المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5716 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الهداية مسؤوليّة الجميع.  
  
1207   12:00 صباحاً   التاريخ: 2023-03-08
المؤلف : الشيخ علي حيدر المؤيّد.
الكتاب أو المصدر : الموعظة الحسنة
الجزء والصفحة : ص 333 ـ 347.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2020 1659
التاريخ: 30-7-2019 1403
التاريخ: 12-2-2021 1461
التاريخ: 31-5-2020 2085

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): "يا علي، لا تقاتل أحداً حتى تدعوه إلى الإسلام وأيم الله لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس ولك ولاؤه" (1).

 

الهداية:

الهداية رعاية من قبل الله عزّ وجلّ لمخلوقاته فيرشدها إلى الطريق الملائم لطبعها والمنهج المرسوم لها في هذا الكون {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] أي: هدى المخلوقات إلى طريقها في الحياة كيف تبقى وتعيش، فقد هدى الله الأشياء إلى طرقها الفطرية الطبيعية (2) التي بها تتكامل وتصل إلى أهدافها.

ذكر العلماء للهداية معنيين:

أولاً، إراءة الطريق: فإنّ إراءة الطريق الموصل إلى الهدف من معاني الهداية فقد جاء في الرواية: "العالم كمن معه شمعة تضيء للناس فكلّ من أبصر بشمعته دعا له بخير كذلك العالم معه شمعة يزيل بها ظلمة الجهل والحيرة فكلّ مَن أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجى بها من جهل فهو من عتقائه من النار.." (3) فالعالم يري الناس طريقهم القويم الذي إن سلكوه وصلوا إلى مرامهم فهذا نوع هداية يهدي الناس من خلال كشف الطريق لهم وإيضاح ما يكتنفه من شبهات أو غموض.

ثانياً، الإيصال إلى المطلوب: هناك هداية توصل الإنسان إلى الجنّة إن تمسّك بها وفرّقها عن الهداية الأولى.

 فإنّ الأولى عملها الإيضاح؛ لأنّها تكشف الطريق للإنسان فقط أمّا الثانية فإنّها توصله إلى الخاتمة الحسنة. مثل القرآن والرسول والإمام وسيأتي الكلام عن كلّ واحدة لاحقاً.

كيف يحصل الإنسان على الهداية:

هذا العالم خاضع لنظام العلية العام أي لا يوجد شيء بدون علة أو سبب فالعلية هي المهيمنة على مظاهر هذا العالم بكلا شقيه المادي والمعنوي. فكل الظواهر الطبيعية لا تكون اعتباطاً فالمطر مثلاً لولا التكاثف في الطبقات العليا من الجو وانخفاض درجات الحرارة هناك لما تحقق فهذه العوامل علة للمطر والأخير معلول لها (مع بعض التسامح) وكذا الحال بالنسبة للمعنويات مثل صلة الرحم علة لزيادة العمر أو صلاة الليل علة لكثرة الرزق وغيرها (4)، والهداية هي الأخرى لا تكون إلّا من وراء علة أي أنّها معلولة لسبب وهذا السبب يحقّقه الإنسان فإذا حقّق المقدّمات الموجبة للهداية حصل على الهداية وإلّا فلا.

 ومن هنا ندرك السبب في عدم حصول الكفّار على الهداية التي ينجون بها؛ لأنّهم لا يحقّقون أسبابها وإلّا فإنّ الله عزّ وجلّ رحمن قد نشر رحمته العامة على كلّ مخلوقاته ولكن بعض الناس يقوم بأمور تحجب قلبه عن الاستمتاع بهداية الله تعالى كما لو وضعت جسماً داخل صندوق من الحديد وسكبت عليه الماء فالجسم لا يبتل أبداً ولا يتأثر بالماء لا لأن الماء غير موجود بل لأنّ الجسم محجوب عن الماء، فكذلك الإنسان عندما لا يعمل ولا يحقق مقدمات الهداية فإنّه لن يهتدي لأنّه يمتنع حصول المعلول بلا علة.

فمثلاً عندما يقول تعالى مخاطباً حبيبه محمداً (صلى الله عليه وآله): {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].

