أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-17
213
التاريخ: 12-10-2017
21665
التاريخ: 24-7-2016
3010
التاريخ: 2024-09-11
212
|
الأهمية الاقتصادية لمحاصيل الحبوب
تعتبر محاصيل الحبوب من أول المحاصيل التي زرعها الإنسان، عندما عرف الزراعة والاستقرار، ولقد كان استئناس نباتات القمح والشعير سببا في إنشاء زراعة مستقرة بواسطة الانسان في مناطق مختلفة من العالم. وبتطور الزراعة مع مرور الزمن زادت المساحة المنزرعة بمحاصيل الحبوب في العالم لأهميتها في غذاء الانسان وحمايته من الجوع.
ومحاصيل الحبوب المنزرعة بالعالم هي القمح والذرة الشامية والأرز والذرة الرفيعة الحبوب والشعير والدخن والزمير (الشوفان) والراي (الشيلم)، ولا يزرع الشوفان والراي في مصر لعدم ملائمة الظروف الجوية لنموهما علاوة على انخفاض قيمتهما الاقتصادية نسبيا.
وترجع الأهمية الاقتصادية لمحاصيل الحبوب إلى الآتي:
١- حبوب هذه المحاصيل ذات قيمة غذائية عالية، إذ تحتوي على نسبة عالية من المواد الكربوهيدراتية (حوالي ٧٠ %)، كما تحتوي على نسبة مرتفعة نسبيا من البروتين (٩– ١٤ %) كما تحتوي حبوب بعض هذه المحاصيل على نسبة مرتفعة من الزيت قد تصل إلى ١٠ % كما هو الحال في بعض أصناف الذرة الشامية، كما تحتوي حبوب هذه المحاصيل على بعض الفيتامينات والعناصر المعدنية.
ومن الجدير بالذكر أن الحبوب تعتبر مصدرا رخيصا جدا للحصول على السعرات الحرارية اللازمة للإنسان إذا قورنت بأي مصدر غذائي آخر، وذلك من حيث المجهود والتكاليف اللازمة للإنتاج، فمثلا يعطي الفدان من الأرز كمية من السعرات الحرارية للاستهلاك المباشر بواسطة الإنسان، مساوية لما تعطيه ٥ أو ٦ أفدنة من محاصيل علف تتحول إلى منتجات حيوانية يتغذى عليها الإنسان، ولذلك فإن استعمال المنتجات الحيوانية في غذاء الإنسان يعتبر مكلفا جدا في الدول النامية.
مما سبق يتضح أن محاصيل الحبوب تلعب دورا هاما في محاولة سد الاحتياجات العالمية من الغذاء نتيجة الزيادة المستمرة في عدد السكان.
وعموما- تنتج محاصيل الحبوب أكثر من ثلثي وزن المادة الجافة الصالحة للأكل وحوالي نصف كمية البروتين المنتجة في العالم (الجدول التالي).
جدول يوضح الإنتاج العالمي من المادة الجافة لتغذية الإنسان وكذلك البروتين*
* عن الكتاب السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة.
٢- تستخدم الحبوب كمادة خام لعديد من الصناعات مثل صناعة النشا والذي يصنع إلى منتجات أخرى مثل الدكسترينات وسكر المالتوز والكحولات وغيرها، كما تستخدم الحبوب في إنتاج الوقود الحيوي في بعض الدول.
٣- تعتبر منتجات محاصيل الحبوب أرخص الأغذية الأمر الذي جعلها تحتل مكانه رئيسية في وجبات الانسان لتمده بما لا يقل عن ثلث السعرات الحرارية والبروتينات اللازمة لنموه ونشاطه إذا ما قورنت بأي مصدر غذائي آخر من حيث المجهود والتكاليف اللازمة للإنتاج.
٤- تستخدم الحبوب في تغذية الحيوانات (خصوصا الدول المتقدمة) التي تمد الانسان باللبن واللحم وغير ذلك.
٥- تستعمل نباتات بعض هذه المحاصيل مثل الذرة الشامية والذرة الرفيعة كمحصول علف أخضر لتغذية المواشي. كما يستخدم قش وتبن بعض محاصيل الحبوب بعد الحصاد في أغراض متعددة منها تغذية الحيوانات أو يستعمل كمادة خام لعديد من الصناعات.
