أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015
43743
التاريخ:
1298
التاريخ: 25-03-2015
19720
التاريخ: 25-03-2015
1325
|
اشتقاق
التفويف من الثوب الذي فيه خطوط بيض، وأصل الفوف: البياض الذي في أظفار الأحداث،
والحبة البيضاء في النواة، وهي التي تنبت منها النخلة، والفوفة القشرة البيضاء التي
تكون على النواة، والفوف: الشيء، والفوف: قطع القطن، وبرد مفوف: أي رقيق، فكأن
المتكلم خالف بين جمل المعاني في التقفية كمخالفة البياض لسائر الألوان، لأن بعده
من سائر الألوان أشد من بعد بعضا عن بعض، إذ هو بسيط بالنسبة إليهما، وكلها مركبة
بالنسبة إليه، لأنه قابل لجميع الألوان، وجميع الألوان تقبل التغير إلى لون آخر
بحسب التركيب، والشدة والضعف إلا السواد، فإنه لا يقبل تركيباً ألبتة، فهو ضد
البياض ونقيضه، ولا جرم أن الجمع بينهما في الكلام يسمى مطابقة، بخلاف بقية
الألوان، والتفويف في الصناعة: عبارة عن إتيان المتكلم بمعان شتى من المدح أو
الغزل، أو غير ذلك من الفنون والأغراض، كل فن في جملة من الكلام منفصلة من أختها
بالتجميع غالباً، مع تساوي الجمل المركبة في الوزنية، ويكون بالجمل الطويلة
والمتوسطة والقصيرة.
فمثال
ما جاء منه بالجمل الطويلة، قول النابغة الذبياني [طويل]:
فلله
عيناً من رأى أهل قبّة ... أضرَّ لمن عادى وأكثر
نافعا
وأعظم
أحلاماً وأكبر سيداً ... وأفضل مشفوعاً إليه وشافعا
وأحسب
أن أول من نطق بالتفويف المركب من الجمل الطويلة عنترة، فقال [كامل]:
إن
يلحقوا أكرر، وإن يستلحموا ... أشدد، وإن نزلوا بضنك
أنزل
ومثال
ما جاء منه في الجمل المتوسطة قول أبي الوليد بن زيدون [بسيط]:
تِه
أحتمل، واحتكم أصبر، وعز أهن ... وذل أخضع، وقل أسمع، ومر
أطع
ومثال
ما جاء منه بالجمل القصيرة قول المتنبي [بسيط]:
أقل
أنل أقطع احمل عل سل أعد ... زد هش بش تفضل أدن سر صل
وقد
جاء من التفويف المركب من الجمل الطويلة في الكتاب العزيز قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) وفي الجمل
المتوسطة قوله سبحانه: (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي
النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ )، ولم يأت من الجمل القصيرة شيء
في فصيح الكلام. والله أعلم.