فالرسول هادي إلى صراط مستقيم ولكن لمن تمسّك به واتّبعه وخطى خطواته وسار في أثره. بينما الذي يُعرض عن اتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا يؤمن به فهذا باختياره أعرض عن الهداية لا لأنّ الرسول غير هادٍ بل الإنسان أحياناً لا ينقاد إلى الهدى من بؤسه وشقائه أي أنّ اتّباع الرسول والاقتداء به من أسباب الهداية وإذا لم يقتدِ الإنسان به (صلى الله عليه وآله) لم يهتدِ إلى سبيل ولعلّ في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد: 27] إشارة إلى ذلك إذ علّق الهداية على من اتّصف أو حقّق الإنابة والتوجّه إليه فصار التوجّه والإنابة من أسباب الهداية يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "هدى الله أحسن الهدى" (5). وهكذا الأمر بالنسبة للإعراض عن الله سبحانه فإنّه من أسباب ضلال الإنسان وضياعه {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: 5].

 

أنواع الهداية:

ذكر المفسّرون وعلماء الكلام أنّ للهداية قسمين:

أولاً: الهداية التكوينيّة: والمراد منها تجهيز كلّ مخلوق بالأجهزة التي بها يصل إلى الغاية من خلقه والنكتة الرئيسة في المخلوقات التي تهتدي تكويناً أنّها فاقدة للإرادة والشعور والقصد والاختيار فمثلاً النبات زُوّد بأمور تهديه إلى كماله وغايته وهو مجبور عليها والقمر والشمس وباقي المجرّات الأخرى ففي حركتها المنتظمة لا اختيار لها. فهذه الهداية موجودة في حاق ذات الشيء بما جعل الله من الأجهزة والإلهامات التكوينيّة التي توصل هذه المخلوقات إلى غاياتها المنشودة قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 68، 69].

 وأحياناً تطلق الهداية التكوينيّة فتشمل كلّ المخلوقات حتّى الإنسان فالعقل الموهوب له والمرشد له عبارة عن هداية مودعة في ذاته بدون اختياره بل كل إنسان لديه عقل فهو من قبيل الإلهام أو الهداية المودعة في النحل لا باختيارها ولكن الإنسان مختار في استخدام عقله إن شاء فكّر وإن شاء لم يفكّر أمّا النحل أو القمر أو الشمس أو النبات فلا اختيار لها في أجهزتها أو الهاماتها.

{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن: 19، 20] فعدم الاختلاط خارج عن إرادة الماء بلهو أمر تكوينيّ.

ثانياً: الهداية التشريعيّة: وهي مختصّة بالموجود العاقل المدرك وصاحب الاختيار وتفاض عليه بواسطة خارجية كالأنبياء والرسل والكتب السماويّة إلى آخره: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].

ولا يوجد موجود عاقل مدرك مختار إلّا وقد أفاض الله عليه الهداية التشريعية بهذه الوسائط {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] ولعلّ هناك هداية أخرى وهي الهداية الخاصّة لمن استفاد من الهدايتين السابقتين، وهم الأناس الذين توجّهوا إلى ربهم منقطعين إليه ومتوجهين إليه في كل أمورهم وهم أصحاب الإيمان الخالص والقلوب الطاهرة وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا القسم من الهداية فقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].

 وقال تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى: 13] وقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

 

 أصحاب الكهف:

قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الكهف: 9 - 15] عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبّارٍ عاتٍ وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله وكان هؤلاء قوماً مؤمنين يعبدون الله عزّ وجلّ ووكّل الملك بباب المدينة حرساً ولم يدع أحداً يخرج حتّى يسجد للأصنام وخرج هؤلاء بعد الصبر وذلك أنّهم مرّوا براعٍ في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب وخرج معهم.. فلمّا أمسوا دخلوا ذلك الكهف والكلب معهم فألقى الله عليهم النعاس كما قال تبارك وتعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} فناموا حتّى أهلك الله ذلك الملك وأهل مملكته وذهب ذلك الزمان وجاء زمان آخر وقوم آخرون ثم انتبهوا (6).

