المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اصابة الشمام بالعنكبوت الأحمر وطرق مكافحته
2-7-2017
الطفل ومحيط الحياة
15-1-2016
حلم الريش Feather Mite
5-8-2021
وجوب الترتيب في الغسل
29-12-2015
العوامل المؤثرة على استجابة القطب
2024-01-20
خنفساء الحبوب المنشارية Oryzaephilus surinamensis
3-2-2016


الاحتياجات المهمة للأطفال / الحاجة الى القبول  
  
1738   06:11 مساءً   التاريخ: 26/9/2022
المؤلف : علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص167ــ178
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-13 1449
التاريخ: 13-4-2016 2469
التاريخ: 18-1-2016 6449
التاريخ: 13-4-2021 2993

الاحتياجات المهمة للأطفال، هو انهم يريدون ان يكونوا مقبولين من قبل الوالدين، ويحصلوا بالتالي على تأييد وموافقة المجتمع عليهم، وأن يدخلوهم في عضوية الاسرة أو المجتمع ويعاملونهم بنفس المعاملة التي يعاملون انفسهم بها.

ان حاجة الطفل إلى القبول هي بمنزلة حاجته إلى استنشاق الهواء، إذ انه في حالة التحديد سيشعر بالاختناق والثقل.

ان النمو الجسمي وحتى النفسي للطفل مرهونان بهذا القبول، وعدم شعوره بذلك يعتم حياته بل وحتى أنه يشعر بالقرف من نفسه وحياته أحياناً وفي أحيان اخرى يلجأ إلى البحث عن ملاذ جديد غير محيط البيت والحياة، وعندما لا يوفق إلى ذلك يلجأ إلى الانزواء والانعزال. 

قبول الطفل وأساس التفكير في ذلك: 

من وجهة نظر ديننا الاسلامي، يجب أن يحظى الطفل بالمقبولية في البيت الذي ولد فيه، سواء كان قبيحاً أم جميلاً، ولداً أم بنتاً، سالماً أم ناقصاً، إذ من الممكن أن يكون الطفل غير مطلوباً لبعض الأولياء أو أنهم كانوا يتوقعون طفلاً خلاف ما ولد لهم أو يشعرون باكتفائهم بعدد اطفالهم ولا يستسيغون وجوده. إذ يجب أن تحل هذه المسألة فعلاً وبما انه ولد الآن لذا يجب أن يحظى بالقبول.

وأساس التفكير في هذا القبول يكمن في أن الطفل يعد أمانة إلهية بين أيدي الوالدين، وبعد ذلك بيد أفراد المجتمع، ومن ثم بيده هو، والجميع مكلفون بأن يتقبلوه كموجود ثمين عزيز، ويقومون بحمايته والمحافظة عليه وأيضاً اكمال نموه وتربية جميع أبعاده الوجودية. ومن وجهة النظر الاسلامية لا يحق للآباء والأمهات الاعتراض على أمانة الله تعالى بالقول : لماذا الولد وليس البنت أو العكس؟

ان المؤتمن مكلف بأداء واجب الأمانة دون اعتراض أو اجتهاد، واتخاذ مثل هذا الموقف يعد نوعاً من التطاول على الله تعالى .

فوائد وضرورة القبول :

فيما يتعلق بفوائد القبول وضرورته يمكن أن نطرح مسائل كثيرة ومنها أن القبول يعد الشرط الأول للصحة والسلامة الجسمية والنفسية، فإن لم يحظ الطفل بالقبول لن يكبر أو ينمو مطلقاً ولن ينال الاستقرار النفسي.

أن تقبل الطفل بكل ايجابياته وسلبياته، بجماله وبقبحه، يساعد على خلق الأجواء المناسبة للتوفيق والنجاح في الأمور، ويدفعه بنفس الوقت إلى تقبله لتحمل المسؤوليات وانجاز الأعمال التي يحتاجها الطفل في حياته الفردية والاجتماعية.

ان تقبل الطفل يساعد على ترسيخ مكانته الاجتماعية ضمن الجماعة المعينة، ويكبح جماح ثورته وغضبه، ويدفع بكل كيانه ووجوده إلى الامام، وبضمن توازنه واعتداله العاطفي والنفسي، ويحمل الطفل على النظر إلى ذاته وشخصيته بعين الاعتبار.

