المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

صلاة الجمعة
25-9-2016
معنى كلمة زود
4-06-2015
سموم التبغ Tabtoxins
28-5-2020
تفسير الاية (186) من سورة البقرة
20-2-2017
كنانة بن الربيع
2023-03-19
إتيان الزوجة عند ميلها إلى ذلك
2024-10-17


سليمان وسحرة بابل  
  
1593   04:15 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص260 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي سليمان وقومه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 1703
التاريخ: 10-10-2014 2417
التاريخ: 2-06-2015 2398
التاريخ: 10-10-2014 1479

 

قال تعالى : {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) } [البقرة : 102]

يفهم من الأحاديث أن مجموعة من النّاس مارست السحر في عصر النّبي سليمان (عليه السلام) ، فأمر سليمان بجمع كل أوراقهم وكتاباتهم ، واحتفظ بها في مكان خاص. (لعل الإحتفاظ بها يعود إلى إمكان الإِستفادة منها في إبطال سحر السحرة) .

بعد وفاة سليمان عمدت جماعة إلى إخراج هذه الكتابات ، وبدأوا بنشر السحر وتعليمه. واستغلت فئة هذه الفرصة فأشاعت أن سليمان لم يكن نبيّاً أصلا ، بل كان يسيطر على مُلكه ويأتي بالأُمور الخارقة للعادة عن طريق السحر! 

مجموعة من بني إسرائيل سارت مع هذه الموجة ولجأت إلى السحر ، وتركت التوراة.

عندما ظهر النّبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وجاءت آيات القرآن مؤيدة لنبوة سليمان ، قال بعض أحبار اليهود : ألا تعجبون من محمّد يقول : سليمان نبي وهو ساحر!

وجاءت الآية ترد على مزاعم هؤلاء وتنفي هذه التّهمة الكبرى عن سليمان (عليه السلام) (1) .

الآية الاُولى إذن تكشف فضيحة اُخرى من فضائح اليهود وهي إتهامهم لنبي الله بالسحر والشعوذة ، تقول الآية عن هؤلاء القوم : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) .

والضمير في «وَاتَّبِعُوا» قد يعود إلى المعاصرين للنبي ، أو إلى أولئك اليهود المعاصرين لسليمان ، أو لكلا الفريقين.

والمقصود بكلمة «الشَّيَاطِينَ» قد يكون الطغاة من البشر أو من الجن أو من كليهما.

ثم تؤكد الآية على نفي الكفر عن سليمان : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) .

فسليمان (عليه السلام) لم يلجأ إلى السحر ، ولم يحقق أهدافه عن طريق الشعوذة : (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) .

هؤلاء اليهود لم يستغلوا ما تعلموه من سحر الشياطين فحسب ، بل أساؤوا

الإِستفادة أيضاً من تعليمات هاروت وماروت : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) (2) .

هاروت وماروت ملكان إلهيّان جاءا إلى النّاس في وقت راج السحر بينهم وابتلوا بالسحرة والمشعوذين ، وكان هدفهما تعليم النّاس سبل إبطال السحر ، وكما إن إحباط مفعول القنبلة يحتاج إلى فهم لطريقة فعل القنبلة ، كذلك كانت عملية إحباط السحر تتطلب تعليم النّاس اُصول السحر ، ولكنهما كانا يقرنان هذا التعليم بالتحذير من السقوط في الفتنة بعد تعلم السحر (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولاً إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) .

وسقط أُولئك اليهود في الفتنة ، وتوغلوا في إنحرافهم ، فزعموا أن قدرة سليمان لم تكن من النّبوة ، بل من السحر والسحرة. وهذا هو دأب المنحرفين دائماً ، يحاولون تبرير إنحرافاتهم بإتهام العظماء بالإنحراف.

هؤلاء القوم لم ينجحوا في هذا الإختبار الإِلهي ، فأخذوا العلم من الملكين واستغلّوه على طريق الإِفساد لا الإِصلاح ، لكن قدرة الله فوق قدرتهم وفوق قدرة ما تعلموه : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ، وَمَا هُمْ بِضَارّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ) .

لقد تهافتوا على إقتناء هذا المتاع الدّنيوي وهم عالمون بأنه يصادر آخرتهم (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَن اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاْخِرَةِ مِنْ خَلاَق) (3) . لقد باعوا شخصيتهم الإِنسانية بهذا المتاع الرخيص (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .

لقد أضاعوا سعادتهم وسعادة مجتمعهم عن علم ووعي ، وغرقوا في مستنقع الكفر والإِنحراف (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوا لَمَثْوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .
______________________

1. سيرة ابن هشام ، ج 2 ، ص 192. ومجمع البيان في تفسير الآية ، مع قليل من الاختلاف.

2. بعض المفسرين عطفوا جملة «مَا أُنْزِلَ» على «مَا تَتْلُوا» وعلى هذا الأساس فسرنا الآية أعلاه ، وبعضهم عطفوها على (السحر) .

3. (الخَلاق) يعني الخُلُق ، وقد يعني الحظّ والنصيب وهذا هو معنى الكلمة في الآية.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .