المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الغيبة والبهتان  
  
1654   01:17 صباحاً   التاريخ: 25-7-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص215ـ 219
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-09 1153
التاريخ: 11-9-2016 2239
التاريخ: 26-7-2022 1765
التاريخ: 25-6-2022 1576

وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكرهه وهو غائب عنه وذكره في أخلاقه أو في بدنه أو في أمواله أو أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه بل حتى ولو كان ينتقده في ثوبه أو داره أو وسيلة النقل التي له(1)، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 12].

إن الغيبة هي مرض خطير يفتك بالمجتمع الإسلامي ويشيع روح العداوة والبغضاء بين أفراده بل يؤدي إلى عدم قبول الأعمال كالصلاة والصيام حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه أربعين يوما وليلة إلا أن يغفر له صاحبه)(2).

وان الغيبة أيضا تسبب خسارة الحسنات والأعمال الصالحة وإعطاؤها في حساب الشخص المغتاب حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي الله ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسانته فيقول: إلهي ليس هذا كتابي! فإني لا أرى فيها طاعتي.! فقال له: إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتيابك الناس، ثم يؤتى باخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيها طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي.! فإني ما عملت هذه الطاعات فيقال: لأن فلاناً اغتابك فدفعت حسناته إليك)(3).

وان الغيبة هي واحدة من مصاديق الظلم لأن فيه إسقاط لحرمة المؤمن بل قتل له ولكيانه في مجتمعه وبيئته لذلك تجد إنصاف الله له بأخذ حسنات الظالم وإعطائها للمظلوم.. وهكذا يفعل الله بكل الظالمين يوم القيامة حيث قال رجل من قريش للإمام زين العابدين (عليه السلام): يا بن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر من مظلمة أي شيء يأخذ من الكافر وهو من أهل النار؟ فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): يطرح عن المسلم سيئاته بقدر ما له على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة.. فقال له القرشي: فإذا كانت المظلمة لمسلم عند مسلم كيف تؤخذ مظلمته من المسلم.. قال: فيؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فيزاد على حسنات المظلوم.. فقال القرشي: فإن لم يكن للظالم حسنات.. قال (عليه السلام): إن لم يكن للظالم حسنات فإن للمظلوم سيئات.. تؤخذ من سيئات المظلوم فتزاد على سيئات الظالم)(4).

لذلك إن ترك الغيبة تعد من العبادات التي يعطي الله تعالى الأجر الجزيل عليها حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ترك الغيبة أحب إلى الله عز وجل من عشرة آلاف ركعة تطوعاً)(5).

وتتحقق الغيبة حتى لو كانت الصفات المذكورة صحيحة واما إذا لم تكن موجودة فيه فهي بهتان حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، فإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)(6)، (بهته: هي الكذب عليه والقول بما ليس فيه)، وان السامع للغيبة كالمغتاب حيث ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (السامع للغيبة كالمغتاب)(7).

وإن كفارة الاغتياب ان تستغفر لمن اغتبته حيث سئل النبي (صلى الله عليه وآله)، ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته)(8).

وسبب تحريم الغيبة هي تؤدي كما قلنا إلى شيوع الحقد والبغض والعداوة بين الناس مما يؤدي إلى انتشار الخلافات والخصومات لذلك كان الأفضل أن يكون الإنسان ناصحاً لأخيه في السر ويكون ممن يرد الغيبة عنه إذا سمعها حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن لم يرد عنه وأعجبه كان عليه كوزر من اغتاب)(9).

وقال: (من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة)(10).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): في النهي عن الغيبة: فإنما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرصوا أهل الذنوب والمعصية ويكون الشكر هو الغالب عليهم، والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه، وعيره ببلواه، أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه، ما هو أعظم من الذنب الذي عابه به، وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله، فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه، وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجرأته على عيب الناس أكبر.

يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه، فلعله مغفور له، ولا تأمن على نفسك صغير معصية أفلعلك معذب عليه، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي غيره به(11).

وأما الذي تجوز غيبته فهو الفاسق المتجاهر بفسقه والحاكم الظالم حتى لا يؤدي إلى الاقتداء بهم وفعل فعلهم وتحذير الناس منهم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ثلاثة ليس عليهم غيبة: من جهر بفسقه، ومن جار في حكمه، ومن خالف قوله فعله)(12).

وان البهتان هو التكلم على المؤمن بما ليس فيه وما لم يرتكبه ويؤدي إلى العداوة والبغضاء حيث ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) (من بهت مؤمنا أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله تعالى يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قال فيه)(13).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ هذا التعريف في كتاب الأخلاق والآداب الإسلامية.

2ـ مستدرك الوسائل: ج7، ص322، ح2.

3ـ البحار: ج75، ص259، ح53.

4ـ حق اليقين في معرفة أصول الدين: ج2، ص116.

5ـ الوسائل: ج9، ص117، ح16.

6ـ كشف الريبة: ص25.

7ـ غرر الحكم: ص221، ح4443.

8ـ الكافي: ج2، ص257، ح4.

9ـ الوسائل: ج12، ص292.

10ـ الفقيه: ج4، ص372.

11ـ بحار الأنوار: ج72، ص262، ح63.

12ـ مجموعة ورام: ج2، ص252.

13ـ الوسائل: ج12، ص287، ح16223. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.