المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأصوات (الأصوات دراسة عملية بالملاحظة والتسجيل)
9-4-2019
Nuclear Weapons
2-9-2020
المقارنة بين أبقار الحليب
12-5-2016
منطلقات النجاح العشر
2024-08-26
الحبوة في تقسيم التركة
15-12-2019
أثر القروض الخارجية على التضخم التمويلي
8-4-2022


إضطراب الوالدان والمربّون بسبب التخلف الذهني للطفل  
  
1150   03:24 مساءً   التاريخ: 31-12-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص211 ــ 213
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الآباء والأمهات والمربّون قلقون بشدة من التخلف الذهني ومتألمون وحتى في بعض الاحيان لا يتقبلون هؤلاء او لا يهتمون بهم ولا يراعوهم او يتهم الزوج والزوجة بعضهما البعض في هذا المجال وكل منهما يتهم الآخر بالتقصير.

نحن نعرف آباء وأمهات يحسون بالذنب من مثل هذه الولادات ويبرزون ردّ فعل إضطرابي لأجله. أو يقعون وراء هذا البحث وهو إن كان الله عادلاً- لماذا ولد هذا الطفل؟ حيث ينسون الأصل العقلي وهو علاقة العلة بالمعلول، ويسعون لرفع الاتهام عن أنفسهم فقط.

الصعود والطرد والرد كثير في هذا المجال مع أن الأصل هو أن نقبل الطفل كما هو بعنوان أمانة ألهية ولا نخفيه عن الآخرين، بدل أن يتشمتوا به بجب أن يفكروا في طريقة سليمة لحل مشاكله، ويعرفون ما هي وظيفتهم الجديدة؟ وماذا يجب أن يفعلوا حتى لا يصاب بوضع أسوء وأتعس؟ أو ماذا يجب أن يفعلوا حتى تتحسن موقعية الطفل وشرائطه ويضعوه في شرائط أفضل من السابق؟

تنبيه مهم 

هذه النكتة قابلة للذكر وهي أن بعض الأطفال ليس لديهم قلة في الذكاء ولا تخلف في الذكاء. بل بسبب الكسالة أو الإشكالات الأخرى في أمر الدراسة يتهمون بقلة الذكاء والتخلف الذهني. نعم. من الممكن أن تكون درجات الطفل في المدرسة قليلة. ولكن هذا الأمر ليس دليلاً على قلة الذكاء والتخلف الذهني، فمن الممكن أن يكون كسولاً، لا يرغب ولا يميل إلى الدرس، وليس لديه باعث ومحفز على الدراسة، حتى من الممكن أن يكون الطفل ذكي جداً ولكنه لا يقرأ درسه.

لا يجب أن تحسب الطفل متخلفاً بمجرد رؤية أخطاء واضحة في سلوكه أو أخلاقه.

ما أكثر الأطفال الذين تخلفهم ناتج من أسلوبنا وتربيتنا الخاطئة، وبسبب وجود النواقص والاشكالات في أمر التعليم، التلقين المزيف وعديم الدقة والقيمة. ووجود الخلل في السمع والبصر والأعضاء. ووجود النزاعات الكثيرة والطرد والرد.

حتى إن كان أطفالنا من الناحية الذهنية ضعيفين ولا يستطيعون التقدم مثل بقية الأطفال، فليس لنا الحق في إتهامهم بالحمق وقلة العقل أو لا نقبلهم ونطردهم ونردهم، ونلقنهم الأشياء الخاطئة، ونحسبهم سبباً للعار، وبهذه الأشياء نسبب في تشويش واضطراب راحته وهدوئه ونوقظ فيه الاحساس بالخجل والحياء، فنحن عن طريق القبول والاستقبال والتمهيدات والتلقين البنّاء نستطيع أن نصلح ونعدل كثيراً من التخلفات والضعف الذهني. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.