مفهوم جغرافية النقل:

يعرف علم الجغرافيا بأنه العلم الذي يدرس سطح الأرض وما عليه من ظاهرات طبيعية وبشرية ويدرس العلاقة بينهما وتوزيعها الجغرافي وأسباب التوزيع، أما مفهوم جغرافية النقل فيمكن تعريفه بأنه ذلك الفرع من الجغرافيا الاقتصادية الذي يدرس التوزيع الجغرافي لشبكات النقل المختلفة وخصائص وتحليل أنماطها، الى جانب دراسة حركة الأفراد والسلع والمخترعات والأفكار والمعلومات ورأس المال من مكان الى أخر). وجغرافية النقل كفرع من فروع الجغرافيا الاقتصادية تبحث في خصائص وبيئة النقل، كما أنها تدرس وتحلل ظروف وسمات قطاع النقل وعلاقته بالتنمية على مختلف صورها، اذن النقل ذو صلة بالجغرافيا لسببين رئيسيين هما:

أولا: تحتل البنى التحتية للنقل والمحطات والأنماط والشبكات مكانة هامة في الفضاء وتشكل الأساس لنظام مكاني معقد.

ثانيا: نظرا لأن الجغرافيا تسعى إلى شرح العلاقات المكانية، فإن شبكات النقل لها أهمية خاصة لأنها الدعم المادي الرئيسي لهذه التفاعلات.

وقد برزت الجغرافيا في مجال النقل، كفرع للجغرافيا الاقتصادية في النصف الثاني من القرن العشرين، لا سيما في الجغرافيا التجارية (أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين)، كان النقل عاملا هاما وراء التمثيل الاقتصادي للفضاء الجغرافي، أي من حيث موقع الأنشطة الاقتصادية والتكاليف النقدية للمسافة. وأصبحت اعتبارات التكلفة هذه أساس العديد من النظريات الجغرافيا مثل الأماكن المركزية وتحليل المواقع. وقد برر تزايد تنقل الركاب والشحن ظهور جغرافية النقل كمجال متخصص للتحقيق. لقد أصبحت تكاليف النقل رسمية في الستينيات من القرن الماضي، لأن العوامل الرئيسة في نظريات الموقع الجغرافي والنقل بدأت تعتمد بشكل متزايد على الأساليب الكمية، ولا سيما على الشبكة والمكان وتحليل التفاعلات. غير أن التغيرات التقنية والسياسية والاقتصادية التي حدثت في السبعينات من القرن الماضي قد عارضت أهمية النقل في العديد من التحقيقات الإنمائية والإقليمية. وقد تراجعت أثر الا تساع المكاني القوي لارتفاع تكاليف النقل، وكانت اللامركزية نموذجا مهيمنا لوحظ داخل المدن الضواحي)، وداخل المناطق . أصبحت الأسس النظرية المكانية لجغرافية النقل، لا سيما احتكاك المسافة، أقل أهمية أو أقل وضوحا في شرح العمليات الاجتماعية والاقتصادية. تعتمد جغرافية" النقل الجديدة على فرضية أن النقل هو نظام يدعم العلاقات المعقدة بين مكوناته الأساسية. حيث ان النقل هو في حد ذاته موضوع معقد، يتضمن أبعاد التاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع والسياسة والدراسات البيئية، والمفاهيم الجغرافية ذات الأهمية تشمل الموقع (مكان يرتبط بطريقة أو بأخرى مع الحركة)، والتكامل (العلاقة بين المواقع التي تؤدي إلى الطلب على الحركة من أجل خلق التوازن)، والحجم الذي يتصل بشبكة من الحركات التي تم إنشاؤها إلى الجغرافية الفيزيائية وبالتالي وسائط النقل). وتعد هذه العلاقات عن ثلاثة مفاهيم مركزية كما في الشكل (2) ومن اجل توضيح تلك المفاهيم المركزية التي تستند عليها الدول ضمن نظام النقل الحديث وهي:

- العقدة هي نقطة البداية والنهاية للنقل بين المناطق الجغرافية اي (المواقع المرتبطة، بما في ذلك الوصول (المنشأ) والشحن العابر ونقاط المقصد)، حيث يعد ميناء لوس أنجلوس هو مثال على عقدة لأنه هو بداية ونهاية لشحن البضائع من وإلى الولايات المتحدة. وجود عقدة مهمة اقتصاديا لأنها يمكن أن تساعد في تطوير مدينة.

