تكوين ثمار الحمضيات واختلاف عدد البذور فيها

يتوقف تكوين البذور في الثمار على عملية التلقيح والاخصاب. وتتفاوت أصناف الحمضيات المختلفة والحديثة منها خاصة في هذه الناحية فهي اما عديمة البذور أو قليلتها وفي كثير من الاحيان عديدة البذور، وعقد الثمار بصورة عامة هي العملية التي يبدأ فيها تحول الزهرة الى ثمرة اما بنمو جدار المبيض في الزهرة لوحده او مع بعض أجزاء الزهرة الاخرى.

يحدث العقد في بعض الانواع والاصناف بعد عملية الاخصاب Fertilization نتيجة لاتحاد الخلية المذكرة بالبويضة، وفي بعض الاحيان تعقد الثمار بدون الحاجة الى حدوث عملية الاخصاب نتيجة لاحتواء مبيض الزهرة أصلا على كميات كبيرة من الاوكسين الطبيعي، ويعرف هذا النموذج من العقد بالعقد البكري Partheno carpy أما نسبة العقد التي يعتقد المزارعون أنها النسبة المثلى فهي تختلف باختلاف أنواع وأصناف أشجار الفاكهة. فقد لوحظ أن عقد حوالي ١٣% من الازهار في التفاح والكمثرى والمشمش يعطي محصولا وفيرا، بينما في الحمضيات يعتبر عقد نسبة من ٣ - ٧ عقدا مربحا.

فقد لوحظ مثلا ان ثمار صنف البرتقال أبو سرة، واليوسفي الساتزوما، والكليمانتين، والليمون العجمي والجريب فروت صنف مارش، هي ثمار عديمة البذور بينما تمتاز أصناف أخرى بقلة عدد البذور في ثمارها كالبرتقال الفالينيشيا واليافاوي. بينما أغلبية اصناف الحمضيات الأخرى كالبرتقال البلدي والسكري والدموي والكباد والنارنج هي أصناف عديدة البذور.

وقد وجد من دراسة عمليات التلقيح والاخصاب في أشجار الحمضيات ان التلقيح قد يحدث نتيجة لملامسة حبة اللقاح لميسم الزهرة، وتتميز حبوب اللقاح في الحمضيات بقوامها اللزج، وبوجود السائل الرحيقي في الزهرة، اضافة للرائحة العطرية، واللون الجذاب للأزهار، التي تساعد كلها على تواجد الحشرات وبالذات النحل الذي يعلق اللقاح بأجسامها، وتقلل من أهمية عملية التلقيح بالرياح.

تتكون البذور عادة بحالة طبيعية في الاصناف التي تحتوي أزهارها على لقاح جيد، حتى عند تكييس هذه الازهار قبل تفتحها (لمنع الحشرات من زيارتها) مما يدفع الى الاعتقاد بأن العبء الأكبر في عملية التلقيح يتم عن طريق التلقيح الذاتي، دون حاجة الى وساطة أي عامل اخر.

ان حدوث عملية التلقيح في الحمضيات بحد ذاته لا يكفي لتكوين البذور، اذا لم تتم عملية الاخصاب ونمو الجنين الجنسي. فقد يسبب العقم الجزئي أو الكلي لأعضاء الزهرة أي ( حبة اللقاح أو البويضات ) الذي قد يحدث لأي منهما انعدام البذور في الثمار.

ويمكن تقسيم ثمار الحمضيات عموما حسب وجود البذور الى الاقسام التالية:

1- قسم تحتوي ثماره على بذور عديدة Seedy Varieties وفيه تتعدد البذور في الثمار وتكون في معظمها كاملة غير مختزلة. وتشمل معظم أنواع وأصناف الحمضيات ذات الاهمية الاقتصادية كالبرتقال البلدي والماوردي والسكري والكباد والنارنج والليمون البلدي المالح (البنزهير). وتتميز أزهار هذه الاصناف باحتوائها على لقاح وافر خصب. كما أنها تحتوي على كثير من البويضات الخصبة السليمة.

2- قسم تحتوي ثماره على عدد قليل أو قليل جدا من البذور ( غير بذرية تجاريا ) . ويعتبر البعض ثماره عديمة البذور بحالة تجارية Commercially Seedless Varieties، اذ لا يزيد عدد البذور في الثمرة عن ستة بذور. كما هي الحال في البرتقال الصيفي ( الفالينشيا ) واليافاوي والخليلي واليوسفي التانجارين ( الكليمانتين ) والساتزوما والليمون اليوريكا وصنف الجريفون ( مارش ). وتتميز أزهار هذه الاصناف باحتوائها على لقاح وافر خصب اما عدد البويضات الخصبة فيكون قليلا.

3- قسم تعتبر ثماره عديمة البذور بصفة قطعية Seedless Varieties

وتكون ثمار هذا القسم عديمة البذور في الاحوال الطبيعية التي يسودها التلقيح الذاتي، ومن امثلتها الليمون العجمي والبرتقال أبو سرة ( واشنطن ) والاصناف المشتقة منه ، ولا توجد البذور في ثمار هذه الاصناف الا عند زراعتها مختلطة في الاصناف الأخرى. وتتميز هذه الاصناف بعدم احتوائها على حبوب لقاح كاملة، بل تبقى مختزلة وغير قادرة على عملية التلقيح والاخصاب، الا ان مبايضها لا تحتوي على بويضات كاملة، وان وجدت تكون بأعداد ضئيلة جدا. وهذا يفسر سبب تكوين بذور أحيانا في ثمار هذه الاصناف عند انتقال حبوب لقاح حية من أصناف أخرى مجاورة الى ازهارها. ولذلك تكون ثمار هذه الاصناف عديمة البذور قطعيا. إذا ما زرعت مستقلة في مساحات كبيرة.

وفي هذه الحالة تعتبر ثمارها عديمة البذور بكريا Parthenocarpic

وقد لوحظ ان اصناف الحمضيات التي تتميز ثمارها باحتوائها على بذور عديدة تحمل محصولا أكثر من الاصناف الأخرى القليلة او العديمة البذور، وأقل الاقسام ميلا للحمل الغزير هي الاصناف العديمة البذور.