وبعد أن عرف الناس بأمرهم طلبوا من الله أن يبقيهم في الكهف فكتب الله عليهم الموت في الكهف وجاء الناس فلم يستطيعوا أن يدخلوا الكهف؛ لأنّ الله عزّ وجلّ قد أضاع بابه على الناس فبنوا عليهم بنياناً اتخذوه مسجداً من خلال القصة القرآنيّة يخبرنا الله عزّ وجلّ عن المقام الرفيع الذي وصل إليه هؤلاء الفتية وإيمانهم العميق بالله بحيث إنّهم قاوموا جبروت طاغوت عصرهم ولم يشركوا بالله شيئاً فكانوا محطّ عناية الله وهدايته لذلك ومن أجل ايمانهم واخلاصهم زادهم الله هدى إلى هداهم {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} وجعلهم آية للعالمين وهذه هي الهداية الخاصة التي تحيط بأولياء الله المخلصين.

 

العقل يهدي:

وهب الله سبحانه العقل للإنسان ليميز به الصحيح من الخطأ والقبيح من الحسن وهكذا، ومن هنا كان الأحرى بالإنسان العاقل أن يتّبع ما يملي عليه عقله لأنّ العقل مفطور على حبّ الخير والحقّ ولذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "كفاك من عقلك ما أبان لك رشدك من غيّك" (7) من هنا ندرك أهميّة العقل والتأكيد عليه من قبل القرآن والسنة والدعوة إلى التفكّر وتشغيل العقل في حياة الإنسان يقول مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): "ضلال العقل أشدّ ضلّة"(8) أي: أنّ الإنسان إذا فسد تفكيره وانحرف عن جادّة الصواب وأضاع الحق في التفكير ومال إلى الانحرافات الفكرية فإنّ ذلك من أشدّ الضلالات؛ لأنّ العقل سوف يُعطّل ويلغى دوره فلا يميز بين الحق والباطل وبين النور والظلام وعندها يفقد الإنسان أقرب الطرق إلى الهداية، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "ضلال النفوس بين دواعي الشهوة والغضب" (9).

 

القرآن يهدي:

"القرآن أفضل الهدايتين"(10) القرآن هو الرسالة السماوية الخالدة والهدية الإلهية للبشر باعتباره الكتاب الذي يخاطب الإنسان ويدعوه إلى الخير والحقّ ويعلّمه كيفيّة سلوك الطريق الأقوم ويذكّره بربّه وبنفسه وبالنعم ويعظه ويزجره ويعده، ومن خلال ذلك كلّه يرسم خط الهداية له ويشخّص مسار الحق ويهديه إليه (مَن اتّخذ قول الله دليلاً هُدي إلى التي هي أقوم" (11) ولا غرابة في أن يكون القرآن هادياً للإنسان لأنّه كلام الله عزّ وجلّ والله أراد بحكمته أن يصل الإنسان إلى الخير في الدنيا والآخرة فجعل كلامه دليلاً وبياناً لطريق الخير لأنّ طريق الخير هو الإيمان والإيمان هداية وجُنّة من عند الله عزّ وجلّ والقرآن الكريم هادٍ إلى الإيمان {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138] ويصفه تعالى بالنور {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174] وطبيعة النور أن يكشف ويظهر غيره كما يعبّر الحكماء كما أنّ القرآن يكشف للقلوب ويهديها إلى الحق والإيمان ويربطها بالله عزّ وجلّ: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16] وليس هذا فحسب بل إنّ هداية القرآن مهيمنة على كلّ أنواع الهداية التي كانت تفاض من قبل الكتب الأخرى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [المائدة: 48] وأحياناً يصفه الله بأنّه كتاب مبارك ومبين ورحمة وبصائر وموعظة كلّ ذلك ليدلل على هدايته للإنسان وإخراجه من الظلمات إلى النور {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].

 الرسول يهدي:

قال تعالى: {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [إبراهيم: 5] فالآية الكريمة تؤكّد أنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)  سبب لإخراج الناس من الظلمات والضلال إلى الهدى والنور ومن أجل ذلك دعى الله سبحانه الناس للتمسّك به دائماً والأخذ بأقواله واعتماد أفعاله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] وذلك لأنّ أقواله وأفعاله كلّها آيات تعني الإنسان في طريق الهداية والكمال ومن الواضح أنّ النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) يمتاز بروحانيّة عظيمة بسبب قربه الشديد وهذا القرب يضفي على النبيّ كمالاً روحانيّاً وقداسة تظهر آثارها على شخص الرسول (صلى الله عليه وآله) فتكون كلّ حركاته وسكناته معبّرة عن تلك الروح السامية التي كانت من ربّها {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9].