وعلى العموم فان رؤية الوالدين وأساليب التعامل مع الأطفال يمكن أن يلعبا دوراً ريادياً في تسهيل نمو ونضوج الطفل أو أن يكون مانعاً في طريق نموه وتكامله. أن شرط الموفقية والنجاح في الحياة الفردية والاجتماعية يكمن في امتلاك الطمأنينة والحصول عليها، وهل أنه مقبول في المجتمع بشكل محدود أم واسع؟

وأخيراً فان قبول الطفل داخل محيط الاسرة والمدرسة هما السبب في تقوية مشاعر الارتباط، والغرور والإباء، والشعور بالقوة والقدرة، والشعور بالنجاح في الاستحواذ على القلوب والنفوذ فيها، وسبباً للنمو والتطور، وفي النهاية السبب في التوازن النفسي والسلامة، ولابد من قيام الوالدين بتجسيد تقبلهم للطفل عملياً.

اشكال القبول :

وأما الاساليب التي يمكن من خلالها تجسيد القبول وبأي الطريق يتسنى للوالدين بلوغ هذا الأمر، فهناك أجوبة مختلفة ومتعددة على ذلك نلفت الانتباه إلى بعض منها:

١- اختيار الاسم الحسن للطفل:

بحيث يعكس أولاً رغبة الوالدين تجاه الطفل ويعبر عن حبهم وتقبلهم للطفل، وثانياً يشعر الطفل فيما بعد بالفخر والاعتزاز بهذا الاسم.

وقد أوصى الاسلام واكد على هذا الأمر كثيراً، وطالبنا باختيار الاسم الحسن لأطفالنا، حتى روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام بتغيير اسماء الكثير من الافراد الذين كانت لهم اسماء غير مقبولة في الجاهلية.

2- اظهار السرور والاعتزاز بالطفل:

على الوالدين أن يظهروا للطفل بانهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لامتلاكهم طفلاً مثله، وانهم سعداء ومسرورون لوجوده إلى جانبهم ومعهم. وعليهم أن لا يتمنوا موته أبداً وخاصة فيما يتعلق بالبنات، إذ أن الاسلام حرم ذلك. وأن لا يشكون من هذا الامر بانه أن لم يكن هذا الطفل موجوداً لكانت حالتهم أفضل مما هي عليه الآن مطلقا، أو أن وجوده يسبب الحرج .

٣- المداعبة:

ومن أساليب اظهار القبول المداعبة ، وهو الشيء الذي يحتاج إليه الطفل ويدرك من خلاله بان والديه يحبانه ويريدانه ومتمسكان بمسألة قبوله بينهم. أن الطفل بحاجة إلى هذا الأمر كما يحتاج جسمه إلى الغذاء والهواء.

أن مداعبة الطفل تساعد على خلق موجبات تطوير وتنمية شخصيته بشكل متناغم، وعدم تحقق ذلك يصبح سبباً لمشاعر الهم والغم والمشاعر السيئة الأخرى.

4- التعامل الحسن:

ومن مظاهر القبول المعاملة الحسنة والطيبة مع الطفل. وفي بعض الأحيان تبدو معاملة الوالدين مع الطفل بشكل ينم على أنه عبارة عن موجود زائد أو فاقد الأهمية، إذ أن الطفل يدرك ذلك جيداً ويتأثر له. في حين أنه من الضروري أن يتعاملوا مع الطفل بروحية طيبة وأخلاق حسنة، بل وحتى بوجه منبسط ومبتسم ويشيعون في نفسه مشاعر السرور وطيب الخاطر.

5- الاصغاء إليه:

عندما يقوم الطفل بتعلم جملة ما، أو بيت من الشعر، أو انشودة معينة فانه يسعى أن يقرأ ذلك على مسامع والديه، لأنه يرى أن ذلك يعتبر أمراً عجيباً وبديعاً جداً ويرد في ذهنه أحياناً سؤالاً ما حول مسألة معينة ويريد أن يسأل والديه عن ذلك أو يريد أن يسرد قصة كان قد تعلمها. ففي هذه الحالة على الوالدين الاصغاء إلى كلماته بكل صبر وحلم بل يشجعونه عند الضرورة أيضاً.

