الخرائط أداة الجغرافي:

يمكن القول ان الخارطة هي ا الأداة العملية التي قد لا يختلف الجغرافيون على اعتبارها إحدى الوسائل الرئيسة التي تميز الجغرافيا عن العلوم الأخرى. فالخرائط هي أداة الجغرافي الأولى يستطيع أن يستخدمها لغة له، غير أنه يستطيع أن يعبر عن أفكاره على شكل خرائط بدلاً من كلمات . ألا أن هذا يحتاج إلى تدريب من المدرسة الثانوية ، فبعد أن يتعلم التلميذ كيف "يقرأ" الخارطة يستطيع أن يتعلم كيف "يكتبها.

والحقيقة أن الخارطة الحديثة لا مثيل لها كأداة تعميم علمية، فهي تعطي أكبر قسط من المعلومات بأقل قدر من الضوضاء، ذلك أن ثمار ابحاث المساح والمهندس وعالم الأثار والمؤرخ تمثل في الخارطة، كما تمثل عليها أبحاث الجغرافي, ويؤكد موغي ايضاً حول أهمية الخارطة من أن الخارطة الجيدة توسع. معلوماتنا عن الأرض المسكونة أكثر مما توسعه عشرات التقارير الوصفية ولقد قال جيمس (James) في هذا المجال: إن أهم اضافات الجغرافيا المعرفة العالم قد انبثقت في الغالب عن تطبيق تقنية التوزيع الخرائطي، وفي مقارنة

وتعميم انماط التوزيع وليس من قبيل المصادفة أن يتوجب على الجغرافيين قبل أي جماعة أخرى الاهتمام بالخرائط" فكيف يستطيع الجغرافي خلافا لذلك أن يجمع الحقائق عن العلاقات المكانية لغرض دراستها إلا عن طريق الخرائط.

كما أن الخارطة أصبحت ضرورية ولازمة للجغرافي في مراحل عمله الميداني المختلفة، فهي تحتوي على المعلومات المضبوطة التي يريدها الجغرافي كما هي موزعة على سطح الأرض. وهو يحتاج إليها ويعمل فيها عندما يحلل أو يعيد تحليل البيانات الجغرافية الرئيسية وهو فيها يستطيع أن يحصل على المعلومات الاحصائية الخاصة كالمساحة أو الأطوال بمنتهى الدقة وبها أيضاً يستطيع أن يجد العلاقات بين الظواهر، والمواقع الجغرافية النسبية وما إليها. وأخيراً فهو ايضاً يستطيع أن يرسم خرائط جديدة للنتائج التي ينتهي ا فالجغرافي الحقيقي لا يستطيع إلا أن يدرس المشكلة في ضوء الخرائط.

وفي هذا الاتجاه يؤكد هارتشون أهمية استخدام الخرائط في العمل الجغرافي فهو أمر بالغ الاهمية في الجغرافيا بحيث انه بدون الرغبة في تقديم قوانين جديدة من العدل أن نقترح على الجغرافي قاعدة جاهزة بحكم التجربة في اختيار النوعية الجغرافية لأية دراسة يقوم بها بواسطة الخرائط، فإذا كانت مشاكله لا يمكن دراستها مبدئيا بواسطة الخرائط - وفي العادة بمقارنة بضعة خرائط - فأن الدراسة ستكون عرضة للتساؤل فيما إذا كانت ضمن الحقل الجغرافي أم لا؟.

لقد اصبحنا في العصر الحالي أكثر يسرا في تزويدنا بحاجتنــا مـن الخرائط، فقد اصبحت الاقمار الصناعية تستطيع أن تمدنا بصور الجو والمناظر الجغرافية (اللاندسكيب) وتستطيع الاقمار الصناعية ايضاً أن تمدنا ببيانات وافرة ودقيقة عن ظواهر عديدة نستطيع بها أن نرسم خرائط المساحة للمعادن والنباتات الطبيعية وامراض النبات والثروات الطبيعية المختلفة.

وإذا أدركنا أن الهدف من الجغرافيا هو تفهم الإنسان للبيئة، فيمكننا أن نلخص الاهداف الرئيسية لعلم الجغرافيا بالآتي:

1- توزيع الظواهر على سطح الأرض.

2- العلاقة بين هذه الظواهر وغيرها في نفس المكان.

3- ارتباط هذه الظواهر بالمناطق المجاورة.

4- تأثير هذه الظواهر على ظواهر أخرى.

5- اختلاف ظاهرة من مكان لآخر.

6- لماذا توجد بعض الظواهر في منطقة دون أخرى؟.

7- مدى انتشار الظواهر.

8- تكرار الظواهر المختلفة.

9- تحديد المسافة بين ظاهرة وأخرى تماثلها.

10- مشكلة شبكة الانتشار.

11- كثافة وتجميع الظواهر غير المتصلة.

12- موقع وتركز الظاهرة.

13- ارتباط نوع النشاط السائد مع السكان.

14- التفاعل بين الإنسان والبيئة في مكان ومكان آخر.

الا أن ما يتطلب التأكيد عليه هو أنه في كل فرع من فروع العلم يحتاج الدارسون إلى وقفة من حين إلى آخر يعيدون فيه النظر في موقف علمهم هذا من المعرفة الانسانية، ويحاولون فيه تقويم منهج بحثهم وتقييمه وجرد مخزن معلوماتهم وطرح ما تخطاه التقدم الإنساني، وتنمية ما يحتاج اليه هذا التقدم وهذا ما يقع على الجغرافيين فعله، وبعبارة أخرى أحداث عملية تنمية وانماء وفي التطور شيء من المحافظة، واشياء من التجديد يبقي بعض التليد وينمو كل طريف" كما يقول روجر منشل؟.