المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الخضر يواسي اهل البيت بفقد النبي (صلى الله عليه واله)
13-12-2014
nasal (adj.)
2023-10-16
REACTIONS
28-12-2016
Ejectives in English
26-7-2022
شرائط الذمّة
12-9-2016
تنظيف الموقع - المادة الرابعة والثلاثون - شروط المقاولة لأعمال الهندسة المدنية
2023-03-29


من تراث المجتبى ( عليه السّلام ) الحديث النبوي والسيرة الشريفة  
  
1670   05:26 مساءً   التاريخ: 19-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص197-201
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

لقد اهتمّ الإمام الحسن المجتبى بنشر حديث النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) وسيرته ومكارم أخلاقه ، ونختار من الأحاديث التي رواها عن جدّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ما يلي :

1 - « إنّ من واجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم . . » .

2 - « يا مسلم ! اضمن لي ثلاثا أضمن لك الجنّة : إن أنت عملت بما افترض عليك في القرآن فأنت أعبد الناس ، وإن قنعت بما رزقت فأنت أغنى الناس ، وإن اجتنبت ما حرّم اللّه فأنت أورع الناس . . . » .

3 - « من صلّى الفجر فجلس في مصلّاه إلى طلوع الشمس ستره اللّه من النار » .

4 - « حيثما كنتم فصلّوا عليّ ، فإنّ صلاتكم تبلغني » .

5 - « جاءت امرأة إلى النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومعها ابناها فسألته فأعطاها ثلاث تمرات ، فأعطت كلّ واحد منهما تمرة فأكلاها ، ثم نظرا إلى امّهما فشقّت التمرة اثنتين فأعطت كلّ واحدة منهما شقّ تمرة ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : رحمها اللّه برحمتها ابنيها » .

6 - « ودعا ( صلّى اللّه عليه وآله ) بهذا الدعاء : اللهم أقلني عثرتي ، وآمن روعتي ، واكفني من بغى عليّ ، وانصرني على من ظلمني ، وأرني ثأري منه . . . » .

وأمّا ما يخصّ سيرة النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومكارم أخلاقه فقد اهتمّ السبط المجتبى بنشرها تارة عن خاله هند بن أبي هالة التميمي ربيب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأخ الزهراء من امّها ؛ إذ كان دقيقا في وصفه لحلية النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) ومكارم أخلاقه ، وممّا جاء في وصفه لمنطق الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) قوله :

« كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لا يتكلّم في غير حاجة ، طويل السكوت ، يفتح الكلام ويختمه بأشداق[1] ، ويتكلّم بجوامع الكلم ، فصل لا فضول ولا تقصير ، دمثا ليس بالجافي ولا المهين ، يعظم المنّة وإن دقّت ، لا يذمّ منها شيئا ، ولا يذمّ ذوّاقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد ، ولم يستقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، إذا أشار بكفّه أشار بكفه كلّها ، وإذا تعجّب قلبها ، وإذا تحدّث اتّصل بها فضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غضّ طرفه ، جلّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حبّ الغمام . . . » .

واعتنى الإمام المجتبى بهذه السيرة المباركة أيّما اعتناء ، فسأل أباه المرتضى الذي كان ربيب الرسول وتلميذه وصهره وأخاه وشريكه في حمل أعباء الرسالة ، وهو الذي لازمه من قبل بعثته حتى رحلته ، وطلب منه أن يصف له سيرة رسول اللّه فأجابه أمير المؤمنين إجابة تتضمن منهاجا كاملا للإنسان المسلم الذي يريد الاقتداء بسيرته ( صلّى اللّه عليه وآله ) .

قال الإمام عليّ صلوات اللّه عليه : « كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء للّه جل ثناؤه ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثمّ جزّأ جزأه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك على العامة بالخاصة ولا يدّخر عنهم شيئا ، وكان من سيرته في جزء الامّة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسّمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والامّة من مسألتهم وأخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : ليبلغ الشاهد الغائب ، وابلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته ، فإنّ من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إيّاه ثبّت اللّه قدميه يوم القيامة ، لا يذكر عنده إلّا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره ، يدخلون روادا ولا يفترقون إلّا عن ذواق ، ويخرجون أدلة . . » .

قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ » فقال :

« كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) يخزن لسانه إلّا ممّا يعينهم ، ويؤلّفهم ولا يفرّقهم ، أو قال :

ينفرهم ، ويكرم كريم كلّ قوم ، ويوليه عليهم ويحذّر الناس ، ويحترس منهم ، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه ، يتفقّد أصحابه ، ويسأل عمّا في الناس ، فيحسن الحسن ويقوّيه ، ويقبّح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكلّ حال عنده عتاب ، لا يقصّر عن الحقّ ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة . . » .

قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « فسألته عن مجلسه ، فقال : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذكر اللّه ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ويعطي كلّا من جلسائه نصيبه ، فلا يحسب جليسه أنّ أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه أو قارنه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، ومن سأله حاجة لم يرده إلّا بها أو بميسور من القول ، وقد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحقّ سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، لا ترفع عنده الأصوات ، ولا تؤبّن فيه الحرم ، ولا تثنى فلتأته ، ترى جلّاسه متعادلين ، يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب . . » .

قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « قلت له : كيف سيرته في جلسائه ؟ قال ( عليه السّلام ) : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) دائم السرور ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح ، يتغافل عمّا لا يشتهي ، ولا يؤيس منه ، ولا يجيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذمّ أحدا ، ولا يعيّره ولا يطلب عثرته ، ولا يتكلم إلّا فيما رجا ثوابه ، وإذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّما على رؤوسهم الطير ، وإذا سكت تكلّموا ، ولا يتنازعون عنده ، من تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك ممّا يضحكون منه ، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبوا منهم ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، ولا يقبل الثناء إلّا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوّزه فيقطعه بنهي أو قيام . . » .

قال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) : « كيف كان سكوته ؟ قال ( عليه السّلام ) : كان سكوت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) على أربع : الحكم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكير .

فأمّا تقديره ففي تسويته للنظر بين الناس واستماعه منهم .

وأمّا تفكيره ففيما يبقى ويفنى .

وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يعصيه شيء ولا يستقرّه .

وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي فيما أصلح امّته ، والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة . . . »[2].

 

[1] الأشدق : البليغ المفوّه .

[2] راجع الموفقيات : 354 - 359 ، أنساب الأشراف : 1 / 390 والمختصر في الشمائل المحمدية للترمذي : 39 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.