٦- تقبل أعذاره:

أن بعض الأولياء يتعاملون مع الطفل تعاملاً ينم على أنهم يتحينون الفرصة لإهانته وتحقيره أو أن تصدر عنه مخالفة معينة ليعيرونه بها ويخجلونه، ومن الممكن أن يطلب الطفل الصفح عن خطأه إلا أنهم يرفضون ذلك ولا يقبلون الاعتذار منه. في حين أنه من الضروري في مثل هذه الحالة أن يقبل اعتذار الطفل بل يجب على الوالدين أن يخلقوا له عذراً ليعتذر به، ويطمأنوه على استمرار الدعم، كما أن عبارة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس تشمل هذه الحالات أيضاً، ويجب أن تقبل توبته.

٧- أخذه بعين الاعتبار:

ومن مظاهر القبول أيضاً أخذه بعين الاعتبار واعطائه المسؤولية والرتبة والمنصب، ومن الخطأ أن ينشغل الوالدين بأنفسهم فقط وسط الجماعة ولا يعيرون الطفل أي أهمية تذكر، أو من غير اللائق لو أراد الطفل أن يبرز شخصيته وسط الناس ويتحدث هو أيضا بحديث ما إلا انهم ومن خلال عدم اعتنائهم به او تقبيح عمله لا يهتمون لحديثه ويعمدون إلى قطعه، لذا يجب الاهتمام به كفرد كبير واحترامه خاصة وسط الجماعة.

٨- عدم اللجوء إلى التمييز في البيت :

أن المعاملة المنصفة ومراعاة العدالة والقسط في البيت لا يعد رحمة أكثر من كونه واجباً ومسؤولية. ولا يحق للآباء والأمهات تفضيلهم أحد الأطفال على غيره بسبب جنسه أو شكله ولا يعيرون الآخر أهمية تذكر .

أن التمييز يعتبر أرضية وسبباً للشعور بالتحقير والألم والتكدر، ويتجسد هذا الشعور لدى الطفل الذي يعاني من هذه المعاملة بانه فرد غير مقبول لديهم ولا يعيرونه أهميتهم.

٩- المشاركة في امور البيت :

أن الطفل الذي يحظى بالقبول ينبغي أن يشارك بنحو ما في الحياة الاجتماعية والعائلية وأن يوكل له الأولياء مسؤولية معينة حتى وان كانت صغيرة مواضعة. وعلى سبيل المثال لابد أن تكون له مساهمة معينة في بسط المائدة، أو اطعام الطيور وسقي الأزهار وغيرها إذ أن هذا الأمر سيصبح مدعاة للشعور بالانسجام والتمرن على ممارسة المسؤولية، والشعور بالاعتزاز الناجم من التعلق بالأسرة، ويدعو الطفل إلى الشعور بالفرح البالغ .

١٠- تفقد أحواله :

من الممكن أن يتعرض الطفل أحياناً إلى حادثة معينة أو مرض ما ويتحمل نتيجة لذلك الألم ويشعر بالخطر، لذا فمن مظاهر القبول أيضاً أن نتقرب منه في هذه الحالة أكثر من أي وقت مضى، ونسأل عن أحواله، ونظهر مواساتنا ونساهم في توفير علاجه، وبعبارة أخرى نتصرف بشكل يوحي له بانه - منفصل عنا واننا متألمون لما يعاني منه.

كيفية القبول:

يجب أن يتحقق قبول الطفل بصورة طبيعية وبعيداً عن أي تصنع أن الأطفال يميزون بين السلوك المرائي والمتصنع والسلوك الذكي، ويشعرون منه بعدم الارتياح فضلاً عن أنه يمثل درساً غير مستساغ للتطبيع بالرياء والخداع ولا تحمد عقباه فيما بعد ويعبر عن جو عاطفي غير مقبول.

ولغرض تحقيق هذه الصورة من القبول ينبغي على الوالدين أن يهيئوا انفسهم فعلاً لمسألة القبول ويقبلون بأن هذا الطفل ما هو إلا أمانة من عند الله تعالى لديهم ولابد أن يحظى بقبولهم، وكما أن الله تعالى قبلهم وأودعهم مثل هذه الأمانة يجب عليهم أن يكونوا شاكرين فخورين.

أن قبول الطفل يجب أن لا يستند الى مكانته من حيث الجنس وجمال الطفل أو تلفظه أحياناً بألفاظ جميلة وكلمات لطيفة إذ يمكن لهذه الأمور أن تعتبر من عوامل الانجذاب للطفل إلا أنه ينبغي عدم أخذها بعين الاعتبار أو الاشارة لها أمام غيره من الاطفال، ذلك أن جزء مهماً من معاناة بقية أطفال العائلة ناجم عن هذا الأمر، فالأساس في التعامل هو أن نقبل الطفل بيننا كما هو، وأن لا نقول له باننا لا نحبك ولا نريدك مطلقاً ، بل يجب أن نقول له لو فعلت كذا وكذا سنحبك أكثر من ذي قبل .