- شبكات النقل هي الهيكل المكاني وتنظيم البنى التحتية التي تمكن وتوصف الحركات)، وهي تمثل بنية وتنظيم البنية التحتية للنقل مثل الطرق أو خطوط القطارات من خلال منطقة وأن شبكات النقل تربط العقد وهي كبيرة لأنها يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على قدرة وكفاءة حركة السكان والبضائع. على سبيل المثال، فإن خط القطار المتطور سيكون شبكة نقل فعالة لنقل السكان والبضائع من عقدتين، على سبيل المثال من سان فرانسيسكو إلى لوس أنجلوس.

- الطلب ويستند على الطلب العام على أنواع مختلفة من النقل ويعني (التفاعل مما يؤدي إلى تدفقات وسائط النقل المقابلة على الشبكات) على سبيل المثال إذا كان الركاب في الازدحام المروري المستمر على أساس يومي في المدينة، قد يكون الطلب العام دعم تطوير نظام العبور مثل السكك الحديدية الخفيفة لنقلها داخل المدينة أو اثنين ومن المدينة ومنزلهم. عموما، النقل هو موضوع مهم داخل الجغرافيا لأن اقتصاد العالم يعتمد على النقل .

ويعتمد تحليل هذه المفاهيم ضمن جغرافية النقل على منهجيات غالبا ما يتم تطويرها من قبل تخصصات أخرى مثل الاقتصاد والرياضيات والتخطيط والديموغرافيا. على سبيل المثال، يمكن تحليل الهيكل المكاني لشبكات النقل مع نظرية الرسم البياني، والتي وضعت في البداية للرياضيات. وعلاوة على ذلك، تم استعار العديد من النماذج المتقدمة لتحليل الحركات مثل نموذج الجاذبية من العلوم الفيزيائية. ومن ثم فإن تعدد التخصصات هو سمة هامة في جغرافية النقل، كما هو الحال في الجغرافيا بشكل عام، حيث أن كل تخصص يوفر بعدا مختلفا لنقل الجغرافيا ويجب أن تكون جغرافية النقل منهجية لأن أحد عناصر نظام النقل مرتبط بالعديد من العناصر الأخرى؛ نظم النقل معقدة.

دور جغرافية النقل هو فهم العلاقات المكانية التي تنتجها أنظمة النقل ويؤدي ذلك إلى العديد من المغالطات فيما يتعلق بالنقل وكذلك يتعلق بالعلاقات بين الوصول وإمكانية الوصول والمسافة والوقت ويعد الفهم الأفضل للعلاقات المكانية ضروريا لمساعدة الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص والمشاركة في النقل على تخفيف مشكلات النقل الرئيسة، من قبيل القدرة والنقل والموثوقية والتكامل في نظم النقل. وهناك ثلاثة اعتبارات جغرافية أساسية ذات صلة بنظم النقل.

تمثل جغرافية النقل الانضباط الفرعي من الجغرافيا المعنية حول تنقل السكان، والشحن والمعلومات. وهي تسعى إلى فهم التنظيم المكاني للتنقل من خلال النظر في صفاته والقيود من حيث صلتها بمنشأ، وجهة ، ومدى، وطبيعة ، والغرض من الحركات ويمكن فهم

جغرافية النقل من سلسلة من المبادئ الأساسية والتي تكمن في ما يلي :

1- النقل هو الربط المكاني للطلب المشتق.

2- البعد هو مفهوم نسبي يتضمن المكان والزمان والجهد.

3- الفضاء هو في نفس الوقت المولد، ودعم وقيد للتنقل.

4- العلاقة بين المكان والزمان يمكن أن تتلاقى أو تتباعد.

5- الموقع يمكن أن يكون مركزيا، حيث يولد ويجتذب حركة المرور، أو عنصر وسيط حيث يتم المرور العابر من خلاله.

6- يسعى النقل إلى التجميع ولكنه مقيد بالانحلال.

7- السرعة هي جهد مشروط، متعدد الوسائط الإدارية.

وتؤكد هذه المبادئ أنه لن يكون هناك نقل من دون جغرافية ولن تكون هناك جغرافيا

بدون نقل.