 وبهذه النورانيّة يُخرج النبيّ النّاس من الضلال إلى الهدى.

 

كلمة الزهراء (عليها السلام) في الهداية النبويّة:

مِن أروع الصور التي تحكي هداية الرسول وانقاذ الناس من الضلال إلى الهدى هي كلمات مولاتنا الزهراء (صلوات الله عليها) حيث تقول في خطبتها: "وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب (12)، ونهزة الطامع (13)، وقبسة العجلان (14)، وموطىء الأقدام تشربون الطرق (15)، وتقتاتون القدّ والورق (16)، أذلة خاسئين تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تعالى بمحمد (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي وبعد أن مُني بِبُهم الرجال (17)، وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله (18)، وتقول أيضاً (عليها السلام): (فرأى – أي: النبيّ صلى الله عليه وآله) - الأمم فرقاً في أديانها عكفاً على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) ظلمها وكشف عن القلوب بهمها وجلّى عن الأبصار غممها وقام في النّاس بالهداية وأنقذهم من الغواية وبصّرهم من العماية وهداهم إلى الدين القويم ودعاهم إلى الصراط المستقيم" (19)، حيث تعرض مولاتنا (عليها السلام) أوضاع العرب قبل البعثة.. ثم تشرح كيف أنّ النبي هداهم وأجلى عن قلوبهم كلّ الرواسب الجاهليّة وأزال عن عقولهم الشبهات والانحرافات والخرافات.. الخ ثم أوضح لهم الطريق ودعاهم إلى الإيمان وأبان لهم طريق الهداية وهو الصراط المستقيم المتمثّل بالإسلام.

 فهذه الكلمات الشريفة تحكي لنا عن هداية النبي (صلى الله عليه وآله) للناس جميعاً. ولكن هناك هداية أخرى يقوم بها الرسول، يقول تعالى: {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} [الطلاق: 11] فالآية في صدد هداية المهتدين (ليخرج الذين آمنوا) فإنّ المؤمن مهما وصل فإنّه يحمل في داخله حجباً هذه الحجب لا تجعله يقترب من الله أكثر بل إنّها تبقي الفواصل بين العبد وربّه ولذا يسمّيها البعض حجب الظلمات لأنّ الإنسان في أدنى مرتبة إذا شعر بأنّ هناك فاصل بينه وبين ربّه فهي ظلمة فيأتي الرسول ليزيل هذه الحجب عن القلوب فكان هؤلاء من أهل الجنّة قطعاً بفضل هداية الرسول لهم وفي الدنيا حيث يخبر الرسول بذلك كما كان يخبر عن عمّار أو المقداد، "يا علي إنّ الجنّة تشتاق إليك وإلى عمّار وسلمان وأبي ذر والمقداد" (20).

 

الأئمة الهداة:

لا يخفى أنّ الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) هداة للنّاس؛ لأنّهم ورثة الرسول وأوصياؤه وحملة علمه والمؤدّون عنه والحافظون لشرعه وهم حجج الله على الخلق ودائماً حجة الله هداية للناس ولذلك يقول أمير المؤمنين في إحدى خطبه: "بنا اهتديتم في الظلمات وتسنّمتم (21) ذروة العلياء وبنا أفجرتم عن السرار (22).." (23).

