المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تأثير المحيط وتنوعه على الطفل  
  
3743   01:13 صباحاً   التاريخ: 16-10-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص341ـ343
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2362
التاريخ: 19-6-2016 2414
التاريخ: 20-4-2016 1888
التاريخ: 1-2-2023 1407

دور الأقران والأصحاب

الدور الذي يلعبه أصدقاء الطفل يفوق في تأثيره أحياناً دور الأب والأم؛ فالطفل يتعلم الأسس الخلقية والقيم الإجتماعية والنظام الحكومي والآداب والمراسيم ونوع العلاقات ووظائفه عادة من الأصدقاء وبذلك فما من شك أن مصاحبة الوقحين والشريرين وغير المؤدبين تؤثر فيه والأمر كذلك بالنسبة لصاحب المؤدبين والصادقين والخلوقين.

في الوقت الذي نؤيد فيه حاجة الطفل للأصدقاء ومن يلهو معهم لكننا لا نعتقد بصحة أن يعاشر ويصاحب الطفل أياً كان ذلك أن الصديق الخاطئ والمعتدي لا يزيد في الشخص إلا مفاهيم الإعتداء والعنف وربما تفاقم حالة الإنحراف وظهور الحالات الشاذة في الطفل.

هناك عوائل تعمل على تجنيب أطفالها مشاهدة المشاهد الملوثة والأفلام ذات الآثار السيئة والإحتيال في حين يتعرف أطفالهم على تلك المشاهد والحالات المضرة نفسها عن طريق أصدقائهم.

دور الأفكار والفلسفات:

يعود كثير من حالات التلوث والفساد إلى طريقة التفكير والفلسفة السائدة في المجتمع، فالأمثلة والكنايات القبيحة المستخدمة تمهد لشيوع الفساد في الأطفال واليافعين الأمر الذي يستلزم جهوداً ناجعة في مجال التضاد الفكري والتشاؤم واليأس الفلسفي والرؤى التي تسوق الناس للامبالاة والإنحلال.

تسلب بعض الثقافات إستقلالية الفكر والتحرك والسعي من الأشخاص وتجعل الأولاد أشخاصاً مستسلمين، وأحياناً تسلب الأفكار والفلسفات القائمة من الأشخاص مفاهيم الوحدة وترسخ فيهم القيم الكاذبة والمزيفة بينما تعمل بعض المقاييس على فتح ثغرة في الرؤى الموجودة ومن ثم ملؤها بقيم مغلوطة.. ينبغي التفكير في كل هذه القضايا وإيجاد الحلول الناجعة لها.

دور وسائل الاعلام

 لوسائل الاعلام من إذاعة وتلفزيون وسينما وغير ذلك دور إستثنائي في بناء أو تأهيل الأشخاص، وعلى الوالدين اللذين يسمحان لأولادهما الإفادة من هذه الوسائل مراعاة الجانب الخلقي وفحوى برامجها خاصة وأن كثيراً من مضامين هذه البرامج ليست فقط غير مناسبة للأطفال بل ومضرة أيضاً.

لا ينبغي الإفراط في الإستفادة من هذه الوسائل إلا أن تكون برامجها المخصصة للأطفال متماشية مع منهجنا العقائدي، لكن الوضع القائم يكشف عن أن كثيراً منها خالياً من الجانب التربوي فضلاً عن أن بعضها تمهد لأن يشذ الطفل عن السلوك الصحيح وتعلمه عادات وأفكاراً خاطئة والأمر نفسه ملاحظ في المسرحيات.

دور المطبوعات:

 إن مطالعة الكتب والمجلات والصحف جيدة جداً لنقل التراث الثقافي وتوعية الأطفال شريطة أن يكون مضمونها مفيداً وبما يبني شخصية الطفل...

على المطبوعات إن تنقل الأفكار التي تحظى بتأييد المجتمع والدين وتعرف الطفل على الأمور الإيجابية وإلا وجب الوقوف بوجه المطبوعات الفاسدة والمفسدة.

بعض المناهج الدراسية هي الأخرى لا تملك برامج مفيدة وبناءة بل هي اشبه ما تكون بوسيلة تمهد للفساد والتلوث كما أن بعض القصص والتمثيليات المعدة للأطفال تولد فيهم الغم. نعم إن مطالعة الكتاب والصحيفة والمجلة جيد ولكن أي كتاب وأي مجلة وصحيفة وأي نوع من المعلومات تغذيهم بها وبعبارة أخرى يجب الحؤول دون مطالعة النتاجات التي تولد الحقد والعداوة والفساد في الطفل.

دور العوامل الأخرى:

من العوامل الأخرى التي تترك بصماتها في هذا المجال الآداب والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع والنهج السياسي والحكومة والأسس والمقررات النافذة حيث يؤثر كل منها وبطريقة ما في الإنسان بالسلب أم بالإيجاب.

يبلغ حجم تأثير هذه العوامل إلى الحد الذي نعكس جانباً منها في حياتنا الخاصة فلو سيطر النظام الدكتاتوري فإنه سينفذ إلى جميع أبعاد حياتنا ويدفعنا لانتهاج أساليب من المنوال نفسه فيها.. إن شخصية كل طفل، بل وكل إنسان، مرتبطة بالعوامل المحيطة به وتتأثر بها الأمر الذي يدفعنا للإعتقاد بضرورة المراقبة والتقويم.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.