مظاهر القبول:

تتفاوت مظاهر القبول باختلاف السنين، فالأطفال الصغار ينظرون الى القبول بالمنظار التالي:

* الغذاء الكافي، إذ أن الطفل يفسر جزء مهماً من مشاعر المحبة تجاهه في هذا المجال.

* المحبة والتقبيل والمداعبة والاحتضان خاصة اثناء زعله وعدم رضاه.

* منحه اللجوء وحمايته عندما يريد أحد الافراد ضربه وايذائه ويشعر بعدم امتلاكه الملاذ أمام ذلك الشخص.

* تقبله حين مرضه والعيش إلى جانبه والسعي في تقليل آلامه ومواساته.

* معاملته معاملة طيبة والاجابة على تساؤلاته بالعطف والمداعبة وبروحية مرحة.

* استصحابه في جميع الأحوال، إذ أن الطفل يهرب من الوحدة ويرد أن يكون مصاحباً لأمه وأبيه.

* توفير الملابس الجميلة والملونة واللعب الجميلة له وملاعبته عندما يريد ذلك.

عدم القبول :

مع الأسف يلاحظ أحياناً أن الوالدين لا يتقبلون اطفالهم في داخلهم بالرغم من تظاهرهم وتصنعهم في معاملته معاملة مناسبة وتقبلهم اياه ظاهرياً.

وفيما يتعلق بأسباب وعلل عدم القبول هذا يمكن التطرق إلى ذكر بعض الموارد وأهمها ما يلي :

١ـ حصول الولادة الغير متوقعة ، كما لو أنه أراد ولداً فولدت له بنتا، أو كان يريد طفلاً جميلاً فولد قبيحاً و...

٢- الضيف الغير مدعو ، بمعنى أن الوالدين أحياناً وبسبب شعورهم بالاكتفاء من حيث عدد الأطفال، لم يرغبوا بأن يكون لهم طفل آخر، ولكن غلبهم حكم القضاء وولد لهم طفل لم يرغبوا بمجيئه.

٣- نقص العضو أو وجود العيب في الطفل، إذ أن بعض الأولياء يشعرون بالانكسار والتحقير في وجوده بينهم، أو ينظرون له بانه يعرقل نموهم وادائهم لنشاطاتهم الاعتيادية.

٤- الزواج الفاشل ، إذ أن وجود هذا الطفل يصبح السبب في الإبقاء على مواصلة الصورة الباردة والرتيبة لحياتهم الجبرية ، وعلى هذا الأساس فان الطفل يصبح سبب تعاستهم .

٥- انتظار المزيد من الطفل كتوقعهم أن يتكلم الطفل مبكراً ويكون منطقه جميلاً وعذباً، ويشيع الفرح في مجالسهم أو أن تكون له قابلية جيدة في حفظ الشعر والأناشيد والحديث ولكن لم يحدث شيء من ذلك.

وهناك دلائل أخرى في هذا المجال نجد أنه من الصعب جمعها ودراستها أجمع، والمهم بالنسبة لنا ذكره أنه يجب على الوالدين حل هذه المعضلات بالنسبة لأنفسهم، وأنهم في الواقع يقومون بدور الأمين الإلهي وأن كان هناك ثمة نقص أو عيب في الطفل فأنه غير مقصر ويجب عليهم تقبله.

مخاطر عدم القبول:

أن الطفل الذي لا يقبل في محيط الأسرة والمجتمع ويشعر هو بذلك سيتعرض إلى مخاطر عديدة لها عواقب وخيمة عليه وعلى اسرته. ويتعرض إلى حالات وأبعاد مختلفة يصعب في أحيان كثيرة الحد منها ، والوقوف بوجهها.

وسنشير فيما يلي الى بعض من هذه الحالات والمخاطر:

١- تتحطم لديه مشاعر الغريزة ، وحب الذات والرغبة في الحياة ، ويسأم من حياته .

٢- يشعر بأنه موجود زائد وعدم وجوده أفضل، حتى أنه من الممكن أن يلجأ في السنين اللاحقة إلى الانتحار.

٣- من الممكن أحياناً أن يلجأ إلى التملق والخداع لكي يحظى بالقبول مجدداً ويحسب حسابه.

