المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Juha Heinonen
25-3-2018
التنظيم القانوني للأضراب في المواثيق الدولية
7-8-2017
أبو جرادة صاحب أمير المؤمنين ع.
12-12-2017
Phase Transition
30-8-2016
جعفر بن محمد بن مالك الفَزاري
26-8-2016
شعر للخفاجي
2024-05-02


شعر في قرطبة  
  
3585   12:00 صباحاً   التاريخ: 8-6-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:615
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

شعر في قرطبة

وما أحسن قول الشيخ الإمام أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية (1) يستودع أهل قرطبة:

 (615)

أستودع الله أهل قرطبة ... حيث عهدت (2) الحياء والكرما

والجامع الأعظم العتيق ولا ... زال مدى الدهر مأمنا حرما وقال أبو الربيع ابن سالم (3) : حدثني بذلك أبو الحسن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري (4) قال: أنشدني أبو محمد بن عطية لنفسه، فذكرهما بعد أن قال: إنه لما أزمع القاضي أبو محمد بن عطية الارتحال عن قرطبة قصد المسجد الجامع وأنشد (5) البيتين، انتهى.

وقال ابن عطية أيضا رحمه الله تعالى (6) :

بأربع فاقت الأمصار قرطبة ... وهن قنطرة الوادي وجامعها

هاتان ثنتان، والزهراء ثالثة، ... والعلم أكبر شيء وهو رابعها وقد تقدم إنشادنا لهذين البيتين من غير نسبة لأحد (7) .

 

__________

 (1) أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي ( - 542) من أهل غرناطة كان واسع المعرفة قوي الأدب متفننا في العلوم (الصلة: 367 والقلائد: 208 وسيترجم له المقري).

(2) ك: وجدت.

(3) أبو الربيع ابن سالم: سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي ( - 634) من أجل شيوخ الأندلس علما وتأليفا وأولي الحزم والجرأة وافقدام، استشهد بمعركة أنيشة صابرا محتسبا. (راجع ترجمته في الذيل والتكملة 4: 83 والتكملة رقم: 1991 والمرقبة إلعليا: 119 وبرنامج الرعيني: 66 وتحفة القادم: 129 وإعتاب الكتاب: 249 والديباج: 122 وتذكرة الحفاظ: 1417 وسيترجم المقري له في النفح).

(4) عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة يعرف بابن أبي له برنامج شيوخ أخذه عنه أبو الربيع ابن سالم وعنه أخذه تلميذه ابن الأبار، ولي القضاء باستجة وكان شيخا جليلا معتنيا بصناعة الحديث، توفي بغرب العدوة صادرا عن مراكش سنة 585 (التكملة رقم: 1619).

(5) ك: وأنشدني.

(6) انظر البيتين في ترجمة ابن ربيع الأشعري في التكملة.

(7) انظر ما تقدم ص: 153.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.