثر الفتيات اللواتي ارتكبن جرائم بشعة بحق اولئك الذين حالوا دون وصالهن بفارس أحلامهن.
فشل الحب والانتقام:
وكم من شاب عشق فتاة لم تعره أي اهتمام أو حاولت صده، وبالعكس كم من فتاة عشقت شاباً لم يعرها أدنى اهتمام رافضاً علاقتها ، وكانت النتيجة أن فكر الشاب أو الشابة بالانتقام نتيجة فشل الحب ، وحدثت جرائم كبيرة راح ضحيتها شبان وشابات.
وهكذا الأمر بالنسبة لغريزة حب المال والثروة وحب القدرة والتفوق وسائر الميول الغريزية شأنها جميعاً شأن الغريزة الجنسية. والشاب الذي يمتثل لنداء ضميره في سبيل إرضاء غرائزه ويعمل على التنسيق بينهما فإنه ينجح في بلوغ السعادة الإنسانية الحقيقية . أما إذا أفرط في إشباع غرائزه وتجاهل نداء ضميره تماماً فإنه قادم على ارتكاب أبشع الجرائم لا محالة وبالتالي سيعاني بقية عمره من التعاسة والشقاء.
إن الإنقياد للميول الغريزية والرغبات النفسية دون تحكيم العقل والضمير ودون الامتثال للأوامر الإلهية هو أساس الفساد والانحراف الذي لا شك أنه سيحول دون بلوغ الإنسان الكمال المطلوب والسعادة المادية والمعنوية.
وقد حذر الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من ركوب الشهوات والإمتثال لهوى النفس.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): أهجروا الشهوات فإنها تقودكم إلى ركوب الذنوب والتهجم على السيئات(1).
وعنه (عليه السلام) : طاعة دواعي الشرور يفسد عواقب الأمور(2).
وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قال لي أبو الحسن الإمام الرضا (عليه السلام): إتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعراً(3) .
ينبغي أن تكون هذه المواعظ والحكم منهاج عمل الإنسان في شتى مجالات الحياة بما فيها المجال الغريزي، لأن الافراط في إشباع الميول النفسية والرغبات الغريزية يتم بكل سهولة لأنه يتطابق وميولنا الفطرية ، إلا أن نتيجته ستكون فساد الإنسان وضياعه ، وسيدفع الإنسان سعادته رخيصة ثمناً لطاعة هواه.
قال الإمام الجواد (عليه السلام) : من أطاع هواه أعطى عدوه مناه(4).
_____________________________
(1) فهرست الغرر، ص186.
(2) غرر الحكم، ص470.
(3) الكافي2 ، ص 336.
(4) سفينة البحار 2 ، «هوى» 728. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.