أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1359
التاريخ: 15-11-2020
3036
التاريخ: 10-10-2014
5147
التاريخ: 2024-08-29
299
|
لم نجد من علماء الفنّ مَن يرى أيّ صِلة بين حديث ( أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ) و( القراءات السبع ) المعروفة ، نعم ، سوى تداوله على ألسِنة العَوام وغوغاء الناس ، لا عن مستند معروف ، وقد ردّ على هذه المزعومة الشائعة كثير من الأئمّة النقّاد : كابن الجزري ، وأبي شامة ، والزركشي ، وأبي محمد مكّي ، وابن تيمية وأضرابهم ، ونسبَ ابن الجزري هذا الوهْم إلى الجهَلة العوام ومَن لا عِلمَ له من الغوغاء الطغام (1) .
قال أبو محمد مكّي : فأمّا مَن ظنّ أنّ قراءة كلّ واحد من هؤلاء القرّاء أحد الأحرف السبعة الّتي نصّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عليه ، فذلك منه غلط عظيم ، إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء متروكاً ، إذ قد استولَوا على الأحرف السبعة الّتي عند النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده (2) .
وقال أبو شامة : ظنّ قوم أنّ القراءات السبع الموجودة الآن هي الّتي أُرديت في الحديث ، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة ، وإنّما يظنّ ذلك بعض أهل الجَهل (3) .
قال : وقد ظنّ جماعة ـ ممّن لا خبرة له بأصول هذا العِلم ـ أنّ قراءة هؤلاء الأئمّة السبعة هي الّتي عبّر عنها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بقوله : ( أُنزل القرآن على سبعة أحرف ) ، فقراءة كلّ واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف ، ولقد أخطأ مَن نسَب هذا إلى ابن مجاهد (4) .
وقال ابن تيمية : لا نزاع بين العلماء المعتبَرين أنّ الأحرف السبعة ـ الّتي ذكرها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّ القرآن أُنزل عليها ـ ليست قراءات القرّاء السبعة المشهورة ، بل أوّل مَن جمعَ ذلك ابن مجاهد ؛ ليكون ذلك موافقاً لعدد الأحرف التي أُنزل عليها القرآن ، لا لاعتقاده واعتقاد غيره من العلماء : أنّ القراءات السبع هي الحروف السبعة ، أو أنّ هؤلاء السبعة المعيَّنين هم الّذين لا يجوز أن يُقرأ بغير قراءتهم (5) .
ويزيد هذا الوهْم شناعة : أنّه يستدعي أن تبقى الأحرف السبعة التي أجاز النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قراءتها ـ في المفروض ـ قابعة في زاوية الخمول مجهولة ، حتى ينبُغ من القرّاء هؤلاء السبعة بالخصوص في عصور متأخّرة تدريجيّاً ، ثمّ تبقى الأحرف السبعة الّتي أجازها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لجميع الأمّة في احتكار سبعة من القرّاء فقط .
في حين وجود قرّاء هم أكبر من هؤلاء السبعة قدراً وأعظم شأناً ، فلم تسعْهم الأحرف السبعة ، وكأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أوصى إلى ابن مجاهد ـ الّذي جاء في مطلع القرن الرابع ـ ليخصِّص هؤلاء السبعة فقط بتلك الأحرف ويحرم الآخرين ، سواء السابقين واللاحقين ! .
قال أبو محمد الهروي : ولا يتوهّم انصراف حديث السبعة إلى قراءة سبعة من القرّاء يولَدون في عصرٍ متأخّر بسنين ؛ لأنّه يؤدّي إلى أن يكون الخبر متعرّياً عن فائدة إلى أن يحدثوا ، ويؤدّي إلى أنّه لا يجوز لأحد من الصحابة أن يقرأوا إلاّ بما علِموا أنّ السبعة من القرّاء يختارونه ، قال : وإنّما ذكرناه ؛ لأنّ قوماً من العامّة يتعلَّقون به (6) .
وبهذه المناسبة رأينا من الأفضل تخصيص الفصل التالي للتكلّم عن حديث ( أُنزل القرآن على سبعة أحرف ) ؛ استيضاحاً لجانب مدلوله ، الذي يبدو مجملاً ، قد بلَغت الاحتمالات فيه أربعين وجهاً . أمّا من ناحية السند فلم يثبت عندنا .
__________________
(1) تحبير التيسير : ص 10 .
(2) الإبانة لأبي محمّد مكي : ص3 . المرشد الوجيز : ص151 .
(3) الإتقان : ج1 ، ص80 .
(4) المرشد الوجيز : ص146 .
(5) في فتوى له سجَّلها ابن الجزري في النشر : ج1.
(6) في كتابه ( الكافي ) . راجع البرهان : ج1 ، ص330 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|