المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إرشاد وهداية من قادة الدين  
  
1537   03:25 مساءً   التاريخ: 11-6-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص121 ـ 124
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2018 1973
التاريخ: 2023-02-09 1227
التاريخ: 29-12-2022 1063
التاريخ: 8-12-2021 2221

أنه ليس لهذا المرض (الغضب) الروحي الخطير أي علاج أنجع من تعاليم الأنبياء وقادة الدين الحنيف، وما جاء به الأطباء والعلماء النفسيون بهذا الصدد وإن لم يكن عقيماً لكنه ليس قطعياً في العلاج. أما أئمة الدين فإنهم وجهوا بصائرنا بكلماتهم الحكيمة إلى عواقب الغضب الخطيرة، وفوائد كظمه العظيمة.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (اتقوا الغضب فإنه يجرّ العتب).

ويقول الدكتور ماردن: (أن الشخص الغضوب - مهما كان لغضبه من سبب - فإنه بعد أن تهدأ ثورة غضبه يلتفت إلى لغوية غضبه حتى أنه قد يعترف غداً بوجوب الإعتذار ممن اهانه في غضبه أمس، إنكم إذا عودتم أنفسكم على أن تقضوا بهذا القرار بالإقرار والإعتراف بالعبثية في الغضب في نفس حين الغضب تكونون قد قللتم اضطراب الغضب في أنفسكم إلى الحد الأدنى)(1).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: (الغضب ممحقة لقلب الحكيم، من لم يملك غضبه لم يملك عقله)(2).

إن للغضب والإضطراب الحاصل منه في نظر الأطباء عواقب خطيرة حتى أنهم قالوا أن من الممكن أن يؤدي اضطراب غضبي شديد إلى موت الفجأة أحياناً.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من أطلق غضبه تعجل حتفه)(3).

ويقول الدكتور ماردن: (هل يعلم أصحاب القلوب الضعيفة أن من الممكن أن تؤدي بعض الاضطرابات بحياتهم؟ من الممكن أن لا يتصوروا هذا، ولكن ليعلموا أن هناك بعض الأصحاء السالمين قد أضحوا فريسة اضطرابات مختلفة، فكم قد رأينا أن بعض حالات الغضب أدى بصاحبه إلى السكتة القلبية.

إن الغضب يذهب بشهوة الطعام، ويعسر حركة الهضم، ويوجد الخلل في التوازن العضوي والعصبي ساعات بل اياماً، إنه يؤثر في جميع الإمكانات الجسمانية والقوى الفكرية والمعنوية. وأن غضب الأم المرضعة قد يؤدي بلبنها إلى التسمم الخطير)(4).

ويقول الدكتور مان: (أن التحقيقات العلمية التي أجريت على الآثار الفيزيولوجية للإضطرابات دلت على حركة عامة في جميع الأعضاء. فالقلب والعروق والمعدة والمخ والغدد الداخلية تتغير حركتها كلها عند الغضب. وأن لترشح غدة آدرنين أهمية خاصة إذ تجعل هذه من نفسها وقوداً جديداً لحركات الأعضاء عوضاً عن سكر الكبد)(5).

وقال الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً: (إياك والغضب فأوله جنون وآخره ندم).

وقال (عليه السلام) ايضاً: (الغضب نار موقدة، من كظمه اطفأها ومن أطلقه كان أول محترق بها)(6).

ومن أجل مقاومة الغضب أوصى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، بالحلم والصبر فإننا من اجل الابتعاد عن الم الغضب بحاجة ماسة إلى الصبر.

قال (عليه السلام): (احترسوا من ثورة الغضب وأعدوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم)(7).

وقال (عليه السلام): (ضبط النفس عند حادث الغضب يؤمن من مواقع العطب)(8).

إن من الممكن أن يندفع الإنسان بغضبه إلى القتل: (أي شيء اشد من الغضب؟ أن الرجل يغضب ويقتل النفس التي حرم الله)(9).

ويقول الدكتور زان ماركويست: (هناك بعض أصحاب الأمزجة العصبية التي تستعرض أفكار الجرائم بسرعة الأفلام السينمائية، وهذه الصفة من الخصائص النفسية لهؤلاء المرضى، أن هؤلاء يفكرون في ارتكاب الجريمة في أقل من آن ما فيعملون بها تهوراً، إن هؤلاء يسمّون بالقاتل في لحظة)(10).

وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لمواقع غلبة الغضب بأمر جميل قال: (فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً فإن كان قائماً فليجلس، وإن كان جالساً فلينم، فإن لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد أو يغتسل، فإن النار لا يطفئها إلا الماء)(11).

ويقول الدكتور ويكتور بوشه: (إذا كان الطفل يغضب كثيراً من دون أن تكونوا قد اغلظتم له في الكلام، فبإمكانكم أن تسكنوا غضبه هذا بغسله بالماء البارد أو لفّه في خرقة منقعة مبللة أو رطبة)(12).

وقال الدكتور زيلبرت روبن: (أن لنظافة الجسم أثراً كبيراً في الأخلاق، فإن الاستحمام بالماء الفاتر في كل صباح ومساء بعد الفراغ من العمل اليومي ينظف البدن ويريحه ويذهب بالسأم والملل والضجر وفقدان الشهية، ويسكن الغضب الذي قد تحرك. ولذلك فبإمكاننا أن نقول بتساوي آثاره الجسدية والأخلاقية)(13).

وأن حياة قادة الدين في الحقيقة مصباح يجب علينا أن نسلك به سبيل الحصول على الفضائل الأخلاقية. أننا ندرك مدى الصبر وتملك النفس فيهم وكظمهم الغيظ مع أعدائهم من كيفية سيرهم وسلوكهم في الحياة، وذلك لنا درس عظيم. ونحن نذكر هنا نموذجاً لذلك: فمن حلم الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)، ما رواه ابن شهر آشوب في مناقبه قال: (روى المبرّد وابن عائشة أن شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه، والحسن (عليه السلام)، لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام)، فسلّم عليه وضحك، وقال: أيها الشيخ اظنك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك(14)، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً. فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام: 124]، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم)(15).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

2ـ أصول الكافي: ج2، ص305.

3ـ غرر الحكم: ص625.

4ـ عن الفارسية: بيروزي فكر.

5ـ عن الترجمة الفارسية لكتاب: علم النفس للدكتور مان.

6ـ غرر الحكم: ص71.

7ـ المصدر السابق: ص133.

8ـ المصدر السابق: ص462.

9ـ الوافي: ج3، ص148.

10ـ عن الفارسية: مجموعة جه ميدانم.

11ـ عن إحياء العلوم: ج2، ص151.

12ـ عن الفارسية: راه خوشبختي.

13ـ عن الفارسية: مجموعة جه ميدانم.

14ـ استعتبه استرضاه، واعتبه قبل عتابه ورضي عنه.

15ـ المناقب لابن شهر آشوب: ج4، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.