فالأئمة (عليهم السلام): "هم الموضحون للناس طرق معاشهم ومعادهم ومعلمون الناس الأصول والأخلاق والآداب ومبيّنون أحكام الدين وحدود الله عزّ وجلّ فكيف لا يكونون هداة إلى الحق أو مخرجين الناس من ظلمات الانحراف إلى الطريق السويّ. إذ لا يخفى أنّ في زمن الأئمة لا سيّما من بعد الإمام السجاد (عليه السلام) ظهرت العقائد المنحرفة والخرافات وتدخّلت السياسة في إيجاد بعض الكتل الدينيّة التي تعمل ضد الإسلام وتنشر عقائد تثير الشكّ في إمامة الأئمة وإبعاد الناس عنهم وإثارة المغالطات الكلاميّة وغيرها فكان الأئمة الحصن الحصين للدفاع عن مقام الإمامة أولاً لأنّ في حفظه حفظاً لمقام النبوّة ومقام الإسلام فكانوا بالعلم والتقوى والورع يثبتون دعواتهم الصادقة وكلماتهم الشريفة التي يهتدي بها الناس. فمثلاً انتشر مذهب الإلحاد أيام العباسيّين بسبب دخول الفلسفات اليونانيّة فتأثّر بها بعض البسطاء فكانوا يثيرونها بين الناس إذ دخل أحدهم على الإمام الرضا (عليه السلام) وسأله عن الله عزّ وجلّ كيف هو وأين هو؟ فقال: ويلك إنّ الذي ذهبت إليه غلط هو أيّن الأين وكان ولا أين هو كيّف الكيف وكان ولا كيف فلا يُعرَف بكيفوفة ولا بأينونة ولا بحاسّة ولا يُقاس بشيء، قال الرجل: فإذن إنّه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس فقال أبو الحسن (عليه السلام): ويلك لمّا عجزت حواسّك عن إدراكه أنكرت ربوبيّته ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنّا أنّه ربّنا وأنّه شيء بخلاف الأشياء، قال الرجل فأخبرني متى كان؟ قال أبو الحسن (عليه السلام) أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان قال الرجل فما الدليل عليه؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): إنّي لمّا نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة إليه علمت أنّ لهذا البنيان بانياً فأقررتُ مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب، قال الرجل: فلِمَ احتجبَ؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إنّ الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم فأمّا هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار قال: فلِمَ لا تدركه حاسّة البصر؟ قال: للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسّة الإبصار منهم ومن غيرهم ثم هو أجلّ من أن يدركه البصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل.. الخبر (24) وهكذا كان الأئمة بالمرصاد لكلّ الحركات الضالّة بل كانوا يعملون على صناعة رجال علماء أقوياء ينشرون مذهب الحق في آفاق الأرض أمثال المفضّل ومؤمن الطاق وهشام بن الحكم وجابر الجعفيّ وغيرهم ممّن يذب عن حريم الإسلام.

 

الإنسان يهدي:

الإنسان المبلغ - عالماً كان أو خطيباً أو كاتباً أو غير ذلك - هو الآخر مصدر من مصادر الهداية في هذا العالم إذ لا يخفى دوره العظيم في إنقاذ الناس من ظلمات الجهل لأنّه يعلّمهم الأحكام ويغذّيهم بالأخلاق ويعلّمهم طرق التحلّي بالصفات الرفيعة وكيفيّة التعامل مع الناس بالصبر والمداراة والضبط والاحترام، وكلّ ذلك يقودهم إلى جادة الهدى؛ لأنّ النّاس عادة أعداء لما جهلوا فإذا عرفوا الحقائق صاروا مسالمين "الجهل أصلّ كلّ شر" (25) فأحياناً يهتدي الإنسان بكلمة يسمعها من المبلغ أو الداعي إلى الهدى. إذن لا بدّ من التبليغ أولاً لأنّه يوضّح ويرفع الرواسب والمغالطات من أذهان الناس. لذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله): "لا تقاتل أحداً حتى تدعوه.." (26) واعتبر الدعوة إلى التوحيد من أفضل الأعمال ولذلك يركّز الإسلام على الدعوة الصادقة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125] إذ إنّ من فوائد الدعوة إنقاذ الناس ولذلك نرى أنّ الرسول وأمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهم السلام)

 لا يبدئون حروبهم أبداً ما لم يبدأ المقابل الحرب بل كانوا يوجّهون كلماتهم الهادية إلى العدو لإنقاذه فالتبليغ حركة إنقاذيّة يقوم بها الإسلام عبر رجالاته ولذا يوحي بها الرسول (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام). بل إنّنا نراه يبعث مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة قبل أن يهاجر إليها كمبلّغ ليعلّم النّاس هناك أحكام الإسلام (27).

