المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الزواج الجديد والنزاعات  
  
838   12:04 صباحاً   التاريخ: 2023-02-21
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص105 ــ 109
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

تتطلب الحياة المشتركة في الأسرة انسجاماً في الفكر ورعاية كل من الزوجين الطرف الآخر، ذلك أن السعادة في الحياة العائلية إنما تقوم على التسامح والتضحية والحب، فالرجل يتحمل في ذلك مسؤولية كبرى، كذلك المرأة لها دورها الفاعل في إشاعة الدفء في الجو العائلي وتربية الجيل.

فالحياة الزوجية والأسرة تحتاج في تنظيم روابطها إلى اعتماد الأسس والضوابط الشرعية والعقلية بعيداً عن جموح الرغبات والطموحات الفارغة؛ فمنطق العقل ضروري جداً في إشاعة الاستقرار العائلي حتى لو اصطدم ببعض الرغبات والمشاعر.

من القضايا التي تؤدي إلى تفجير النزاع في الحياة الزوجية هو إقدام الرجل على الزواج مرة اخرى، وقد يتفاقم الوضع ليتخذ شكلا أكثر خطورة عندما نشاهد بناء أسرة جديدة على أنقاض أسرة اخرى. ولقد أبدت الشواهد أن النساء قد يتساهلن في العديد من المسائل ولكن عندما يصل الأمر إلى إقدام الرجل على الزواج الثاني فإنهن يرفضن ذلك بشدة، إذ أن المرأة تعتبره شكلا من أشكال الخيانة التي لا يمكن تحملها أو السكوت عليها.

وما أكثر الأسر التي تقوضت وعصفت بسعادتها الرياح بسبب إقدام الرجل على الزواج مرة أخرى، ذلك أن المرأة تعتبر قدوم الزوجة الأخرى سيفاً مسلطاً فوق رقبتها، كما أنها تنظر إلى الرجل من خلال ذلك باعتباره مجرد متصاب يحاول استعادة أيام الشباب. ويبقى إقناع المرأة بذلك بالرغم من احتمال وجود مصلحة شرعية واجتماعية وأخلاقية أمراً صعباً إذ لم نقل مستحيلاً، فلقد بقي حل تلك المعضلة العويصة مستعصياً على الرجال طوال التاريخ.

اسرار النزاع:

ما أن تحل الزوجة الجديدة حتى يسود المنزل جو متوتر وصمت مشوب بالحذر، ثم سرعان ما ينفجر الموقف ليكون بداية لنهاية مأساوية.. وإذا ما أردنا الغوص في بواعث النزاعات التي تنجم عن الزواج الثاني فيمكن الإشارة إلى ما يلي:

1ـ طبيعة المرأة:

إن المرأة ذلك المخزون الهائل من العاطفة والحنان الذي تتجلى عظمته في تربية الجيل لا يمكنها تحمل منافس أو شخص يحاول القيام بدورها أو تقويض نفوذها في المنزل، ولذا ـ ومع دخول المرأة الأخرى إلى منزلها - يستيقظ في أعماقها الحقد والغيظ ولا يمكن السيطرة عليه، بل أن الأمر قد يصل حداً يمنعها حتى من الترحيب بذلك الضيف الجديد إن لم نقل رفضه ومواجهته بأعنف الوسائل.

2ـ خمود الحب:

للحب دور فاعل في تعزيز وتمتين الروابط الأسرية، ذلك أن الألفة والأنس إنما ينبعثان من الحب، كما أن كل تضحية وفداء وتسامح يقف وراءه الحب كدافع أساسي في ذلك.

ولذا فإن الإقدام على الزواج الثاني سوف ينسف هذه القاعدة المتينة، ذلك أن المرأة ستتصور نفسها وقد أخفقت في علاقتها وأن زوجها لا يضمر لها أي قدر من الحب، وعندها تتحفز روح المقاومة في نفسها ويبدأ عهد جديد من الحياة القلقة المتزلزلة.

