المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مبدأ الرقابة على دستورية القوانين
7-12-2017
تاريخ الجغرافيا الاقتصادية
11-1-2023
الصناعات الكهربائية .Electric Ind
2024-10-28
ميكانيكية التسمم وقدرة الحيوان على تلافيه
29-9-2021
Wilson Prime
31-8-2020
Upgliding diphthongs CHOICE
2024-03-05


دور العدالة في المجتمع  
  
1680   12:02 صباحاً   التاريخ: 16/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص99 ـ 101
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

تدلنا ملاحظة التواريخ والتحقيق في قيام الثورات على نقطة مهمة جديرة بالملاحظة والتأمل ، وهي أن كلمة (العدل) المقدسة كانت ولا زالت محور الثورات والنهضات في مختلف ادوار العالم وبين جميع الأمم والشعوب فكم أثارت رؤى هذه الكلمة المقدسة في أرواح أولئك الذين ملأوا الحياة من ضغط الإجحاف والتجاوز على الحقوق والإعراض عن احاسيسهم، فثاروا على أجهزة الشياطين ثورة عارمة عامة، وسعوا في سبيل الحصول على هذه الجوهرة الكريمة والثمينة والإطاحة بدور أولئك الوحوش الظالمين، مساعي لا تعرف الكلل والملل، ولم يبخلوا في سبيل ذلك حتى بأرواحهم.

ومع الأسف إن أكثر تلك النهضات والمكافحات الممتدة لم تصل إلى نتائجها المطلوبة والظفر المطلق ولم يبلغ اصحابها إلى آمالهم ولم ترتفع بذلك آلامهم.

وبالالتفات إلى نقطة مهمة يتضح لنا سر عدم انتصارهم، وهي أن المجتمع الذي ينحرف مزاجه عن مداره الطبيعي ويعتاد على السقوط والانحطاط، سوف لن يقبل العدالة نظاماً حاكماً، ولن يتصف بنظام العدل أبداً، إن بسط العدالة لا يتيسر إلا في ارضية مساعدة من حيث الشرائط، وما لم تتحقق تلك الشرائط لا يمكن أن تتجلى صورة العدالة متحققة في آفاق الحياة.

إن المجتمع يحتاج - في أولى حاجاته الأساسية - إلى قانون مبني على أسس العدل، مراعى فيه جميع حقوق الطبقات والأفراد بصورة كاملة مطابقة للمصالح العامة. تواكبها تربية أساسية على الأخلاق الحميدة تمهد الأرضية لتطبيق ذلك القانون وتنفيذه فيهم.

إن العدل قانون طبيعي نشاهده في جميع عالم التكوين، فقد قدر الله تعالى الخطوط العريضة لسير العالم كله على اساس العدل بحيث لا يمكنه أن يتخلف عن هذا القانون الطبيعي العام. إن التوازن والتعاون العجيب بين اعضائنا الذي نحس به حاكماً في اجسامنا لهو أجلى مظاهر العدل الدقيق المدهش الملاحظ في جميع المخلوقات في هذا العالم العظيم، ومن ملاحظة أنفسنا نقف بالتالي على نظام جميع العالم.

إن التعادل المدعى في نظام الخلقة الكونية توازن قهري لا إرادي أما الشر فبما أنه مستقل في الفكر والإرادة يجب عليه أن يؤسس أسس العدل في مجتمعه بإرادته واختياره، وأن القوة العاقلة في الإنسان كما أنها تحتاج في بعض الموارد إلى الهداية التشريعية كذلك قد تستغني عنها وذلك حيث تستطيع أن تدرك كثيراً من الحقائق بنفسها وتقضي وتحكم بها أو لها أو عليها، وأن العقل يقدر الأعمال الحسنة ويشجب الأعمال غير المحمودة.

إن للعدالة في حياة البشر موقعاً حساساً إذ هي من تلك الأوصاف التي تكون منبعاً لسائر الفضائل والصفات الحسنة، فهي - بكلمة - حالة تبعث الانسان على الأعمال الصالحة الحميدة، ان العدالة من أكبر العوامل التي تربط بين المجتمعات البشرية وتوجد بينها التآلف والعلاقات الودية الحسنة، بل توجب اتحاد المجتمعات على سبل الصلاح.

يقول الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون: (إذا وجدت العدالة في نفس الإنسان سطعت منها أشعة نيرة على سائر قواه النفسية، فإن جميع الصفات الحميدة والفضائل الإنسانية إنما تنبع من عين العدالة، وهي التي تهب الشخص قدرة على أعماله الخاصة به على أحسن الوجوه. وهذا هو منتهى سعادة الإنسان وغاية قربه من الخالق المتعال).

ولو حسبنا العدالة أول أسس الحياة الاجتماعية المنظمة لم نجازف في القول، فبها يفتتح الأنسان فصلاً جديداً في حياته وبها يجد المجتمع في جسمه روحاً جديداً، وهي التي تنور محيط حياة الانسان وتهب لها جلالاً وجمالاً، إن المجتمع الذي تحظى حياته بنضارة العدالة يجد بها لنفسه مقومات الحياة، وينتصر بها على المشكلات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.