 

خير لك ممّا طلعت عليه الشمس:

بما أنّ التبليغ هداية وسط المجتمعات فهو لا يختصّ بفرد دون الآخر؛ لأن الهداية مسؤوليّة عامّة لإنقاذ بني البشر من العقائد المنحرفة. يُحكَى أنّ سيّداً عالماً من النجف ذهب إلى (عمان) للإرشاد والتبليغ وكانت الحال هناك لا تساعد على أن يظهر بصفته العلميّة وأنّه من علماء الإمامية الاثني عشريّة فعمل كاتباً يكتب لهم الرسائل ويعقد لهم عقود الزواج والعقود الأخرى وكان يطرح أفكار المذهب الحقّ من خلال عمله هذا رويداً رويداً وبأسلوب منطقيّ مقبول حيث لا يثير أحداً وبذلك استطاع أن ينشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هناك. فما قام به هذا السيّد من عمل خير له ممّا طلعت عليه الشمس؛ لأنّه يُعتبَر من الأعمال الفاضلة فهداية العباد وإنقاذ النّاس من الجهل وإرشادهم إلى النور هو هدف الرسالات كلّها وهو عمل الأنبياء والمرسلين ولذلك كان من أفضل الأعمال وأشرفها.

 

الكلمة الهادية:

بشر الحافي كان يشتغل بالملاهي والمناهي ففي ذات يوم مرّ موانا الإمام الكاظم (عليه السلام) على باب دار بشر فسمع منها الغناء واللهو ورأى على الباب جارية فقال لها: أيّتها الجارية مولاك حرّ أم عبد؟ فقالت: حر! فقال لها: صدقت لو كان مولاك عبداً لعمل بمقتضى العبوديّة وخاف الله تعالى فذهبت الجارية إلى داخل الدار وأخبرت بشر بذلك فأثّر فيه الكلام وكان سبب هدايته وخرج حافياً إلى خارج الدار وجعل يركض خلف الإمام حتّى وصل إليه فوقع على قدميه وتاب على يده وأناب وبقي حافياً طول عمره وليس هذا فحسب بل صار من علماء الشيعة ومن رواة حديث الأئمة (عليه السلام) وصارت له حكم ومواعظ يعلّمها الناس ويهديهم بها إلى طريق الحق ومنهج الصدق (28) فكلمة واحدة نورانيّة تخرج من قلب مخلص بالإيمان كافية لأنّ تهدي الكثير لا فقط إنساناً واحداً وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلّا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" (29).

 

ولك ولاؤه:

الأمر المهم الذي يذكره الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مسألة الولاء وهي من المسائل المهمّة والحسّاسة لأنّ الإنسان يتحرّك على أساس ولائه فبقدر ما يكون الولاء جيّداً نرى الإنسان أكثر فعالية وبالعكس نرى بعضهم بسبب تشتّت ولاءاتهم وتمزّق قلوبهم لا يتّسمون بالهمم العالية. والولاء تعبير آخر للإخلاص فالإسلام دائماً يؤكّد على العناصر المخلصة لأنّها أكثر فعالية في انتشار الإسلام والدفاع عن الإسلام والمسلمين لتنامي الشعور بالمسؤوليّة في ذواتهم وكأنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يريد أن يقول في عبارة (ولك ولاؤه) أي استمرار للفكرة بواسطة الموالين المخلصين لأنّ المبلّغ عندما يكسب الناس ويرشدهم إلى طريق الحق ويوضح لهم الصحيح من الخطأ فإن الناس عادة سوف يستمرّون في سيرهم معه ويستمدّون منه الروح المعنويّة والأفكار الصحيحة والطرق السليمة في الفكر والعمل وهذا يعني أنّهم أصبحوا موالين ومخلصين فحتّى لو فارقهم المبلّغ الإسلامي فإنّهم سوف يعيشون الفكرة ذاتها وهي الفكرة الإيمانيّة لأنّ معنى الولاء الحقيقيّ لا لذات الشخص بل لما يحمل من أفكار ومبادئ مقدسة ولهذا سوف يكون ولاء الناس لهدفك وأفكارك فينفعون في تحقق الهدف النهائي ولن نجد شاهداً في المقام أفضل من ولاء أمير المؤمنين للنبي (صلوات الله عليهما) وولاء أصحاب الحسين للحسين (عليه السلام) إنّها صورة مشرقة من حق الإنسانية أن تعتزّ وتفتخر وتتأسّى بها، إنّها صور للكمال المتحرّك على الأرض وصور لرجال إلهيين لبسوا الأرواح على الأبدان وتقدموا إلى ميدان الموت من أجل حياة الإسلام.