3ـ الشعور بالضعف:

تشعر المرأة بالانهيار النفسي والعجز لدى إقدام زوجها على الارتباط بامرأة أخرى ذلك أنها تشعر وكأنها قد فشلت فشلاً ذريعاً في الاحتفاظ برجلها مما مكن الآخرين من اختطافه، وهذا ما يولد في نفسها الشعور بالضعف والخور فتتجه إلى نفسها باللوم أو تتوجه به إلى زوجها وتتهمه بعدم الوفاء والغدر، وبالتالي بدء عهد من المشكلات والنزاعات.

4ـ الغضب:

تشعر المرأة بالغضب عندما ترى زوجها ولا هم له إلا تلبية رغباته والبحث عن امرأة اخرى ولديه من المال والثراء ما يمكنه من تحقيق رغباته وشهواته؛ ويقوم الرجل من أجل تحقيق أهدافه تلك بالتضييق على زوجته وافتعال المشاكل أو خداعها بمختلف الوسائل، وهناك الكثير من النساء من هن خبيرات بذلك فيعمدن إلى المقاومة والاستعداد للنزاع.

5ـ استغلال القوة:

قد تنشأ النزاعات بسبب محاولة الرجل استغلال القوة في تنفيذ إرادته وإشباع رغبته في التسلط، فيبدأ - مثلا - بإعلان عزمه على الزواج من امرأة أخرى ثم يبدأ بتنفيذ وعيده دون اكتراث بموقف زوجته ورأيها في ذلك، وهكذا يبدأ العراك والصراع وينقلب نظام البيت رأساً على عقب، كل ذلك من أجل تنفيذ رغبته في التسلط والسيطرة.

6ـ غياب العدالة:

تعود جذور العديد من النزاعات إلى الظلم وانعدام العدالة في الحياة الزوجية، ولعل المسألة تتجلى بوضوح لدى إقدام الرجل على الزواج الجديد، فالقضية ليست بهذه السهولة التي قد يتصورها البعض حتى إننا نرى القرآن الكريم يحذر من الزواج الثاني إذا انجر إلى الظلم وانعدام العدالة؛ قال تعالى في محكم كتابه: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}[النساء: 3].

إن الزواج الجديد لابد وأن يزلزل وجود الزوجة الأولى ويزحزحها عن موقعها السابق، ولابد أن يكون هناك غياب في العدل في التعامل بين الزوجين ومعاشرتهما، وحتى في توفير بعض مستلزماتهما، وإذا أمكن لأحدهم أن يكون عادلاً في كل ما ذكرناه فكيف له أن يعدل في حبهما ومودتهما، وهذا القرآن يصرح في قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: 129]، وفي الروايات تحذيرات شديدة من الظلم في الحياة الزوجية، خاصة في هذا الجانب البالغ الحساسية.

7ـ الحياة القلقة:

ما أكثر النزاعات الزوجية التي تنشب إثر الزواج الجديد، فتتحول معاملة الرجل لزوجته الاولى إلى شكل من أشكال التعذيب النفسي، حيث يبقيها معلقة لا هو يمسكها بمعروف ولا هو يسرحها بإحسان، وعلاوة على أن هذه المعاملة تعتبر عملاً جبانا فإنها تخلق لدى المرأة الشعور بالمهانة والإذلال المتعمدين مما يدفعها إلى التمرد والنزاع في محاولة لدفع الرجل إلى الشعور بمسؤوليته تجاهها أو تقرير مصيرها على الأقل.

8ـ تحريض الاخرين:

ربما يشتعل النزاع بسبب تحريضات يقوم بها الآخرون، كما نشاهد ذلك لدى بعض النسوة سواء كن جاراتها أو من صديقاتها أو قريباتها، وعندما تصغي المرأة إلى مثل هؤلاء فإن مشاعرها تتغير تدريجياً تجاه زوجها، الأمر الذي يهيء الظروف لنشوب نزاعات لاحدّ لها ولا نهاية.

وينبغي مكافحة مثل هذه التحريضات كما تفعل المبيدات بالحشرات السامة والضارة. إن البعض من الناس - ومع الأسف - يرى سعادته في مشاهدة الدموع في مآسي الآخرين، ويرى راحته في سلب الراحة من بيوت الآخرين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.