٦- حبوب هذه المحاصيل تحتوي على نسبة منخفضة من الرطوبة (حوالي ١٥ %)، ولذلك فهي سهلة النقل والتداول والتخزين لفترات طويلة دون التعرض لأي تلف.
٧- إن زراعة محاصيل الحبوب ذات عائد اقتصادي كبير نسبيا، إذ تعطي محصولا كبيرا من الحبوب بكمية تقاوي قليلة تصديقا لقول الله تعالي "كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء" كما يمكن الحصول على محصول مرتفع من هذه المحاصيل بقليل من المجهود والخدمة والرعاية.
٨- تتميز نباتات محاصيل الحبوب بقدرتها على التأقلم والنمو في بيئات متباينة، وعلى سبيل المثال يمكن زراعة القمح في قارتي أوروبا وأفريقيا رغم التباين الكبير في الظروف البيئية بينهما.
٩- تؤدي بعض محاصيل الحبوب مثل القمح دورا استراتيجيا في سياسات بعض الدول التي تمارس ضغوطا على دول أخرى مستوردة غير مكتفية ذاتيا.
ونظرا للزيادة المضطردة في عدد السكان وخصوصا في الدول النامية، فقد زاد الاهتمام بتحقيق الأمن الغذائي في جميع دول العالم. ويمكن القول بأن الخطوة الأساسية التي يجب اتباعها عند تحقيق الأمن الغذائي في الوقت الحاضر وفي المستقبل هي التوسع في زراعة وانتاج محاصيل الحبوب لتوفير رغيف الخبز وسد الفجوة الغذائية، وبالتالي فلابد من العمل على زيادة الانتاج من هذه المحاصيل.
وعموما- يمكن زيادة انتاج محاصيل الحبوب عن طريق:
١- التوسع الرأسي: ويتم ذلك عن طريق زيادة كمية محصول وحدة المساحة عما هو عليه الآن. ويتم ذلك عن طريق انتاج وزراعة أصناف محسنة عالية المحصول تستجيب لزيادة التسميد، وتطوير أساليب الزراعة المتبعة حاليا وخصوصا في الدول النامية. وعلى سبيل المثال، عند مقارنة متوسط كمية محصول الذرة الشامية في الولايات المتحدة الأمريكية بمثيله في قارة أفريقيا فنجد أن متوسط كمية محصول الذرة الشامية في أفريقيا عام ١٩٩٢ ( FAO ) هو ١٤٤٤ كجم/ هكتار، بينما يصل متوسط محصول الهكتار في الولايات المتحدة إلى ٦١٣٨ كجم/ هكتار، كما يختلف محصول الأرز لوحدة المساحة اختلافا كبيرا من دولة إلى أخرى إذ يتراوح ما بين ٧٠٠٠ كجم/ هكتار في استراليا إلى ٧٠٠ كجم/ هكتار في بعض دول أفريقيا، هذا الفارق الكبير في كمية محصول وحدة المساحة بين الدول يدل على أن مستوى الانتاج لوحدة المساحة يمكن زيادته في الدول ذات المحصول المنخفض وهذا يؤدي بدورة إلى الزيادة الرأسية في انتاج الحبوب في العالم.
٢- التوسع الأفقي: ويتم ذلك عن طريق زيادة المساحة المنزرعة منها. وهنا تجدر الاشارة إلى أن نسبة المساحة المنزرعة في أفريقيا صغيرة جدا بالنسبة إلى المساحة الكلية، ولذلك فيمكن العمل على زيادتها زيادة ملحوظة.
عموما- يمكن القول بأنه في الدول المتقدمة تأتي كل الزيادة في الإنتاج تقريبا من الزيادة في المحصول لوحدة المساحة، بينما في الدول النامية فإن معظم الزيادة في محصول محاصيل الحبوب تأتي من الزيادة في المساحة المنزرعة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يمكن القول بأن رصيد البشر من الموارد الأرضية والمائية يستطيع أن يواجه زيادة السكان في العالم تصديقا لقول الله تعالى "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، وفي مصر بذلت وتبذل جهودا كبيرة في النهوض بإنتاجية الفدان من محاصيل الحبوب، وذلك عن طريق استنباط أصناف عالية المحصول واتباع الأساليب الزراعية السليمة بالإضافة إلى التوسع الأفقي بهدف تقليل الاعتماد على شرائها من الخارج.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|