أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3670
التاريخ: 25-6-2022
1921
التاريخ: 7-03-2015
3660
التاريخ: 19-6-2022
1355
|
لقد اهتمّ الإمام الحسن المجتبى بنشر حديث النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسيرته ومكارم أخلاقه ، ونختار من الأحاديث التي رواها عن جدّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ما يلي :
1 - « إنّ من واجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم . . » .
2 - « يا مسلم ! اضمن لي ثلاثا أضمن لك الجنّة : إن أنت عملت بما افترض عليك في القرآن فأنت أعبد الناس ، وإن قنعت بما رزقت فأنت أغنى الناس ، وإن اجتنبت ما حرّم اللّه فأنت أورع الناس . . . » .
3 - « من صلّى الفجر فجلس في مصلّاه إلى طلوع الشمس ستره اللّه من النار » .
4 - « حيثما كنتم فصلّوا عليّ ، فإنّ صلاتكم تبلغني » .
5 - « جاءت امرأة إلى النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومعها ابناها فسألته فأعطاها ثلاث تمرات ، فأعطت كلّ واحد منهما تمرة فأكلاها ، ثم نظرا إلى امّهما فشقّت التمرة اثنتين فأعطت كلّ واحدة منهما شقّ تمرة ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : رحمها اللّه برحمتها ابنيها » .
6 - « ودعا ( صلّى اللّه عليه وآله ) بهذا الدعاء : اللهم أقلني عثرتي ، وآمن روعتي ، واكفني من بغى عليّ ، وانصرني على من ظلمني ، وأرني ثأري منه . . . » .
وأمّا ما يخصّ سيرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومكارم أخلاقه فقد اهتمّ السبط المجتبى بنشرها تارة عن خاله هند بن أبي هالة التميمي ربيب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأخ الزهراء من امّها ؛ إذ كان دقيقا في وصفه لحلية النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومكارم أخلاقه ، وممّا جاء في وصفه لمنطق الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) قوله :
« كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لا يتكلّم في غير حاجة ، طويل السكوت ، يفتح الكلام ويختمه بأشداق[1] ، ويتكلّم بجوامع الكلم ، فصل لا فضول ولا تقصير ، دمثا ليس بالجافي ولا المهين ، يعظم المنّة وإن دقّت ، لا يذمّ منها شيئا ، ولا يذمّ ذوّاقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد ، ولم يستقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، إذا أشار بكفّه أشار بكفه كلّها ، وإذا تعجّب قلبها ، وإذا تحدّث اتّصل بها فضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غضّ طرفه ، جلّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حبّ الغمام . . . » .
واعتنى الإمام المجتبى بهذه السيرة المباركة أيّما اعتناء ، فسأل أباه المرتضى الذي كان ربيب الرسول وتلميذه وصهره وأخاه وشريكه في حمل أعباء الرسالة ، وهو الذي لازمه من قبل بعثته حتى رحلته ، وطلب منه أن يصف له سيرة رسول اللّه فأجابه أمير المؤمنين إجابة تتضمن منهاجا كاملا للإنسان المسلم الذي يريد الاقتداء بسيرته ( صلّى اللّه عليه وآله ) .
قال الإمام عليّ صلوات اللّه عليه : « كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء للّه جل ثناؤه ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثمّ جزّأ جزأه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك على العامة بالخاصة ولا يدّخر عنهم شيئا ، وكان من سيرته في جزء الامّة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسّمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والامّة من مسألتهم وأخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : ليبلغ الشاهد الغائب ، وابلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته ، فإنّ من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إيّاه ثبّت اللّه قدميه يوم القيامة ، لا يذكر عنده إلّا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره ، يدخلون روادا ولا يفترقون إلّا عن ذواق ، ويخرجون أدلة . . » .
قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ » فقال :
« كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يخزن لسانه إلّا ممّا يعينهم ، ويؤلّفهم ولا يفرّقهم ، أو قال :
ينفرهم ، ويكرم كريم كلّ قوم ، ويوليه عليهم ويحذّر الناس ، ويحترس منهم ، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه ، يتفقّد أصحابه ، ويسأل عمّا في الناس ، فيحسن الحسن ويقوّيه ، ويقبّح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكلّ حال عنده عتاب ، لا يقصّر عن الحقّ ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة . . » .
قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « فسألته عن مجلسه ، فقال : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذكر اللّه ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ويعطي كلّا من جلسائه نصيبه ، فلا يحسب جليسه أنّ أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه أو قارنه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ومن سأله حاجة لم يرده إلّا بها أو بميسور من القول ، وقد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحقّ سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع عنده الأصوات ، ولا تؤبّن فيه الحرم ، ولا تثنى فلتأته ، ترى جلّاسه متعادلين ، يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب . . » .
قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « قلت له : كيف سيرته في جلسائه ؟ قال ( عليه السّلام ) : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) دائم السرور ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح ، يتغافل عمّا لا يشتهي ، ولا يؤيس منه ، ولا يجيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذمّ أحدا ، ولا يعيّره ولا يطلب عثرته ، ولا يتكلم إلّا فيما رجا ثوابه ، وإذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطير ، وإذا سكت تكلّموا ، ولا يتنازعون عنده ، من تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك ممّا يضحكون منه ، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبوا منهم ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، ولا يقبل الثناء إلّا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوّزه فيقطعه بنهي أو قيام . . » .
قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « كيف كان سكوته ؟ قال ( عليه السّلام ) : كان سكوت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على أربع : الحكم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكير .
فأمّا تقديره ففي تسويته للنظر بين الناس واستماعه منهم .
وأمّا تفكيره ففيما يبقى ويفنى .
وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يعصيه شيء ولا يستقرّه .
وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي فيما أصلح امّته ، والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة . . . »[2].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|