أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-06
1262
التاريخ: 2024-11-14
180
التاريخ: 2023-02-24
1379
التاريخ: 11-02-2015
1878
|
أبو الوليد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة القرشيّ ، العبشمي ، وأمه هند بنت المضرب .
من شخصيّات قريش وساداتها في الجاهليّة ، وكان خطيبا مفوّها ، عرف بالحلم والدهاء .
نشأ يتيما عند حرب بن أميّة ، فربّاه لموقعه الاجتماعي البارز بين العرب ، توسّط بين قبيلتي هوازن وكنانة في حرب الفجّار ، فتمكّن من أن يصلح بينهما ويوقف الحرب .
أدرك الإسلام ولم يسلم ، بل طغى وتجبّر وأصبح من أعداء النبي صلّى اللّه عليه وآله والمسلمين ، ومن المستهزئين بهم .
اشترك في واقعة بدر في السنة الثانية من الهجرة إلى جانب المشركين ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام .
بعد أن أعلن النبي صلّى اللّه عليه وآله الدعوة الإسلامية بعثته قريش إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله لكي يكلّمه ويطرح عليه أمورا ، فجاء إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وجلس عنده ، وسرد له جملة من المقدّمات إلى أن قال : يا ابن أخي ! إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتّى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد ملكا ملّكناك علينا . ثم عرض أمورا أخر ، فلما فرغ من كلامه ، قال النبي صلّى اللّه عليه وآله : هل أتممت كلامك يا أبا الوليد ؟ قال : نعم ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : فاسمع ما أقول ، قال : أفعل ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . . }. ثم استمر النبي صلّى اللّه عليه وآله في قراءة بقيّة آيات السورة حتّى انتهى إلى السجدة منها ، فسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله ، ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ؛ فأنت وذاك .
فرجع عتبة إلى أصحابه ، فقالوا له : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أنّي قد سمعت قولا ، واللّه ! ما سمعت مثله قط ، واللّه ! ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة .
يا معشر قريش ! أطيعوني واجعلوها بي ، وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ، فاعتزلوه ، فو اللّه ! ليكوننّ لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزّه عزّكم ، وكنتم أسعد الناس به . فقالوا : سحرك واللّه يا أبا الوليد بلسانه ! قال عتبة : هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم .
القرآن العظيم وعتبة بن ربيعة
في أحد الأيّام اجتمع هو وبعض المشركين على النبي صلّى اللّه عليه وآله ؛ واستمعوا إليه وهو يقرأ القرآن ، فسألوا أحدهم : ما يقول محمد صلّى اللّه عليه وآله ؟ قال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي أراه يحرّك شفتيه ، يتكلم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت فيهم الآية 25 من سورة الأنعام ؛ { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً }.
كان من جملة الذين اجتمعوا حول دار النبي صلّى اللّه عليه وآله ليلا ليغتالوه ، ففدى الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام نفسه للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله ونام في فراشه ، ونجا النبي صلّى اللّه عليه وآله من شرور المشركين ومكائدهم ، فنزلت فيهم الآية 30 من سورة الأنفال : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ . . . }.
في يوم بدر قال المترجم له ومن على شاكلته من المشركين : إنّ المسلمين اغترّوا بدينهم ، فنزلت فيه الآية 49 من نفس السورة السابقة : { إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ . . . }.
وشملته الآية 90 من سورة الإسراء : { وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً }.
والآية 6 من سورة الكهف :{ فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }.
ونزلت فيه الآية 19 من سورة الحجّ : { هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . . . }.
وشملته الآية 4 من سورة العنكبوت : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ }.
والآية 28 من سورة ص : { كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }.
والآية 22 من سورة الزخرف : { بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ }.
وتحدّث الذكر الحكيم عن البون الشاسع بين المترجم له وأمثاله من المشركين وجماعة المؤمنين ضمن الآية 21 من سورة الجاثية : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ . . . }.
وشملته الآية 1 من سورة محمد :{ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ }.
والآية 30 من سورة الطور : { أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ }.
ونزلت فيه الآية 10 من سورة الأعلى : { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى }.
والآية 11 من نفس السورة : { وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى }.
وشملته الآية 15 من سورة الفجر : { فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ }.
والآية 16 من نفس السورة : { وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ }. « 1 »
____________
( 1 ) . أسباب النزول ، للسيوطي - هامش تفسير الجلالين - ، ص 468 و 608 و 610 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 175 ؛ الأعلام ، ج 4 ، ص 200 ؛ أعلام قرآن ، ص 698 ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ أيام العرب في الإسلام ، ص 18 - 20 و 24 ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بلوغ الإرب ، ج 1 ، ص 241 و 303 ؛ تاريخ الإسلام ( السيرة النبوية ) ، ص 128 و 158 - 160 و 217 و 231 و 283 و ( المغازي ) ، ص 57 وراجع فهرسته ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 390 و 409 و 412 و 413 و 415 و 421 و 428 و 454 ؛ تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 134 و 135 ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج 2 ، ص 30 ؛ تاريخ گزيده ، ص 143 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص 19 و 36 و 45 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 7 ، ص 302 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 4 ، ص 97 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج 3 ، ص 81 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج 1 ، ص 297 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج 3 ، ص 121 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص 324 ؛ تفسير الطبري ، ج 17 ، ص 99 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه السّلام ، ص 295 ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 2 ، ص 263 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 23 ، ص 21 وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، ج 3 ، ص 213 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج 14 ، ص 364 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص 107 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 12 ، ص 25 و 26 وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص 76 و 77 و 80 ؛ جمهرة النسب ، ص 56 ؛ دائرة المعارف فارسي ، ص 1679 ؛ الدر المنثور ، ج 4 ، ص 348 وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج 1 ، ص 665 ؛ رغبة الآمل ، ج 2 ، ص 205 وج 3 ، ص 237 ؛ الروض الأنف ، ج 3 ، ص 120 و 121 و 148 وج 4 ، ص 176 وج 5 ، ص 103 ؛ سيرة المصطفى ، ص 337 و 345 و 346 و 347 ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، ص 144 و 148 و 197 و 206 و 207 و 211 و 230 و 236 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 282 و 313 و 314 و 315 وج 2 ، ص 58 و 62 و 125 و 277 وبعدها ؛ عيون الأخبار ، ج 4 ، ص 60 ؛ الغارات ، ج 2 ، ص 749 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 102 و 118 و 119 و 123 و 124 و 125 وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج 1 ، ص 173 و 335 و 336 و 356 وج 4 ، ص 120 ؛ الكشاف ، ج 2 ، ص 13 وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج 6 ، ص 348 و 349 وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج 4 ، ص 351 وج 5 ، ص 225 وج 9 ، ص 56 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 34 ، ص 99 ؛ مجمع البيان ، ج 7 ، ص 123 وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 246 ؛ المحبر ، ص 160 و 162 و 175 و 401 و 433 ؛ مرآة الجنان ، ج 1 ، ص 5 ؛ معجم أعلام القرآن ، ص 40 ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ مواهب الجليل ، ص 165 ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص 1187 ؛ نسب قريش ، ص 152 و 153 ؛ نمونه بينات ، ص 327 و 541 و 604 و 671 و 698 و 708 و 716 و 861 ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، ج 1 ، ص 53 و 201 و 212 و 213 و 260 و 266 وج 2 ، ص 678 و 679 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|