المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نهر الأردن
5-2-2016
شبح جوبلز في ألمانيا الاتحادية
14-6-2019
غدة البنكرياس Pancreatic gland
2023-11-26
Nonrepetitive secondary structure
26-8-2021
عمر المادة المشعة
5-6-2016
الفولت
18-10-2019


الأغلب العجليّ الراجز  
  
3380   08:26 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص274-275
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو الاغلب بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم من بني سعد بن عجل بن ربيعة. ولد الاغلب نحو عام 70 ق. ه‍. (552 م)، وأدرك الاسلام فأسلم وحسن إسلامه وهاجر (1). وفي خلافة عمر بن الخطاب سار الاغلب مع سعد بن أبي وقّاص إلى العراق ثم سكن الكوفة. واستشهد الاغلب في وقعة نهاوند، سنة 21 ه‍ (642 م)، وقبره بها (2).
الاغلب العجلي راجز مخضرم ورأس الطبقة التاسعة من الشعراء الاسلاميين، وهو أول من رجز أو أوّل من شبّه الرجز بالقصيد وأطاله، وكان الرجز قبله إنما يقول الرجل منه البيتين أو الثلاثة إذا خاصم أو شاتم أو فاخر (3).
-المختار من رجزه:
-قال يفتخر:
نحن بنو عجل إذا احمرّ الحدق...ولبس الابطال ماذيّ الحلق (4)
وثار للحرب عجاج فسمق...نحمي الذمار حين لا يحمي الفرق (5)
وقال أيضا:
نحن جلبنا الخيل من غوار...شوازبا يقذفن بالأمهار (6)
تردي بنا، طوامح الابصار... يحملن تحت الرهج المثار (7)
كلّ كريم في الوغى مهصار...أهل الندى والحلم والوقار (8)
كم فيهم من بطل مغوار... أشعث قد ليح من الغوار (9)
تنشقّ عنه ظلم الغمار... تمزّق الليل عن النهار (10)
_____________________
1) هاجر: انتقل من مكة إلى المدينة، تشبها بالمسلمين الأولين الذين كانوا يهاجرون هربا من اضطهاد قريش لهم في مكة.
2) اسد الغابة 1:117.
3) راجع طبقات الشعراء 148؛ الشعر والشعراء 389.
4) احمر الحدق (جمع حدقة: العين) كناية عن الغضب في الحرب. ماذي: سلاح من حديد. الحلق (جمع حلقة): درع.
5) عجاج: غبار الحرب. سمق: ارتفع (كناية عن كثرة الغبار واشتداد الحرب). الفرق (بفتح فكسر): الذي يفزع. الفرق (بضم فضم) جمع فريق: امير.
6) غوار (؟). غوارة (بفتح العين): قرية قرب الظهران. من غوار: من مكان بعيد (؟). شوازب جمع شازب: الحصان الضامر، النحيل. يقذفن بالأمهار: يسبقن الامهار (الخيل الفتية).
7) تردي: تسرع. طوامح الأبصار: تقصد مكانا بعيدا. الرهج: غبار الحرب.
8) مهصار: أسد (شجاع).
9) المغوار: البعيد الغارة، الجريء، المقدام. أشعث: أغبر، ملبد الشعر، شعره غير مسرح. ليح (المجهول من «لاحه العطش أو السفر»): غيره. الغوار: الاغارة، كثرة الحرب (؟).
10) الغمار (جمع غمرة: معظم الماء): المعارك الشديدة.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.