المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



العنف لدى الأطفال  
  
1391   09:17 صباحاً   التاريخ: 20/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص233ــ238
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-17 1239
التاريخ: 2023-02-07 1210
التاريخ: 8-1-2023 1351
التاريخ: 2024-02-11 1098

يعد العنف لدى الأطفال في التعامل مع الأبوين، والأخوة والأخوات، وحتى مع الأخرين في الزقاق والمدرسة والشارع، من المسائل التي تعاني منها غالبية الأسر، ويتسبب في الحاق الأذى بأولياء الأمور، بل واحراجهم أمام الآخرين في بعض الحالات الى درجة لا يجدون معها عذراً لتبرير الموقف.

سنتناول في هذا البحث، تعريف هذه المسألة، واشكالها، والعوامل التي تساهم في تفاقمها بغية تشخيص السبل الكفيلة بمحاصرتها للقضاء عليها، أو معالجتها واصلاحها، أو الحد منها على أقل تقدير.

تعريفه

يمكن القول من وجهة النظر العلمية أن العنف ميل او نزعة موجودة لدى الفرد وتتجسد بظاهرة الضرب والقتل، والتخريب والايذاء.

وهو كذلك بمثابة رد فعل شديد يقوم به الشخص على تصرف ما أو شيء معين.

ويبدو ان هذه المسألة تنم عن وجود ثورة عاطفية، داخل الشخص مشاعر واحاسيس يخشى الأفصاح عنها. أي أنه يتعذب ويتألم في داخله من أمر لايستطيع تجاوزه فيلجأ مضطراً الى التنفيس عن ذلك بإستعمال العنف ضد الآخرين، بل وقد يطال بعنفه حتى نفسه أيضاً في بعض الحالات.

ان تصرف الشخص العنيف يوحى وكأنه يريد التضحية بالآخرين فى سبيل راحته، ويرضى بكل اذى وألم يلحق بالطرف الآخر اذا كان ذلك يريحه ويهدىء اعصابه. وحين تبرز لديه هذه المسألة، تستولي عليه حالة شبيهة بحالة المجنون أو الحيوان المفترس بحيث يفقد صوابه ولايدري ما يفعل. وتتسبب هذه الحالة دائماً في الحاق الأذى بالآخرين وخلق المشاكل لهم.

اشكاله

يتجسد العنف عند الأشخاص عادة على هيئة الضرب والايذاء والتعذيب. وغير ذلك من الأفعال الأخرى الشبيهة بالميول السادية، وهي مسألة لها قالب معين الى حد ما. وبالطبع يحصل أيضاً في بعض الاحيان، على صورة السخرية والاستهزاء بالآخرين، والتلفظ بالفاظ قاسية، والقيام بعمليات سرقة مؤذيه والتمهيد للشجار.

اما بشأن الأشياء، فالعنف يحصل على شكل التخريب والتدمير وما الى ذلك ويسعى مثل هذا الشخص الى مواجهة كل شخص وكل شيء من أجل تحقيق مرامه حتى انه قد يقدم على تحطيم شيء لا يزيد في الأمر ولا ينقص.

ان الاشخاص الذين ينتهجون اسلوب العنف لا يعيرون لمعاييرالعدل والإنصاف أدنى درجة من الإهتمام ويريدون بسلوكهم الخشن أن يجعلوا الاخرين اتباعاً لهم، يظلمونهم ويغصبون حقوقهم، ولايعترفون لهم بحق أو مظلومية.

نوعه ومداه

يختلف نوع ومدى العنف من شخص الى آخر؛ فهو يبدأ من حالته السطحية ذات البعد الايذائي والتراشق اللفظي، لينتهي بالميول العدوانية الشرسة من قبيل العظ وحتى قطع اللحم من بدن الطرف المقابل.

أن جميع الذين يمارسون العنف يحاولون عادة افراغ عقدهم بشكل كامل على من هم أضعف منهم من خلال الانهيال عليهم بالضرب المبرح وايصالهم الى حد الموت أو قريباً منه، وتزداد نسبة العنف وشدته لدى الأشخاص الذين لديهم عقد معينة في حياتهم نتيجة للاخفاقات التي تعرضوا لها: وبالطبع فإن التحقيقات الجارية في هذا المجال، تشير الى ان هذه النسبة تزداد في المجتمعات المتطورة صناعياً والمتخلفة معنوياً وعاطفياً، اذ ان من شان التطور الصناعي، وضعف بناء الأسرة والإنهماك المتواصل في الأعمال الجافة، ان تزيد من نسبة العنف بين مختلف الاشخاص.

الحدود الطبيعية

لابد من التنبيه الى هذه النقطة وهي وجوب عدم التعجل بالحكم على الطفل واعتباره شخصاً عنيفاً بمجرد قيامه في البيت بقليل من الضوضاء أو رمي العابه بهذا الأتجاه أو ذاك، لأن هذه المسألة حالة معتادة بالحدود الطبيعية في حياة كل طفل.

أن المراحل الطبيعية لنمو الطفل تتطلب أحياناً قيامه باختبار قوته لمعرفة حجمه وموقعه، أو للتأكد مثلاً من درجة حب الأبوين له ومدى قدرته على فرض ارادته عليهما. ولذا ينبغي عدم الأنزعاج من هذه المسألة كثيراً واعتبارها مضرة بالطفل على المدى البعيد.

مرحلة التكوين

في الوقت ذاته، يجب الحذر من تحول العنف في مرحلة الطفولة الى حالة يعتاد عليها الطفل وتتعمق لديه حتى تصبح عادة مزمنة. فكما هو معروف، تعد مرحلة الطفولة، وخصوصاً السنوات الست الاول، مرحلة تكون الفرد واكتسابه لعادات وتقاليد تبقى معه الى فترات طويلة وقد تلازمه حتى الى مرحلة الكهولة.

وفي رأينا، ينبغي عدم التساهل والتسامح في المواقف التي تتطلب الحزم في التربية والارشاد. وبمعنى آخر، يجب عدم التساهل ازاء اخطاء وانحرافات الطفل الا اذا كانت صادرة عن جهل أو دون قصد. ان الطفل عزيز علينا ومحبته تفرض علينا أن نكون حازمين في امر تربيته.

مرحلة التفاقم

إذا لم يبادر الأبوان والمربون الى السيطرة على السلوك العنيف لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، فإنهم بلا شك يواجهون صعوبات جمة في هذا المجال في السنوات اللاحقة. حيث ستتفاقم هذه الحالة بمرور الوقت لتبلغ ذروتها في مرحلة المراهقة، ذلك لأن شعور الفرد بقدرته يزداد في هذه المرحلة، اذ يرى نفسه قادراً على فعل كل شء. ومن جهة أخرى، فان الابعاد المتعلقة بالبلوغ تؤدي بحد ذاتها الى تفاقم هذه الحالة من العنف حيث تتضاعف همومه المستقبلية. وتستمر هذه الحالة الى نهاية مرحلة البلوغ، الا اذا تم تقويمها بالأساليب التي سوف نأتي على ذ كرها في هذا البحث.

العنف

فيما يخص منشأ واسباب العنف لابد من ذكر مسألتين لكل منهما مؤيدون:

١ -المنشأ الغريزي والفطري:- يعتقد الكثير من علماء النفس ان هذه الحالة ذات منشأ غريزي، ويذهبون الى القول بأنها ترافق الطفل منذ ولادته. وتتجسد على صورة الحرب، والدفاع، والنزاعات الشخصية، والاشتباكات الجماعية. والميول التخريبية التي ترافقها الخشونة.

من الأسباب التي تدفع بالبعض الى اعتبار هذه المسألة حالة غريزية هي صفتها العمومية ، والالتزامات التي تترتب على الإنسان في ظلها، وأنماط التصرف التي تأخذ طابعاً معيناً في الغالب. الا ان كيفية حدوث هذا السلوك وتفاعله، الدوافع التي تدفع الانسان بهذا الاتجاه لتسفر بالنتيجة عن حصول العنف، فهي مسألة ليست لها اجابة واضحة ومحددة من الناحية العلمية، لكن بعض التحقيقات تشير الى وجود منطقة صغيرة في المخ تدعى (هيبوتالاموس)‘ وبمجرد حصول أي اثارة في هذه الناحية يثور المرء ويتولد لديه توجه نحو العنف.

٢ -المنشاً الغريزي الاجتماعي: لعل من الأصوب القول ان هذه الحالة لها منشأ غريزي اجتماعي، لأنها موجودة عند جميع الناس بشكل او آخر وبصور خفية وظاهرة. لكنها تتفاقم بالتدريج عن طريق الاكتساب.

لا يمكن انكار وجود العنف لدى جميع الأطفال وحتى لدى الحيوانات، الا أن كيفية اجرائه عملياً تعد مسألة اكتسابية. فكل طفل يقوم بافعال عنيفة عادة بالشكل الذي كان قد تعلمه من قبل والى جانب ذلك تترك ظروف الفشل والإخفاق، والحرمان، وسوء التربية. من قبل أولياء الأمور والمربين، تأثيراتها السيئة في هذا المجال.

دلالة العنف

مهما كان منشأ العنف، يمكن القول ان وجوده يدل من جهة على مقاومة الانسان وسعيه لبلوغ أمر يعجز عن بلوغه حالياً لأسباب مختلفة، ومن جهة أخرى، يدل حصوله على وجود حالة من القلق والإضطراب لدى الشخص تسلب منه الهدوء والاستقرار.

ان العنف لدى الناس يدل دائماً على نشوئه اثر حاجة في انفسهم، وهذه الحاجة تارة تكون ذات بعد ظاهري آني وتارة تكون ذات بعد باطني ونفسي سابق فقد يؤدي أي عامل، مثل رؤية الفوضى، والمظالم، والتفرقة، والتعامل الجائر وماشابه ذلك الى إثارة اعصاب المرء ولجوئه الى استعمال العنف. واحياناً يكون العامل نفسياً، حيث تؤثر العقد المكبوتة على نفسيته شكل سلبي، وتسلبه استقراره وهدوءه النفسي، فيلجأ الى استعمال العنف ضد الأخرين من أجل استعادة هدوئه، وفي حال عجزه عن ذلك، يقوم بتعذيب نفسه والانهيال عليها بالضرب 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.