٤- يشعر بعدم الرضا والتشاؤم من حياته ويخشى ظواهرها.

٥- وفي حالة مواصلة الحياة يتسم بالبرود وبأنه فرد عديم العاطفة ولا يتحمس تجاه الآخرين .

٦- ركونه إلى الانزواء والقلق ويهرب من حياته الاجتماعية وتحمل المسؤولية، وأحياناً يعود السبب في الخجل إلى هذه الأمور.

٧- يكبح آماله ورغباته ويظهر استسلامه بشكل غير اعتيادي وهذا الأمر بحد ذاته هو السبب في الانحراف .

٨- يسعى إلى الحصول على الاستقلال السابق لأوانه وهذا الأمر بحد ذاته يعد خسارة هامة في التربية .

٩- التعقد والسعي في اظهار التعامل الغير مناسب مع الآخرين أو التمسك بحالة الخشونة والقوة.

10- ترسيخ ومواصلة السلوك الطفولي أو العودة إليه ، إذ ترى ذلك في سلوكه البسيط جداً والطفولي بشكل واضح مثل توسيخ نفسه، التكلم بلهجة طفولية واضحة جداً وأحياناً التوقف عن الكلام والبكم المطبق.

11- الالتصاق والتعلق المفرط بالأم أو بغيرها وهذا بحد ذاته يعد حائلاً أمام نموه أيضاً.

أهمية القبول في السنين الأولى:

نعلم أن السنين الأولى من حياة الطفل، وخاصة السنوات الست الأولى تمثل مرحلة مصيرية في حياته، إذ أن الدعامات الأولى والأساسية للتربية توضع في هذه المرحلة، كما أن تبلور الشخصية وبناء الأخلاق تعود لهذه المرحلة أيضا، وكل صلاح أو فساد توضع لبناته في هذه المرحلة أيضاً .

وعلى الوالدين والمربين أن يتحلوا بالذكاء والحذر في هذه المرحلة ، وأن يجتهدوا في تقبل الطفل وملاطفته، ويجب أن يبنى اساس التربية على الجذب وليس على الطرد والرد، ومن الخطأ اللجوء إلى طرد الطفل من البيت حتى عند ارتكابه أخطاء شنيعة وهامة أو إبعاده عن أنفسهم ، إذ أن شعور الطفل بالتسيب وعدم وجود الملاذ له عواقب مؤلمة عليه.

وبشكل عام لابد من الاهتمام بالطفل ومعاضدته وتقبله وأن يحظى بالمزيد من تلبية احتياجات هذا التأييد والقبول وبشكل يليق به وبإمكانياته.

ان ايداع الطفل في دور الحضانة وتربية الاطفال يمثل نوعاً من الطرد والابعاد عن النفس إلا عندما يتوفر لدى الطفل مثل هذا الاستعداد، وبإمكانكم الوقوف على مظهر هذا الشعور بالطرد لدى الطفل ، وكيف أنه يتعلق بأهدابكم أحياناً ليشعركم برغبته في عدم ارساله إلى دار الحضانة، وأنه لظلم كبير عندما تسعون في هذه الحالة أيضاً إلى حرمان الطفل من رعايتكم ومحبتكم.

استمرار القبول في المدرسة :

نعلم أن المدرسة تمثل البيت الثاني للطفل، وفي السنين الأولى للمرحلة الابتدائية وينبغي أن تمثل المدرسة نموذجاً واسوة في استمرار الحياة العائلية، وأن يلعب المعلم والمدير دور الأبوين في حياته.

أن التأثير الاجتماعي له في المدرسة مهم جداً بالنسبة له أيضاً، وعلى المعلم أن يتقبل الطفل في الصف، ويأخذه بعين الاعتبار، ويعتبره حميماً له، ويعامله معاملة طيبة وحسنة، وأن يعرف التلامذة الجدد على القدامى ويحملهم على تقبل التلميذ الجديد ويصادقوه ويقربوه و....

ولا يمكن للمدرسة أن تأخذ مكان البيت أبداً إلا أن الطفل يرغب في أن يقبلوه فيها كما هو. وحتى لو تصرف الطفل بسلوك مخالف لضابطة معينة يجب تقبلها منه والقيام بإصلاحه بحيث يشعر الطفل أنه لا بد من معايشته لهذه الجماعة والعيش معهم ، ولكن ينبغي له أن يبني نفسه ويساير اسلوبهم في الحياة بما يتوافق وطريقة معيشتهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.