 

مسؤوليّة الجميع:

المسلمون كلّهم مسؤولون عن تقدّم الإسلام، ولا يتصوّر النّاس أنّ مسألة التبليغ من مختصّات العالم الدينيّ، بل كلّ فرد مسلم يستطيع أن يبلغ للإسلام ومن خلال عمله أو نشاطه اليومي ولذلك نحن نقرأ في سير الأمم الماضية عندما كانت تتخلى عن دينها وأحكامه كان العذاب ينزل على الجميع لا على العلماء فقط بل أحياناً ينجي الله العلماء والصالحين إذا كانوا قائمين بأدوارهم من الهداية والإرشاد. فالمسؤوليّة ملقاة على كلّ واحد منّا لا على طبقة معيّنة فالتاجر يستطيع أن يبلّغ للإسلام من خلال اتصاله بالغير والسائق كذلك والفلاح والنجار والموظف، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في داخل الكيان الإسلامي. إذ كلّما استطعنا أن نصلح الجبهة الداخليّة. نستطيع أن ننقل الإسلام إلى الشعوب الأخرى غير الإسلاميّة. وكلّما قوي هذا الشعور في الأفراد كلّما ازدهر الإسلام وكلّما انعدم الشعور بالمسؤوليّة وأصبح كلّ واحد يلقيها على الآخر فإنّ بوادر الغضب الإلهيّ حينئذٍ ستكون واضحة من خلال غلاء الأسعار أو تسلط حكّام جائرين أو حدوث كوارث طبيعية غير مرتقبة وإلى آخره من علامات الغضب الإلهي - والعياذ بالله - قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سفينة البحار: ج8، ص 637، طبعة جديدة.

(2) تفسير تقريب القرآن: ج 6، ص 106.

(3) منية المريد: ص 33.

(4) التعبير بالعلّة هنا مسامحيّ والمراد العلّة المعدّة أو المقتضي، فصلة الرحم إمّا معدّ لزيادة العمر أو مقتضي وهو إنّما يؤثّر أثره إذا انعدم المانع وهكذا، وإنّما سمّيناها علّة مراعاة لبعض الأذهان.

(5) تصنيف غرر الحكم: ص 94ح 1661 ط الأولى.

(6) البحار: ج 14، كتاب النبوة قصة أصحاب الكهف، ص 423 ـ 424، ط ـ بيروت (بتصرّف).

(7) تصنيف غرر الحكم: ص 94، ح 1655، ط ـ الأولى.

(8) تصنيف غرر الحكم: ح 1669، ص 94.

(9) تصنيف غرر الحكم: ح 1682، ص 95.

(10) المصدر نفسه: ح 1971، ص 111.

(11) تصنيف غرر الحكم: ح 1974، ص 111.

(12) شربة من اللبن: أي بيان لشدّة اقتراب سقوطهم في المتاهات.

(13) النهزة: الفرصة.

(14) قبسة العجلان: شعلة من النار يأخذها الرجل العاجل.

(15) الطرق: الماء الذي تبول فيه الإبل.

(16) تأكلون القد: وهو الجلد واللحم المجفّف في الشمس.

(17) البهم: الشجاع الذي لا يهتدي من أين يؤتى.

(18) فاطمة من المهد إلى اللحد، ص 413 وما بعدها.

(19) المصدر نفسه: ص 380 ـ 382.

(20) البحار: ج 22، باب فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار، ص 341، ح 52.

ط بيروت.

(21) تسنّم: ركب سنامها.

(22) أفجرتم عن السرار: كناية عن الظلام.

(23) نهج البلاغة: صبحي الصالح، خ 4، ص 51، ط ـ إيران.

(24) لمزيد من التفصيل راجع بحار الأنوار: ج3، كتاب التوحيد ص36 – 37، ح 12، طبعة بيروت.

(25) تصنيف غرر الحكم: ص 73، ح 1096.

(26) سفينة البحار: ج 2، ص 700.

(27) راجع سيرة المصطفى: الحسنيّ ص 230.

(28) راجع أعيان الشيعة؛ الطبعة الجديدة: ج 3، ص 578، لزيادة التفصيل.

(29) البحار: ج67، باب الإخلاص ص242 - 243، ج 10 بيروت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم